الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
Home » شتاء كندا: خصائصه والميّزات

شتاء كندا: خصائصه والميّزات

by admin

راديو كندا الدولي / May Abou Saab

يحدّد علماء الأرصاد الجويّة فصل الشتاء بالفترة الممتدّة على ثلاثة أشهر والتي تبدأ في الحادي والعشرين من كانون الأوّل ديسمبر وتنتهي في الحادي والعشرين من آذار مارس. لكنّ الحديث عن الشتاء الكندي مختلف.

وتختلف خصائص الشتاء الكندي من مقاطعة إلى أخرى في بلد مترامي الأطراف يمتدّ من المحيط الأطلسي شرقاً إلى المحيط الهادي غرباً وإلى الدائرة القطبية شمالاً.

وتزخر كندا، ثاني أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، بطبيعتها المتنوّعة من سهول وجبال وسواحل وبحيرات، تتوزّع على مساحة تقارب العشرة ملايين كيلومتر مربّع.

خصائص فصل الشتاء تتغيّر بين منطقة و أخرى، و تتفاوت مدّته ودرجة قساوته والبرد القارس والعواصف الثلجيّة والثلوج والأمطار والرياح والجليد والأمطار الجليديّة وسواها من العوامل المرافقة لهذه الفترة من السنة.

المخرج المؤدي إلى مدينة دييب في مونكتون الكبرى على الطريق السريع 15.

طريق سريع في منطقة مونكتون في مقاطعة نيو (نوفو) برونزويك في شرق كندا خلال عاصفة ثلجية في كانون الثاني (يناير) 2019.

الصورة: Radio-Canada / Mona Landry

فالخريف الكندي يحمل في أذياله بعضا من الشتاء، وليس مستغربا أن تتساقط الثلوج خلال هذا الفصل أو أن تتدنّى الحرارة لتقترب أحيانا من مستوياتها المعهودة خلال فصل الشتاء.

والربيع بدوره قد لا يخلو في بعض السنوات من الثلوج حتّى ولو كانت هذه الثلوج تذوب بسرعة بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

حتّى أنّه يقال هنا على سبيل المزاح إنّ في كندا فصلين: الشتاء وشهر تمّوز يوليو، للتدليل ربّما على طول الفترة الشتويّة التي يعيشها الكنديّون.

إلاّ أنّه رغم قساوة الشتاء وشدّة البرودة وكثافة الثلوج، فالحياة تستمرّ عاديّة، باستثناء بعض الحالات التي يتمّ فيها إقفال المدارس وبعض الطرقات الرئيسيّة لفترة قصيرة.

ويحتلّ فصل الشتاء مكانة مهمّة في الثقافة الكنديّة وتحظى مهرجانات الثلج العديدة التي تقام في اكثر من مدينة ومقاطعة، بشعبيّة واسعة لدى الكنديّين كما تجتذب المزيد من السيّاح سنة بعد سنة.

ارتدى حوالي 40 مشاركاً ملابس السباحة في كرنفال مدينة كيبيك الشتوي الخامس والستين.

ارتدى حوالي 40 مشاركاً ملابس السباحة في كرنفال مدينة كيبيك الشتوي الخامس والستين عام 2019.

الصورة: Radio-Canada / Nahila Bendali

وتتخلّل هذه المهرجانات العديد من الألعاب والعروض الفنيّة والمباريات الرياضيّة والألعاب الناريّة.

كما يبدع النحّاتون في النحت على الجليد والثلج، فتخرج من بين أيديهم منحوتات رائعة غنيّة بقيمتها الإبداعيّة رغم أنّها فنّ عابر يزول مع زوال الثلوج وذوبانها.

وكثيرة هي المؤلّفات والكتب والأشعار والأغنيات التي تتناول فصل الشتاء، وثمّة أغنيات تتغنّى به وأخرى تتأفف منه.

وإذا كان الكنديّون يستفيدون من فصل الشتاء ونشاطاته وأجواء الفرح التي تضفيها طوال أشهر البرد القاسية، إلاّ أنّ عليهم أن يحتاطوا لبعض المحاذير التي قد يؤدّي إليها البرد الشديد والقارّي أحيانا كثيرة.

هذا وتحذّر وزارة البيئة المواطنين من مخاطر فصل الشتاء ومن عوامل الطبيعة القصوى فتوجّه رسائل لإطلاعهم على المناطق التي تتأثّر بعوامل طبيعيّة غير اعتياديّة وتعطي معلومات مثلا حول العاصفة الثلجيّة ووقت حدوثها ومدّتها وسرعة الرياح التي تصحبها وكمّيات الثلوج المتوقّعة.

