الجمعة, مايو 3, 2024
الجمعة, مايو 3, 2024
Home » قاموس “الفهلوة” المصري… سرقة وغش واحتيال بمفردات أخرى

قاموس “الفهلوة” المصري… سرقة وغش واحتيال بمفردات أخرى

by admin

 

عمليات النصب الصغيرة والمتناهية الصغر تحظى بمذاق خاص تختلط فيه الفهلوة بخفة الظل مع نية الاحتيال التي لا تخلو أحياناً من شهامة

اندبندنت عربية / أمينة خيري

يصعب تسمية العملية نصباً، لأنها تمت برضا المنصوب عليه ومعرفته التامة بتاريخ النصاب، فالأخير “رد سجون” عرف بالانخراط في جرائم صغيرة هنا وهناك. وحين عاد لبلدته وقد بدت عليه آثار الثراء، قال إن الله سبحانه وتعالى رزقه من أوسع الأبواب، وتحديداً ببركة السيدة زينب، وهي التي طلبت منه أن يمد يد العون لأهل بلده من البسطاء والفقراء. هذه البركة – كما قال – تجعله يشتري ماشية أهل القرية بضعف ثمنها.

سارع أهل القرية بتسليمه كل ما يملكون من ماشية. تسلمها الرجل وسلمهم إيصالات مقيداً عليها المبالغ المستحقة لهم. أما تاريخ السداد فأسبوع من تاريخه. مر أسبوع واثنين وثلاثة، وحين طال الغياب اتصل أهل القرية بأرقام الهواتف التي تركها فجاءتهم الرسالة، “هذا الرقم غير موجود في الخدمة”.

كما لا يمكن وصفها بالاحتيال، فالمحتال عليهم وقفوا تحت “الدش” أكثر من ساعتين، وهم في كامل قواهم العقلية، في انتظار أن يقوم المحتال بتحويل الأوراق البيضاء إلى جنيهات كتلك التي سلموها له بغرض “توليد الجنيه”.

توليد الجنيه

توليد الجنيه أو استنساخه، وشراء الماشية بأكثر من ضعف ثمنها الحقيقي، وتشغيل الألف جنيه في السوق وردها 10 آلاف بعد أسبوع، وغيرها من حوادث النصب والاحتيال التي يقوم بها من بات يعرف في مصر بـ”المستريح”، والمندرجة تحت بند حلم الثراء السريع المصحوب بالجشع الكبير مع قدر غير قليل من السذاجة من الضحايا، وقدر كبير من الذكاء والإبداع من النصابين والمحتالين، تظل جرائم العصر وكل عصر في مصر.

تتعدد تجارب المصريين مع عوالم الفهلوة وملفات النصب وجرائم الاحتيال (أ ف ب)

 

إنها القضايا القديمة المتجددة، كما وصفها أستاذ علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وليد رشاد في تصريحات إعلامية. قديمة لأن جذورها ضاربة في الماضي، ومتجددة لأن أسبابها وعواملها ليست فقط مستمرة، بل مزدهرة وتجدد نفسها بنفسها. يقول رشاد إن الفئة المستهدفة من مثل هذه الجرائم هم المواطنون من أصحاب الوعي المحدود المصحوب بحلم غير محدود وغير منطقي أيضاً قائم على فكرة الكسب السريع من دون جهد أو منطق أو حتى سبب مقنع.

القدرة على الإقناع هي مفتاح النصاب، سواء كان من فصيلة “المستريح” أو غيره، إلى عالم النجاح والازدهار واللعب بملايين الغير. وحين تأتي القدرة على الإقناع مصحوبة بقدر من الإبداع والابتكار، تأتي عمليات النصب والاحتيال أشبه بالعمل الفني المحبوك.

قط ضال للبيع

الحبكة الدرامية في مشهد بيع القطط الضالة بـ”وان هاندرد دولار أونلي” (100 دولار فقط) في منطقة خان الخليلي تستحق جائزة “أوسكار”. قلوب كثير من سياح الدول الغربية تتعلق بالقطط والكلاب الضالة في شوارع المدينة. يصورونها ويلتقطون الصور معها، يربتون عليها، وتظهر عليهم أعراض قلق الانفصال وهم يودعونها. لذلك فإن عرض أحدهم بيع القطة الضالة بـ”100 دولار أونلي” للسائحة الأسترالية الشابة قوبل بدموع في عينيها لأن الدولارات ليست المشكلة، كما قالت. المشكلة في إجراءات السفر والحجر الصحي ودخول القطة الأراضي الأسترالية.

