الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » غازي القصيبي “لغة الخليج وسيفه ورمحه”

غازي القصيبي “لغة الخليج وسيفه ورمحه”

by admin

حتى بعد عقد من رحيله لا يزال شاهداً وحكماً في المواقف المحيّرة

اندبندنت عربية / مصطفى الأنصاري كاتب وصحافي @mustfaalansari

قِلة من كان لهم حظ الوزير والأديب السعودي غازي القصيبي، فالرجل الذي غادر قبل عقدٍ هذه الحياة إلى دار البقاء، ما كان يتردد في خوض أي معركة أو سجال إذا ما توافرت الأسباب الداعية إلى ذلك، لكنه على الرغم من ذلك ما يلبث أن يضفي على كل عداوة ترياقاً من تسامح ونقاء، جعلت كل غرمائه تقريباً يبكونه حتى بعد مضي زمن على رحيله الحزين في 15 أغسطس (آب) 2010 الذي وافق يوم الخامس من شهر رمضان.

وقد يعود ذلك إلى مهارات الدبلوماسي الكبير، فلئن كان مثلما يصف نفسه “غازياً” بالمعنى اللغوي لاسمه، فإن تعدد مواهبه ونبل شخصيته، من الأمور التي جعلته محل احترام أعدائه ومخالفيه، وليس فقط أحبته ومواطنيه، وكثيراً ما عاد الناقم عليه بالأمس معتذراً، وهو الذي لم يعرف للتلون طريقاً قط.

أوضح الأمثلة على ذلك يظهر عند التعرف إلى أبرز ثلاث معارك كانت تتجدد في حياته، يمكن تصنيفها على أنها “الوطن، والعروبة، والتقدم”، ففي القضية الأولى اختط القصيبي لنفسه نهجاً لا يعرف أنصاف الحلول، فبغض النظر عن علاقته بالسلطة السياسية التي عرفت مداً وجزراً، فإنه يجنّد نفسه تلقائياً في أي معركة تكون بلاده طرفاً فيها ولا يبالي، حتى تضع الحرب أوزارها.

المحارب

وبين أشهر الأمثلة، حرب الخليج الثانية، التي استيقظ فيها العرب على احتلال صدام حسين جارته الكويت بغتة، فانقسم الجميع نحو الكارثة التي فجعوا بها، بمن في ذلك السعوديون، الذين انشق أصوات عدد من المؤثرين منهم في ذلك الجيل، وأعلنوا رفض قيام الدولة باستقطاب القوات الأجنبية لتحرير الكويت، مرددين بذلك عدداً من المبررات التي كانت موقف تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الدول العربية واليساريين من هنا وهناك. فتارة يساجل القصيبي ملك الأردن، وياسر عرفات، وأخرى علي عبد الله صالح ومن معهم من العرب، وثالثة دعاة السعودية النجوم عائض القرني وسلمان العودة وناصر العمر، وغيرهم.

في ذلك الحين، يروي الصحافي السعودي عثمان العمير المشهد، الذي أحوج إلى استقطاب غازي المغضوب عليه في البحرين، كاتباً برتبة جنرال، إذ “كان الإعلام الخليجي خائفاً ومرتبكاً وهزيلاً وضائعاً في الأيام الأولى للغزو. صباح ذات يوم أتاني عبر الفاكس مقال قصير ممهور بقلم غازي، تذكرت قصص مغامراته وإيقافاته (عن الكتابة) فأطلت تلك الغمامة الشجاعة التي تذكرك بالمهمة المستحيلة للإعلامي فنشرت المقال في الصفحة الأولى، وانتظرت رد الفعل يوماً، ويوماً وثانياً، فثالثاً ورابعاً، ومع اليوم الخامس بدأ الحماس وبدأت ردود الفعل وبدأ الشعور بالتعاطف والإعجاب، واعتبر غازي القصيبي هو لغة الخليج وسيفه ورمحه، وصاحب الصوت الأعلى والأقوى والأكثر فعالية”.

