Mahmoud Darwish, Cairo, circa 1971 ثقافة و فنونعربي محمود درويش الشاعر والمثقف… قراءة في «تفكيك المثقف العربي: النبوءة والمنفى والأمة» لزينة حلبي by admin 30 يونيو، 2020 written by admin 30 يونيو، 2020 175 مجلة رمان الثقافية / عبد القادر عزام / كاتب من فلسطين تتناول زينة حلبي في بحثها “تفكيك المثقف العربي: النبوءة والمنفى والأمة” حال الثقافة العربية الراهنة واضعة إياها في الإطار التاريخي-الثقافي للمشروع القومي العربي ومحوره انتقال هذا المشروع من مرحلة البناء إلى مرحلة التفكك، أي من مرحلة صعوده إبان فترة الحرب الباردة إلى مرحلة انحساره وتفككه في طور الما-بعد، أي، ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية وما بعد أوسلو وما بعد حرب الخليج (أوائل تسعينات القرن الفائت). تنبري هذه المقالة القصيرة إلى معاينة نقدية لكل من: (1) مفهوم “المثقف العربي” الذي تنصّبه حلبي ممثلا للتحوّلات الجارية في الإطار التاريخي-الثقافي المذكور وساردا لصعوده ولأفوله ولمآلاته الراهنة، و(2) منهج “المقاربة الجامعة للأجناس” (“transgeneric approach”) الذي يتصّل اتصالا وثيقا بمفهوم “المثقف العربي” والذي تعتمده المؤلفة في بحثها، وذلك لاقتراح ترسيم نقدي للمساحة التي يشغلانها وللمناطق التي يشيحان عنها. وقوفا على هذا، سوف أحذو فيما يلي حذو المؤَلَّف أمامنا باتخاذ تجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش نقطة انطلاق نحو رؤية مختلفة لهذه التجربة لنتبيّن من خلالها مناطق الضوء والعتم التي يفرشها أمامنا هذا الكتاب. ففي الأول تختار الباحثة “المثقف العربي” قلبا وقالبا، أو شخصية ومفهوما، آنية لسردها وترسّم لنا ملامح “المثقف العربي” لتصب تجربة محمود درويش في قالب “المثقف العربي” في حالة تكوّنه الأول. من ذلك، يصبح درويش التجسّد والأنموذج الأصلي (archetype) للمثقف العربي في حالته الأولى. تعرّف حلبي مثقفنا العربي هذا كنبيّ منفيّ. وإذا ما كانت هذه المكوّنات الهيكل اللّب الذي تقوم عليه بنية المثقف العربي ليصبح ما هو عليه، أي ليصبح المثقف العربي دالا بصفته هذه على نفسه بنفسه، يأتي دور الانحسار فيموت اللّب، ويظلّ الاسم “المثقف العربي”، أو جرا على ذلك “الثقافة العربية”، عنوانا وعباءة يلبسها ما-بعد “المثقف العربي” الذي يراجع بحكم رداءه أو اسمه تجربة المثقف العربي في دورها الأول مراجعةً تحوّرها في المُعاصرة، أي في الزمن المعاصر (contemporary)، وهو غير الراهن أو الحاضر، وهو الذي يركن وجوده أصلا إلى استمرارية سردية “المثقف العربي” المحكومة إلى الزمان الما-بعد (حداثي). وفي وصف الباحثة حلبي لدرويش كنبيّ منفيّ يتماهى القلب والقالب، أي أن العوامل المكوّنة لشخصية المثقف العربي النبيّ المنفيّ تنضفر معا لتكوين حيّ للمثقف العربي فيتجلّى محمود درويش إثر ذلك أنموذجا أصليا مثاليا للمثقف العربي لتُقاس بحسب صورة شخصه الأولى هذه أحوال “المثقف العربي” (وثقافته) الثلاثة: الصعود والسقوط ومن ثم التحوّر (making and unmaking). ينطلق النقد المطروح ههنا للكتاب من اتفاق كامل مع المؤلفة بشأن تعريفها للمثقف العربي واعتبارها محمود درويش مثقفا عربيا وتشخيصها الحاكم بنهاية واندثار المثقف العربي مع فشل مشروعه النهضوي من جهة ارتباط هذا الأخير بمشروع قومي عربي فشل في تحرير الأرض والإنسان لدى وصوله إلى نهايته في مرحلة الما-بعد (القائمة اليوم على حالها). ثمّة أن الإعلان عن موت المثقف العربي، بما هو إعلان أي بما هو تصريح يفصّل لقارئه جزئيات حالٍ واقعٍ حاصل، عبارة عن وصف صحيح يعبّر على مستوى الثقافة العربية عمّا آل إليه مشروع النهضة العربية القومي منذ تسعينات القرن الماضي (على الأقل). ولما كان الإعلان عن موت “المثقف العربي” مثل غيره من الإعلانات—كمثل الإعلان عن “موت الله” (نيتشه) أو الإعلان عن موت المؤلف (بارت) أو غيرها—وصفا تحقيبيا يربط زمانيته بحياة “المرحوم”، أي بسنيّ حياته وبذكراه من بعد موته، يوقظ الإعلان لدى جمهور سامعيه وعيا ذاتيا بواقعهم الراهن بما هو عهد ذاكرة زمان ولّى بحياته من غير أن ينصرف ظل ذكراه. الإعلان عن