الأحد, نوفمبر 17, 2024
الأحد, نوفمبر 17, 2024
Home » “حالة حصار” لألبير كامو: الطاعون يستولي على السلطة

“حالة حصار” لألبير كامو: الطاعون يستولي على السلطة

by admin

ثورة الفرد في مواجهة صمت الجماعة المرتعبة

اندبندنت عربية / إبراهيم العريس  باحث وكاتب

في أواخر العام 1947 حين أعلنت الصحافة الفرنسية أن الكاتب ألبير كامو انجز كتابة مسرحية جديدة له بعنوان “حالة حصار” وأنها ستُقدّم العالم التالي على خشبة مسرح مارينيي في باريس، وأن بيار بيرتان سيلعب فيها دور الطاعون فيما تلعب مادلين رينو دور سكرتيرته، فهم القراء أن كاتبهم الشاب المفضّل سيقدم اقتباسا مسرحيا لروايته “الطاعون”. وكان الاعتقاد منطقيا بما أن هذه الأخيرة كانت صدرت قبل ذلك بشهور محقّقة نجاحا كبيرا لدى القراء والنقاد، وفاتحة الطريق أمام العديد من التفسيرات في إطار أسئلة كان من الواضح أن كامو سيجيب عليها يوما. وقال كثر: ها هو سيفعل!. ولكن حين قُدّمت المسرحية تبيّن أنها شيء آخر غير الرواية ولا تقلّ عنها أهمية وقوة؛ وتبيّن لهم أيضا، على أية حال، أن القاسم المشترك بين العملين هو استخدام الطاعون فيهما ككناية وليس بكونه وباءً، حتى وإن كان التأويل الوبائيّ في الرواية سيتبدى أكثر عمقا من التأويل السياسيّ الذي طغى على “حالة حصار”. ذلك أن ما تبيّن في نهاية الأمر هو أن كامو سار في البعد السياسي لمسرحيته على خطى كانت رائجة في ذلك الحين: خطى جورج أورويل – في “1984” – ولكن خاصة خطى هانا آرندت التي أكثرت حينها من الكتابة عن النظم التوتاليتارية موجدة تواز عميق بين نازية الهتلريين وممارسات البولشفية الستالينية. أما بالنسبة إلى كامو فلسوف يُتّضح عما قريب أن الطاعون في مسرحيته إنما يرمز إلى كل أنواع الفاشيات في ذلك الحين، من فاشية هتلر إلى فاشية فرانكو في إسبانيا. ومن هنا لم يكن صدفة، كما سيقول الباحثون، أن يجعل أحداث المسرحية تدور في مدينة قادش في مقاطعة أندلوسيا الإسبانية.