كما تعطي معلومات حول سبل الوقاية الفرديّة وأثناء القيادة ووقاية المنزل من أضرار محتملة وتوجّه الرسائل عبر وسائل الاعلام وعبر محطّات الإذاعة والتلفزة الخاصّة بأحوال الطقس والتي تعمل على مدار الساعة دون توقّف وطوال أيّام السنة وأيضا عبر موقع الطقس الإلكتروني التابع للحكومة الكنديّة.

سباق زوارق الجليد في نهر سان لوران خلال كرنفال كيبيك الشتوي.

سباق زوارق الجليد في نهر سان لوران خلال كرنفال كيبيك الشتوي في شباط (فبراير) 2020.

الصورة: Radio-Canada / Erik Chouinard

وقلّما يغادر الكنديّ منزله قبل الاطّلاع على حال الطقس والاستماع إلى التوقّعات والارشادات في الحالات الخاصّة.

والشتاء في كندا قاس للغاية وهو من بين الأقسى في العالم كما تطالعنا به وزارة البيئة الكنديّة والظروف المحيطة به قاسية وخطيرة أحيانا لا سيّما العواصف الثلجيّة التي تتسبّب في انعدام الرؤية أو العواصف الجليديّة التي تؤدّي إلى تشكّل طبقة من الجليد تتسبّب في انزلاق المشاة والسيّارات إن لم يتنبّهوا ويأخذوا احتياطاتهم لمواجهتها.

وعلى سبيل المثال، تنصح وزارة البيئة الكنديّة بتجهيز السيّارات بإطارات خاصّة بفصل الشتاء (نافذة جديدة). وإطارات الشتاء إلزاميّة في مقاطعة كيبيك وفي بعض المناطق الجبليّة في مقاطعة بريتيش كولومبيا باستثناء منطقة فانكوفر الكبرى.

وهي إلزاميّة أيضا بالنسبة للباصات المدرسيّة في مقاطعة نيوبرنزويك في الشرق الكندي.

أمّا في مقاطعة اونتاريو، فمن الممكن الإفادة من حسم على قيمة التأمين على السيّارة المجهّزة بإطارات شتويّة.

شخصان يدفعان سيارة عالقة في الثلج.

شخصان يدفعان سيارة عالقة في الثلج في كالغاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، في كانون الأول (ديسمبر) 2020.الصورة: Radio-Canada / Louise Moquin

وإن أردنا الحديث عن فصل الشتاء بصفة محدّدة، يصعب الحديث عن شتاء واحد كما يقول عالم الأرصاد الجويّة في تلفزيون راديو كندا باسكال ياكوفاكيس.

الشتاء متغيّر كثيرا هنا نظرا لأنّ البلاد شاسعة. والشتاء على سواحل كندا الشرقيّة يختلف عمّا هو عليه في السواحل الغربيّة و في مقاطعات البراري وفي اونتاريو وكيبيك

نقلا عن باسكال ياكوفاكيس، عالم الأرصاد الجويّة لدى راديو كندا

ويشير ياكوفاكيس إلى أنّ فصل الشتاء يطول كثيرا عندما نتّجه نحو القطب الشمالي، وكلّ هذه تغيّرات جغرافيّة.

’’والجامع المشترك هو البرد القارس والثلج، وخلافا لما يعتقد الكثيرون فالثلوج قليلة في الشمال القطبي، لكنّ الطقس شديد البرودة‘‘، يضيف ياكوفاكيس، ذلك أنّ الهواء البارد لا يحوي الكثير من الرطوبة خلافا للهواء الساخن، وتتساقط الثلوج بوتيرة مرتفعة ولكن بكميّات قليلة، والطقس بالتالي جاف في هذه المناطق.

فصول الشتاء في كندا تتوالى دون أن تتشابه بالضرورة، بمعنى أنّها تكون أكثر أو أقلّ اعتدالا من سنة إلى أخرى، ويعود ذلك إلى مجموعة متضافرة من العوامل حسب قول باسكال ياكوفاكيس.

’’هنالك دورات يمكن أن نشاهدها ولكنّ الأمر ليس واضحا تماما بعد. وهنالك تأثير بالغ الأهميّة للمحيط الهادي ولظاهرة ’النينيو‘ المناخيّة‘‘.