موت المثقف العربي إذا يبشر بموت القلب يستبقي القالب. يناظر اقتران القلب والقالب اقتران المتن بالهامش: يحوّل الإعلانُ الحاضرَ في الوعي الذاتي لمن يصغي إليه إلى زمن المثقف العربي المعاصر، وهو وعي الهامش القابض على قالب المثقف العربي مستذكرا متنه. لحظة الإعلان عن موت “المثقف العربي” لحظة حاسمة بامتياز، وهي قائمة في صلب تعريف المؤلفة للمثقف العربي وعليها فقط تقوم إمكانية صعود المثقف العربي المعاصر. يغيب عن السرد الذي نقرأه في هذا الكتاب التفات نقدي من طرف مؤلفته إلى هذا العامل الحاسم كما لو كان واقعا مفهوما ضمنا. وعلى هذا نلقى هذا البحث يصوّر المعاصر وكأنه نتيجة حتمية وطبيعية لأفول الماضي الذي انقشع بفشله أفق المستقبل ليستكين الحاضر المنكوب إلى معاصرةٍ تلتفت إلى الوراء لفتة مملوءة بالسخرية والتهكم والسوداوية (إيليا سليمان مثالا). تحوي هذه الدراسة فعل الصناعة المفاهيمية. لكن حلبي لا تلتفت إلى آثارها، فكأن المعاصر هو الحاضر، والحاضر هو المعاصر، بالضرورة. إنما وفي واقع الأمر، فإنه لا يمكننا استيلاد الإعلان عن موت “المثقف العربي” بدون أن نصنع من قبل ذلك مفهوم “المثقف العربي” في داخل سردية التفكك (unmaking)، وهي سردية إعلانية يقوم عليها الوعي الذاتي المعاصر (بالمعاصرة). بناءً على هذا كلّه يسعني الآن أن أضيف بأن امتحان القيمة المستفادة من الإعلان (عن موت المثقف العربي) منوطة بالتقرير بين كونه إعلانا أجوفا يضيع رنين وقعه كتبدّد الصدى في فراغ وبين التقرير بقدرته على تكوين وعي ذاتي هو الهامش الذي تحشوه المعاصرة في القالب. بكلمات أخرى، إذا ما اتفقنا على أنه لم يتبق، بإعلاننا عن موت المثقف العربي، من المثقف العربي إبان عهده الذهبي غير اسمه، أو قالبه، أو ذكراه من بعد موته، فما هو، في الحاصل، تعريف زينة حلبي للمثقف العربي المعاصر؟ وإن أحاط هذا المعاصر باسم المثقف العربي فعلا، فهل هو محيط بالحاضر كذلك؟ أو، إذا ما تبيّنا مصطلح المثقف العربي واتفقنا على صحة خبر موته، ففي أيّ حال ومكان نجد معاصرة “المثقف العربي” تضيء حاضرنا الراهن وأنّى ومتى نلقاها ترهنه للعتمة؟ للإحاطة بمصير المثقف العربي في راهن الما-بعد علينا أن نعرج إلى المنهج الذي تعتمده الدراسة، “المقاربة الجامعة للأجناس”، والذي يلازم فيها مفهوم “المثقف العربي” ملازمة الضوء للشمس. تفتح “المقاربة الجامعة للأجناس” أمام المؤلفة مجالا واسعا يمكّن تعريفها للمثقف العربي من الإحاطة بما هبّ ودبّ من الصناعات الفنيّة والأدبية والعلمية بدون التزام حدود جنس أدبي أو جنس فنّي بعينه، فيعينها على سبيل المثال من مقارنة الرواية والفيلم. وهي وبذلك تتجاوز في الما-بعد المعاصر حدود الأجناس الأدبية وإمكانيات مقارناتها النقدية والتي قد كان المثقف الحداثي (العربي) قد وضعها من قبل فأضحت بائدة بتبدده. كما وتمكّنها هذا المقاربة في الآن ذاته من عبور حدود العالم العربي الجغرافية وكذلك حدود اللغة العربية باعتبارها لغة المثقف العربي وثقافته، جانحة بذلك نحو رحابة المحيط الكوني الأوسع الذي يجمع إضافة إلى ما يجمع من جغرافيا العالم العربي ولغته، آداب وفنون المهجر “العربي” لتصوغ منها معاصرة ما-بعد المثقف العربي في واقع ما-بعد حداثي. يفسر مفهوم “المثقف العربي”، مصحوبا بما يلازمه من مقاربةٍ جامعةٍ للأجناس، ما يفسر من الحاضر الراهن محوّرا لنفسه هذا الحاضر زمنا معاصرا له. لكنه، وإن فسّر وأفاد، لا يحيط بالحاضر الراهن، بل وأكثر، فهو وإن أظهر نجده، وبحكم قدر الإحاطة التي تحيط بها المنهجية التي يعتمدها بحاضرنا، يغيّب أمورا أخرى. فمن الجهة الأخرى، فإننا باعتمادنا هذا المفهوم للمثقف العربي ومثله اعتمادنا ما يلازمه من منهجية “المقاربة الجامعة للأجناس” بصفتهما ممثلين للثقافة العربية بما باد منها وبما عاصرت نجدنا، إذا ما أعدنا تجربة محمود درويش إلى الواجهة، صارفي النظر عن محمود درويش الشاعر وعاجزين عن فهمه. بحسب مفهوم المثقف العربي الذي يضيء تجربة محمد درويش بصفته مثقفا عربيا، يتحوّل درويش إلى شاعر بحكم كونه مثقفا عربيا ويتحول الشعر، بما هو شعر، إلى جنس أدبي يصطف إلى جانب