وهكذا انطلقت زاوية “في عين العاصفة” في صحيفة “الشرق الأوسط” يومئذ، حسب تأريخ العمير للكتاب الذي أخرجته دار جداول السعودية بالعنوان نفسه قبل بضع سنين، إذ لا تزال مقالات القصيبي شاهداً وحكماً بين المترددين كلما ضجت الساحة بحدث جلل، يبحث أهل الرأي فيه عن دليل من الحيرة، وإن على سبيل الرمز بإيراد مقولته التي غدت فيما بعد مأثورة ومثلا “الحياد أقل المواقف أخلاقية وأكثرها انتهازية”.

انتهت الأزمة بعد أن كسب جناح العرب الذي يمثله المعركة، لكن هل استكان القصيبي أو تشفى من خصوم الأمس؟ التاريخ يوثق أن العكس الذي حدث، وهنا نأتي إلى الزاوية الثانية “العروبة” التي شكلت قسطاً من نضاله، فحين انتهت حرب الخليج يبدو أن الرضا عن غازي كان بلغ حداً استحق معه أن يصبح سفيراً مرموقاً لبلاده في بريطانيا بكل ثقلها ومعانيها بالنسبة إلى السعودية.

غفلة من جار ديانا

ومع أنه كان جار ديانا الأثيرة، وبين الملايين الذين بكوها ورثوها، فإن ذلك لم ينسه قضايا “العروبة”، يساعده في ذلك أنه كان يمثل دولة تشاركه الهم نفسه وتلقى معظم أفكار العروبية منها ومن أبيه عبد الرحمن القصيبي الذي كان من رجال الملك عبد العزيز المخلصين. بعد أن استحلى الراحل المقام (كما يقال) وقضى عقداً في لندن وكادت أن تلقي به فيمن ألقت في حبائلها، إذا بفتاة فلسطينية تلقي بنفسها قنبلة بين جموع الإسرائيليين المحتلين أرض عشيرتها وأهلها، فانتفض القصيبي، ونسي في لحظة كل المجد الذي يتربع على عرشه وأنه في بلاد الإنجليز التي مكنت لأعداء آيات الأخرس، وقطعت لهم “وعد بلفور” الشهير. نسى أو تناسى وقعت الواقعة. ضج العالم بسفير سعودي في المملكة المتحدة يمجد انتحارية فلسطينية قتلت مدنيين إسرائيليين، ويهجو قومه العرب الذين اتهم رجالهم  بالجبن فكان لا بد أن “تتصدى للمجرم الحسناء”.

عاد إلى الرياض، ولوح إلى الديار التي ألف، بمقولة سرت هي الأخرى كتاباً ومثلاً  “باي باي لندن”، لكنه سريعاً ما تجاوز الغصة، ومازح جموعاً في مهرجان الجنادرية الثقافي في الرياض طربوا لشعره بأن قال “لا تصفقوا فتخرجوا من لندن”!

بعد ذلك ما كان لكبريائه أن يجعله يقر بأن عودته كانت عقاباً، وهو الذي عيّن بعد ذلك وزيراً للمياه والكهرباء، فمن سمع بتلك العقوبة الجميلة؟ على حد إجابته مذيعة “إم بي سي” وهو يحاورها في وزارته الأخيرة “العمل”. لكن من الذي يجهل أن سفارة لندن لأديب وشاعر وحساس وفارس مثل غازي عن ألف وزارة، أو على الأقل هكذا ظن الناس.

في مواجهة ياسر عرفات

لكن مربط الفرس، هو أن الدفاع عن قضية العرب الأولى في شخص تلك الفتاة، لم يمنع منه القصيبي أنه بالأمس كان المقاتل الأشرس لياسر عرفات، الذي عرف السعوديون مبكراً تلونه، وكان أحد الشخصيات التي سجل الراحل في كتابه “الوزير المرافق” بعضاً من تناقضاته، خصوصاً في قمة فاس، حيث كان الراحل مع الملك فهد، وصار من أبي عمار ما صار منه، قبل ذلك وبعده مرات حتى آخر يوم في حياته.

