السبت, يناير 11, 2025
السبت, يناير 11, 2025
Home » “التنبؤ” بالإرهاب يزداد صعوبة …مع “استخبارات لا تفهم شيئاً وجامعات لا تعرف شيئاً”

“التنبؤ” بالإرهاب يزداد صعوبة …مع “استخبارات لا تفهم شيئاً وجامعات لا تعرف شيئاً”

by admin

“سيكولوجية التطرف” دراسة حديثة توسع دائرة درس الظاهرة من انتحاريات بريطانيا 1903 والألوية الحمراء إلى القاعدة وأخواتها

اندبندنت عربية / مصطفى الأنصاري كاتب وصحافي @mustfaalansari

يدور التساؤل بين أروقة بحث وجدل في قارات عدة، عما يجعل الإرهاب حتى اليوم يشكل ظاهرة مهددة للبشرية حتى في أزمة كورونا هذه الراهنة، وذلك على الرغم من استهلاك جهود مضنية في سبيل مكافحته وجعل العالم أفضل… لماذا؟

لا أحد يعرف الإجابة النهائية حتى الآن. وهذا أمر مثير بحجم الإرهاب نفسه. إذن لماذا تتحرك الجيوش وتنشأ التحالفات وتسقط الدول وتتشكل الميليشيات، إن كنا لا نعرف لماذا؟ فمنطق الأمر يقتضي ألا تقوم دولة متحضرة مثل أميركا بتخصيص المليارات من موارد شعبها وتهدر حياة الآلاف من جنودها، وهي لا تعرف لمَ تفعل ذلك. ولا تتوقع نتائج مبنيات على فرضيات علمية لمآل ذلك التدخل.

البحث عن أجوبة لأسئلة الإرهاب

الجانب الاجتماعي لا يقل أهمية. فلماذا بعد كل هذا الضخ الإعلامي والثقافي عن الإرهاب ومخاطره منذ عقود، لا يزال الأستاذ والأب والصديق يفاجأ بتحول أقرب الناس إليه نحو التطرف أو الإرهاب من دون أن يتمكّن من مجرد التكهن، حتى يساعد أو يقلص مخاطر من قبيل إطلاق الرصاص على المصلين في نيوزلندا، أو طعن أبرياء في حافلة في لندن، أو تفجير مجمع سكني في الرياض أو الدار البيضاء وإسلام آباد.

هذه الأسئلة وغيرها، هو ما تبحثه دراسة حديثة، تناولت “سيكولوجية التطرف والإرهاب” من الجانب النفسي والأكاديمي، في حدود إمكانات الباحثين وليام كومن، وجوب فان دير بليج، الذي توفي قبل أن يرى جهده يتحول من نسخة “هولندية” محلية أقل غنى بالأمثال والاستطرادات، إلى أخرى دولية إنجليزية، ثم عربية قدمتها جامعة الملك سعود في السعودية عبر المترجم هشام حنفي العسلي، ومسانده بالمراجعة الدكتور إبراهيم المهنا من قسم علم النفس في الجامعة إلى القارئ العربي الذي شهدت منطقته حتى اليوم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أشد موجات الإرهاب ضراوة.

وهي المنطقة التي قال المترجمان إنها عانت طويلاً نُدرة ما نشر بلغتها عن “سيكولوجية التطرف والإرهاب”، على الرغم من أفكار الإرهاب التي وصفاها بالملتبسة والمتناقضة أحياناً، وأسئلته التي يصعب الوصول إلى أجوبتها اليقينية، مثل “لماذا يظهر التطرف والإرهاب في مجتمع بعينه ولا يظهر في مجتمعات أخرى؟ ولماذا يصبح بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للتطرف والإرهاب؟ ولماذا ينسلخ شخص من مجتمعه وينزوي بعيداً عنه، ليحيا حياة شاقة محفوفة بالمخاطر؟ وما المبررات التي سولت له قتل أبرياء لا شأن لهم به؟ وما الذي يجعله في لحظة فارقة ينهي حياته وحياة من حوله من دون تردد، ومن دون أي خوف أو أسى”؟

غلاف كتاب “سيكلوجية التطرف والارهاب”. (اندبندنت عربية)

وهي أسئلة يقر المترجمان مثل الكاتبين بأنها “لا توجد إجابات قاطعة عن معظمها”، بسبب غياب حركة بحث علمية “تواكب الظرف الجلل”، بحسب وصفهما، هذا مع التسليم بأن الشعوب العربية كانت “أكثر من ذاق ويلات التطرف ووبال الإرهاب، وأكثر من دفع أثماناً باهظة في مكافحتهما ومعالجة تداعياتهما”.

“التنبؤ” وضالة الإجابات الشافية

لكن ما يعتبره المترجمان إشكالاً عربياً، يوسع المؤلفان دائرته فينظرون إليه كمعضلة عالمية، منعت الحرب على الإرهاب أن تؤتي أكلها حتى اليوم، بوصف جهود المحاربة، ظلت دُولةً بين أطراف ليس بينها لغة مشتركة، إن لم تكن يلعن بعضها بعضاً، بين “باحثين في الجامعات لا يعرفون شيئاً، واستخبارات لا تفهم شيئاً”.