في مصر، كما في غيرها من بلاد الله، تدور عمليات نصب صغيرة ومتناهية الصغر، لكنها تبقى في مصر ذات مذاق خاص تختلط فيه الفهلوة بخفة الظل مع نية الاحتيال.

المشادة الكلامية بين قائد سيارة و”سايس” مستقل (أي هذا الرجل الذي يستيقظ ذات يوم ويقرر أن ينصب نفسه مسؤولاً عن إيقاف السيارات في شارع ما) سببها عدم وجود “فكة” (عملات صغيرة) مع صاحب السيارة لسداد الإتاوة المفروضة من السايس. هنا يتطوع متسول كان يتابع ما يجري. أخذ 100 جنيه من قائد السيارة وسلمه فئات أصغر. فوجئ الرجل بأن المتسول أعطاه المئة جنيه 85 جنيهاً فقط، وحين سأله عن الباقي، أخبره المتسول بكل ثقة أنها “رسوم تحويل” قبل أن ينطلق راكضاً بأقصى سرعة.

السايس في كل فج

سرعة ظهور “سايس” من كل فج عميق أمر محير. هذا الجيش الجرار من السياس يسميه بعضهم نصابين، ويطلق عليه آخرون محتالين. نصابين لأنهم يستولون على ممتلكات الغير (الشوارع والأرصفة) بغرض تملكها أو الاستفادة منها من دون وجه حق بفرض رسوم على أصحاب السيارات شرطاً لإيقافها. ومحتالين لأنهم بعضهم يدعي أنه موظف لدى “الحي” (التابع للمحافظة) بغرض تحصيل أموال من الغير، وقد يتسلحون بدفتر تذاكر أو إيصالات وهمية.

دفتر الإيصالات عليه شعار واسم محافظة القاهرة. فيه خانة لرقم السيارة، وأخرى للتاريخ، وثالثة للرسم الموحد. 30 جنيهاً كاملة (أقل من دولار) يتم تحصيلها مقدماً بحسب قواعد وقرارات محافظة القاهرة. أشهر طويلة وزوار حي الزمالك والعاملون في المنطقة وبعض السكان يسددون 30 جنيهاً مقدماً ويحصلون على إيصال من السايس الذي يرتدي شارة معدنية على القميص مكتوب عليها “محافظة القاهرة”، والأمور تسير على ما يرام. فقط مشكلة واحدة تم الكشف عنها. فلا السايس يعمل في المحافظة، ولا الساحة التي يشرف عليها تابعة لها، ولا الإيصالات صادرة عن حي غرب القاهرة أو المحافظة. بعد ضبطه من الشرطة، قال السايس إنه استخدم هذه الحيل ليضفي شرعية على تحصيل المبلغ.

دفع المعلوم

تحصيل مبالغ مالية من دون وجه حق له عديد من المسميات المموهة ولكن الجيمع يعلمها. من “دفع المعلوم” و”شخلل جيبك” إلى “كل سنة وأنت طيب” و”كلك نظر”، وكذلك “عايزين (نريد أن) نشرب شاي” أو “عايزينن نحلي بؤنا (نأكل حلواً)”. الرشوة كلمة ثقيلة على الأذن، وخطرة حال وصولها إلى مسامع المنوط بهم إنفاذ القانون. كما تسبب حرجاً للراشي والمرتشي، أو للمرتشي ومن يجد نفسه مجبراً على دفع رشوة كشرط لإتمام معاملة هي في الأصل جزء لا يتجزأ من مهمات عمل طالب “المعلوم” أو “الشاي” أو “الحلو”.

ربما يتعلق الأمر بانطفاء لهب العمل وفتور الهمة بسرعة إذا استدعى الأمر المثابرة (أ ف ب)

 

لا يكاد يمر أسبوع من دون أن يطالع المصريون خبر القبض على موظف في جهة ما لتقاضيه رشاوى من المواطنين نظير إنجاز معاملات. منهم من يتقاضى بضع مئات من الجنيهات، ومنهم من تمكن من اكتناز الملايين عبر “اجتهاد” سنوات و”إخلاص” لمبدأ “أبجني تجدني” أي “ادفع لي مالاً، أنجز لك معاملتك”.