الطاعون والموت حاكمين

فما هي هذه الأحداث؟ ببساطة نوع من انقلاب في السلطة يقوم به رجل ضخم الجثة قوي الشكيمة يدعى “الطاعون” يدخل المدينة بشكل مباغت ويستولي على السلطة مجبرا حاكم المدينة على التنازل له. وتصحب الطاعون في حلّه وترحاله، سكرتيرته المدعوة “الموت” والتي لا تقل قوة وقسوة عنه. وما إن يستولي الطاعون والموت على السلطة حتى يأمران بإغلاق أبواب المدينة ومنع الدخول اليها أو الخروج منها. وهكذا إذ حوصر السكان بات التحكم فيهم سهلا… وخلت الشوارع والأزقة فساد الخوف والرعب إلى درجة حلّ معها الصمت محل أي كلام. وفي وقت سيبدو فيه أن العدميّ نادا، الذي كان يؤمن بأن هذا الحدث الكبير من شأنه أن يعزز نظرياته وأفكاره العدمية، قد ارتاح إلى ما يحدث، يبرز على الخشبة طالب شاب هو دييغو (قام بالدور في العرض الأول جان لوي بارو الذي كان من كبار المسرحيين في فرنسا في ذلك الحين وعلى رأس الفرقة التي قدمت المسرحية، إلى جانب زوجته مادلين رينو) يقرّر أن ليس من العدل والوطنية ترك الأمور تسير على ذلك النحو فيطلق شرارة مقاومة سرعان ما تتحول إلى انتفاضة ضد الحاكميْن الطاغييْن. وإذ تتفاقم الثورة مهددة حكم الطاعون والموت يجد هذان أن الأمور تسوء بالنسبة إليهما وقد تحول صمت السكان إلى همهمة غاضبة ثم إلى زمجرة وصخب وبات مصيرهما في مهب الخطر، حتى يلجآن إلى الإبتزاز. فهما إذ يقبضان على فكتوريا، خطيبة دييغو، يقترحان على هذا الأخير صفقة إن لم يقبلها ستُقتل فكتوريا: وفحوى الصفقة بسيط، لكي تُبقى خطيبته على قيد الحياة ويُطلق سراحها، عليه أن يتخلى عن الثورة ويغادر المدينة. لكن دييغو يرفض الصفقة رفضا قاطعا وتكون النتيجة إذ يواصل ثورته أنه يُقتَل. لكن موته لن يضيع هباءً، ذلك أنه يَبعث الحياة والحيوية في فكتوريا نفسها وتواصل هي الثورة مع بقية السكان الذين يتزايد عزمهم وعددهم وقد اتخذوا تضحية دييغو مثلا أعلى لهم.

من الواضح أن هذه المسرحية قد تبدو بلغة اليوم تبسيطية بل حتى سطحية في بعدها المباشر ومعناها السياسي اللذين قد لا يكونان في حاجة إلى تفسير. لكن أهميتها تأتي ضمن إطار الموقف الفلسفي العام لكامو نفسه والذي لم يتوقف عن الدعوة إلى التمرد الفردي كوسيلة للوصول إلى الخلاص. فدييغو هو الآخر أشبه بسيزيف لكنه يتمكن من الوصول إلى هدفه ولو على حساب تضحيته بنفسه من تحويل سقوط صخرته المتواصل والذي يبدو بلا نتيجة، حتى ولو من طريق العمل الجماعي. ناهيك بأن “حالة حصار” أتت في وقت كان فيه الديمقراطيون والتقدميون الإسبان قد اندحروا أمام همجية فاشيي فرانكو. ومن هنا كان واضحا أن كامو يستأنف هنا ما كان أندريه مالرو قد أشار إليه في روايته “الأمل” كما في فيلمه الحامل للعنوان نفسه قبل ذلك بسنوات.

عمل بسيط يجمع الكبار

ولئن كان في إمكاننا هنا أن نتحدث عن نجاح كبير حققته المسرحية، على الخشبة في عرضها الأول، ولا تزال تحققه حتى الآن حيثما عُرضت – ونذكر في هذا السياق عرضا أكثر جدّة لها في العام 2017 في “فضاء بيار كاردان” الباريسي- لا بد من الإشارة إلى عنصر أساسيّ كان له دور في هذا النجاح: عنصر الفنانين الكبار الذي تعاونوا على تحقيقها. فنحن إذا كنا قد ذكرنا مادلين رينو وجان – لوي بارو وبيار برتين بكونهم لعبوا أدوارها الرئيسية، يتعين علينا ألا ننسى أن الموسيقى الخاصة بها كانت من وضع آرثر هونيغر، كما تولى تصميم الديكورات الفنان بالثوس، ناهيك بأن بارو نفسه قام بالإخراج تحت إشراف مباشر من البير كامو، ما جعل رهطا من ألمع الأسماء في فرنسا في ذلك الحين يشتغل وربما في تعويض ملموس على بساطة الحبكة، ولكن مع تعقيد مبدع في أشكال مسرحية استخدمت العديد من عناصر الفرجة بما فيها إدخال السينما على المسرح. وهذا دون أن ننسى الحوارات التي حملت في ثناياها الكثير من المعاني الفلسفية حول شؤون كانت محل تفكير عميق، جماهيريا ونخبويا في تلك السنوات التي تلت انقضاء الحرب العالمية الثانية حيث كانت لا تزال المقاومة ودورها في العالم الحديث في البال، كما كانت تنطرح أسئلة شائكة حول معنى السلطة ودور الجماهير إضافة إلى المقارنة بين دور الفرد ودر الجماعة في التصدي للظلم والإحتلال.

