ثقافة و فنونعربي “المتوسط” لفرنان بروديل: أكثر من مجرد بحر by admin 20 أبريل، 2020 written by admin 20 أبريل، 2020 121 عالم بأسره تقاذفته الحضارات واستوعب كل ما أنتجه البشر اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب “لقد أحببت البحر الأبيض المتوسط بقدر كبير من الشغف، ربما كان ذلك لأني آتٍ من الشمال، مثل آخرين كُثر وبعد آخرين كثر. وكان من شأني أن أكرس له وبكل فرح سنوات دراسة طويلة. وفي المقابل آمل أن جزءاً من هذا الفرح وكثيراً من نوره سوف تضيء صفحات هذا الكتاب”. هذه العبارات يصدِّر بها المؤرخ الفرنسي فرنان بروديل الطبعة الأولى الصادرة عام 1949 لواحد من أوائل كتبه الكبيرة والمؤسسة، التي يمكن القول إنها أسهمت في تغيير صورة الدراسات التاريخية في فرنسا والعالم مقربة التاريخ من الجغرافيا بصورة حاسمة ونهائية. والكتاب الذي نعنيه هنا هو “المتوسط والعالم المتوسطي في زمن فردينان الثاني”، حتى وإن كان موضوعنا اليوم كتاب آخر لبروديل لن يصدر إلا بعد هذا الكتاب بربع قرن وأكثر، ويحمل عنواناً أوضح كثيراً وأكثر بساطة هو “المتوسط”. ولا بد أن نوضح هنا أمراً، ليس ثمة علاقة بين الكتابين تجعلهما مكملين لبعضهما البعض باستثناء اشتغال بروديل عليهما معاً، انطلاقاً من غرامه الشغوف بالمتوسط. ولعل من الضروري أولاً أيضاً أن نتطرق إلى ما يمكن اعتباره جذور ذلك الشغف عبر حكاية يرويها بروديل بنفسه. المكان قبل الزمان فحوى الحكاية كما يروي لنا بروديل، أنه حين شرع في تأليف الكتاب الأول بعدما حضّر له طوال فترة اعتقاله أسيراً في المعتقلات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية وراح يعده للنشر بعد هزيمة الألمان وعودته هو إلى الحياة العامة، كان في البداية قد وضع له عنواناً هو “سياسة فيليب الثاني الدبلوماسية المتوسطية”. لكنه حين عرض المشروع على أستاذه لوسيان فيفر الذي كان معروفاً في ذلك الحين بكونه واحداً من أفضل الباحثين الذين اشتغلوا على فيليب الثاني، كتب هذا إلى بروديل رسالة تساءل فيها، “فيليب الثاني والمتوسط؟ إنه موضوع جميل. ولكن لم لا يكون المتوسط وفيليب الثاني؟ أوليس هذا موضوعاً كبيراً أيضاً؟ بين هذين القطبين اللذين هما فيليب والبحر المتوسط ليس ثمّة تكافؤ في الحجم”. وسيقول الباحثون لاحقاً إن استجابة بروديل لطلب أستاذه جعلت من ذلك الحيّز البحري، العنصر الرئيس في العمل. كما أنها قلبت المعادلة لتجعل من المعنى الذي تضمنته القلبة جوهر توجهات مدرسة «الحوليات» بأسرها في مرحلتها الثانية بعدما صار بروديل نفسه مسؤولاً عنها وعن فصليّتها. أما بالنسبة إلى بروديل، فكانت تلك اللحظة بداية شغفه بالمتوسط. وربما اللحظة التي وُلد فيها الكتاب الضخم المدهش الذي نحن بصدده هنا “المتوسط” الذي صدر بين عامي 1977 و1979 ليكون منذ تلك اللحظة الكتاب العمدة لتاريخ وجغرافية هذا البحر، وربما كذلك وصية فرنان بروديل الفكرية والجمالية، ناهيك باعتبار كُثرٍ له أجمل وأوفى كتاب عن هذا البحر بجزءيه اللذين يحمل أولهما عنون “المتوسط: الفضاء والتاريخ”، والثاني “المتوسط: البشر والإرث” وصفحات كل منهما التي تقرب من المئتين والثلاثين بحجم عملاق (31سم×38سم) وصوره التي تزيد على الأربعمئة وخرائطه. اقرأ المزيد “مارا ودان” لدوريس ليسينغ كوارث ما بعد الكارثة “غايانه” لخاتشاتوريان موسيقى راقصة لحكاية أبدية كتاب المتوسط بالتأكيد باختصار، هذا الكتاب بجزءيه الضخمين، هو، في رأي كثر من الذين تناولوه، كتاب المتوسط بامتياز، ومن أهم ما أنتج بروديل في حياته، حتى وإن كان الكتاب يحمل اسمه كمشرف عليه لا كمؤلف له. ولكن لا بد من التنبه هنا إلى أمر أساسي وهو أن بروديل قد كتب ثلاثة أرباع دراسات كل من الجزءين (أربعة من أصل ستة أقسام يتألف منها الجزء الأول، فيما ترك لمساعدين له، هما فيليبو كواريللي وموريس آيمار قسماً واحداً لكل واحد منهما يحمل بالنسبة إلى الأول عنوان “روما” وبالنسبة إلى الثاني “فضاءات”)، مشركاً معه في الجزء الثاني واحداً من كبار علماء التاريخ الجديد الفرنسيين، جورج دوبي إلى جانب الباحثين المشاركين في الجزء الأول. والحقيقة أن بصمات بروديل وأسلوبه ومفاهيمه التاريخية والجغرافية ماثلة في كل أقسام وصفحات الكتاب الذي لا بد من أن نضيف أنه قد حُوّل في