ونقلت الدراسة عن أحد الخبراء في البحوث المتصلة بالإرهاب، ويدعى مارك سيجمان نقداً لاذعاً لاتجاهات الخطاب والفعل السياسي المضاد للتطرف، لدى تقييمه بحوث الإرهاب في 2014، خلص منه إلى أن “عقوداً من التمويل الحكومي الضخم ودخول كثير من الباحثين الجدد إلى حقل الإرهاب لم يكفلا الحصول على إجابات شافية حول الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص ينتهجون طريق العنف السياسي”.

ولاحظ مفارقة بدت مستفزة للكثيرين في منطقة الشرق الأوسط، هي أن التقدم المحدود في فهم الظاهرة بالنظر إلى عمرها الطويل منذ الانشغال بها بعد 11/9/2001، “يتناقض مع تزايد أعداد الهجمات الإرهابية وما ينجم عنها من ضحايا. في حين استحوذت الأسباب التي تعرض بعض الأشخاص على التحول إلى العنف السياسي كثيراً من كتاب الصحف شائعة الانتشار”.

التقييم الذي انتهى إليه الباحث سجمان الذي بنى دراسته على نتائج حادثة ماراثون بوسطن في 15 أبريل (نيسان) 2013 وما قبلها، أوصله للقناعة بأنه “لا يمكن للمجتمع الأكاديمي، ولا للأجهزة الاستخباراتية تقديم إجابة وافية عن أسباب التحول إلى العنف السياسي… لأن الأجندة البحثية بعد 11 سبتمبر (أيلول) وضعها أشخاص غير خبراء، وكانت أجندة سياسية في المقام الأول، فتمويل البحث غالباً ما يعكس النظرة الضيقة للجهات الممولة، القائمة في الأساس على افتراضات سابقة وسوء فهم”.

فهم الأكاديمي ومعرفة الأمني في تضاد

وهكذا نشأ بالنسبة إلى الدارسين نسقاً ينصران فيه نظرية الكاتب الذي سبقهما مارك سجمان، بأن الطرفين المهتمان بمعرفة إجابة على الأسئلة المهمة حول العنف السياسي لا يتعاونان في أداء ذلك، فلا يسمح غالباً للمجتمع الأكاديمي بالوصول إلى مصادر المعلومات الأولية المتوافرة لدى أجهزة الاستخبارات، فنتج من ذلك وفق سجمان “محللون استخباراتيون يعلمون كل شيء، لكنهم لا يفهمون أي شيء، في مقابل أكاديميين يفهمون كل شيء، لكنهم لا يعرفون أي شيء”.

عزز ذلك اعتقاد عدد من الباحثين أن الطرفين يقومان بمهام مختلفة، إذ تهدف جهات الاستخبارات إلى منع الهجمات، فيما الباحثون معنيون بقراءة أنماط الشخصية الإرهابية والدوافع والظروف المحيطة. لكن في نهاية المطاف يغيب الأثر المنشود من جميع الأطراف في الجملة، فالمشكلة الإرهابية تتفاقم بدلاً من أن تنحسر.

وأمام ذلك يعزو كاتبا الدراسة، ومن يشاطرهم الرأي من الباحثين صعوبة “التنبؤ” إلى ذلك التنافر، عكس التفسير للظاهرة الذي أصبح ممكناً، غير أننا حتى لو فهمنا السلوك الداعي إلى اتجاه شخص ما للإرهاب بعد الإقدام على ذلك، يقول الباحثان فإن “التنبؤ” بذلك قبل حدوثه جزماً، لا يزال هو السؤال الجوهري الذي لا يجد الجميع إجابة قاطعة عنه.

وقالا “تزايد فهمنا للتطرف والإرهاب لكن هذا لا يعني أننا قد توصلنا بالفعل إلى أداة تشخيصية محكمة، يمكنها التنبؤ بمن يتحول إلى العنف، ومتى يحدث ذلك، وما إذا كنا قادرين على تحديد عدد ثابت من السوابق التي تؤثر في قرار الشخص بتبني العنف، أو تحديد عدد ثابت من المراحل التي ينتقل عبرها الأشخاص عندما يقررون التحول إلى العنف، ويبدو أن السعي إلى إقرار نموذج عالمي للتنبؤ بقرار التحول إلى العنف السياسي غير واقعي”.

رسم توضيحي لانتقال الجماعات من التطرف إلى العنف. (اندبندنت عربية)

لكن تعذر التنبؤ بحدوث الإرهاب ومعرفة شخصياته المنتظرة قبل أن تعتنقه أو تنفذه، لا يعني الجهل بالعديد من الظواهر التي وجدها الباحثان لدى دراستهما أنواع الإرهاب الأربعة “الجناح اليساري أو الثوريون الاجتماعيون، والجناح اليميني، والقوميون الانفصاليون، والدينيون”، فتناول هذه الأنواع بالشواهد، وتحليل تعاطي الدول معها، مما يجعل الكتاب مختلفاً عن عدد من البحوث، ذات الاتجاه النمطي الذي يختصر الإرهاب في جانبه الإسلامي فقط، أي الديني في هذا الكتاب. وأشارا إلى أن باحثاً يدعى بوست أضاف نوعاً خامساً من الإرهاب، أطلق عليه “إرهاب القضية الواحدة” الذي اعتبرت هجمات بعض الجماعات المطالبة بحقوق الحيوان مثالاً معبراً عن هذا النوع من الإرهاب، بحسب الدراسة.