غيره من الأجناس الأدبية والفنية وغيرها. ففي الأول يغيّب الفهم المنقول إلينا بواسطة مفهوم “المثقف العربي” الشعرَ، وذاك ليجعل منه جنسا أدبيا ما ثانيا. نعم كان محمود درويش مثقفا عربيا ولكنه كان من قبل ذلك شاعرا (عربيا)، ذلك مثلما كان ادوارد سعيد، أولا وقبل كل شيء، وإن فكّر وصاغ أفكاره العلمية باللغة الإنجليزية، مثقفا عربيا. والأهم من ذلك أيضا، هو فهم درويش لنفسه شاعرا، مثلما كان فهم سعيد لنفسه مثقفا. بالطبع لا يغيب شعر درويش عن سردية حلبي ونجدها تشير إليه وتنتبه وتنبّه إلى تمايزه، لكن صياغتها لتمايزه هذا فتجعله تمايزا محكوما لمفهوم المثقف العربي يدور في مداره: فمن ناحيتها يصبح الشعر جنسا أدبيا محشورا في إطار مفهوم سارتري للأدب الملتزم الذي يدع الشاعر يعي الشعر حاملا لقدرة تحررية من نوع خاص فقط لا غير. إلا أن تقديم درويش الشاعر على درويش المثقف فيؤدي بنا إلى كشف آخر للحاضر الذي انتحله “المثقف العربي” المعاصر لنفسه، ليطلق هذا التقديم في طريقه ما كبته هذا الأخير من إمكانيات أخرى لفهم الماضي والراهن وعلاقاتهما التي تفوق بتعقيداتها علاقة المثقف العربي المعاصر في عهد ما-بعد المثقف العربي المائت. لا يحرر هذا التقديم الشعر من إطار الجنس الأدبي الذي حصره فيه مفهوم “المثقف العربي” فحسب، وإنما يطرح تصوّرا جديدا لزمن الحضارة/الثقافة (العربية) وحقبها وآنياتها يتجاوز التصوّرات التي تحقّب للحداثة وما يلتصق بها من ما-بعد الحداثة. ومن هذا المنظور تتجلّى قصيدة “مديح الظل العالي”، التي تتعرض لها حلبي في بحثها، شعرا بحتا من قبل أن يحملّها مفهوم “المثقف العربي” بمعاني الحداثة العربية وتبعات التصنيفات الحديثة للأجناس الأدبية والفنية. إن قراءة حلبي لقصيدة “مديح الظل العالي” كتعبير عن مشروع العلمنة والتحديث وبناء الأمة الذي قام بها المثقف العربي صحيحة تماما، ولكنها عاجزة عن الإجابة عن السؤال عن معاني إحاطة الشعر بالذات بهذا المشروع، اللهم إلا من خلال حشر الشعر (الدرويشي) في خانة الأدب الملتزم، ليصعد بصعوده وليهبط بهبوطه. وأحد هذه المعاني، التي تعتم عليها قراءة حلبي، أننا نلقى الشعر، وفي “مديح الظل العالي” بالذات، يطلق صرخة “حريتي فوضاي”: حرية لا تلزم الشعر بمشروع المثقف العربي، بل تلزم الأخير بالأول. كما وأنها حرية لا تشيح عن مشروع المثقف العربي نحو مذهبية الفوضوية بل تبقى فوضى خالصة، لتصل القصيدة كلها إلى نتيجة مفادها “ما أصغر الدولة”، وهي نتيجة تحيط بمشروع المثقف العربي من غير أن يحيط بها، وإلى ألاّ تعتمد صحتها لا زمانية المثقف العربي البائد ولا ذاك المعاصر لتقوم لها قائمة. على ضوء هذا المثال الأخير، يدعونا هذا النقد إلى تناول آخر لتجربة درويش الشاعر: إلى تناول ينتشل مسائل مثل مسألة “العداوة بين هومر (الشاعر) وأفلاطون (الفيلسوف)” أو مسألة “والشعراء يتبعهم الغاوون” وهي مسائل أقل ما يمكن أن يقال عنها حقيقة أنها لا تنضوي تحت أسئلة العلمنة والتحديث وبناء الأمة، بل على العكس، فهذي مسائل، وإن غُيّبت، لا تغيب عن هذه الأسئلة اللاحقة ومن شأنها إضاءتها بشكل يتجاوز حدود الدراسات المناطقية (Area Studies) وزمانية حرب 1967 ومفهوم المعاصرة الذي اخترعته لنفسها. 37 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “الطنطورية”… حكاية فلسطينية غير قابلة للتلخيص next post الكاظمي يتلقى رسالة من كلمة واحدة بعد “ليلة المداهمة” You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 37 comments Robyn 30 يونيو، 2020 - 10:22 م No matter if some one searches for his vital thing, therefore he/she needs to be available that in detail, therefore that thing is maintained over here. Feel free to visit my page; 바카라사이트 Reply зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 10:03 م Nice post. I learn something new and challenging on blogs I stumbleupon every day. It will always be exciting to read content from other writers and practice a little something from their websites. Reply глаз бога тг 10 أبريل، 