حينها إلى حلقات تلفزيونية، لعل من الإنصاف اعتبارها من أهم التدخلات التلفزيونية في العلم والثقافة في تلك الأزمان الثقافية السعيدة. المهم، مع هذا الكتاب المزدوج صار للمتوسط كتابه العلمي ولكن كتابه الشيق أيضاً. وذلك ما أجمع عليه كل الذين تناولوا هذا العمل حينها. ففي الجزء الأول ها هو بروديل ومساعداه يتعاملون مع المتوسط كعالم مغلق بصرف النظر عن انفتاحه على المحيط الأطلسي، حيث يعتبرون أعمدة هرقل حاجزاً يغلق البحر على ذاته، وبالتالي يساعدهم على عدم تجميد التاريخ في الحجر والصخور والأطلال مشتغلين بدلاً من ذلك على البرهنة على تواصل الأخلاق والعادات وضروب الإيمان وتنوع الاقتصادات داخل ذلك الانغلاق. تواصل لا يتوقف بالنسبة إلى بروديل ليس ثمة تعاقب وقطيعات في المتوسط، فهو يرى أن هذا البحر عاش حضارة متواصلة تجعل من سقوط بيزنطية أمراً لا يقل أهمية من موت روما. لكنه يتنبه، وينبهنا في الوقت نفسه، إلى أن المتوسط كان وعاء مزج لكل ما ومَن أتاه من خارجه ليصبح في عهدته منذ ذلك الحين: ترى، يتساءل، ألم يستدرج المتوسط البرتقال والمندارين والحامض من آسيا والطماطم من أميركا والدراق من الصين. كلها سرعان ما صارت متوسطية بالطبع! وجزءاً من تلك الحضارة التي راحت تتراكم من بيبلوس إلى قرطاج ومن الإسكندرية إلى الجزر اليونانية، في أزمنة عرف المتوسط كيف يكون فيها بحر تلاقٍ بأكثر مما يكون فضاءً فصل بين الشعوب وأممها. في الجزء الثاني الذي انضم إليه جورج دوبي كما أشرنا، بين آخرين، يصل الحديث عن المتوسط إلى الجانب الروحي من الحضارات مروراً بالفكر والفلسفة اليونانيين ولكن كذلك، وبشكل خاص، بولادة الأديان التوحيدية التي رغم كونها معترفة بإله واحد راحت تتصادم وتتلاقى من حوله، تبعاً للأزمنة وللضرورات التي حولت الثلاثة أديان بأتباعها إلى فضاءات صدام بين مريديها، مشفوعة حيناً بالعقل والروح وأحياناً بالحديد والنار. ثم أَوليس في المتوسط كانت ولادة العائلة كخلية أساسية للمجتمعات كم نعرفها اليوم، أو عرفناها على الأقل لمرحلة قريبة من الزمن؟ أجل كان المتوسط الحيز الذي بقيت فيه العائلة نمط الوجود الثابت بالنسبة إلى الأفراد، والجانب الأكثر ظلاماً. ثم، أخيراً، ماذا عن التنقلات والهجرات، تلك التي عاشها المتوسط وشعوبه طوال ألوف السنين؟ يتساءل بروديل أيضا متحدثاً عن المنفى الذي كان مصيراً لملايين الفلسطينيين، “إذ اقتلعتهم من أوطانهم دياسبورا يهودية كانت، هي تبحث بدورها عما تعتبره وطنها”. وهنا لا ينسى بروديل هجرة نحو مليون من فرنسيي الجزائر كانوا قبل استقلال هذا البلد قد اعتبروه دياراً نهائية لهم. كذلك لا ينسى بروديل ومعاونوه في الكتاب تدفق مئات الألوف من أبناء هوميروس عبر آسيا الوسطى. يكاد الكتاب يذهلنا في هذا السياق بحديثه عن المجازر وضروب الاقتلاع وتاريخ المنفيين بسبب حسابات سياسية ومصالح أمم لم تولد، بالنسبة إليه في القرنين الأخيرين كما يحلو لكثر أن يعتقدوا، بل منذ فجر التاريخ المتوسطي. بيد أن تلك الهجرات لم تكن بالنسبة إلى بروديل ورفاقه سياسية وحربية ودينية فقط، بل تتسم اليوم بطابع سياحي، وإلا فماذا عن ملايين السيّاح الذين ينحدرون من الشمال ويأتون من الغرب للاستلقاء على الشواطئ المتوسطية الدافئة؟ كل هذا هو ما يصنع المتوسط في رأي جزءي هذا الكتاب، الذي لو كان بروديل حياً وأراد أن يضيف إليه ما هو جديد اليوم، لكان عليه أن يرصد تلك الهجرات الجديدة وربما على رأسها تلك الأجدّ، المعاكسة التي عمادها عشرت الألوف من السوريين والعراقيين، لا سيما الأفارقة الذين يتزاحمون في هذا البحر معتبرينه الطريق إلى فردوسهم الأوروبي المفقود، فإذا به يتحول إلى جحيم لهم وأحياناً أيضاً إلى مقبرة. وربما يكون من حظ فرنان بروديل أنه رحل قبل أن يشاهد هذه الصورة الأحدث لمتوسطه الحبيب. المزيد عن: البحر المتوسط/فرنس/االحوليات/فرنان بروديل 33 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post توقيف لبناني في بولندا يحضر لاعتداءات في أوروبا الغربية next post الفرنسية ماري كلير بانكار تواجه الخوف من الموت بالشعر والموسيقى You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 33 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 2:13 ص Incredible! This blog looks