المعاملات التي يفرض موظفوها “تسعيرة جبرية” شرطاً لإنجازها من دون تعذيب المواطن ربما لا تكون نصباً، بمعنى خداع طالب الخدمة، لكنها رشوة بمسمياتها المختلفة.

رواد أعمال الشارع

مسمى غريب تطلقه أدلة السياحة على من يفرضون رسوماً غير مباشرة على السياح بعد إرشادهم إلى الطريق، أو اصطحابهم إلى متحف، أو اقتراح محل هدايا أو مطعم معين في عديد من الدول السياحية. إنهم “رواد أعمال الشارع”.

وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين: محترف يعمل بخطة وضمن قواعد ويؤمن بالتخصص، وهاو قد يتخذ قرار خوض مضمار ريادة أعمال الشارع من وحي اللحظة. وهم يحاولون إقناع السائح بأنه “رب أخ لك لم تلده أمك”، مرشدون لم تخصصهم شركات السياحة لهذا الغرض، بل محبون للخير وتقديم المساعدة للآخرين كطبيعة وفطرة. يرشدونهم إلى الحي الذي يقع فيه المتحف، أو المرسى الذي يسير الفلوكة النيلية، أو محل بيع الفضة أو البرديات الأفضل في البلاد، أو المقهى المصري الأصيل الذي لا يعرف طريقه إلا القليلين. في البداية يكون عرض تقديم الخدمة من منطلق المحبة والإنسانية، ثم يحين موعد طلب مبلغ مالي بالعملات الأجنبية. ومنهم من يعتمد على “عمولة” يتقاضاها من صاحب المحل الذي يرشد السائح إليه، وهي العمولة التي يحملها صاحب المحل مضاعفة على سعر البيع للسائح.

هذه الألاعيب يسمونها أحياناً “أونطة”، أي ادعاء إمكانات لا وجود لها (أ ف ب)

 

ولأن الإفيه السينمائي الذي تحول مثلاً شعبياً يقول “مبروم على مبروم ما يرولش”، بمعنى أنك “لن تستطيع خداعي لأنني مخادع أكثر منك”، فإن ما جرى في مدينة الغردقة السياحية قبل سنوات ما زال يحكى على سبيل النوادر. أحد “رواد أعمال الشارع” أقنع مجموعة سياح شباب إيطاليين بأنه سيصحبهم إلى مطعم فريد من نوعه لا يمكن ارتياده إلا بحجز مسبق، وأنه سيستغل صداقته بأحد العاملين في المكان ليضمن دخولهم. وبالفعل تناولت المجموعة العشاء وفي نية صاحب المكان أن يضاعف قيمة الفاتورة ليعظم من أرباحه ويدفع لـ”رائد الأعمال” عمولة، لكن ما جرى هو أن المجموعة تسللت الواحد تلو الآخر من دون سداد قيمة العمولة أو الفاتورة أو هامش النصب.

عسل أسود

مشهد النصب في فيلم “عسل أسود” من بطولة الفنان أحمد حلمي، الذي قام بدور شاب مصري هاجر إلى الولايات المتحدة وهو طفل ثم عاد لمصر شاباً في زيارة للمرة الأولى ليتلقفه سائق ميكروباص قدم له خدماته. ومن ضمن الخدمات أن اشترى السائق سندوتشات فول وطعمية لكليهما، وحين سأله الشاب عن سعر السندوتش، أخبره السائق بكل ثقة “60 جنيهاً” على رغم أن سعره حينئذ كان يتراوح بين 50 قرشاً وجنيه واحد فقط لا غير. وتكرر المشهد حين أخبره السائق أن سعر زجاجة المياه 30 جنيهاً، على رغم أن سعرها لا يتجاوز 50 قرشاً، وهو ما صنف تحت بند “فهلوة”، حيث المهارة ولكن بطرق ملتوية وليست بالضرورة غير قانونية.