ومعظم مناطق البلاد في الجنوب، وهي المناطق المأهولة، تعرف فصل شتاء أكثر اعتدالا في حين تؤدّي ظاهرة ’’النينيا‘‘ المناخيّة عكس ذلك إلى شتاء بارد وقارس وخصوصا في غرب البلاد، يضيف باسكال ياكوفاكيس.

ففي بريتيش كولومبيا في الغرب الكنديّ المطلّ على المحيط الهادي، يتأثّر مناخ المقاطعة بخطوط العرض والتضاريس الجبليّة والمحيط الهادي.

ويؤثّر هذا التنوّع الطوبوغرافي في درجات الحرارة وكميّات الأمطار والثلوج وساعات أشعّة الشمس بحيث تختلف من منطقة إلى أخرى داخل المقاطعة نفسها.

أمّا جنوب بريتيش كولومبيا، فهو أكثر دفئا من شمالها، وفصل الشتاء معتدل بالإجمال على سواحل المقاطعة، وفي حال تساقطت الثلوج، فإنّها تذوب بسرعة كما يوضح عالم الأرصاد الجويّة باسكال ياكوفاكيس.

طريق بين الغابات في فصل الشتاء المثلج.

طريق في منطقة منتجع جاسبر في جبال روكي في غرب ألبرتا في كانون الثاني (يناير) 2019. الصورة: Adel Mwika

لكنّ الأمر مختلف في المناطق الداخليّة البعيدة عن الشاطئ، حيث تتدنّى الحرارة لتقارب الصفر وتتساقط الثلوج بكثرة خلال الفترة الممتدّة من تشرين الثاني نوفمبر حتّى آذار مارس ممّا يحتّم الاحتياط وارتداء الملابس الدافئة والقفّازات وقبّعات الصوف لمقاومة البرد.

وتتميّز منطقة الجبال الصخريّة المجاورة بمناخها القارّي حيث تقف الجبال حاجزا في وجه التيّار الهادي الشمالي وهو تيّار مائي محيطي.

وتشمل الجبال الصخريّة في جزئها الكندي مقاطعتي بريتيش كولومبيا والبرتا.

وخلافا للمنطقة الساحليّة، تتميّز منطقة الجبال الصخريّة بفصل شتاء شديد البرودة بسبب التيّارات الجليديّة من القطب الشمالي.

وتهبط رياح شينوك الجافّة والحارّة من سفوح الجبال الصخريّة نحو جنوب البرتا خلال فصلي الشتاء والربيع وقد تصل سرعة الرياح أحيانا إلى 120 كيلومترا في الساعة وتتسبّب بذوبان الثلوج بسرعة فائقة، وترتفع الحرارة في أقلّ من ساعة من 10 درجات مئويّة تحت الصفر إلى 19 درجة مئويّة فوق الصفر.

وتُعتبر منطقة جنوب البرتا عاصمة رياح شينوك، ويطلق أبناء المقاطعة على هذه الرياح تسمية ’’آكلة الثلوج‘‘ ويرحّبون بالدفء المرحليّ الذي ينعمون به بفضلها في عزّ فصل الشتاء.

وفي مقاطعات البراري الواقعة في وسط الغرب الكندي، الطقس شبه قطبي وفصل الشتاء بالتالي طويل وقارس البرد.

وتتساقط الثلوج بكثافة وتترافق درجات الحرارة المتدنيّة أحيانا كثيرة مع عواصف ثلجيّة.

قساوة فصل الشتاء تلك تعوّض عنها ربّما ساعات أشعّة الشمس المرتفعة في مقاطعات البراري الثلاث، ألبرتا ومانيتوبا وسسكتشوان.

شخص يقوم بإزالة الثلوج عن أحد الأرصفة في تورونتو فيما يمر قطار ترامواي في الشارع.

شخص يقوم بإزالة الثلوج عن أحد الأرصفة في تورونتو، كبرى مدن أونتاريو وكندا على السواء، في شباط (فبراير) 2020.

الصورة: CBC/Nick Boisvert

وفي وسط الشرق الكندي تتميّز مقاطعتا أونتاريو وكيبيك بطقس قاريّ، وتتساقط الثلوج بكميّات متفاوتة بين منطقة وأخرى، وتختلف درجات الحرارة بين منطقة وأخرى، لكنّها تتدنّى في بعض الأحيان إلى عشرين مئويّة تحت الصفر.