مهما يكن من أمر، حتى وإن كانت “حالة حصار” لا تعتبر اليوم من أعمال كامو الكبيرة، بل حتى لو كان بعض النقاد قد رأوا فيها قدرا من الإنتهازية ولو عبر تسمية الطاغية المحتل بـ”الطاعون” معتبرين ذلك محاولة من الكاتب لاستغلال النجاح الذي كانت روايته السابقة قد حققته، فإن العمل سجل خطوة استثنائية في مسار الكاتب الذي كان يعيش في تلك السنوات ذروة نجاحاته الإبداعية.

نوبل كامو تغيظ سارتر

فألبير كامو (1913 – 1960) الذي كان في الخامسة والثلاثين من عمره في ذلك الحين، ويكاد يكون المنافس الرئيس لجان بول سارتر، كفيلسوف وروائي وكاتب مسرحيّ وناقد، كان قد أصدر في السنوات العشر السابقة والتي تلت مجيئه إلى فرنسا بعد ولادته وسنوات صباه ودراسته التي أمضاها في الجزائر، عددا من الكتب التي أوصلته إلى ذروة المجد المبكر، مثل “الغريب” و”أسطورة سيزيف” و”كاليغولا” و”البررة” و”سوء تفاهم”.. وهي أعمال سوف تلعب الدور الرئيسي في نيله جائزة نوبل الأدبية في العام 1957 – الفوز الذي سوف يقال لاحقا أنه أغضب جان بول سارتر، لمجرد أن سارتر اعتبر أن محكّمي نوبل قد فضلوا كامو عليه إلى درجة أنه بعد سنوات قليلة، حين أعلن المحكمون نيله نفس الجائزة هو الآخر رفضها رفضا قاطعا دون أن يبدي سبب الرفض! بيد أن هذا ليس موضوعنا هنا طبعا- . والجدير بالذكر أن ألبير كامو قضى في العام 1960 بحادث سيارة فيما كان في عز شبابه وعطائه.

المزيد عن: البير كامو/مسرحية حالة حصار/رواية الطاعون/فرنسا

 

 

You may also like

61 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 22 مارس، 2024 - 5:26 م

This is very interesting, You are a very skilled blogger. I have joined your feed and look forward to seeking more of your fantastic post. Also, I have shared your site in my social networks!

Reply
глаз бога тг 9 أبريل، 2024 - 11:02 م

Hey There. I found your blog using msn. This is a very well written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thanks for the post. I will definitely comeback.

Reply
глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 12:16 م

What’s up Dear, are you really visiting this site daily, if so then you will absolutely take pleasant knowledge.

Reply
глаз бога 11 أبريل، 2024 - 9:15 ص

With havin so much content and articles do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My site has a lot of completely unique content I’ve either created myself or outsourced but it looks like a lot of it is popping it up all over the web without my authorization. Do you know any methods to help protect against content from being ripped off? I’d certainly appreciate it.

Reply
бот глаз бога телеграмм 11 أبريل، 2024 - 9:55 م

It’s an awesome piece of writing designed for all the internet users; they will take benefit from it I am sure.

Reply
бот глаз бога телеграмм 12 أبريل، 2024 - 6:23 م

Hi there! Do you know if they make any plugins to protect against hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any suggestions?

Reply
глаз бога тг 13 أبريل، 2024 - 3:58 ص

I know this if off topic but I’m looking into starting my own blog and was wondering what all is required to get set up? I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty penny? I’m not very internet savvy so I’m not 100% sure. Any tips or advice would be greatly appreciated. Appreciate it

Reply
бот глаз бога телеграмм 13 أبريل، 2024 - 2:22 م

Having read this I thought it was very informative. I appreciate you finding the time and effort to put this informative article together. I once again find myself spending a significant amount of time both reading and leaving comments. But so what, it was still worth it!