وحينها أي في حرب الخليج قبل حادثة الأخرس، كان القصيبي صريحاً في اتهام عرفات وقيادة منظمة التحرير آنذاك، بأنهم “السبب المباشر في العزلة الخانقة التي تطبق على قضية فلسطين الآن”. لكن ما لبثت السعودية أن حملت القضية على عاتقها في مفاوضات واشنطن الماراثونية إبان عهد كلنتون، التي انتهت كما يوثق أبرز رجالاتها الأمير بندر بن سلطان لهذه الصحيفة، إلى حلول ما كان يحلم بها الفلسطينيون آنذاك، وظلوا يتأسفون على فواتها حتى اليوم. لكن أحداً لن يوقع نيابة عنهم، في وقت تتقاذفهم فيه الأهواء، “فعرفات كان يتراجع صباحا عمّا وافق عليه مساءً، وأحياناً كان يتراجع قبل صعوده مسرح إعلان الاتفاق”، غير أنه على الرغم من مراوغات عرفات تلك، واصلت السعودية ضغطها على واشنطن لتحسين وضع الفلسطينيين وإقامة دولة لهم. حتى جاءت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 فكان ما كان حتى أقرت مبادرة السلام العربية 2002، ولم تتوقف الرياض بحسب بيانات الحكومة ومندوبها في الأمم المتحدة عن تقديم مساندتها للفلسطينيين حتى اليوم.

القضية الفلسطينية، ليست إلا رمزاً بوصفها الأيقونة، أما غازي العربي فإنه بحر لا ساحل له كما يقول الأقدمون، في حب العرب أمة وثقافة منذ أن كان طالباً جامعياً في مصر أيام المد القومي فيها. حتى بذل جهداً استثنائياً من أجل أن يصل إلى منظمة “يونسكو”، وغايته في ذلك ليست شخصية بالقدر الذي كانت هماً لتقديم ما يمكنه لأرومته التي تسكنه، وهو الذي قال عن اللغة العربية “عندما قرر الصهاينة إنشاء دولة لهم، كانت اللغة العبرية لغة ميتة بعثوها بعثاً من المعاجم واستخدموا مفرداتها حتى أصبحت لغة حية، أما نحن فقد ورثنا أكثر اللغات حياة فبذلنا أعظم جهد لقتلها”.

“لم يكن بطلاً”

بالنظر إلى الزاوية الثالثة، من اهتمام الراحل والتي جرى تصنيفها بـ”التقدم”، لا تخطئ العين القارئة إنتاج القصيبي أو محطاته العملية، حجم الاهتمام الذي يبديه الراحل بكل ما يدفع نحو التقدم الفكري، والصناعي، والبشري، وكان هذا الذي أوقف عليه ليس فقط الجانب الوظيفي من المهام التي كلف بها وزيراً للصحة، والصناعة والكهرباء، ثم المياه، والعمل في حقبته الأخيرة، ولكن أيضاً خصص له قسطاً كبيراً من مؤلفاته الكثيرة، التي سبق بالكثير منها ما كان شائعاً في محيطه الخليجي أو السعودي على الأقل، بما دفع إلى منع أكثرها.

وما كان ذلك إلا أنها تنتقد السائد من عيوب الثقافة والتقاليد الاجتماعية، التي يرفضها من مقام المنتمي لقيم العروبة والإسلام، وليس من موقع الناقم عليها. بل إن آراؤه التي ضاقت بها السلطة الدينية أو السياسية ذرعاً، كانت من فهم ديني محض، في مثل كتابه “ثورة في السُنة النبوية”. ولكن العوض كان جزيلاً، فقد كتب لغازي أن يعيش حتى يرى تصالح الأكثرية مع شخصيته، وحتى كتبه التي كانت ممنوعة في القديم مثل “شقة الحرية، وأبو شلاخ البرمائي”، أصبحت تُباع في مكتبات الرياض، وغدا خصومه بالأمس أمثال الإسلاميين الدعاة، أحباءه وأصدقاءه.