الخلطة السرية

على رغم ذلك، أظهر السائق “الفهلوي” شهامة وأصالة حين تعرض الشاب لسلسلة من المشكلات ولم يجد مكاناً يأويه، إذ استضافه في بيته من دون مقابل. إنها الخلطة السرية العجيبة المتناقضة المعروفة: الفهلوة التي لا تخلو من التواء بالقدعنة المفعمة بالشهامة والنبل وكرم الأخلاق حتى في أحلك الظروف وأصعبها.

هناك خلطة سرية سحرية من الفهلوة واهتزاز القيم أو التوائها مع قدر من الإبداع (أ ف ب)

 

أصعب ما جرى في مصر إبان أحداث يناير (كانون الأول) عام 2011 كان الانفلات الأمني، وهو ما ساعد في حدوث عدد من التعديات على الأملاك العامة على يد بعض من الثوار على سبيل الانتقام من النظام، وكذلك الأملاك الخاصة، ولكن في أضيق الحدود. في أحد شوارع مصر الجديدة الفرعية في أيام الثورة التي استمرت 18 يوماً، تخصصت عصابة متناهية الصغر في فك وخلع وسرقة الأبواب الحديدة للعمارات السكنية في شارع ما ثم بيعها لسكان عمارات في شارع آخر باعتبارها “حديد خردة”. (نفايات حديدة تباع بالكيلوغرام أو الطن).

الطريف أن أحد السكان كان عائداً لبيته في وضح النهار، فلفت انتباهه باب حديدي يشبه باب بيته بالضبط على عربة “كارو” يجرها حمار. هاتف زوجته يسألها إن كان باب البيت ما زال موجوداً، فأخبرته بهدوء شديد أن العصابة أخذته، وطمأنته بقولها “يمكننا إعادة شرائه منهم غداً أو بعد غد”.

رقمنة النصب

عربة بحمار، وسرقة باب، وإعادة بيعه لصاحب الباب، هي أساليب سرقة ونصب واحتيال بسطاء عصر ما قبل ثورة الإنترنت والانتفاضة الرقمية. لكن في عصر الرقمنة والواقع الافتراضي فإن بعضاً منهم يوجه ميوله الابتكارية ومهاراته في النصب وإمكاناته في الاحتيال صوب المنصات.

يشهد العالم كله من دون استثناء جرائم نصب واحتيال تستغل التجارة الإلكترونية، والعملات المشفرة، ومتاجر البيع الافتراضية للنصب على المستخدمين بمئات الطرق. وقبل أسابيع قليلة كان المصريون على موعد مع مفاجأة فريدة في عالم النصب والاحتيال. “بلوغر” مشهورة اسمها سلمى الغزولي تخصصت في بيع الملابس عبر الإنترنت، ثم بدأت تستقطب سيدات وفتيات يحلمن بعمل مشاريع خاصة بهن عبارة عن محال ملابس. تمكنت الغزولي من إقناع نحو ألفي سيدة وفتاة بأنها ستكون شريكة لكل منهن في مشروعها، وجمعت – بالتعاون مع شقيقها – نحو مليار جنيه مصري (21 مليون دولار) منهن، ثم اختفى كلاهما وأغلقا صفحاتهما على منصات التواصل.

إبداعات في النعش

حتى المنصات الدينية لا تخلو من إبداعات النصب وابتكارات الاحتيال. قبل سنوات قليلة تكرر قيام مجموعة من النساء والرجال بالدخول إلى مسجد في مدنية ما حاملين نعشاً لمتوف بغرض الصلاة عليه. وبعد انتهاء الصلاة يخبرون المصلين أن المتوفى أو المتوفاة عليه دين، وأن أهله بسطاء لا يملكون قوت يومهم، داعين أهل الخير إلى التبرع حتى “ينام المتوفى في قبره مستريحاً”. ودأبوا على الخروج من هذا المسجد للدخول إلى ذاك، وتكرار السيناريو إلى أن جمعوا مبلغاً كبيراً فتركوا النعش في أحد المساجد، واتضح أن حمولته عبارة عن طوب.

أول مظهر من مظاهر سلوك “الفهلوي” قدرته على التكيف مع المواقف (أ ف ب)

 

ما يجمع بين طوب النعش، والباب المسروق، ومليار البلوغر، ورواد أعمال الشارع، والسايس من وحي اللحظة، وغيرهم خلطة سرية سحرية من الفهلوة واهتزاز القيم أو التوائها مع قدر معتبر من الإبداع.