وفي شرق مقاطعة كيبيك، تتضافر مجموعة من العوامل من بينها رطوبة خليج سان لوران والتضاريس والرياح الجنوبيّة، فينتج عنها عواصف ثلجيّة متكرّرة خلال فصل الشتاء.

وأمّا المقاطعات الشرقيّة المطلّة على المحيط الأطلسي، فشتاؤها يشبه شتاء كيبيك ولكنّه أقلّ قساوة.

وتتساقط الثلوج بكثافة في نوفا سكوشا ونيوبرنزويك وجزيرة الأمير ادوارد بفعل الرطوبة القادمة من المحيط الأطلسي وتتسبّب العواصف من المحيط الأطلسي في تساقط كميّات كبيرة من الثلوج مصحوبة أحيانا كثيرة برياح قويّة.

أمّا مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في شمال شرق كندا، فتختلف ظروف الشتاء فيها من منطقة إلى أخرى ولا عجب في ذلك إن عرفنا أنّ مساحة المقاطعة تفوق الأربعمائة ألف كيلومتر مربّع.

وتتميّز نيوفاوندلاند بشتائها المعتدل نسبيّا وفق المعايير الكنديّة بالطبع، وتتراوح كثافة الثلوج فيها بين معتدلة ومرتفعة لكنّ الشتاء في لابرادور شديد البرودة وهو أقرب إلى شتاء الشمال الكنديّ الكبير وتتدنّى الحرارة في بعض الأحيان إلى 40 درجة مئويّة تحت الصفر.

رئيس حكومة أونتاريو دوغ فورد يقف بجانب المرموط الأمهق ويلي القابع في قفصه.

رئيس حكومة أونتاريو دوغ فورد يقف بجانب المرموط الأمهق ويلي القابع في قفصه.

الصورة: La Presse canadienne / Doug Ball

يوم المرموط: عندما يختلط العلم بالأسطورة

تختلط الوقائع والأساطير المتعلّقة بفصل الشتاء في مخيّلة الكنديّين. وهم يتحدّثون بخفّة عن الشتاء علّ ذلك يخفّف من وطأته ويسلّيهم وينسيهم قساوته.

يوم المرموط Groundhog Day واحد من الأساطير التي تندرج في الفولكلور الشتوي الكندي.

فالثاني من شباط فبراير من كلّ عام هو يوم المرموط Le jour de la marmotte وينتظره الكنديّون سنويّا ليعرفوا إن كان فصل الشتاء سيطول أم لا.

ويتزامن هذا التاريخ بين موعدي الاعتدال الشمسي الشتوي في كانون الأوّل ديسمبر والربيعي في آذار مارس.

ويرتبط طول فصل الشتاء أو قصره حسب الأسطورة بخروج المرموط من جحره.

و التقليد هذا مستوحى من أسطورة تعود إلى القرون الوسطى يوم كان حيوان القنفذ هو الذي يتوقّع قدوم فصل الربيع بسرعة أم لا تبعا لحال لطقس في الثاني من شباط فبراير.

وقد حمل المستعمرون الأوروبيّون هذا التقليد معهم إلى الشمال الأميركيّ قبل ما يزيد على مئتي سنة، ونظرا لعدم وجود حيوان القنفذ، ارتبطت التوقّعات بحيوان المرموط وهو من رتبة السنجبيّات.

وفي حال كان الطقس غائما ومعتدلا، فلن يرى المرموط ظلّه، ما يعني أنّ فصل الشتاء شارف الانتهاء ولن يعود هذا الحيوان إلى سباته.

وفي حال كانت السماء صافية وشاهد الحيوان ظلّه، فالشتاء مستمرّ ومعه البرد القارس.

ولا تخلو الأسطورة من المنطق لأنّه عندما تكون السماء زرقاء صافية، يكون ذلك بفضل إعصار عكسي قطبيّ يظلّل المنطقة، ويشير الهواء البارد والجاف إلى أنّ فصل الشتاء سوف يستمرّ.

أمّا الطقس الغائم، فيكون بسبب منخفض جوّي غالبا ما يحمل رياحا ناعمة ورطبة، ما يؤشّر بأنّ فصل الشتاء شارف على الانتهاء وبات الربيع على الأبواب.

وتبدأ الاحتفالات في يوم المرموط منذ الصباح الباكر، في العديد من مدن أميركا الشماليّة.

المرموط سام أمام بيته الخشبي.

المرموط سام يقيم في بلدة شوبيناكادي في مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا.