Reply
глаз бога 14 أبريل، 2024 - 12:43 ص

I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers!

Reply
глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 11:06 ص

Hi my family member! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all important infos. I’d like to see more posts like this .

Reply
глаз бога 14 أبريل، 2024 - 8:37 م

Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back later. Cheers

Reply
глаз бога бот 15 أبريل، 2024 - 6:06 ص

You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it!

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 15 أبريل، 2024 - 4:22 م

Hey there are using Wordpress for your blog platform? I’m new to the blog world but I’m trying to get started and create my own. Do you need any coding knowledge to make your own blog? Any help would be greatly appreciated!

Reply
глаз бога бот 16 أبريل، 2024 - 2:42 ص

Thank you for the auspicious writeup. It in fact was a amusement account it. Look advanced to far added agreeable from you! By the way, how can we communicate?

Reply
бот глаз бога телеграмм 16 أبريل، 2024 - 1:13 م

First off I want to say superb blog! I had a quick question that I’d like to ask if you don’t mind. I was curious to know how you center yourself and clear your thoughts before writing. I have had a tough time clearing my mind in getting my thoughts out. I do enjoy writing but it just seems like the first 10 to 15 minutes are usually wasted just trying to figure out how to begin. Any ideas or tips? Thank you!

Reply
Нитки лавсановые купить 17 أبريل، 2024 - 9:08 ص

Great delivery. Great arguments. Keep up the good effort.

Reply
steam cs 2 skins gambling sites 7 مايو، 2024 - 3:11 م

Keep on working, great job!

Reply
University 15 مايو، 2024 - 4:08 م



Reply
Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 7:47 ص

Hi there, I check your new stuff daily. Your writing style is awesome, keep up the good work!

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 10:14 ص

Fine way of explaining, and good piece of writing to get information concerning my presentation topic, which i am going to deliver in university.

Reply
乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 8:33 ص

I think the admin of this web site is truly working hard for his site, since here every information is quality based stuff.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 10 يونيو، 2024 - 11:53 ص

Remarkable! Its actually remarkable post, I have got much clear idea concerning from this post.

Reply
hot fiesta 12 يونيو، 2024 - 3:18 م

Have you ever considered about including a little bit more than just your articles? I mean, what you say is fundamental and all. However think of if you added some great pictures or video clips to give your posts more, “pop”! Your content is excellent but with images and video clips, this website could undeniably be one of the most beneficial in its niche. Very good blog!

Reply
hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 12:01 م

hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise some technical issues using this web site, since I experienced to reload the web site many times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective fascinating content. Make sure you update this again soon.

Reply
hot fiesta слот 13 يونيو، 2024 - 11:50 م

I read this post fully regarding the comparison of most up-to-date and preceding technologies, it’s remarkable article.

Reply
hot fiesta 14 يونيو، 2024 - 11:25 ص

Hi there to all, how is all, I think every one is getting more from this website, and your views are good in favor of new people.

Reply
hot fiesta slot 14 يونيو، 2024 - 10:40 م

Hello! Do you know if they make any plugins to protect against hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any recommendations?

Reply
хот фиеста казино 15 يونيو، 2024 - 9:46 ص

I’ve been exploring for a little bit for any high-quality articles or blog posts in this kind of space . Exploring in Yahoo I finally stumbled upon this site. Reading this info So i’m glad to exhibit that I have a very just right uncanny feeling I came upon exactly what I needed. I so much definitely will make certain to don?t fail to remember this site and give it a look on a continuing basis.

Reply
Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 3:53 م

I think this is one of the most important information for me. And i’m glad reading your article. But want to remark on few general things, The website style is great, the articles is really nice : D. Good job, cheers

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 12:46 م

I will right away clutch your rss as I can not find your email subscription link or newsletter service. Do you have any? Please permit me realize so that I may just subscribe. Thanks.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 2:57 ص

you are in reality a just right webmaster. The site loading speed is incredible. It kind of feels that you are doing any unique trick. Moreover, The contents are masterpiece. you have performed a magnificent activity in this matter!