الإرهاب بدأ قومياً انفصالياً “يهودياً”

وإذا كان الإرهاب الديني الذي تمارسه القاعدة وداعش، واليميني المقترف من جانب جماعات اليمين المتطرف في الغرب، أكثر الأنواع المشار إليها “إثارة للقدر الأعظم من القلق في العالم الغربي في الآونة الراهنة”، فإن الأسبقية التاريخية؛ كانت لـ”القومي الانفصالي”، بل حتى ذلك الذي تمارسه القاعدة اليوم والطالبان وداعش العراق، في شق منه له أبعاد انفصالية، كما هي الحال بالنسبة لحركة الطالبان، وحركة أنصار الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى، إذ جاءت بذرتها الأولى على خلفية المطالب الانفصالية والحقوقية للعرب والطوارق شمال مالي بقيادة المقاتل الطارقي الشهير إياد أغ غالي، قبل أن يصبح عضواً بارزاً في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ومديناً بالطاعة لأيمن الظواهري.

ويشير الكتاب في تأصيله النظري لظاهرة التطرف والإرهاب، إلى أن النشأة الأولى تعود إلى ما قبل 2000 سنة، إذ “تورد السجلات التاريخية حادثة إرهابية وقعت في بدايات القرن الأول قبل الميلاد، عندما استهدفت مجموعة من المتمردين اليهود جنوداً رومانيين في القدس، مستخدمين الخناجر في ذلك… وأرادوا بفعلتهم هذه إشعال انتفاضة شاملة ضد السلطات الرومانية الحاكمة، وقد نطلق في يومنا هذا على من قاموا بهذه الحادثة حركات قومية انفصالية إرهابية”، وذلك استناداً إلى التقسيم السابق لفئات الإرهاب، من حيث الدوافع والمآرب.

وحاول الباحثان أن يستقصيا ما إذا كانت أنواع الإرهاب المختلفة “نبتت من جذور واحدة، أو أنها ذات أصول متنوعة”، لكنهما في حكم أشبه بالمسبق، أقرا بأنهما يمران على الحركات القومية والانفصالية، مروراً عابراً. هذا على الرغم مما كان للحركتين من أثر راهن لا ينكر في تأجيج التطرف والإرهاب اليميني والديني، أو تلبسه بلباسهما، أو العكس أيضاً، كما في حركة الصهيونية العالمية، أو النازية، وحديثاً تنظيم “جبهة النصرة” التابعة للقاعدة، التي تحولت إلى “أحرار الشام” في نسختها الحديثة.

هل تبرر “القيم” الإرهاب؟

وبين أكثر الأمثلة طرافة ومغزى هذه الأيام، إيراد الباحثين لقصة “حركة حق المرأة في الاقتراع” في بريطانيا، وهي التي نشأت عام 1903 على يد إميلين بانكيرست وبناتها، وبدأت تسلك مسار المعارضة العنيفة عام 1905، عندما قامت اثنتان من أعضاء الجماعة بمهاجمة المؤتمرين في لقاء سياسي وفضه بالقوة، مما أدى إلى إلقاء القبض عليهما وحكم عليهما بدفع غرامة مالية.

وكانت الحركة النسوية، ظهرت في إنجلترا تطالب بحق المرأة في الاقتراع مع نهاية القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من ذلك سار التقدم في إحراز هذا الهدف سيراً بطيئاً، فقد كان معظم رجال البرلمان يعتقدون بأن النساء لا يمكنهن فهم طريقة سير أعمال المؤسسة التشريعية، ولهذا ينبغي ألا يمنح لهن حق التصويت، مما أدى إلى تنامي التوجهات المتشددة، وبروز حركة تدعو لاستخدام العنف في الحصول على تلك الحقوق.

أعضاء الحركة تطور عنفهن إلى أشد مما أشير إليها بحسب ما وثقت الدراسة، إذ تجاوزن إلى إحراق الكنائس وإتلاف ملاعب الجولف وتفجير بيوت سياسيين، واتخذن سياسة صارمة في مواجهة الحكومة تمثلت في الإضراب عن الطعام عند سجنهن، فيما قامت السلطات بإطلاق سراحهن كلما أوشكن على الهلاك وبلغن قدراً من الوهن شديداً، إلا أن نشوب الحرب العالمية وحشد المجهود الحربي لها عام 1918، أقنع الساسة البريطانيين بإعطاء المرأة حق الاقتراع في بريطانيا العظمى.

وقرأ الباحثان هذه الحادثة على أنها تتسق مع التنظيمات الإرهابية، على الرغم من قيم تمكين المرأة النبيلة التي تستهدفها الحركة، مما أوحى لهما بإشكالية أن البعض “يجد صعوبة كبيرة في تقبل فكرة وجود قيم كامنة وراء مفهوم الإرهاب، لكن من يشاركون الإرهابيين في أفكارهم، ويؤمنون بقضاياهم، ينظرون إليهم باعتبارهم مناضلين من أجل الحرية”.

ولهذا خلصت الدراسة إلى أنه بغض النظر عن القيم التي يتضمنها الفعل الإرهابي عند مجموعة هنا أو هناك، فإن “التهديف باستخدام القوة غير المشروعة، أو استخدامها بالفعل لتحقيق هدف سياسي، أو اقتصادي، أو ديني، أو اجتماعي عبر إثارة الخوف أو الإكراه أو الترهيب”، هي عمل إرهابي.

