تشمل أبرز الكتب الصادرة في مارس عملاً عن القوة العلاجية للقراءة ورواية عن كابلات المعلومات الموجودة في قعر البحار وكتاباً عن هشاشة الذاكرة (اندبندنت) ثقافة و فنون أهم إصدارات الكتب في بريطانيا لشهر مارس 2025 by admin 18 مارس، 2025 written by admin 18 مارس، 2025 10 من الإثارة والتشويق إلى قوة الذاكرة وتغير الفكر نستعرض في زاويتا الشهرية أهم الكتب التي تستحق القراءة هذا الشهر اندبندنت عربية / مارتن تشيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@ رواية “أوركسترا النساء في أوشفيتز: قصة نجاة” The Women’s Orchestra of Auschwitz: A Story of Survival للكاتبة آن سيبا والصادرة عن دار ويدنفيلد آند نيكولسون للنشر، هي شهادة على قوة التحمل، إذ تدور حول التأثير الملهم للموسيقى وأثر الأفعال الطيبة البسيطة في صنع فارق عميق. يستند الكتاب إلى بحث دقيق ويتضمن شهادات مباشرة من ناجيات من معسكرات الموت النازية، مما يجعله وثيقة حية عن صلابة التضامن النسائي وسط أقسى الظروف. وكما عبرت إحدى الموسيقيات في الأوركسترا عن هذا التناقض الصارخ قائلة: “من يستطيع أن يفهم هؤلاء الناس؟ في لحظة يطلبون سماع مقطوعة ’حلم يقظة‘ لـ شومان، وفي اللحظة التالية يلقون بالبشر في النار”. أما واحد من أكثر الكتب غرابة هذا الشهر، فهو “قصة السحرة: الفلكلور، التاريخ والخرافة” The Story of Witches: Folklore, History and Superstition للكاتب ويلو وينشام والصادر عن دار باتسفورد للنشر. ويسود اعتقاد بأن السحرة أسهموا في إحباط غزو نابليون لإنجلترا، وفي كتابه يشير وينشام إلى واقعة مثيرة للدهشة حدثت عام 2017، حين اجتمع آلاف السحرة في الولايات المتحدة و”أدوا طقوساً ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب”. لكن كما يبدو، لم تعد التعاويذ تعمل كما كانت في الماضي! ومن بين أبرز إصدارات هذا الشهر، تأتي إعادة نشر ثلاثة من كلاسيكيات صامويل بيكيت، وهي: “مولوي” Molloy، و”مالون يموت” Malone Dies، و”اللامسمى” The Unnamable، التي تصدر الآن بطبعات ورقية عن دار فيبر. وفي مقدمة جديدة لرواية “مولوي”، يذكر الكاتب كولم توبين القراء بقدرة بيكيت الفريدة على الجمع بين الرقة والوحشية في أسلوبه السردي، فضلاً عن حسه الفكاهي الذي لا يخلو من السوداوية. في ما يأتي مراجعات مفصلة لاختيارات هذا الشهر من السيرة الذاتية والروايات والكتب غير الروائية. كتاب لوسي مانغان “محبة الكتب” مخصص بالتأكيد لمحبي القراءة – دليل حنون ودافئ للقوة العلاجية للقراءة (دار بنغوين راندوم هاوس للنشر) كتاب السيرة الذاتية لشهر مارس: “محبة الكتب: كيف تشكل القراءة حياتنا” Bookish: How Reading Shapes Our Lives لـ لوسي مانغان ★★★★☆ في كتابها “محبة الكتب: كيف تشكل القراءة حياتنا”، تعود الصحفية لوسي مانغان لعوالم الأدب بعد إصدارها السابق “دودة الكتب: مذكرات الطفولة” Bookworm: A Childhood Memoir لعام 2018، لتواصل استكشاف رحلتها الذاتية من مرحلة المراهقة فصاعداً. تتحدث مانغان عن الخيارات الضيقة التي كانت متاحة أمام الفتيات في ثمانينيات القرن الماضي: إما الانتماء إلى “فئة البلهاوات” (السعي إلى جذب الفتيان من خلال كونهن “جميلات، ممتلئات الصدر، وخاضعات”) أو إلى فئة غريبات الأطوار، وتحمل صعوبة “سنوات المراهقة المحرجة لمحبات القراءة”. في مواضع أخرى من الكتاب، تقدم لوسي مانغان، الناقدة التلفزيونية “غارديان”، مواضيع مثيرة مثل أثر مناهج شهادة الإعدادية العامة في بريطانيا في علاقة الأطفال بالأدب، إذ تعبر عن قلقها من أن أساليب التدريس قد تفسد حب القراءة بدلاً من تعزيزه. كما تدافع بشدة عن مفهوم “القراءة للمتعة الشخصية” [القراءة من أجل المتعة الشخصية حتى لو كان الكتاب سطحياً]، مستشهدة برواية “لايس” Lace للكاتبة شيرلي كونران، الصادرة عام 1982 واعتبرت آنذاك بمثابة “رواية جريئة مثيرة للجدل”. ومع أنني أتفق معها في شأن أهمية الأدب الترفيهي، فإن لكل منا ذائقته المختلفة، فهي مثلاً تعترف بأنها من بين صفوف البالغين الذين عشقوا سلسلة” “هاري بوتر“، إذ كانت، أثناء عملها في مكتبة ووترستونز في منطقة بروملي، تنتظر بشوق شديد “تماماً كأي طفل متحمس يأتي إلى المتجر” صدور الجزء الجديد من سلسلة الكاتبة جي كي رولينغ. يتناول الكتاب أيضاً تجارب القراءة خلال فترات معينة من الحياة، مثل الحمل، إذ تتساءل مانغان (ما إذا كانت وحدها من جرى إهداؤها نسخة من كتاب “ماذا تتوقعين عندما تكونين في انتظار مولود” What to Expect When You’re Expecting ثم ألقته بعيداً بغضب!) ويصل بنا الكتاب إلى فترة الإغلاق المرافق لجائحة كورونا، التي تلخصها الكاتبة بعبارة مؤثرة: “عندما أنقذتني الكتب”. إلا أن أكثر لحظات الكتاب تأثيراً تكمن في استرجاع مانغان لذكرياتها مع والدها الراحل (الذي توفي في يناير/كانون الثاني من عام 2023)، وكيف كان يشتري لها كتبها المفضلة. كتاب “محبة الكتب” هو بالتأكيد عمل موجه بكل حب وشغف لعشاق القراءة، إذ يشكل احتفاء دافئاً بالقوة العلاجية للأدب. صدر كتاب “محبة الكتب: كيف تشكل القراءة حياتنا” لـ لوسي مانغان عن دار سكوير بيغ في الـ13 من مارس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيه استرليني. رواية “تويست” المذهلة للكاتب كولوم ماكان تحكي قصة رجلين إيرلنديين قبالة سواحل أفريقيا أثناء إصلاح كابلات تحت الماء (دار بلومزبري للنشر) رواية الشهر: “تويست” Twist لـ كولوم ماكان ★★★★★ كانت رواية كولوم ماكان “أبيروغون” Apeirogon واحدة من الكتب المفضلة لدي عام 2020، لذا كانت توقعاتي عالية عندما وصلتني روايته الجديدة “تويست”، ولم تذهب توقعاتي سدى. روايته الجديدة، التي تدور حول صحافي وكاتب مسرحي إيرلندي يدعى أنتوني فينيل، ومهمته المكلف بها للكتابة عن الكابلات البحرية التي تنقل معلومات العالم، هي ببساطة مذهلة. يسافر فينيل إلى كيب تاون ليصعد على متن سفينة إصلاح الكابلات “جورج لوكونت” التي يقودها قائد البعثة جون كونواي، وهو غطاس متهور وغامض يعيد إصلاح أنابيب الألياف الضوئية المدمرة على أعماق لا يمكن تصورها. عندما تفشل المهمة ويختفي كونواي، يبدأ فينيل في البحث عنه في رحلة تصبح جزءاً من الإثارة وجزءاً من استكشاف السرد والحقائق. (هناك صدى متعمد لرواية “قلب الظلام” Heart of Darkness لـ جوزيف كونراد). الشخصية الرئيسة الأخرى هي زوجة كونواي البعيدة، زانيلي، وهي ممثلة وعاشقة للبحر، تقدم آراء صارمة حول ما يحدث للمياه حيث يعمل كونواي. تقول لـ فينيل: “يجري إلقاء 4 مليارات طن من النفايات الصناعية في البحر كل عام. “إذا كان هذا يحدث في فيلم خيال علمي لعين، لكنا فهمنا ذلك، لكن ليس هذا ما يحدث، لو كنا نمتلك أي وعي لكان الخجل قتلنا”. هناك توصيفات تشعرك وكأنك ترى البحر بعينيك (مثل عندما يقول كونواي: “تتم تصفية كل شيء باستثناء الأزرق، إنه مثل أن تكون في أغنية لـ مايلز ديفيس”)، كما يتناول الكتاب التأثير المدمر لإدمان الكحول في الحياة الشخصية المعقدة لفينيل. “تويست” هي رواية تحفز التفكير حقاً حول الحقيقة، والميل العام إلى “التوجيه الخاطئ” في ما يتعلق بشخصياتنا، ورداءة عصر الإنترنت وما يسميه فينيل “اليقين الفاحش في أيامنا”. من الصعب عدم الاستنتاج أن التكنولوجيا، مهما كانت فوائدها، تأتي على حساب الاتصال البشري. يبدو أن الإنسان في القرن الـ21 شخصية محطمة تماماً في “تويست”. ورواية ماكان، التي كتبها راو بارع في أوج عطائه، تتمتع بقدرة مزعجة على مساعدتك في إيجاد طريقك ثم فقدانه في آن واحد. صدرت رواية “تويست” لـ كولوم ماكان عن دار بلومزبري في السادس من مارس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيه استرليني. يقدم جوليان بارنز في كتابه “تغيير رأيي” دليلاً عقلانياً ساخراً للعالم على أهمية التحلي بالمرونة في التفكير (دار نوتينغ هيل إديشنز للنشر) الكتاب غير الخيالي لشهر مارس: “تغيير رأيي” Changing My Mind لـ جوليان بارنز ★★★★☆ من المؤكد أن زملائي من كبار السن سيوافقون على تأملات جوليان بارنز حول “كيف تتدهور الذاكرة”. ترد هذه الأفكار في قسم عن الذاكرة من كتابه “تغيير رأيي” (وهو مجموعة من المقالات التي تم بث بعضها عبر الراديو قبل 10 سنوات)، إذ يشرح بارنز كيف تغيرت آراؤه على مر السنين، وأصبح الآن يعتقد أن “الذاكرة دليل ضعيف للماضي”. في سنواته المتأخرة، أصبح يؤمن، كما يفعل شقيقه الفيلسوف، أن ذاكرة شخص واحد ليست أكثر من ضرب من الخيال عندما تكون غير مدعومة بأدلة أو شهادات أخرى. “تغيير الرأي” هو موضوع رئيس يمتد عبر الأقسام الأربعة الأخرى للكتاب، التي تشمل الكلمات والسياسة والكتب والسن والوقت، وهي جميعها مثيرة للتفكير وممتعة. ربما يكون قسم السياسة هو الأكثر إيضاحاً. يكتب بارنز، المولود في عام 1946 ويعد واحداً من أبرز الروائيين البريطانيين المعاصرين، أن المرة الوحيدة التي صوت فيها لصالح حزب المحافظين كانت في أوائل السبعينيات، عندما كان الخيار بين إدوارد هيث وهارولد ويلسون. كما يقدم سرداً طريفاً لما قد يحدث في “جمهورية بارنز الودودة”. من بين وعوده في هذه الجمهورية هي فرض حظر لمدة 50 عاماً على السماح لأي شخص من خريجي مدرسة إيتون بأن يصبح رئيساً للوزراء، وتحويل أحد القصور الملكية إلى متحف لتجارة العبيد. يقدم بارنز دليلاً عقلانياً وساخراً للعالم، ويظهر لماذا من المفيد التمتع بمرونة في التفكير. على سبيل المثال، غير رأيه في شأن مزايا الكاتب إي إم فورستر بعد قراءته وصفاً رائعاً لفطور تم تقديمه له على متن قطار مائي متجه إلى لندن في ثلاثينيات القرن الماضي: “هل تريد عصيدة الشوفان أم البرقوق، يا سيدي؟” الكتاب مثالي للاختلاء بالنفس والتأمل لساعة أو نحو ذلك. وعلى رغم أنه كتاب من القطع الصغير (مكون من 57 صفحة مطبوعة بخط صغير)، إلا أن قاعدة “خير الكلام ما قل ودل” تنطبق تماماً على “تغيير رأيي”. سيصدر كتاب “تغيير رأيي” لـ جوليان بارنز عن دار نوتينغ هيل إيديشنز في الـ18 من مارس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 8.99 جنيه استرليني. © The Independent المزيد عن: أحدث إصدارات الكتبإصدارات بريطانياالقراءةصامويل بيكيتجوليان بارنزأخبار بريطانيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post التطبيع يحضر في مفاوضات تثبيت الهدنة بين لبنان وإسرائيل next post اتفاق سوري – لبناني على وقف إطلاق النار على الحدود You may also like هؤلاء الفلاسفة المسلمون الذين نعود اليهم دوما 18 مارس، 2025 “قراءة غير ملزمة” يكشف الجانب الخفي من النوبلية... 18 مارس، 2025 رسام نهضوي إرثه قليل وتحيط به الشكوك 18 مارس، 2025 الحقيقي والمتخيل في سيرة الإسكندر المقدوني 17 مارس، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: “ما زلت هنا” لوالتر... 17 مارس، 2025 ريجيس دوبريه رفيق غيفارا يستعيد ماضيه وخيباته 16 مارس، 2025 ” لا أرض أخرى” فيلم إشكالي عن الأمل... 16 مارس، 2025 تاركوفسكي لم “يؤفلم” دوستويفسكي لأنه موجود 16 مارس، 2025 روبير جولان يسترجع تاريخ الإبادة العرقية ليدين الغرب 16 مارس، 2025 العباسيون تفاعلوا حضاريا مع أعدائهم البيزنطيين 16 مارس، 2025