ثقافة و فنونعربي الشابة الجزائرية سارة ريفنس تخترق جدار المحرمات… والمبيعات by admin 29 مارس، 2023 written by admin 29 مارس، 2023 22 “الرهينة” رواية فرنكوفونية بجزءين تكشف خفايا المافيا والعنف والجنس اندبندنت عربية \ كاتيا الطويل @katiatawil يعترف معظم النقاد الأدبيين بأن نجاح أي عمل وأي نص إنما هو محض مصادفة. حتى أخبر الناشرين وأشهرهم يعترفون بعجزهم عن التحكم بنسب المبيعات، فالقراء كائنات غير متوقعة تتصرف وتشتري وتقرأ وتحب وفق ذائقة وظروف مختلفة ومتنوعة وغير متوقعة. فكم من كتاب توقع له ناشره النجاح الساحق ولم ينجح، وكم من كتاب سهل بسيط حقق أرقام مبيع قياسية… فلا قاعدة في هذا المجال ولا خلطة سحرية أكيدة النتائج. هذه الاعتباطية في سوق الكتاب حولت الكاتبة الجزائرية العشرينية سارة ريفنس Sarah Rivens إلى ظاهرة، بعدما حصدت نجاحاً باهراً بين القراء وحققت أرقام مبيع أطاحت كتاب “مذكرات الأمير هاري” كما أطاحت بالكاتب الجزائري ياسمينة خضرا المتربع على عرش الرواية الجزائرية الفرنكوفونية منذ سنوات. أثارت سارة ريفنس المولودة عام 1999 في الجزائر والتي تكتب بالفرنسية، ضجة هائلة في مكتبات فرنسا وأوروبا علماً بأنها تكتب باسم مستعار وبأنها بدأت بنشر أعمالها على شبكة الإنترنت. قراءات ومبيعات وترجمات الجزء الاول من رواية “الرهينة” بالفرنسية (دار هاشيت) نشرت سارة ريفنس روايتها “الرهينة” Captive بجزءين، أولهما صدر في أغسطس (آب) 2022 وثانيهما صدر أواخر يناير (كانون الثاني 2023). وكانت ريفنس قد نشرت نصوصها عبر أونلاين على مراحل، وحققت بأجزائها وفصولها المتسلسلة ملايين القراءات (أكثر من 9 ملايين قراءة للجزء الأول، حوالى 8 ملايين للجزء الثاني حتى الآن). حولت هذه الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية سارة ريفنس إلى ظاهرة في عالم الأدب، فالخط الروائي الأدبي الذي تعتمده إنما هو أدب الروايات السوداء dark romance وهو على ما يبدو يحقق نجاحاً كبيراً بين القراء. فعلى رغم أن الرواية بجزءيها قد نُشرت مجاناً على شبكة الإنترنت، فهذا لم يمنع القراء من التهافت على المكتبات لشراء النسخة الورقية منها، بحيث بيعت حوالى 350 ألف نسخة من الجزء الأول وطُبع ما يربو على المليون نسخة من الجزء الثاني. حققت هذه الرواية التي تمت ترجمتها إلى تسع لغات حتى اليوم أرباحاً يُقال إنها فاقت الـ 3.5 مليون يورو في فرنسا وحدها. من هي سارة ريفنس؟ يبدو أن سارة ريفنس الجزائرية التي تبلغ من العمر 24 سنة فتاة عادية تعيش في الجزائر العاصمة، وتملك وظيفة بعيدة من عالم الأدب والكتابة وتكتب على الإنترنت منذ سنوات، وتنشر نصوصها منذ عام 2019 على منصة “واتباد” Wattpad. ويبدو كذلك أن سارة ريفنس وهو اسم مستعار، هو الاسم الثاني لهذه الكاتبة التي أطلقت على نفسها أيضاً اسم “الفتاة الغامضة” la fille floue, the blurred girl. الجزء الثاني من رواية المافيا والجنس والعنف (دار هاشيت) ومما يتناقله القراء على صفحات الإنترنت اليوم يبدو أن شهرة سارة ريفنس طارت في أوروبا وفرنسا قبل الجزائر، فهذه الكاتبة الشابة تختلف كثيراً بأسلوب كتابتها وأنماطها عما هو رائج أو مقروء في الجزائر، فكان