exactly like my old one! It’s on a entirely different topic but it has pretty much the same layout and design. Excellent choice of colors! Reply глаз бога тг 10 أبريل، 2024 - 9:41 ص Have you ever considered about including a little bit more than just your articles? I mean, what you say is fundamental and all. Nevertheless think about if you added some great pictures or video clips to give your posts more, “pop”! Your content is excellent but with images and clips, this website could undeniably be one of the greatest in its niche. Amazing blog! Reply глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 10:57 م I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers! Reply cs 2 live gambling site 8 مايو، 2024 - 1:43 ص At this time I am going to do my breakfast, after having my breakfast coming again to read further news. Reply F. Skorina Gomel State University 16 مايو، 2024 - 2:36 ص Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 25 مايو، 2024 - 10:40 ص This blog was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Thanks a lot! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 8:54 م Hey there! I’m at work browsing your blog from my new iphone 4! Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts! Keep up the excellent work! Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 7:33 م Hi would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m planning to start my own blog in the near future but I’m having a tough time making a decision between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design and style seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S My apologies for getting off-topic but I had to ask! Reply hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 6:52 م Thanks for finally writing about > %blog_title% < Liked it! Reply хот фиеста играть 14 يونيو، 2024 - 4:59 م Thanks for your marvelous posting! I genuinely enjoyed reading it, you may be a great author.I will ensure that I bookmark your blog and definitely will come back down the road. I want to encourage yourself to continue your great writing, have a nice weekend! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:29 ص If some one wants to be updated with latest technologies after that he must be visit this web site and be up to date everyday. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 9:25 ص I must thank you for the efforts you have put in writing this blog. I am hoping to view the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has motivated me to get my very own blog now 😉 Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:42 م There is definately a lot to learn about this topic. I like all the points you’ve made. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 12:22 ص It’s in point of fact a nice and helpful piece of information. I’m glad that you simply shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing. Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 11:21 م Hello there, simply was aware of your blog thru Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate in case you continue this in future. A lot of other folks will probably be benefited from your writing. Cheers! Reply строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 1:48 ص Строительство автомоек под ключ – это возможность получить готовое к эксплуатации и прибыльное предприятие без лишних хлопот. Reply строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:29 ص Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ. Reply мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:56 م Выбрав услугу “автомойка самообслуживания под ключ”, инвестор получает полностью оснащенную и готовую к эксплуатации моечную станцию без необходимости заниматься её организацией самостоятельно. Reply автомойка под ключ 9 يوليو، 2024 - 8:44 ص Выбирая франшизу автомойки, вы получаете готовый бизнес-план, маркетинговую поддержку и постоянное обновление технологий. Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 11:54 ص “Строительство автомоек под ключ” с нашей командой гарантирует использование последних технологий и высочайших стандартов качества. Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 8:00 م Hello there, simply was aware of your blog thru Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate when you continue this in future. A lot of other people will be benefited from your writing. Cheers! Reply Jac Благовещенск 20 أغسطس، 2024 - 6:56 ص I have been surfing online more than 2 hours today, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. In my opinion, if all webmasters and bloggers made good content as you did, the net will be much more useful than ever before. Reply Джак 20 أغسطس، 2024 - 5:42 م Greetings! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting fed up of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be great if you could point me in the direction of a good platform. Reply Jac Благовещенск 21 أغسطس، 2024 - 3:59 ص This website was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Thanks! Reply Jac Амур 21 أغسطس، 2024 - 3:10 م I do believe all the ideas you have presented in your post. They are very convincing and will definitely work. Still, the posts are too brief for novices. May just you please extend them a bit from next time? Thank you for the post. Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 3:52 ص I for all time emailed this blog post page to all my associates, because if like to read it next my links will too. Reply theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 10:27 م Excellent post. I definitely love this website. Keep writing! Reply theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 3:10 م Wow, awesome blog format! How long have you been blogging for? you make blogging glance easy. The entire glance of your site is fantastic, let alonesmartly as the content! Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 10:03 م I simply could not leave your web site prior to suggesting that I extremely enjoyed the standard information a person supply in your visitors? Is going to be back ceaselessly in order to check up on new posts Reply theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 1:02 م If some one desires to be updated with newest technologies after that he must be go to see this site and be up to date every day. Reply theguardian 27 أغسطس، 2024 - 9:14 م After looking into a few of the blog articles on your site, I honestly like your way of blogging. I book marked it to my bookmark website list and will be checking back soon. Please check out my web site as well and let me know what you think. Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 10:41 ص Thank you for some other informative blog. Where else may I am getting that kind of info written in such a perfect approach? I have a challenge that I am simply now running on, and I have been at the glance out for such information. Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 11:58 م I like it when folks come together and share views. Great website, continue the good work! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.