2024 - 4:32 ص I used to be recommended this blog by means of my cousin. I am now not positive whether this submit is written via him as no one else recognize such certain approximately my problem. You are amazing! Thank you! Reply глаз бога 10 أبريل، 2024 - 5:49 م I was extremely pleased to discover this web site. I wanted to thank you for your time due to this wonderful read!! I definitely loved every little bit of it and I have you book-marked to see new things on your blog. Reply cs 2 live betting website 7 مايو، 2024 - 8:48 م Simply want to say your article is as surprising. The clearness on your post is simply excellent and i can think you are a professional in this subject. Well together with your permission allow me to grab your RSS feed to stay up to date with forthcoming post. Thank you one million and please keep up the rewarding work. Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 15 مايو، 2024 - 9:44 م Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 1:19 م Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 3:48 م Have you ever considered about including a little bit more than just your articles? I mean, what you say is fundamental and all. However think about if you added some great visuals or video clips to give your posts more, “pop”! Your content is excellent but with images and video clips, this website could certainly be one of the most beneficial in its niche. Excellent blog! Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 2:22 م Simply want to say your article is as surprising. The clearness in your post is simply excellent and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please keep up the gratifying work. Reply хот фиеста casino 12 يونيو، 2024 - 8:53 م Asking questions are truly nice thing if you are not understanding anything completely, but this article gives pleasant understanding even. Reply hot fiesta 13 يونيو، 2024 - 3:34 م Hey There. I found your blog using msn. This is an extremely well written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thanks for the post. I will definitely comeback. Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 2:21 م My family members all the time say that I am wasting my time here at net, but I know I am getting knowledge every day by reading such pleasant articles or reviews. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 4:31 م I really love your blog.. Excellent colors & theme. Did you make this website yourself? Please reply back as I’m wanting to create my very own blog and would like to know where you got this from or exactly what the theme is called. Thank you! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 8:24 ص Nice blog here! Also your site so much up fast! What host are you the use of? Can I am getting your associate link on your host? I want my site loaded up as fast as yours lol Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 10:03 ص What’s up, this weekend is good designed for me, since this point in time i am reading this enormous informative piece of writing here at my house. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 3:25 ص I am regular reader, how are you everybody? This article posted at this site is really good. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 5:09 م I all the time emailed this blog post page to all my friends, because if like to read it after that my links will too. Reply строительство автомоек под ключ 5 يوليو، 2024 - 8:10 م Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 6:28 ص Строительство автомоек под ключ – наша специальность. Мы заботимся о каждой детали, чтобы обеспечить надежное и прибыльное хозяйство. Reply строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 7:08 م Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги. Reply строительство автомоек под ключ 8 يوليو، 2024 - 6:47 ص Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам. Reply автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 6:05 ص Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 10:03 ص This is my first time visit at here and i am actually happy to read all at alone place. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:00 ص Hello there, just became aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. Many people will be benefited from your writing. Cheers! Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 1:26 ص Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 9:56 ص “Автомойка под ключ” – это не просто прибыльный бизнес. это возможность предложить клиентам исключительные услуги и построить связь с сообществом. Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 6:30 م “Строительство автомойки” возлагает на нас полную ответственность за проект, включая выбор оборудования, стандарты безопасности и управление проектом. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 3:03 ص С нами строительство автомоёк под ключ превращается в приятный и легкий процесс, ведь мы заботимся о каждом аспекте вашего будущего предприятия. Reply автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 11:31 ص Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии. Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 8:24 م 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply строительство автомойки под ключ 17 يوليو، 2024 - 5:26 ص Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply Lamborghini customization 28 يوليو، 2024 - 6:58 م Your writing style makes complex topics seem simple. Thanks! Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 2:50 ص Hmm it seems like your site ate my first comment (it was extremely long) so I guess I’ll just sum it up what I had written and say, I’m thoroughly enjoying your blog. I as well am an aspiring blog blogger but I’m still new to the whole thing. Do you have any points for first-time blog writers? I’d genuinely appreciate it. Reply theguardian.com 22 أغسطس، 2024 - 10:58 م Good day! This is kind of off topic but I need some advice from an established blog. Is it hard to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things out pretty fast. I’m thinking about setting up my own but I’m not sure where to start. Do you have any tips or suggestions? With thanks Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 6:44 م Thank you a bunch for sharing this with all folks you really realize what you are talking approximately! Bookmarked. Please also talk over with my site =). We will have a link change agreement among us Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 7:40 ص Good article! We will be linking to this great post on our site. Keep up the good writing. Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 8:53 م I enjoy what you guys are usually up too. Such clever work and coverage! Keep up the good works guys I’ve incorporated you guys to blogroll. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.