الفلاسفة المسلمون أسهموا في بناء حضارة راسخة (صفحة الفلسفة العربية - فيسبوك) ثقافة و فنون هؤلاء الفلاسفة المسلمون الذين نعود اليهم دوما by admin 18 مارس، 2025 written by admin 18 مارس، 2025 10 أعلام الحضارة العربية ومنهم الفارابي والغزالي وابن خلدون اندبندنت عربية / محمد السيد إسماعيل بلغت الحضارة الإسلامية ذروة المجد، فيما كان الغرب يعيش في عصور الظلام والجمود، وكان “الدين” جوهر هذه الحضارة بما رسخه من منهج تجريبي – عقلي، وذلك حين دعا الإسلام المسلمين أن ينتشروا في الأرض، لطلب العلم، وترتب على ذلك ظهور مجموعة كبيرة من العلماء في شتى فروع العلم الطبيعي مثل جابر بن حيان والحسن بن الهيثم وأبي بكر الرازي، كذلك برز فيهم المفكرون والفلاسفة مثل الفارابي الذي لقب بالمعلم الثاني بعد أرسطو، والكندي وابن سينا وأبي حامد الغزالي وابن رشد وابن خلدون، والفقهاء مثل أبي حنيفة وأحمد بن حنبل ومالك والشافعي والليث بن سعد، والشعراء مثل بشار بن برد والبحتري وأبي تمام والمتنبي وأبي العلاء المعري، والكتاب مثل عبدالحميد الكاتب وابن المقفع والجاحظ وأبي حيان التوحيدي. كتاب الفلاسفة العرب (دار روابط) واللافت أن الصناع الأوائل للحضارة الإسلامية كانوا يعون أنهم قادرون – بأصالتهم الفكرية والدينية – على أن يهضموا التراث الفكري السابق عليهم ويتجاوزوه، فنقلوا عن اليونان في شتى فروع المعرفة من المنطق والفلسفة إلى السياسة والأخلاق وشرحوا كل ذلك وتجاوزوه، وكان ذلك سبباً رئيساً في نهضة الغرب وبدء حضارته بعدما شرح ابن رشد فلسفة أرسطو حتى لقب بالشارح الأعظم، والمؤسف أنه في وقت كان فيه ابن رشد مشعل الحضارة الأوروبية بدأ العالم الإسلامي في تكفيره وتحريم قراءته وحرق كتبه، وبدأ عصر الجمود الذي كان فيه ابن خلدون هو الاستثناء الوحيد له بما قدمه من مبادئ علم الاجتماع والعمران في مقدمته الشهيرة. الفارابي وأصالته السياسية الفارابي (صفحة الفلسفة العربية – فيسبوك) تجتمع الآراء حول المكانة الفلسفية الكبيرة للفارابي، لكن الخلاف بين مؤرخي الفلسفة من المستشرقين والمسلمين هو حول مدى أصالته، إذ رأوا أنه تابع للفكر اليوناني شرحاً وتأليفاً، ففي المنطق يتبع أرسطو، وفي السياسة هو تابع لأفلاطون في كتابه “الجمهورية” الذي ألف على غراره كتاب “آراء أهل المدينة الفاضلة”. والحقيقة هي أن الفارابي، كما ورد في كتاب مصطفى النشار “فلاسفة أيقظوا العالم” الذي صدر عام 1988 عن دار الثقافة في القاهرة، وتتالت طبعاته، ومنها طبعة في إطار “مكتبة الأسرة” عام 2016 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، لم يكن إلا فيلسوفاً إسلامياً مجدداً في كل مؤلفاته التي تختلف عن شروحه، فرحلته في الكتابة الفلسفية تدرجت من الشرح والتلخيص إلى التأليف، وبهذا يمكن القول إنه ليس مجرد موفق بين آراء فلاسفة العالم بعضهم بعضاً أو بينهم وبين الإسلام، بل كان رائداً للفلسفة السياسية الإسلامية بعدما هضم التراث اليوناني السابق عليه وتجاوزه تجاوزاً ملحوظاً، ويرجع ذلك إلى أن تنقله بين أقطار الدولة الإسلامية بهدف دراسة أحوالها لعب الدور الرئيس في تشكيل فكره السياسي الذي تمثل – إضافة إلى كتاب “آراء أهل المدينة الفاضلة” – في رسالتيه “تحصيل السعادة” و”السياسة المدنية” وكتاب “الفصول المدنية”. وبهذه المؤلفات كان الفارابي أول فيلسوف إسلامي يتناول السياسة بالبحث المتعمق المستفيض حتى انفردت فلسفته بطابعها السياسي دون غيره من فلاسفة الإسلام حتى أصبح من الصعب فهم هذه الفلسفة من دون جانبها السياسي، فالسياسة هي نقطة البداية كما أنها الغاية التي استهدفها الفارابي من تفلسفه. الغزالي ونظرية المعرفة الغزالي (صفحة الفلسفة العربية – فيسبوك) أما الغزالي، حجة الإسلام، فامتاز بكونه شخصية موسوعية لها مكانتها الدينية الكبيرة عند كل المسلمين، فهو المتكلم والفيلسوف والمنطقي والفقيه والإمام الصوفي، كما أنه العقلاني صاحب منهج الشك في كتابه “المنقذ من الضلال”، والمجادل الذي يهابه الجميع ويرضخون لحجته وقوة منطقه وهو صاحب الرؤى الصوفية في ما عرف بالتصوف السني، غير أن الغزالي انتصر لإسلام العوام والمتصوفة في كتابه “تهافت الفلاسفة” الذي اضطر ابن