راديو كندا الدولي / RCI
أثار إعلان كندا بأنّها ستوفر تمويلاً للنساء الفلسطينيات الناجيات من العنف الجنسي انتقاداً شديداً فورياً من مسؤولة إسرائيلية رفيعة المستوى.
فوزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، تعهّدت أمس على وسائل التواصل الاجتماعي بتقديم مليون دولار للنساء الفلسطينيات.
’’نصدّق النساء الفلسطينيات‘‘، كتبت جولي على منصة ’’إكس‘‘ (’’تويتر‘‘ سابقاً).
’’يجب التحقيق في الادعاءات المتعلقة بالعنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس ضدّهنّ ويجب دعم المرأة الفلسطينية‘‘، أضافت وزيرة الخارجية الكندية.
وبعد دقائق من ظهوره، تعرّض منشور وزيرة الخارجية الكندية للانتقاد من قبل المبعوثة الخاصة الإسرائيلية لمكافحة اللاسامية.
فكتبت ميشيل كوتلر وُنش، بدورها، على منصة ’’إكس‘‘ أنّ هذا التمويل الكندي ’’يدعم قلب الحقائق في فِرية الدم‘‘ وأنّ من شأن ذلك تغذية مشاعر معاداة اليهود المتزايدة.
’’إنه أيضاً خيانة وتقويض لالتزام كندا بدعم المبادئ الأساسية للحياة والحرية وحمايتها‘‘، أضافت كوتلر وُنش.
ولم يوضح مكتب جولي ما إذا كانت كندا تعتقد بأنّ القوات الإسرائيلية ترتكب أعمال عنف جنسي ضد النساء الفلسطينيات في قطاع غزة فيما تواصل حربها ضد حركة حماس الفلسطينية، أو ما إذا كان التمويل يتعلق بالعنف الأُسَري في الأراضي الفلسطينية.
واكتفى فريق عمل وزيرة الخارجية الكندية بالقول إنّ الأموال ستذهب إلى ’’منظمات تدعم النساء الفلسطينيات من الضفة الغربية وقطاع غزة الناجيات من العنف الجنسي، بغضّ النظر عن الظروف‘‘.
وكانت وزيرة الخارجية الكندية قد تعهدت يوم الاثنين بتقديم مبلغ مماثل، مليون دولار، لدعم ضحايا العنف الجنسي الإسرائيليات في هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت التي شنتها حركة حماس انطلاقاً من قطاع غزة.
وهنا أيضاً لم تذكر كندا أسماء المجموعات أو المنظمات التي ستستفيد من مساعدة المليون دولار هذه.
’’المركز الاستشاري للعلاقات اليهودية والإسرائيلية‘‘ (CIJA) قال إنه من الأهمية بمكان أن يتم تصديق النساء، وخاصة أولئك المتضررات من العنف الجنسي خلال النزاعات.
لكنّ رئيس هذه المنظمة الكندية، شيمون كوفلر فوغل، حذّر من ’’أيّ دلالة على التكافؤ‘‘ مع هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت الذي خططت له حماس والذي تضمّن، على حدّ قوله، اعتداءات جنسية على نساء إسرائيليات.
وكانت بعثة تابعة للأمم المتحدة برئاسة المستشارة المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات، براميلا باتن، قد قالت مطلع الأسبوع الماضي إنها وجدت ’’أسباباً معقولة للاعتقاد بأنّ عنفاً جنسياً مرتبطاً بالصراع وقع في عدة مواقع أثناء هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر)، بما فيه اغتصاب واغتصاب جماعي في ثلاثة مواقع على الأقل‘‘، مضيفةً أنّه، في معظم هذه الحوادث، تمّ قتل الضحايا الذين تعرضوا أولاً للاغتصاب.
يُذكر أنه ردّاً على تلك الهجمات التي سقط فيها قرابة 1.200 قتيل إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، حسب المصادر الإسرائيلية، وعدت إسرائيل بـ’’القضاء‘‘ على حماس، فحاصرت قطاع غزة بشكل كامل وقصفته بشدة قلّ نظيرها وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب حتى اليوم بمقتل حوالي 31.300 شخص فيه وإصابة نحو 73.000 آخرين بجراح، غالبيتهم من النساء ومن الأطفال والأشخاص دون سنّ الـ18، حسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
ولا يزال سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة، والذين اضطر حوالي 1,7 مليون شخص من بينهم إلى الفرار من منازلهم، يواجهون وضعاً إنسانياً كارثياً، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة. وسيتفاقم الوضع أكثر إذا ما شنّت القوات الإسرائيلية هجوماً على منطقة رفح، في جنوب القطاع، المكتظة بنحو 1,5 مليون نازح.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)
روابط ذات صلة:
- كندا تنظر في فرض عقوبات على مستوطنين ’’متطرفين‘‘ في الضفة الغربية
- كندا تصوّت في الأمم المتحدة لصالح وقفٍ لإطلاق النار في غزة
- ترودو يعتبر أنّ إسرائيل تعقّد تحقيق استقرار في الشرق الاوسط
- ترودو يؤكد على التزام كندا بحلّ الدولتيْن، فلسطينية وإسرائيلية