الصورة: La Presse canadienne / Andrew Vaughan

ويجري الاحتفال الأكثر شهرة منذ عام 1887 في مدينة صغيرة تقع إلى جنوب بيتسبورغ في ولاية بنسلفانيا الأميركيّة حيث يعيش المرموط الأكثر شهرة المدعو ’’فيل‘‘ Phil.

والمرموط ’’فيل‘‘ مولود كما تقول الأسطورة في القرن التاسع عشر ويعود طول عمره إلى إكسير سحريّ.

ويعتني به أشخاص محدّدون يرتدون في يوم الاحتفال زيّا رسميّا أسود اللون وسترة طويلة ويعتمرون قبّعة عالية.

ويعتبرون أنّ ’’فيل‘‘ هو الوحيد الذي يمكن الوثوق به وأنّ أمثاله الباقين محتالون.

وفي مقاطعة أونتاريو، فإنّ المرموط ’’ويللي‘‘ Willie هو الأشهر وتعود قدرة التبصّر لديه لكونه مولودا على خطّ العرض 45 في منتصف الطريق بين خطّ الاستواء والقطب الشمالي كما تقول الأسطورة.

وبدأ الاحتفال بيوم المرموط في كندا بفضل ’’ويللي‘‘ عام 1956 في حين يتألّق في مقاطعة نوفا سكوشا في الشرق الكندي مرموط آخر يدعى سام.

ويرى القيّمون على يوم المرموط أنّ التوقّعات صحيحة بنسبة تتراوح من 75 بالمئة إلى 90 بالمئة.

لكنّ دراسة كنديّة تناولت توقّعات هذا اليوم على مدى الثلاثين عاما الماضية وجدت أنّها كانت صحيحة في 37 بالمئة من الوقت.

والعبرة أنّه من الافضل الوثوق بتوقّعات الارصاد الجويّة وليس بما يتنبّأ به حيوان المرموط !

بعض المارة يساعدون حافلة نقل مشترك في مونتريال على التحرر من الثلوج التي تعيق انطلاقتها.

بعض المارة يساعدون حافلة نقل مشترك في مونتريال على التحرر من الثلوج التي تعيق انطلاقتها في آذار (مارس) 2017.

الصورة: Radio-Canada

فصل الشتاء الكندي بعيون المهاجرين

لا نكشف سرّا إن قلنا إنّ فصل الشتاء الكندي يطول ويطول وقد يكون لطول مدّته تأثير على نفسيّة الكنديّين رغم حبّهم لهذا الفصل وكلّ ما يرتبط به على أكثر من صعيد اجتماعي وثقافي ورياضي وترفيهي.

وقد يكون طول المدّة أشدّ وقعا عليهم من البرد القارس والبرد القطبيّ والثلوج المتراكمة فوق مساحات شاسعة ترتدي حلّتها البيضاء لأسابيع عديدة.

وتتعدّد الأسباب التي تجعل الكنديّين يتأفّفون من فصل الشتاء وفي طليعتها ربّما صعوبة التنقّل على الطرقات رغم أنّ حملات رفع الثلوج ناشطة وسريعة في مختلف أنحاء البلاد.

وترصد البلديّات موازنات سنويّة ضخمة لعمليّات رفع الثلوج عن الطرقات والأرصفة، ورشّ المواد المانعة للانزلاق لتسهيل حركة السير والتخفيف من

الحوادث التي قد تقع للسائقين وللمارّة الذين قد ينزلقون على طريق كساها الجليد والثلج.

أضف إلى ذلك ضرورة رفع الثلوج عن السيّارة في حال كان صاحبها لا يملك مرآبا لركنها فيها.

وأيضا رفع الثلوج من أمام مداخل المنازل لمن لا يعمد إلى خدمات شركات مختصّة في هذا المجال.

ويتأفّف البعض من زحمة السير خلال ساعات الذروة خصوصا إن تزامنت مع عاصفة ثلجيّة أو عاصفة جليديّة أو أمطار جليديّة.

وتكثر الكتب والمؤلّفات والدراسات التي تتناول علاقة الكنديّين بفصل الشتاء و الأسباب التي تجعل منه الفصل الأصعب بالنسبة للكثيرين منهم.

’’الشتاء، هذا الفصل الذي نحبّ أن نكرهه (نافذة جديدة)‘‘، عنوان اختاره الكاتب الكندي جيري توبان لكتابه حول الموضوع.