المحددات الرئيسة للاستقطاب والتطرف. (اندبندنت عربية)

لا يظهر من العدم

ولحسن الحظ فإن الإرهاب على بشاعته في نهاية المطاف “لا يظهر من العدم، إذ تسبقه دوماً عملية تطرف، لا تؤدي للإرهاب بالضرورة” لكنها في اعتقاد الباحثين المرحلة المثلى للقيام بالكثير من جهود المكافحة ودحر احتمالية اللجوء للعنف.

ولهذا بنى الكتاب تتبعه للظاهرة ومحاولة فهمهما في تسعة فصول رئيسة سوى العاشر، الذي خصصه لتلخيص أفكار جميع الفصول، فخصص الأول للعوامل الرئيسة المؤثرة في التطرف والإرهاب والعلاقة بينهما، بينما ناقش الثاني الصور النمطية والتعصب والتمييز، بوصفها “تؤدي عادة إلى الحد من التواصل بين مختلف الجماعات، وتفرض نوعاً من العزلة الاجتماعية والشعور بالحرمان لدى جماعات الأقليات”.

وتفحص البحث في فصله الثالث التهديدات المرجحة للتطرف والإرهاب، مثل “المظالم المدركة، والآراء السلبية عن الجماعات الأخرى، وعدم اليقين، والخوف، والغضب والإزدراء وسواها”، ثم تابع في الفصل الرابع الدور الذي تلعبه المحددات الثقافية في تعزيز التطرف والإرهاب، إلى جانب المتغيرات الاقتصادية والمناخ الاجتماعي، والأحداث المحفزة، التي تنشط أثناءها عمليات الاستقطاب والتطرف عادة. ولا يغفل الكتاب بعض السمات الشخصية التي اتسم بها المتطرفون مثل السلطوية، وكذلك الخصائص الديمغرافية، مثل الحالة الاقتصادية والاجتماعية والعمر والجنس، وذلك في الفصل الخامس الذي تلاه استقصاء الهوية الاجتماعية والأيديولوجية في السادس، إلى جانب دور الدين والأيديولوجيا في السابع.

أما في الفصلين الثامن والتاسع، فيتابع الباحثان العديد من المتغيرات الفردية والجماعية المفضية إلى التطرف ومن ثم الإرهاب، وسبر الأسباب التي تقف وراء تحول بعض الجماعات نحو العنف أو الابتعاد عنه، ناهيك عن عمليات الانفصال والانشقاقات داخل تلك الجماعات، والبرامج التي تستهدف استصلاح المتطرفين، وبعض العائدين من مناطق القتال، مثل سوريا والعراق وأفغانستان.

وهكذا بدا أن الكتاب الواقع في 492 صفحة من القطع الكبير “أي 4” تطرق لأهم التساؤلات التي تؤرق المشهد العام المنشغل بالتطرف والإرهاب، موظفاً تخصص “علم النفس” في التحليل والاستنتاج.

السياق العام أرجح من العوامل الشخصية

وكان من بين ما توصل إليه أن السياق الاجتماعي، أرجح من العوامل الشخصية في لجوء شخصية ما إلى العنف، ذلك أن “السياق الاجتماعي الأوسع نطاقاً قد يزيد من وتيرة عملية الاستقطاب بين الجماعات، ويسهل ميل الأشخاص والجماعات نحو التطرف ولجوئهم إلى العنف، في حين أن عوامل الشخصية تلعب دوراً متواضعاً بعض الشيء في كل أشكال الإرهاب”.

ولاحظوا من بين أغرب الدوافع نحو الإرهاب بين الشبان، غواية الإثارة، وتحقيق الذات، لدرجة أن أحدهم برر تركه تنظيم داعش بأنهم كلفوه بـ”غسل الثياب، وتوزيع الطعام” وحسب، وهو أمر لا يجد له أي معنى. وأظهرت نتائج فحص سير ذاتية للعديد من المنتمين إلى التطرف أنهم من ذوي الحالة المادية الميسورة، لأن الهم الأيديولوجي في مجتمعات عدة يعتبر ترفاً، لا يمكن أن ينصرف إليه المشغول بقوت يومه. كما أن الباحثين وجدوا في الحالة البريطانية أن الزواج وتكوين الأسرة، لا يشجع على لزوم الاعتدال بالضرورة، مثلما هو شائع.

لكن هذا لا يلغي خطر المقارنات المفضية إلى الشعور بالحرمان النسبي، ودورها في التشجيع على التطرف “فالمقارنات تؤدي إلى صور شتى من إدراك الأشخاص أنهم يحصلون على أقل مما يستحقون، مما يوقظ بداخلهم الإحساس بأنهم يتعرضون للتمييز وشعوراً بالظلم، وهنا تكمن المفارقة فإن كان الحرمان يشجع التطرف، فإن ارتفاع المستوى الاجتماعي يزيد من أرجحية التطرف”.

إلا أن هذا التناقض في نظر الباحثين يمكن حله من خلال تحديد الأشخاص لأي الجماعات يقارنون أنفسهم، “وقد يكون ذلك السبب وراء كون الأشخاص الأوفر حظاً، أكثر احتمالية للتطرف، فالتفاوت بين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي الفعلي، وما يحصل عليه أفراد الغالبية المكافئون لهم غالباً ما يكون كبيراً”. ومن هذه الثغرة تسلل داعش إلى مسلمي الغرب، فشكلوا عدداً كبيراً بين جنودها.