ومع كل ذلك يغادر من غير ادعاء للبطولة، أو أنه كان خارقاً، فحين قرر أن يودع موطنه في شخص شريكة حياته، قال “وإن مضيتُ فقولي لم يَكُن بطلاً، لكنهُ لم يقبل جبهة العارِ”.

بينما قدم اعتذاراً للأجيال القادمة التي لم يسعفه العمر أن يخدمها، مشفوعاً بكتاب، أصبح مرجعاً يستفيد منه المتخصص وطالب الجامعة وعوام الناس، هو سيرته الذاتية “حياة في الإدارة”. فأهداه إليهم قائلاً “لقد حاولت في كل موقع شغلته أن أخدم مواطني بكل طاقتي. خدمت أبناء هذا الجيل أما أبناء الأجيال القادمة، الذين لن يتاح لي شرف رؤيتهم أو خدمتهم، فلا أستطيع أن أقدم لهم شيئاً سوى قصة هذه الخدمة، مصحوبة بكثير من المحبة، وكثير كثير من الدعاء”. ثم مضى.

المزيد عن: غازي القصيبي/الثقافة/الثقافة السعودية/السعوديةا/لكاتب السعودي/أدب روائي/اخترنا لكم

 

 

You may also like

37 comments

зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 4:37 ص

Nice post. I was checking continuously this blog and I am impressed! Very useful information particularly the last part 🙂 I care for such info a lot. I was seeking this particular info for a long time. Thank you and good luck.

Reply
глаз бога 11 أبريل، 2024 - 8:57 ص

Great article, exactly what I needed.

Reply
Резинка металлизированная купить 17 أبريل، 2024 - 1:57 ص

This design is wicked! You most certainly know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Fantastic job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool!

Reply
Резинка для мужских трусов-боксеров купить 17 أبريل، 2024 - 2:06 ص

I read this article fully concerning the comparison of most recent and preceding technologies, it’s remarkable article.

Reply
Стропа купить 17 أبريل، 2024 - 2:15 ص

It’s remarkable designed for me to have a website, which is valuable designed for my knowledge. thanks admin

Reply
steam cs live gamble website 7 مايو، 2024 - 2:42 م

Woah! I’m really loving the template/theme of this website. It’s simple, yet effective. A lot of times it’s challenging to get that “perfect balance” between user friendliness and visual appeal. I must say that you’ve done a very good job with this. In addition, the blog loads very fast for me on Safari. Exceptional Blog!

Reply
F. Skorina Gomel State University 16 مايو، 2024 - 12:44 م

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 3:59 ص

A fascinating discussion is worth comment. I do think that you ought to write more on this topic, it might not be a taboo subject but usually people do not discuss such topics. To the next! Many thanks!!

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 6:59 ص

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me.

Reply
国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 8:06 ص

Remarkable things here. I’m very satisfied to see your article. Thank you so much and I’m looking forward to touch you. Will you please drop me a mail?

Reply
国产线播放免费人成视频播放 4 يونيو، 2024 - 5:34 ص

If some one needs to be updated with newest technologies then he must be visit this website and be up to date everyday.

Reply
www.russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 12:43 ص

Howdy! I just would like to give you a huge thumbs up for the great info you’ve got here on this post. I’ll be coming back to your site for more soon.

Reply
хот фиеста игра 13 يونيو، 2024 - 11:42 ص

Your means of explaining everything in this piece of writing is truly pleasant, all can effortlessly know it, Thanks a lot.

Reply
хот фиеста slot 13 يونيو، 2024 - 11:36 م

Excellent blog here! Also your site loads up fast! What host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my website loaded up as fast as yours lol

Reply
hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 11:09 ص

Hey There. I found your blog the use of msn. This is an extremely smartly written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thank you for the post. I will definitely comeback.