رشد إلى الرد عليه بكتابه “تهافت التهافت”، وكان الغزالي يتمثل جيداً الآية الكريمة: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، وذلك في جداله مع غلاة المتكلمين من الشيعة والباطنية ومن رأى أنهم خارجون على الإسلام، فضلاً عن المشركين والملحدين. وكان يرى أن المواجهة الحضارية بينه وبين غيره إنما أساسها الجدل بلا تعصب، والفهم بلا مغالاة والإبداع بدلاً من الاتباع والاجتهاد بدلاً من الجمود، ويمكن – لكي نفهم الغزالي بصورة أعمق – أن نقسم فلسفته إلى قسمين، الأول هو الجانب السلبي النقدي ويتمثل في نقد الفرق المتطرفة من منطلق واحد هو إخلاصه للإسلام، والثاني هو الجانب الإيجابي البنائي، ويتمثل في منهج المعرفة الذي يعبر بصدق عن روح الغزالي الفكرية المغامرة الحرة، ونعني به المنهج العقلي الذي يقوم على فكرتين أساسيتين: “الشك” و”الحدس الذهني”، وهكذا يمكن وصف رحلة الغزالي الفكرية بأنها بدأت بالحس والمحسوسات ثم انتقلت إلى الإيمان بالعقل وأخيراً يقينها في الحدس والتجليات الصوفية، ومن جانب آخر نجده مشابهاً لديكارت ومن قبله فرنسيس بيكون في أن صدق الفكرة لا يقام على قائلها مهما يكن شأنه بل يقام على البرهان. ابن خلدون والعصبية ابن خلدون (صفحة الفلسفة – العربية) ظهر ابن خلدون في وقت ظن فيه الجميع أن الفلسفة الإسلامية ماثلة إلى الزوال بعدما جف معينها تقريباً بوفاة ابن رشد. ظهر هذا الفيلسوف وعالم الاجتماع الكبير بمقدمته الشهيرة التي كانت – بشهادة أرنولد توينبي – أعظم كتاب من نوعه أبدعه إنسان في كل زمان ومكان، ولم تقتصر المقدمة على علم الاجتماع أو علم العمران كما يسميه ابن خلدون فحسب، بل شملت أسس علم وفلسفة التاريخ وعلم الاقتصاد السياسي وعلم النفس السياسي، وكانت فكرة العصبية التي اهتم بها كثيراً تمثل – عنده – أساس الحكم أو الملك وقد بدأ نظريته تلك بملاحظة سديدة حين أكد أن البدو هم الأصل في العمران البشري وليس الحضر، وهو يقصد بالبدو “أولئك البشر المقتصرين على الضروري في أحوالهم”، فيما الحضر هم “المعتنون بحاجات الترف والكمال في أحوالهم وعوائدهم”. بهذه الملاحظة الذكية ومن خلال هذا المنطق العقلي السلس انتهى ابن خلدون إلى أن البداية كانت تلك المجتمعات البدوية التي تقابل في الاصطلاحات الحديثة المجتمعات البدائية، ومع ذلك يرى ضرورة الانتقال من المجتمعات البدائية إلى المجتمعات الحضرية المتمدنة، لأن المجتمع المدني هو الذي سيتشكل من خلال التمييز بين حاكم ومحكوم وبين دولة وأفراد. وما يقوله ابن خلدون سابق – بداهة – على ما قاله بعض المفكرين الغربيين مثل فون كرامر حين حاول تطبيق مفهوم العصبية على المجتمعات الأوروبية بخاصة ألمانيا وفرنسا التي استعبدها الرومان ففقدت عزتها وعصبيتها، كذلك وجدت الفكرة نفسها طريقها إلى فلاسفة من أمثال ميكيافيللي، لكن يظل هناك فارق مهم بين ابن خلدون وبينه، حين أباح العنف والخيانة والقتل إذا ما اقتضتها مصلحة الحاكم، فقد رأى ابن خلدون أن ذلك يعد من الأعمال الشريرة، وهكذا فإنه لم يفصل في فلسفته بين الأخلاق والسياسة، فسبق كثيرين إلى كثير من المفاهيم الفلسفية العمرانية والاجتماعية وحتى السياسية، برؤية إسلامية واضحة. المزيد عن: فلاسفة مسلمونالفلسفة العربيةالحضارةابن خلدونالغزاليالفارابيالفكرالدينالسياسية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “قراءة غير ملزمة” يكشف الجانب الخفي من النوبلية شيمبورسكا You may also like “قراءة غير ملزمة” يكشف الجانب الخفي من النوبلية... 18 مارس، 2025 رسام نهضوي إرثه قليل وتحيط به الشكوك 18 مارس، 2025 أهم إصدارات الكتب في بريطانيا لشهر مارس 2025 18 مارس، 2025 الحقيقي والمتخيل في سيرة الإسكندر المقدوني 17 مارس، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: “ما زلت هنا” لوالتر... 17 مارس، 2025 ريجيس دوبريه رفيق غيفارا يستعيد ماضيه وخيباته 16 مارس، 2025 ” لا أرض أخرى” فيلم إشكالي عن الأمل... 16 مارس، 2025 تاركوفسكي لم “يؤفلم” دوستويفسكي لأنه موجود 16 مارس، 2025 روبير جولان يسترجع تاريخ الإبادة العرقية ليدين الغرب 16 مارس، 2025 العباسيون تفاعلوا حضاريا مع أعدائهم البيزنطيين 16 مارس، 2025