ساحة جامعة امستردام في هولندا حيث عمل الباحثان على الدراسة اللافتة. (جامعة امستردام)

التجانس بين الأقلية والغالبية مربط الفرس

وتأتي الأصولية الدينية التي كثيراً ما تكون سبباً للعنف في نقاشات الباحثين، قضية ليست دائمة الصدارة، فعلى الرغم من أهمية الدين إلا أن هناك عوامل تسهم بإسهامات مؤثرة. ونقلاً عن باحثين مثل كروغلانسكي وزملائه أن “البحث عن الحيثية أحد تلك العوامل، وقد تلعب عوامل فردية مثل الإثارة دوراً مؤثراً في الميل إلى التطرف والإرهاب”. لافتاً إلى أن جماعات مثل داعش وحزب الله اللبناني (عبر الألعاب) تستخدم أفلاماً احترافية لإقناع الأشخاص بالالتحاق بها. “فقد ينظر بعض الشباب في هذه الثقافات إلى القتال بوصفه جواز مرور نحو مرحلة الشباب، وإشباعاً للرغبة في الإثارة والمخاطرة”.

ويخلص البحث في نهاية المطاف إلى تأييد “مؤشر الإرهاب العالمي” الصادر في 2014 في تمسكه بأن “المناخ السياسي وتماسك الجماعة هما محددان رئيسان لمستوى الإرهاب داخل أي بلد”، مرجحاً أن تزايد “الوعي بوجهتي نظر الأقلية والغالبية، يساعد في خفض أرجحية الاستقطاب والتطرف، ويساعد أيضاً في وقاية الأشخاص من تبني الحلول العنيفة لتحقيق أهدافهم”.

ومع أن المعلومات التي زخر بها الكتاب والتحليلات، يعول عليها الباحثان أن تساعد في نهاية المطاف على “خفض أرجحية الإرهاب، وزيادة أرجحية تبني الأشخاص حلولاً غير عنيفة”، إلا أنهما يقران بأن التحدي لا يزال قائماً، ما لم يصل البحث العلمي إلى أداة تشخيصية لتحديد “الإرهابيين المحتملين”، إذ إن التنبؤ بالأحداث النادرة “مهمة صعبة للغاية”. وإلى ذلك الحين تبقى جهود مكافحة الإرهاب ومعلومات أجهزة الاستخبارات الأمنية وجهود القوات المسلحة في احتواء المشكلة، ذات أهمية كبيرة، وإن كانت لا تصل إلى “حل حاسم للمشكلة” في نهاية الاستنتاج عند الباحثين الغربيين.

المزيد عن: الارهاب/التطرف/اليمين المتطرف/داعش/القاعدة/الاستقطاب/سيكلوجية الارهاب

 

 

You may also like

152 comments

RalphdEree 3 يونيو، 2022 - 3:34 ص

generic cialis professional cialis pills

Reply
IverSar 4 يونيو، 2022 - 8:46 م

order stromectol buy ivermectin online

Reply
Chestermex 4 يونيو، 2022 - 9:37 م Reply
Stevenunise 10 يونيو، 2022 - 12:37 م Reply
ThomasRaw 10 يونيو، 2022 - 1:32 م

buy prescription drugs online pet antibiotics without vet prescription

Reply
Cameroncip 10 يونيو، 2022 - 3:50 م Reply
RalphdEree 11 يونيو، 2022 - 7:39 ص

which is safer viagra or cialis generic version of cialis

Reply
Cameroncip 11 يونيو، 2022 - 9:31 ص

meds online without doctor prescription canadian online pharmacy

Reply
ThomasRaw 11 يونيو، 2022 - 3:12 م

canadian drugs online discount prescription drugs

Reply
Cameroncip 12 يونيو، 2022 - 2:49 ص

canadian drugs canadian online drugs

Reply
Michaeljeria 16 يونيو، 2022 - 6:55 م

sildenafil 20 mg best place to buy viagra online

Reply
Michaelrox 17 يونيو، 2022 - 3:14 ص Reply
BrandonFlini 17 يونيو، 2022 - 4:10 م

order viagra online how much is viagra

Reply
Michaelrox 18 يونيو، 2022 - 2:29 ص

https://sildenafilmg.com/ where to buy viagra

Reply
BrandonFlini 18 يونيو، 2022 - 3:15 م

viagra over the counter viagra

Reply
Michaelrox 19 يونيو، 2022 - 1:14 ص Reply
BrandonFlini 19 يونيو، 2022 - 2:10 م Reply
BrandonFlini 20 يونيو، 2022 - 1:25 م

generic viagra walmart sildenafil

Reply
GeorgeSmori 21 يونيو، 2022 - 7:52 م

can i buy clomid in canada clomid cost in india

Reply
GeorgeSmori 22 يونيو، 2022 - 2:56 م

buy clomiphene citrate online uk clomid drug

Reply
Anthonyclats 27 يونيو، 2022 - 12:53 ص

https://buylasix.icu/# furosemide 100mg

Reply
RobertShiet 29 يونيو، 2022 - 10:10 ص

https://gabapentin.icu/# neurontin 600 mg capsule

Reply
RobertShiet 2 يوليو، 2022 - 2:28 ص

https://gabapentin.icu/# neurontin price uk

Reply
Jefferyutera 2 يوليو، 2022 - 7:32 ص

ciprofloxacin over the counter ciprofloxacin over the counter

Reply
Michealmic 3 يوليو، 2022 - 1:59 ص

pills erectile dysfunction new ed treatments

Reply
IsiahMolla 3 يوليو، 2022 - 5:23 ص

best pills for ed best ed medication

Reply
RobertShiet 3 يوليو، 2022 - 10:39 ص

https://diflucan.icu/# diflucan capsules 100mg

Reply
Jefferyutera 3 يوليو، 2022 - 3:18 م Reply
RobertShiet 4 يوليو، 2022 - 7:22 م Reply
Michealmic 6 يوليو، 2022 - 3:43 ص