وقام الكاتب وأستاذ علوم الأرض في جامعة البرتا جيري توبان وفريق عمله باستطلاع آراء ألف كنديّ حول نظرتهم إلى الشتاء، وخلص إلى أنّ معظم الكنديّين لا يحبّون كثيرا هذا الفصل.

وتناول الكاتب الطريقة التي تتحدّث بها وسائل الاعلام عن فصل الشتاء، ولاحظ أنّ ستين بالمئة من المقالات سلبيّة بالإجمال.

قادمون جدد خلال درس تدريبي على التأقلم مع الثلوج في مدينة شيربروك في مقاطعة كيبيك.

قادمون جدد خلال درس تدريبي على التأقلم مع الثلوج في مدينة شيربروك في مقاطعة كيبيك.

الصورة: Radio-Canada

و قد تتفاوت النظرة إلى فصل الشتاء بين الكنديّين المولودين هنا والكنديّين من أصول مهاجرة.

وغالبا ما يتوهّم المهاجر قبل وصوله إلى كندا، من قساوة فصل الشتاء. وقد ارتبط اسم كندا وصورتها تقليديّا بالبرد والثلج وأكواخ الثلج ’’إيغلو‘‘ وصيد الأسماك من خلال دائرة محفورة في الجليد فوق سطح الأنهار وسواها من الصور التي تعلق في الذاكرة.

ولا يتأفّف المهاجرون أكثر من سواهم ربّما من فصل الشتاء، والمؤكّد أنّ نظرتهم إليه ومشاعرهم تتغيّر مع الوقت.

ففي نظر الواصل حديثا، ولا سيّما من بلاد حارّة أو معتدلة، قد تكون بضعة سنتيمترات من الثلج كثيفة، ودرجة الحرارة القريبة من الصفر شديدة البرودة.

وقد يتفاجأ البعض عندما يلاحظ أنّ البرد والثلوج لا تعيق الحياة العاديّة، ولا تقفل المدارس والمكاتب أبوابها، ولا تتوقّف حركة السير على الطرقات وتستمرّ الاحتفالات والحياة الليليّة والمهرجانات كالعادة.

ويتأقلم المهاجرون مع فصل الشتاء ولا سيّما أنّ كلّ الظروف مهيّأة لتسهيل أمورهم اليوميّة ويمكنهم اختيار الألبسة والمعاطف والأحذية المناسبة تبعا لتقلّبات الحرارة ونسبة البرد.

الشابّة رهام العظم محامية سوريّة وصلت إلى كندا عام 2016 وأمضت أوّل شتاء في مقاطعة ألبرتا المعروفة بطقسها القارس البرد.

تصوّرتُ في البداية أنّني لن أخرج من المنزل ولن أزاول نشاطاتي اليوميّة. ولكنّني تأقلمت وأدركت أنّه لا يوجد شتاء سيّء بل هنالك ثياب سيّئة

نقلا عن رهام العظم، مهاجرة سورية

وصحيح أنّ فصل الشتاء طويل في مدّته وقد يتسبّب بالاكتئاب لدى البعض، لكنّ بإمكان كلّ إنسان بمفرده أن يتكيّف معه كما تقول رهام العظم.

ندى أبو رجيلي مساعدة اجتماعيّة متقاعدة وصلت من لبنان عام 1990، وتقول إنّها تأقلمت مع فصل الشتاء والحياة تستمرّ كالمعتاد حتّى في ظلّ طقس عاصف وشديد البرد.

بالإمكان أن نتأقلم مع فصل الشتاء وأصعب ما فيه ربّما هو طول مدّته. ويصعب أن يتصوّر أهلنا في لبنان أنّنا نتأقلم مع درجات الحرارة المتدنيّة وكأنّ شيئا لم يكن قالت المساعدة الاجتماعيّة

نقلا عن ندى أبو رجيْلي، مواطنة كندية هاجرت من لبنان عام 1990

فالأنشطة الشتويّة كثيرة ومتنوّعة ومناسبة لكلّ الأعمار، تقول ندى أبو رجيْلي، مشيرة إلى أنّها تزاول نشاطات في الخارج مع أحفادها وأخرى مع المتقاعدين وكلّ شيء على ما يرام.

سعاد بونخلة مؤسّسة ومديرة جمعيّة العربيّة للتقارب الثقافي وصلت إلى كندا في عزّ الشتاء وسط عاصفة ثلجيّة ضربت مدينة مونتريال.