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 4:02 م

Ahaa, its pleasant conversation about this article here at this weblog, I have read all that, so now me also commenting here.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 4:57 ص

Hey very interesting blog!

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 6:37 ص

Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back in the future. All the best

Reply
Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 12:26 م

Hello, I check your new stuff daily. Your story-telling style is awesome, keep up the good work!

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 9:25 ص

This article will help the internet viewers for building up new weblog or even a blog from start to end.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:49 م

Oh my goodness! Awesome article dude! Thanks, However I am experiencing issues with your RSS. I don’t know why I am unable to subscribe to it. Is there anybody else getting identical RSS problems? Anybody who knows the solution will you kindly respond? Thanx!!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 2:29 ص

I don’t even understand how I ended up here, however I thought this publish was good. I don’t understand who you are however definitely you are going to a famous blogger when you are not already. Cheers!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 3:17 م

Hi would you mind letting me know which webhost you’re utilizing? I’ve loaded your blog in 3 completely different internet browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most. Can you suggest a good internet hosting provider at a honest price? Many thanks, I appreciate it!

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 3:51 ص

It’s nearly impossible to find knowledgeable people for this topic, but you sound like you know what you’re talking about! Thanks

Reply
мойка самообслуживания под ключ 5 يوليو، 2024 - 1:33 م

Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия.

Reply
строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 12:14 م

Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера.

Reply
автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 3:40 ص

“Автомойка самообслуживания под ключ” – оптимизированная, экологичная и прибыльная модель бизнеса. Вкладывайтесь в современные решения с нами!

Reply
строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 3:11 م

Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия.

Reply
строительство автомоек под ключ 9 يوليو، 2024 - 2:57 ص

Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ.

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:54 ص

Howdy! I’m at work browsing your blog from my new iphone! Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts! Keep up the outstanding work!

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:26 ص

Article writing is also a fun, if you know then you can write or else it is complex to write.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:36 م

It’s going to be end of mine day, but before end I am reading this impressive post to increase my experience.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 9:27 ص

Have you ever thought about creating an e-book or guest authoring on other sites? I have a blog centered on the same information you discuss and would really like to have you share some stories/information. I know my subscribers would value your work. If you are even remotely interested, feel free to send me an e mail.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 10:24 م

Excellent blog! Do you have any recommendations for aspiring writers? I’m planning to start my own site soon but I’m a little lost on everything. Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m totally confused .. Any ideas? Many thanks!

Reply
автомойка под ключ 14 يوليو، 2024 - 11:08 م

Строительство автомойки под ключ – это наша доменная зона. Мы создаем проекты, которые приносят прибыль и радуют клиентов.

Reply
строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 7:38 ص

Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:09 م

Мойка самообслуживания под ключ — это удобно и выгодно. Оборудование европейского качества обеспечит стабильную прибыль.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 12:43 ص

Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках!

Reply
строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 9:10 ص

Франшиза автомойки позволяет предпринимателям использовать уже известный на рынке бренд и проверенную бизнес-модель для создания прибыльного дела с минимальными рисками.

Reply
автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 5:57 م

Строительство автомойки под ключ – неутомимая забота и полный контроль на каждом этапе, от проекта до открытия. Ваш бизнес в надежных руках!

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 2:56 ص

Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия.

Reply
строительство автомоек под ключ 17 يوليو، 2024 - 11:47 ص

Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие.

Reply
Jac Амур 15 أغسطس، 2024 - 10:24 ص

What’s up Dear, are you truly visiting this web site regularly, if so after that you will definitely get pleasant experience.

Reply
theguardian 22 أغسطس، 2024 - 5:31 م

Remarkable things here. I’m very satisfied to peer your article. Thank you so much and I’m taking a look forward to touch you. Will you please drop me a mail?

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00