п»їcipro generic ciprofloxacin generic

Reply
RobertShiet 6 يوليو، 2022 - 4:18 ص

https://gabapentin.icu/# neurontin price south africa

Reply
IsiahMolla 6 يوليو، 2022 - 7:20 ص

buy prescription drugs from canada ed prescription drugs

Reply
Jefferyutera 6 يوليو، 2022 - 7:24 ص

how much is a diflucan pill where can you buy diflucan over the counter

Reply
StevenKem 7 يوليو، 2022 - 2:05 ص

https://doxycyclineonline.store/# doxycycline for sale

Reply
Michaelwhich 8 يوليو، 2022 - 7:14 ص

cheapest doxycycline without prescrtiption doxycycline without prescription

Reply
Frankhyday 8 يوليو، 2022 - 9:49 ص

ed drugs compared mens erection pills

Reply
StevenKem 8 يوليو، 2022 - 10:55 ص

https://stromectol.life/# stromectol for sale

Reply
Frankhyday 9 يوليو، 2022 - 7:22 م

best ed medications the best ed pill

Reply
StevenKem 9 يوليو، 2022 - 7:29 م Reply
Michaelwhich 10 يوليو، 2022 - 3:06 ص

buy clomid clomid coupon

Reply
DanielHak 11 يوليو، 2022 - 1:09 ص

generic clomid for sale clomid online paypal

Reply
StevenKem 11 يوليو، 2022 - 4:17 ص

https://clomidonline.icu/# generic clomid for sale

Reply
Frankhyday 11 يوليو، 2022 - 5:21 ص Reply
DanielRurse 11 يوليو، 2022 - 12:09 م

doxycycline buy doxycycline

Reply
Darrellwoops 11 يوليو، 2022 - 6:11 م Reply
Michaelwhich 11 يوليو، 2022 - 11:36 م Reply
Frankhyday 12 يوليو، 2022 - 2:55 م

ed medication online gnc ed pills

Reply
PhillipSnose 13 يوليو، 2022 - 10:00 ص

stromectol 12 mg tablets stromectol

Reply
BrandonBiock 13 يوليو، 2022 - 10:55 ص Reply
BrandonBiock 14 يوليو، 2022 - 1:17 ص

order stromectol over the counter stromectol

Reply
PhillipSnose 14 يوليو، 2022 - 8:11 م

stromectol 3 mg tablets price stromectol

Reply
LarryEnata 16 يوليو، 2022 - 1:30 ص

https://pharmacyizi.com/# ed meds pills drugs

Reply
Kevinelada 17 يوليو، 2022 - 5:28 ص

https://pharmacyizi.com/# erectile dysfunction pills

Reply
Jefferylap 17 يوليو، 2022 - 5:56 ص

https://pharmacyizi.com/# comparison of ed drugs

Reply
LarryEnata 17 يوليو، 2022 - 11:04 ص

https://pharmacyizi.com/# how can i order prescription drugs without a doctor

Reply
Jefferylap 18 يوليو، 2022 - 11:00 ص

https://pharmacyizi.com/# natural remedies for ed

Reply
LarryEnata 18 يوليو، 2022 - 8:25 م

https://pharmacyizi.com/# cheap erectile dysfunction pills online

Reply
SteveBus 18 يوليو، 2022 - 11:21 م

new erectile dysfunction treatment medication for ed dysfunction

Reply
RichardRoads 19 يوليو، 2022 - 12:37 ص

medicine for ed medications online

Reply
Arthurreack 19 يوليو، 2022 - 1:57 ص

https://pharmacyizi.com/# supplements for ed

Reply
Jefferylap 19 يوليو، 2022 - 3:50 م

https://pharmacyizi.com/# remedies for ed

Reply
Douglasfadly 20 يوليو، 2022 - 2:09 ص

https://pharmacyizi.com/# legal to buy prescription drugs from canada

Reply
LarryEnata 20 يوليو، 2022 - 5:27 ص

https://pharmacyizi.com/# buy online drugs

Reply
SteveBus 20 يوليو، 2022 - 9:10 ص

ed pills comparison pain meds online without doctor prescription

Reply
Arthurreack 20 يوليو، 2022 - 3:07 م

https://pharmacyizi.com/# cheap medication online

Reply
Kevinelada 21 يوليو، 2022 - 3:46 ص

https://pharmacyizi.com/# pharmacy medications

Reply
RichardMyday 21 يوليو، 2022 - 7:33 م

https://canadiandrugs.best/# pain medications without a prescription

Reply
Pillenash 22 يوليو، 2022 - 3:24 ص Reply
Geralddidly 23 يوليو، 2022 - 12:05 ص