الإعلامي جمال الشاعر ذكر غير مرة أن “الفهلوة المصرية هي فائض عبقرية لم تجد قنوات شرعية فانقلبت ألاعيب”. وهذه الألاعيب يسمونها أحياناً “أونطة”، أي ادعاء امتلاك إمكانات وقدرات لا وجود لها. ويطلقون عليها أيضاً “تذاك” أي انتحال صفة الذكاء والضحك على الذقون و”بيع الهواء في زجاجة” و”دهان (طلاء) الهواء” وغيرها من الأمثلة والمقولات التي تقول كثيراً عن الفهلوة، سواء الحميدة التي تحاول تحقيق إنجازات من دون شرط العلم أو الاستحقاق، أو الخبيثة التي تتحول إلى نصب واحتيال.

سطوة اللاقانون

وسواء كان سبب خلطة الفهلوة بدرجاتها سياسة الانفتاح في سبعينيات القرن الماضي وفتح أبواب الاستهلاك والتوقعات على مصاريعها من دون أساس، أو ضعف قبضة القانون مما يعد دعوة غير رسمية إلى بسط سطوة اللاقانون، كل بحسب إمكاناته وقدراته ومنظومته القيمية، تظل هناك الرؤية المتفردة عن الفهلوة لأستاذ علوم التربية الراحل الملقب بـ”شيخ التربويين” حامد عمار في كتابه “في بناء البشر”.

يقول عمار إن أول مظهر من مظاهر سلوك “الفهلوي” قدرته على التكيف السريع مع مختلف المواقف، وإدراك ما تتطلبه من استجابات مرغوبة، والتصرف وفقاً لمقتضياتها إلى الحد الذي يراه مناسباً. ويضيف أن مظاهر السلوك والقيم لهذا النمط “الفهلوي” تكونت نتيجة تضافر الأبعاد التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي جعلت منها بمثابة التكيف السوي الناجح لمواجهة ظروف الحياة المصرية عبر العصور.

الفئة المستهدفة من مثل هذه الجرائم هم المواطنون من أصحاب الوعي المحدود (أ ف ب)​​​​​​​

 

ويضيف أن من مظاهر الشخصية الفهلوية أيضاً الطمأنينة إلى العمل الفردي، وإيثاره على العمل الجماعي، وهذا ليس من قبيل الأنانية، إنما هو تأكيد للذات من ناحية، وانصراف عن احتكاك الذات بغيرها مما قد يعرضها لمواقف حساسة قد تنكشف فيها أو لا تطمئن إليها. أصبحت “الفهلوة” أداة من أدوات الطمأنينة في حياة الأفراد والجماعات في المجتمع الكبير.

رأى عمار أن النزوع إلى الطمأنينة في هذا النمط الفردي يعكس رغبة في الوصول إلى الهدف بأقصر الطرق وأسرعها وعدم الاعتراف بالمسالك الأخرى. وربما يتعلق الأمر بانطفاء اللهب وفتور الهمة بسرعة إذا استدعى الأمر المثابرة. فالفهلوي مثلاً هو الذي ينجح في الامتحان من دون التزام بعناء التحصيل. وعمال التصنيع، على رغم حذقهم ومهارتهم، ينقص إنتاجهم شيء من المعاناة في “التشطيب”.

تجارب “التشطيب”

على ذكر “التشطيب”، تتعدد خبرات وحكايات المصريين مع عمال التشطيب. أعمال سباكة تفسد بعد يومين، طلاء يتشقق بعد أسبوعين، ديكور يوشك على الانهيار بعد عامين، أما توصيف “التشطيب” فـ”سوبر لوكس” ولكن من دون شهادة ضمان، لأن الضامن هو الله.

ومثلما تتعدد تجارب المصريين مع عوالم الفهلوة وملفات النصب وجرائم الاحتيال، تتعدد كذلك قصص الإتقان وملفات التفاني ونزاهة الإجادة. لكن تبقى مسألة النصب الإبداعي والاحتيال الابتكاري والفهلوة التي لا تخلو من خفة ظل من عوامل التفرد والأفكار الملهمة للدراما بشقيها الكوميدي والتراجيدي.

المزيد عن: مصرالفهلوةالنصب والاحتيالالرشوةالجرائممواقع التواصلالثراء الحرامالكذب والتدليس

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili