ثقافة و فنونعربي “متعة الكتابة” لشيمبورسكا معجزة إيطالية صغيرة by admin 23 أبريل، 2020 written by admin 23 أبريل، 2020 118 800 نسخة من مجموعة شعرية واحدة تباع ذات مساء اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب لا شكّ أن البائعين الذين يتلقون طلبات شراء الكتب عن طريق الإنترنت والتابعين إلى شركة آمازون، شعروا بأكثر من مجرد الذهول حين تلقّوا ذات مساء ثمانمئة طلب خلال ساعات قليلة لشراء نسخ من مجموعة شعرية لم تكن بِيعَ منها خلال الأسابيع السابقة سوى نسخ بالعشرات. وزاد من ضخامة الحدث وغرابته في ذلك المساء أنّ عدد صفحات المجموعة يكاد يناهز الثمانمئة صفحة، فإذا زدنا على ذلك أن الشعر مترجمٌ عن البولندية، وأن ليس من السهل تهجئة اسم الشاعرة صاحبة المجموعة التي بالكاد كانت معروفة في إيطاليا رغم فوزها قبل حين بجائزة نوبل الأدبية فوزاً لم يلفت نظر الكثيرين يومها، يصبح من حقنا أن نتحدّث عن “معجزة” صغيرة لا سابق لها في تاريخ الشعر، لا في إيطاليا ولا في غير إيطاليا. فماذا إذا قلنا الآن أن دار النشر التي أصدرت المجموعة مترجمة إلى الإيطالية، وجدت نفسها تصدر خلال الأسابيع القليلة التالية طبعتين جديدتين من المجموعة لا يقل عدد نسخ كل منهما عن خمسة عشر ألف نسخة؟! للوهلة الأولى ربما يُخيّل للمرء أنه أمام نوع من “كذبة أبريل” أو أمام خبر مفبرك، همّه أن يطمئن محبي الشعر أن هواهم هذا في خير، أو أنّ الأمر مزحةٌ في أحسن الأحوال. لكن أبداً لا شيء من هذا، فالحدث حقيقيٌّ، والمجموعة عنوانها “متعة الكتابة”، وتضم الأعمال الشعرية الكاملة للشاعرة البولندية فيسلافا شيمبورسكا، التي رحلت عن عالمنا قبل حدوث ذلك بأسابيع قليلة أي في فبراير (شباط) 2012 عن عمر قلّ عاماً واحداً عن الثمانين. أمّا ذلك المساء العجائبي الذي نشير إليه فكان في مارس (آذار) من العام نفسه. الوجه الآخر للّغز والحقيقة، أننا لكي لا نبدو وكأننا نرسم لغزاً يصعب حلّه، نجدنا هنا مضطرين إلى الإفصاح عن الوجه الآخر لـ”الأعجوبة”، بل الوجه الذي يضيف منطقية ما على حدث قد لا يبدو أول الأمر منطقيّاً بما يكفي. وهكذا إذا كنا تحدّثنا عن أعجوبة أدبية/ شعرية، قد يكون علينا بعد هذا أن نتحدّث عن “معجزة تلفزيونية” بالأحرى، وهاكم الحكاية خلف الحكاية. وهي بالتحديد تتعلق بالكاتب الإيطالي روبرتو سافيانو الذي اشتهر شعبياً في طول شبه الجزيرة الإيطالية وعرضها، ليس بحبه الشعر أو الشعر البولندي الصوفي على وجه الخصوص، بل بكتابته تحقيقات ونصوصاً عن ذلك الفرع النابوليتاني من المافيا المعروف باسم “غومورا”. ونعرف أن عدداً من كتبه حُوّل إلى أفلام سينمائية، وأن رأسه كان مطلوباً من تلك العصابات، وهو بفضل تلك الشعبية وجد نفسه يتحوّل أيضاً إلى نجم تلفزيونيّ حيت تعاقدت معه واحدة من أكثر المحطات التلفزيونية الرسمية نخبويةً (راي 3) ليقدِّم برنامجاً يتضمّن تعليقاته على الكتب وبعض الأفلام وما شابه. ولقد حظي البرنامج في بلاده بشعبية هائلة، مكّنته من أن يُنوّع بين الحين والآخر، فيتخطّى أطر الموضوعات الأدبية الجماهيرية، ليتحدّث عن أدب أكثر جدية. وهكذا بالتحديد، لمناسبة رحيل تلك الشاعرة التي يبدو أنه كان التقاها شخصياً في آخر أيامها، وأُعجب بشخصيتها، بل سجّل معها مقاطع وبعض اللحظات التأملية “غامر” بأن جعل حلقة ذلك المساء من برنامجه مخصصة لها. ومن الواضح أنّ الإيطاليين من متابعي البرنامج دُهشوا بتواضعها وجاذبيتها في ثمانينياتها، لا سيما حين رأوها في إحدى اللحظات تقول مبتسمة بكل هدوء: “لقد بدأت حياتي منذ سنوات شبابي محبة النوع الإنساني، عازمة على جعل شعري وكل ما أكتبه في خدمته، لكني بقدر ما كنت أتقدم في العمر كنت أكتشف أكثر وأكثر أن من غير الممكن إصلاح البشر. لم أتوقف عن حبهم، لكن شِعري توقّف عن محاولة إصلاحهم من تلقائه!”. اقرأ المزيد “مارا ودان” لدوريس ليسينغ كوارث ما بعد الكارثة “غايانه” لخاتشاتوريان موسيقى راقصة لحكاية أبدية كان اكتشاف الإيطاليين تلك السيدة حدثاً كبيراً في حياة معظمهم، كما يمكننا أن نتوقّع، ومن هنا سارعوا إلى حواسيبهم ليتوجهوا إلى “آمازون” بطلبيات شراء مجموعتها التي قدّمها سافيانو في تلك السهرة. وبالتالي عمّ ترانا نتحدث هنا؟ عن معجزة الشعر أو عن معجزة التلفزة؟ من متعة الكتابة إلى متعة الشاشة مهما يكن، قبل أن نتوقف عند شعر شيمبورسكا، قد يكون من المفيد أن نشير هنا إلى أن الحكاية تذكّرنا ببرنامج ثقافي فرنسي كان يقدّمه الإعلامي برنار بيفو باسم “أبوستروف” على القناة الثانية، وكان لا يفوته أن يُذكّر بين الحين والآخر بكيف أنّ ظهور أي كاتب في حلقة من حلقات البرنامج يؤدي منذ صباح اليوم التالي إلى رفع مبيعات كتبه أضعافاً مضاعفة. ومن هؤلاء باحث في اللغة هو كلود هاجيج أصدر مرة كتاباً في أكثر من ألف صفحة عن تقنيات اللغة، كان عسيراً حتى على المتخصصين وباهظ الثمن، لكنه حين ظهر مؤلفه في “أبوستروف” بِيع منه خلال أيام تالية ألوف النسخ. أمّا بيفو فكان تعليقه: “علينا الاعتراف بأن معظم الذين اشتروا الكتاب لن يقرؤوا فصلاً منه، لكنهم اشتروه تحية منهم لباحث أمتعهم ذات مساء تلفزيزني بحديثه عن اللغة…!”. والآن، مَنْ هي فيسلافا شيمبورسكا؟ حتى الآن وبصرف النظر عن حكايتنا الإيطالية هنا، تكاد هذه الشاعرة التي رحلت بعد سنوات قليلة من نيلها “نوبل”، تكون واحدة من الأدباء الأكثر تكتماً من بين كل “المُنَوْبلين”، إذ وكما أشرنا، بالكاد تنبّه أحدٌ إليها حين فازت ونحن نعلم بالطبع أن فوز روائي يثير من الصخب مئات المرات أكثر من فوز شاعر. ولم تشذ شيمبورسكا عن القاعدة، حتى وإن كانت واسعة الشهرة في بلادها حيث تلقّب بـ”شاعرة أشياء الحياة البسيطة”، إضافة إلى صوفية لغتها الشعرية من ناحية وبساطتها من ناحية مقابلة. وإذا كان لنا أن نشبّه شعرها بشعر ما فإنه أشبه بمزيج من شعر العربي نزار قباني والفرنسي جاك بريفير، إذ تستخدم لغة بالغة البساطة للحديث عن الحب والعائلة والعلاقات اليومية وخيبات الألم والأحلام، لكن دائماً بقدر متميّز من الحس الفكاهي، لا سيما حين تتناول “الحياة اليومية والمواقف الأكثر غرابة في عاديتها” حسب واحدٍ من أقوالها الأكثر شعبية. ولكن يعرف قراؤها المدمنون، وهم كثر في وطنها على أي حال، بل حتى في البلدان المجاورة لبولندا حيث تُقرأ بكل أريحية، أن خلف تلك البساطة الخادعة التي تميّز شعرها توجد دائماً تلك الرغبة الحاسمة في إزاحة النقاب عن أكثر غوامض تلك الحياة اليومية غموضاً. الشاعر كائن نصف سرّي وهذا ما أدركه محكّمو “نوبل” بالتأكيد حين منحوها جائزتهم عام 1996، مشددين على الطابع الإنساني في تعبيرها الشعري، لكن من دون أن يفوتهم أن يشيروا إلى أنها ومنذ صباها الذي بدأته في صفوف النضال الشيوعي سرعان ما أبدت خيبة أملها من ذلك النضال، لكنها لم تسعَ أبداً كي تُصنّف بين المنشقين الذين راحوا يتزايدون خلال الربع الثالث من القرن العشرين، ويُصطادون لأغراض سياسية. بالنسبة إليها هي كانت تفضّل أن تعتبر نفسها “من منفيّي الداخل”، مواصلة حياتها وكتابتها، ومعتبرة أن للشعر وظيفةً لا يجب أن تكون بالضرورة صدامية. ومن هنا لم يكن مفاجئاً لأحد كيف أنها في خطاب تلقّيها جائزة نوبل في ستوكهولم وكانت في الثالثة والستين من العمر، أصرّت مبتسمة وبشكل لا يخلو من المكر، أن ترسم “بورتريه” للشاعر، أيّ شاعر، كما تتصوّره قائلة: “إنه كائن نصف سرّي لا يمكن التقاطه، وربما، لهذا بالتحديد هو كائن ليس ثمة بديل له”. ومَنْ عرفوا فيسلافا عن قرب، لا سيما خلال العقود الأخيرة من حياتها، يقولون طواعية إنها كانت كمن تصف نفسها في ذلك البورتريه. ومن المؤكد أن هذه الصورة التي كررتها بنفسها أمام سافيانو أدهشت الإيطاليين فاندفعوا إلى قراءتها لعلهم يلتقطونها ويزيحوا القناع عن نصف سرّيتها، حتى بعد رحيلها. المزيد عن: فيسلافا شيمبورسكا/شعر/جائزة نوبل/روبرتو سافيانو/إيطاليا 34 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post القطب الشمالي سيخلو من الجليد في الصيف next post محاكمة ضابطي استخبارات سوريين في ألمانيا You may also like أبطال غراهام غرين يبحثون عن اليقين عند الديكتاتور 10 يناير، 2025 رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: حسام أبو صفية… الرجل... 10 يناير، 2025 كتب يناير الإنجليزية: سيرة هوليوودي واعترافات 3 نساء 9 يناير، 2025 عبده وازن يكتب عن: بثينة العيسى تروي خراب... 9 يناير، 2025 أعظم 20 فيلما في تاريخ سينما الغرب الأميركي 9 يناير، 2025 وليام هوغارث يغزو بيوت لندن بلوحات شكسبيرية 9 يناير، 2025 استعادة الشاعر بول إلويار في الذكرى المئوية للبيان... 9 يناير، 2025 فيلم “ذا اوردر” يواكب صعود التطرف في الغرب 9 يناير، 2025 عندما فقد الروسي غوغول شاعرية “سهرات مزرعة ديكانكا” 9 يناير، 2025 34 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 5:45 م Link exchange is nothing else but it is only placing the other person’s blog link on your page at appropriate place and other person will also do same for you. Reply глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 1:29 ص Link exchange is nothing else except it is simply placing the other person’s website link on your page at appropriate place and other person will also do same for you. Reply cs:go skins betting sites 8 مايو، 2024 - 4:10 ص Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates. Reply университет 16 مايو، 2024 - 8:38 م One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities. Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 8:53 م Unquestionably believe that which you stated. Your favorite justification appeared to be on the net the simplest thing to be aware of. I say to you, I definitely get irked while people consider worries that they plainly do not know about. You managed to hit the nail upon the top as well as defined out the whole thing without having side effect , people can take a signal. Will likely be back to get more. Thanks Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 11:34 م Heya i’m for the primary time here. I came across this board and I in finding It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 10:09 م It’s a shame you don’t have a donate button! I’d without a doubt donate to this excellent blog! I suppose for now i’ll settle for book-marking and adding your RSS feed to my Google account. I look forward to brand new updates and will talk about this site with my Facebook group. Chat soon! Reply hot fiesta 13 يونيو، 2024 - 4:16 ص I am sure this article has touched all the internet users, its really really pleasant post on building up new website. Reply хот фиеста казино 13 يونيو، 2024 - 8:33 م Hi there, I found your web site via Google even as searching for a comparable topic, your site got here up, it seems good. I have bookmarked it in my google bookmarks. Reply hot fiesta игра 14 يونيو، 2024 - 6:37 ص What’s up everybody, here every one is sharing such experience, thus it’s pleasant to read this blog, and I used to pay a visit this website everyday. Reply hot fiesta casino 14 يونيو، 2024 - 6:19 م I am in fact happy to read this webpage posts which contains lots of useful data, thanks for providing such information. Reply hot fiesta игра 15 يونيو، 2024 - 5:31 ص Appreciating the dedication you put into your website and in depth information you provide. It’s great to come across a blog every once in a while that isn’t the same unwanted rehashed material. Fantastic read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 5:00 ص Can I simply say what a relief to find an individual who really knows what they’re talking about online. You certainly know how to bring an issue to light and make it important. More people must read this and understand this side of the story. I can’t believe you aren’t more popular since you definitely have the gift. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:59 ص Pretty section of content. I just stumbled upon your web site and in accession capital to assert that I acquire in fact enjoyed account your blog posts. Any way I’ll be subscribing to your augment and even I achievement you access consistently rapidly. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 12:10 ص Howdy would you mind letting me know which webhost you’re utilizing? I’ve loaded your blog in 3 completely different internet browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most. Can you suggest a good internet hosting provider at a reasonable price? Cheers, I appreciate it! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 1:52 ص Pretty section of content. I simply stumbled upon your web site and in accession capital to say that I acquire in fact enjoyed account your blog posts. Any way I’ll be subscribing for your augment or even I achievement you access consistently rapidly. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 1:49 ص Hi are using Wordpress for your blog platform? I’m new to the blog world but I’m trying to get started and create my own. Do you need any coding knowledge to make your own blog? Any help would be greatly appreciated! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 6:20 م This post is priceless. Where can I find out more? Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 9:40 م Thanks for sharing such a nice thought, piece of writing is good, thats why i have read it completely Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 11:11 م After exploring a number of the blog posts on your web page, I really like your way of blogging. I book marked it to my bookmark site list and will be checking back soon. Take a look at my web site as well and let me know how you feel. Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 9:49 م Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:01 ص Строительство автомойки – сложный процесс. Мы обеспечиваем профессиональный подход на каждом этапе, чтобы ваш бизнес процветал. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:19 م Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие. Reply строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 10:49 ص Заказывая автомойку под ключ, вы получаете полный комплекс услуг, который включает выбор местоположения, проектирование, строительство и установку оборудования для качественной мойки авто. Reply строительство автомоек под ключ 8 يوليو، 2024 - 10:34 م Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 10:41 م hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise some technical issues using this web site, since I experienced to reload the web site a lot of times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your web hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your high quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective interesting content. Make sure you update this again soon. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 4:28 ص Wow that was odd. I just wrote an extremely long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Regardless, just wanted to say superb blog! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 5:29 م Having read this I thought it was extremely informative. I appreciate you finding the time and effort to put this informative article together. I once again find myself spending way too much time both reading and leaving comments. But so what, it was still worth it! Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:25 ص Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 8:23 ص Why viewers still use to read news papers when in this technological world all is available on net? Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 12:41 ص It’s truly very difficult in this full of activity life to listen news on TV, thus I only use web for that purpose, and get the most recent news. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 5:09 م Hey! I just wanted to ask if you ever have any trouble with hackers? My last blog (wordpress) was hacked and I ended up losing a few months of hard work due to no data backup. Do you have any solutions to protect against hackers? Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 12:19 م Appreciating the dedication you put into your website and in depth information you present. It’s great to come across a blog every once in a while that isn’t the same unwanted rehashed material. Wonderful read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account. Reply theguardian 29 أغسطس، 2024 - 1:41 ص When I originally commented I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and now every time a comment is added I get four emails with the same comment. Perhaps there is a means you can remove me from that service? Thanks! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.