الصدمة لم تكن ثقافيّة بقدر ما كانت مناخيّة كما تقول مازحة، وتضيف بأنّ شتاء كندا قاس ومدّته طويلة وهي تحنّ إلى شمس المغرب ودفئه.

ورغم الثلوج والبرد والعواصف، فدورة الحياة لا تتوقّف كما تقول سعاد بونخلة مشيرة إلى أنّ كلّ التسهيلات موجودة ومن الممكن أن يستمتع الإنسان أينما كان في حال كان إيجابيّا.الصورة: Radio-Canada

ويمارس الجميع الرياضات الشتويّة ويستمتعون بها ويتأقلمون مع الطقس، ولا تقفل المدارس أبوابها شتاء إلاّ في حالات قليلة جدّا، كما أنّ الأعمال تستمر كالمعتاد وكندا مجهّزة تماما لفصل الشتاء.

ثلاثة جنود يسيرون في شارع تنحني أغصان الأشجار فيه تحت ثقل الجليد.

ثلاثةٌ من الجنود الكنديين الذين انتشروا في مقاطعة كيبيك لمساعدتها على مواجهة العاصفة الجليدية التي اجتاحتها في كانون الثاني (يناير) 1998 يسيرون في التاسع من الشهر المذكور إلى مقرّهم العام في مدينة ويستماونت في جزيرة مونتريال.

الصورة: La Presse canadienne / ROBERT GALBRAITH

محطّات بارزة في الشتاء الكندي

الحديث عن فصل الشتاء في كندا يحتّم التوقّف عند محطّات بارزة ومهمّة تحصيها وزارة البيئة في شتّى أنحاء البلاد.

العاصفة الجليديّة التي اجتاحت مقاطعة كيبيك في كانون الثاني يناير من العام 1998 كانت واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعيّة في تاريخ كندا.

فقد تسبّب ارتفاع درجات الحرارة بذوبان الثلوج وفي تشكُّل طبقة من الجليد حول أعمدة الكهرباء وخطوط النقل ممّا أدّى إلى انهيارها كما انهارت أغصان الأشجار تحت ثقل الجليد.

وانقطع التيّار الكهربائي عن نحو مليون ونصف مشترك ونزح نحو من ستمئة ألف شخص بصورة مؤقّتة عن منازلهم وتسبّبت العاصفة الجليديّة بخسائر قاربت الخمس مليارات ونصف المليار دولار.

شتاء العام 2013-2014 كان شديد البرد في مختلف أنحاء البلاد باستثناء مقاطعة بريتيش كولومبيا وإقليم يوكن.

فقد بدأ الشتاء مبكّرا منذ تشرين الأوّل اكتوبر واستمرّ حتّى نيسان ابريل وحلّت الفترة الممتدّة من كانون الأوّل ديسمبر حتّى شباط فبراير في المرتبة الثامنة كأقسى شتاء في مقاطعتي كيبيك وأونتاريو.

كما أنّ فترة الخمسة أشهر الممتدّة من تشرين الثاني نوفمبر حتّى آذار مارس كانت الأبرد منذ أن بدأ حفظ السجلاّت الوطنيّة عام 1948.

وعلى سبيل المثال، تدنّت الحرارة في العاصمة أوتاوا إلى 25 درجة مئويّة تحت الصفر في الرابع من كانون الثاني يناير، وتدنّت إلى 47 درجة مئويّة تحت الصفر بفعل عامل الرياح في مدينة لاك بونوا في مقاطعة كيبيك.

مدينة سسكتون في مقاطعة سسكتشوان اكتست بحلّة الثلج البيضاء طوال ستّة أشهر، في حين تلقّى أبناء تورونتو 36 إنذارا بالبرد القارس ليكون فصل شتاء العام 2013 الأقسى والأبرد الذي تعرفه المدينة الملكة منذ 20 عاما.

وزارة البيئة من جهتها وجّهت تحذيراتها للمواطنين من برد ينخر العظام في حين نفذت في بعض المدن كميّات ملح الطريق نظرا لارتفاع كميّات الثلوج واضطرار البلديّات لرشّ الطرقات والأرصفة بالملح لتجنّب حوادث الانزلاق

سيارة انقلبت بعد انزلاقها على الجليد في منطقة وارمان في مقاطعة ساسكاتشيوان.

حادث بسبب الجليد على الطريق في منطقة وارمان في مقاطعة ساسكاتشيوان في غرب كندا.