النجاح غربياً عالمياً قبل أن يكون محلياً عربياً، وهو أمر لا يمكن أن يشكل مأخذاً على هذه الشابة، بل بالعكس، فهو نجاح مضاعف ومراد من معظم الكتاب إن لم نقل كلهم. فمن المعلوم أن في عالم الأدب، هناك دوماً مراكز وأطراف، والدول التي تشكل المراكز هي التي تصدر الكتاب والنجاحات والفنون إلى المدن الأطراف، فتجسدت هذه النظرية في مسيرة ريفنس الآتية من الأطراف فاشتهرت في المراكز مباشرة قبل أن تعود وتُشتهر في بلدها الأم. “الرهينة” تبدو هذه الرواية التي تنتمي إلى فن “الرومنس السوداء” رواية سهلة الأسلوب، سريعة الوتيرة، قصيرة الجمل، كثيرة الحوارات يكثر فيها التشويق ومشاهد العنف والقسوة أيضاً. فإيلا Ella فتاة شابة جميلة تدخل في عالم المافيا والعصابات والعنف، وهي بعد في السادسة عشرة من عمرها، لتنقذ عمتها من ديونها. وإيلا فتاة شابة قدمت إلى الولايات المتحدة الأميركية من مدينة سيدني الأسترالية عقب وفاة والدتها، وأقامت مع عمتها مدمنة المخدرات، التي تسببت لها بهذا المأزق وأدخلتها في هذه الدوامة القاتلة. وهذا العالم الذي تدخله إيلا يحولها إلى “رهينة” تتبع مرؤوساً وتساعده لإتمام أعماله الإجرامية. يبدأ الجزء الأول بالبطلة إيلا منتقلة من سيد إلى سيد آخر، هي التي تعرضت لشتى أنواع التعذيب والتعنيف الجسديين والنفسيين. تعاني إيلا من خوف وتعاسة حتى في نومها، فتتبعها الكوابيس وتذكرها ببؤس حياتها والوحشية المحيطة بها. هذه الفتاة الشابة التي لم تعرف منذ سنوات معاني الصداقة أو الحب أو العطف أو الحياة الطبيعية، تجد نفسها رهينة وضحية في عالم قاسٍ عنيف ومتوحش، يستخدمها ويستعمل جسدها من أجل نزوات رجال أقوياء ورغباتهم التي لا يمكن أن ترفضها ولا أن تمنعها. فتنتقل إيلا من يدي جون سيدها لسنوات إلى يدي آشر، وهو رجل قاسٍ بارد عنيف لم يرغب بوجودها منذ أن رآها وهددها بالقتل إن هي خالفت أوامره وهو ما كاد أن يحصل مراراً. اختارت سارة ريفنس أن تكتب في نوع الـ dark romance الذي بات رائجاً أخيراً بين المراهقين والشباب العرب والغربيين. أدب فيه الكثير من العنف والوحشية والقسوة، وتدور أحداثه في عوالم سوداء سفلية تكثر فيها الجريمة والمخاطر والعصابات. فعلامَ يدل هذا الأمر؟ هل نعامل هذه الظاهرة على أنها خطر على الأدب الكلاسيكي أم أن الأدب جميل في مختلف وجوهه؟ هل يضع هذا الأدب القاتم الأدب الكلاسيكي في مأزق؟ ما معنى أن يصبح أدب العنف والوحشية في الواجهة وأن يبقى أدب المذكرات أو السرد المتقن في خلفية الصورة؟ هل يمكننا أن نتحدث عن بشائر زمن تراجع أدبي وفكري إلى جانب التراجع السياسي؟ أين هذه الروايات من نظريات لوكاش وغولدمان، وأينها من التيارات الفكرية والمدارس الاستيطيقية الراسخة؟ المزيد عن: كاتبة تجزائرية\رواية\المحرمات\الجنسا\لعنف\ترجمة\الاكثر مبيعاً\الجيل الشاب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ولادة أول بطلة إشكالية في التاريخ: اكتشاف تمثال نفرتيتي next post أسرار علاقة “داعش” وأجهزة الاستخبارات داخل معمل “لافارج” الفرنسي You may also like «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024 سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024