Reply
hot fiesta игра 14 يونيو، 2024 - 10:24 م

Hi there, constantly i used to check webpage posts here early in the morning, since i love to learn more and more.

Reply
хот фиеста slot 15 يونيو، 2024 - 9:30 ص

We are a gaggle of volunteers and starting a new scheme in our community. Your site provided us with useful information to work on. You have performed an impressive activity and our whole community will be grateful to you.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 12:25 م

Great article! This is the type of information that are meant to be shared around the web. Disgrace on the seek engines for now not positioning this post upper! Come on over and seek advice from my site . Thank you =)

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:42 م

Nice blog here! Also your site loads up fast! What host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my website loaded up as fast as yours lol

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:38 ص

This site truly has all of the info I wanted about this subject and didn’t know who to ask.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 5:30 م

Hey there! I’ve been following your web site for a long time now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Houston Tx! Just wanted to mention keep up the great job!

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 6:18 ص

Excellent website you have here but I was curious if you knew of any discussion boards that cover the same topics talked about in this article? I’d really love to be a part of group where I can get feed-back from other knowledgeable individuals that share the same interest. If you have any recommendations, please let me know. Many thanks!

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:28 م

Howdy just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different internet browsers and both show the same results.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 2:58 م

Hi there, I enjoy reading all of your post. I like to write a little comment to support you.

Reply
строительство автомойки под ключ 5 يوليو، 2024 - 1:05 م

Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями.

Reply
строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 11:54 ص

1Строительство автомоек под ключ – наша специализация. Мы предлагаем полный пакет услуг и качество по доступным ценам.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 2:47 ص

Франшиза автомойки – это возможность стать частью успешной сети с готовым бизнес-планом и маркетинговой поддержкой на всех этапах работы.

Reply
автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:33 م

Строительство автомойки требует тщательного планирования и учета всех нормативов. Опытные специалисты помогут реализовать проект любой сложности с гарантией качества.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 3:23 ص

Франшиза автомойки – отличная возможность войти в готовый бизнес с мощной поддержкой нашей команды. Присоединяйтесь и растите вместе с нами!

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 2:54 م

Строительство автомойки — это ответственный процесс. Наша компания гарантирует качество работы на всех этапах строительства.

Reply
строительство автомойки под ключ 9 يوليو، 2024 - 2:40 ص

“Автомойка самообслуживания под ключ” – оптимизированная, экологичная и прибыльная модель бизнеса. Вкладывайтесь в современные решения с нами!

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:28 ص

Hi my loved one! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all significant infos. I’d like to peer more posts like this .

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:05 ص

What’s Happening i’m new to this, I stumbled upon this I have found It positively helpful and it has helped me out loads. I am hoping to give a contribution & aid other users like its helped me. Good job.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 10:05 م

I think what you postedwrotebelieve what you postedtypedthink what you postedwrotesaidbelieve what you postedwroteWhat you postedtyped was very logicala bunch of sense. But, what about this?think about this, what if you were to write a killer headlinetitle?content?typed a catchier title? I ain’t saying your content isn’t good.ain’t saying your content isn’t gooddon’t want to tell you how to run your blog, but what if you added a titlesomethingheadlinetitle that grabbed people’s attention?maybe get a person’s attention?want more? I mean %BLOG_TITLE% is a little plain. You ought to look at Yahoo’s home page and watch how they createwrite post headlines to get viewers interested. You might add a related video or a related picture or two to get readers interested about what you’ve written. Just my opinion, it might bring your postsblog a little livelier.

Reply
строительство автомойки 14 يوليو، 2024 - 10:56 م

Франшиза автомойки – отличное решение для начинающих бизнесменов. Мы предлагаем проверенную модель и постоянную поддержку.

Reply
Jac Благовещенск 18 أغسطس، 2024 - 10:47 م

Incredible points. Solid arguments. Keep up the good work.

Reply
theguardian 22 أغسطس، 2024 - 5:01 م

Very soon this web site will be famous among all blogging users, due to it’s pleasant posts

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00