الصورة: Twitter – Services d’incendie de Warman

إن كان شتاء 2013-2014 من بين الأقسى منذ منتصف القرن الماضي يوم بدأ حفظ السجلاّت الوطنيّة، فإنّ شتاء العام 2015- 2016 كان الثاني الأكثر دفئا واعتدالا منذ عام 1948.

ولم ينفرد الشتاء الكندي باعتداله في تلك السنة ويعود السبب إلى ظاهرة ’’النينيو‘‘ المناخيّة التي أثّرت في أكثر من منطقة حول العالم.

درجات الحرارة في ريجاينا عاصمة مقاطعة سسكتشوان لم تتدنّ و لا يوم في شباط فبراير إلى 20 مئويّة تحت الصفر ولم تعرف وينيبيغ المدينة الكنديّة الأشدّ بردا إلاّ يوما واحدا تدنّت فيه الحرارة إلى 30 درجة مئويّة تحت الصفر.

إلاّ أنّ لفصل الشتاء المعتدل سلبيّاته والايجابيّات: فقد نعم الكنديّون بالدفء والطقس الجميل، ونعم المتزلّجون في غرب البلاد بظروف مميّزة لممارسة رياضتهم الشتويّة، في حين كان موسم التزلّج سيّئا في شرق البلاد وارتفعت مخاطر حدوث فيضانات في فصل الربيع مع ذوبان الثلوج.

شخص يأخذ صورة فوتوغرافية لمجموعة من المتزلجين.

سياح مكسيكيون خلال ممارستهم رياضة التزلج في منتجع مون ترامبلان الجبلي في مقاطعة كيبيك.

الصورة: Radio-Canada

التزلّج في كندا: عائدات بملايين الدولارات

يمارس الكنديّون رياضة التزلّج خلال فصل الشتاء، فضلا عن رياضة ألواح التزلّج ورياضة المشي على الثلج بواسطة حذاء الثلج الخاص المسمّى Raquette بالفرنسيّة وSnowshoes بالإنكليزيّة.

وينشر مجلس التزلّج الكندي بصورة دوريّة إحصاءات حول عدد محطّات التزلّج وعدد المتزلّجين الذين يرتادونها، استنادا إلى أرقام شركة Print Measurement Bureau التي تجري إحصاءات حول المنشورات ولا سيّما منها الاقتصاديّة والطبيّة.

محطّات التزلّج الأكثر شهرة موجودة في بريتيش كولومبيا وألبرتا وأونتاريو وكيبيك، وهي تجتذب المتزلّجين والزوّار من كندا ومن حول العالم.

صناعة التزلّج مورد رزق لآلاف الأشخاص، وتدرّ عائدات بمئات الملايين سنويّا لتتصدّر بذلك قائمة الأنشطة السياحيّة.

والحديث عن التزلّج يقودنا للحديث عن اداء الكنديّين المميّز في الرياضات الشتويّة في المباريات التي تجري في كندا وحول العالم وفي طليعتها الألعاب الأولمبيّة الشتويّة وقد شاركت كندا في كافّة الدورات الأولمبيّة الشتويّة واستضافت هذه الألعاب في مدينة كالغاري عام 1988 وفي مدينة فانكوفر عام 2010.

المتزلجة الكندية سيندي ويليت خلال مشاركتها في الألعاب البارالمبية عام 2018 في بيونغتشانغ في كوريا الجنوبية.

المتزلجة الكندية سيندي ويليت خلال مشاركتها في الألعاب البارالمبية عام 2018 في بيونغتشانغ في كوريا الجنوبية.

الصورة: Reuters / Handout .

ويحقّق اللاعبون الكنديّون نتائج مشرّفة وقد حلّت كندا في دورة ألعاب بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبيّة عام 2018 في المرتبة الثالثة وحصد الأبطال الكنديّون تسعا وعشرين ميداليّة في مختلف الرياضات من بينها إحدى عشرة ميداليّة ذهبيّة وثمان ميداليّات فضيّة وعشر ميداليّات برونزيّة.

الرقم القياسي سجّلته كندا في فانكوفر إذ أصبحت أوّل دولة تفوز بأربع عشرة ميداليّة ذهبيّة في دورة ألعاب شتويّة، وهو الرقم نفسه الذي حقّقته كلّ من ألمانيا والنروج في دورة بيونغ تشانغ.

(تقرير لميْ أبو صعب نُشر للمرة الأولى في 29 كانون الأول / ديسمبر 2018. فادي الهاروني ساهم في اختيار الصور في النسخة الحالية)

May Abou Saab

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00