cures for ed ed medications

Reply
Pillenash 23 يوليو، 2022 - 7:53 ص

discount prescription drugs buy anti biotics without prescription

Reply
Matthewchusa 24 يوليو، 2022 - 7:42 ص

https://canadiandrugs.best/# carprofen without vet prescription

Reply
ThomasMup 24 يوليو، 2022 - 2:37 م

https://erectionpills.shop/# erectile dysfunction pills

Reply
GeorgeMof 25 يوليو، 2022 - 3:36 ص

https://onlinepharmacy.men/# humana online pharmacy

Reply
RichardMyday 25 يوليو، 2022 - 9:21 ص Reply
Pillenash 25 يوليو، 2022 - 5:23 م

mexican pharmacy without prescription sildenafil without a doctor’s prescription

Reply
Geralddidly 25 يوليو، 2022 - 6:05 م

canadian medications ed meds online without prescription or membership

Reply
Pillenash 26 يوليو، 2022 - 10:16 م

adderall canadian pharmacy indian pharmacy online

Reply
ThomasMup 27 يوليو، 2022 - 2:52 م

https://canadiandrugs.best/# prescription drugs

Reply
GeorgeMof 28 يوليو، 2022 - 5:11 ص

https://canadiandrugs.best/# prescription meds without the prescriptions

Reply
Geralddidly 28 يوليو، 2022 - 12:24 م

online pharmacy drugstore online shopping

Reply
KeithEnume 28 يوليو، 2022 - 4:41 م Reply
Matthewchusa 28 يوليو، 2022 - 10:16 م

https://onlinepharmacy.men/# best canadian pharmacy for cialis

Reply
ThomasMup 29 يوليو، 2022 - 3:02 ص

https://erectionpills.shop/# cheap erectile dysfunction

Reply
JeffreyjEx 29 يوليو، 2022 - 8:20 ص

https://stromectolbestprice.com/# ivermectin new zealand

Reply
Robertquini 29 يوليو، 2022 - 8:28 م

stromectol covid 19 stromectol australia

Reply
Robertquini 31 يوليو، 2022 - 1:24 ص

stromectol for pinworms stromectol walmart

Reply
Michaelkah 1 أغسطس، 2022 - 2:16 ص

ed medicine online ed medicines

Reply
GerardDibra 1 أغسطس، 2022 - 3:32 ص

https://drugsbestprice.com/# how to overcome ed naturally

Reply
Jamesnag 2 أغسطس، 2022 - 9:30 م Reply
DarnellBek 4 أغسطس، 2022 - 12:51 ص

best online canadian pharmacy canadian pharmacy

Reply
DavidRoano 4 أغسطس، 2022 - 5:48 م

canadian drug pharmacy prescription drugs without doctor approval

Reply
DarnellBek 5 أغسطس، 2022 - 5:45 ص

best ed pills non prescription pet antibiotics without vet prescription

Reply
Michaelinvaf 6 أغسطس، 2022 - 5:26 ص

prescription drugs without doctor approval comfortis without vet prescription

Reply
DustinVak 6 أغسطس، 2022 - 6:19 ص

https://medrxfast.com/# buy prescription drugs without doctor

Reply
DarnellBek 6 أغسطس، 2022 - 10:27 ص

pet meds without vet prescription canada buy prescription drugs from india

Reply
Thomastix 6 أغسطس، 2022 - 6:59 م

https://medrxfast.com/# pain medications without a prescription

Reply
DarnellBek 7 أغسطس، 2022 - 3:53 م

canadian pharmacy online buy prescription drugs without doctor

Reply
DarnellBek 8 أغسطس، 2022 - 8:40 م

prescription drugs without doctor approval cheap pet meds without vet prescription

Reply
DavidRoano 9 أغسطس، 2022 - 2:03 م Reply
DarnellBek 10 أغسطس، 2022 - 1:31 ص Reply
Thomastix 10 أغسطس، 2022 - 2:06 ص

https://medrxfast.com/# buy prescription drugs

Reply
DavidRoano 11 أغسطس، 2022 - 3:04 ص

the canadian drugstore non prescription ed drugs

Reply
DarnellBek 11 أغسطس، 2022 - 6:07 ص Reply
DustinVak 12 أغسطس، 2022 - 2:23 ص

https://medrxfast.com/# how to get prescription drugs without doctor

Reply
DarnellBek 12 أغسطس، 2022 - 10:34 ص

comfortis without vet prescription non prescription ed pills

Reply
Thomastix 13 أغسطس، 2022 - 1:34 ص

https://medrxfast.com/# online prescription for ed meds

Reply
DarnellBek 13 أغسطس، 2022 - 3:08 م Reply
DustinVak 14 أغسطس، 2022 - 7:52 ص

https://medrxfast.com/# how can i order prescription drugs without a doctor

Reply
DarnellBek 14 أغسطس، 2022 - 7:52 م Reply
DavidRoano 15 أغسطس، 2022 - 7:30 م

legal to buy prescription drugs without prescription ed meds online without doctor prescription

Reply
Ralphacaft 19 أغسطس، 2022 - 10:22 م

https://ventolin.tech/# how to get ventolin over the counter

Reply
ThomasDon 22 أغسطس، 2022 - 9:25 ص

https://deltasone.icu/# prednisone 5 mg

Reply
ThomasDon 23 أغسطس، 2022 - 6:05 م

https://glucophage.top/# metformin drug

Reply
ThomasDon 25 أغسطس، 2022 - 2:51 ص Reply
DavidDully 25 أغسطس، 2022 - 6:08 م Reply
Thomaskib 25 أغسطس، 2022 - 6:36 م

paxil depression buy paxil online

Reply
Adrianglync 25 أغسطس، 2022 - 11:49 م

paxil online paxil erectile dysfunction

Reply
PerryBaino 26 أغسطس، 2022 - 9:44 م

sildenafil online purchase india sildenafil 50mg canada

Reply
Peterporse 27 أغسطس، 2022 - 7:01 م

https://amoxicillin.pro/# buy amoxicillin 500mg capsules uk

Reply
Peterporse 29 أغسطس، 2022 - 4:05 ص

https://sildenafil.pro/# cheap sildenafil citrate uk

Reply
ThomasBup 29 أغسطس، 2022 - 10:35 ص

https://sildenafil.pro/# sildenafil 100mg australia

Reply
зарубежные сериалы смотреть онлайн 25 مارس، 2024 - 4:12 م

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me.

Reply
глаз бога бот 11 أبريل، 2024 - 3:01 ص

It’s going to be end of mine day, but before end I am reading this impressive piece of writing to increase my experience.

Reply
cs2 gambling website 8 مايو، 2024 - 5:43 ص

No matter if some one searches for his necessary thing, so he/she needs to be available that in detail, thus that thing is maintained over here.

Reply
университет 16 مايو، 2024 - 6:46 ص

Francisk Skorina Gomel State University

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 10:25 م

Why users still use to read news papers when in this technological world all is accessible on net?

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 1 يونيو، 2024 - 4:45 ص

I would like to thank you for the efforts you have put in writing this website. I am hoping to see the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has motivated me to get my very own website now 😉

Reply
russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 8:40 م

Its like you read my mind! You seem to know so much about this, like you wrote the book in it or something. I think that you could do with some pics to drive the message home a bit, but other than that, this is fantastic blog. An excellent read. I’ll definitely be back.

Reply
хот фиеста играть 13 يونيو، 2024 - 9:34 م

What i do not realize is in reality how you’re not really a lot more well-favored than you may be right now. You are so intelligent. You recognize therefore significantly in terms of this topic, produced me for my part believe it from so many numerous angles. Its like men and women don’t seem to be fascinated unless it’s something to accomplish with Woman gaga! Your personal stuffs nice. All the time deal with it up!

Reply
hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 7:27 ص

Yes! Finally something about %keyword1%.

Reply
хот фиеста играть 14 يونيو، 2024 - 7:05 م

Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards

Reply
hot fiesta slot 15 يونيو، 2024 - 6:18 ص

Hi, this weekend is good in favor of me, as this point in time i am reading this great informative piece of writing here at my house.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 6:31 ص

You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it!

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 11:55 ص

I have been surfing online more than 2 hours today, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. In my opinion, if all website owners and bloggers made good content as you did, the internet will be much more useful than ever before.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 1:04 ص

I love your blog.. very nice colors & theme. Did you design this website yourself or did you hire someone to do it for you? Plz answer back as I’m looking to design my own blog and would like to know where u got this from. cheers

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 1:53 م

Usually I do not read article on blogs, however I wish to say that this write-up very forced me to take a look at and do so! Your writing taste has been amazed me. Thank you, quite great article.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 3:21 ص

My brother suggested I might like this website. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine just how much time I had spent for this information! Thanks!

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 7:21 م

Hey this is somewhat of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding experience so I wanted to get advice from someone with experience. Any help would be greatly appreciated!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 10:34 م

I got this web site from my pal who told me regarding this site and now this time I am visiting this web site and reading very informative articles at this place.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 11:19 ص

I am extremely inspired with your writing talents and alsowell as with the format for your blog. Is this a paid subject matter or did you customize it yourself? Either way stay up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one nowadays..

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 12:04 ص

Hi, Neat post. There is a problem with your site in internet explorer, could check this? IE still is the marketplace leader and a large part of other folks will miss your fantastic writing due to this problem.

Reply
строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 10:56 م

“Строительство автомоек под ключ” с нашей командой гарантирует использование последних технологий и высочайших стандартов качества.

Reply
строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:56 ص

Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия.

Reply
автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 12:09 ص

Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 11:23 م

Автомойка под ключ – это ваш легкий старт в автосервисном бизнесе. Не требуется прежний опыт – мы сопровождаем вас на каждом шагу.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 3:58 م

Wow, superb blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging look easy. The overall look of your web site is great, let alone the content!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 6:24 م

Hi there, everything is going well here and ofcourse every one is sharing data, that’s truly fine, keep up writing.

Reply
строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 1:31 م

Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги.

Reply
Джак 19 أغسطس، 2024 - 10:09 م

This is my first time go to see at here and i am really impressed to read all at one place.

Reply
theguardian 24 أغسطس، 2024 - 6:18 م

Aw, this was a really nice post. Taking the time and actual effort to make a good article but what can I say I procrastinate a lot and never seem to get anything done.

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 1:17 م

When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Appreciate it!

Reply
theguardian 29 أغسطس، 2024 - 2:42 ص

Hi, just wanted to mention, I enjoyed this article. It was funny. Keep on posting!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00