اتهامات متبادَلة بين كيبيك وأوتاوا في ملف طالبي اللجوء

راديو كندا الدولي / RCI

يعتقد وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي، مارك ميلّر، أنّ حكومة مقاطعة كيبيك لا ترغب في إجراء نقاش جدي مع الحكومة الفدرالية حول تكاليف تدفق طالبي اللجوء والعواقب الاجتماعية الناجمة عنه.

’’الحقيقة هي أنّي لم أتلقَّ أبداً من حكومة كيبيك انطباعاً بأنهم يريدون فعلاً الجلوس (والتحدث في الموضوع)‘‘، قال ميلّر اليوم للصحفيين في مبنى البرلمان في أوتاوا فيما كان متجهاً إلى اجتماع مجلس الوزراء.

ووفقاً لميلّر، تريد حكومة كيبيك في المقام الأول أن تناقش ’’في الساحة العامة‘‘، لكنّ ’’الحكومات المسؤولة لا تعمل بهذه الطريقة‘‘، على حدّ قوله.

وعندما طُلب من وزيرة الهجرة والفرنَسَة والاندماج في حكومة كيبيك، كريستين فريشيت، التعليق على كلام الوزير ميلّر قالت إنه ’’ينفي الواقع تماماً‘‘.

وفي بيان أرسلته إلى وكالة الصحافة الكندية أكّدت فريشيت أنّ حكومة كيبيك، و’’منذ أشهر‘‘، ’’تكثّف‘‘ المحادثات مع الحكومة الفدرالية حول موضوع طالبي اللجوء، ’’سواءً شخصياً أو عبر الهاتف أو كتابياً‘‘.

وزيرة الهجرة والفرنَسَة والاندماج في حكومة كيبيك، كريستين فريشيت، خلال مقابلة إذاعية في أحد استديوهات راديو كندا (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Guillaume Cyr

وكانت حكومة فرانسوا لوغو في كيبيك قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تطالب الحكومة الفدرالية بمبلغ مليار دولار لها تعويضاً عن تكلفة استقبال طالبي اللجوء منذ عام 2021. وهكذا تكون الفاتورة قد تضاعفت أكثر من مرّتيْن مقارنة بما تم الإعلان عنه الشهر الماضي.

واليوم أشار ميلّر، الذي كرّر بأنّ كيبيك ’’تقوم بأكثر من حصتها‘‘ في استقبال طالبي اللجوء، إلى أنّ مسؤولين من الحكومة الفدرالية وحكومة كيبيك اجتمعوا في الأيام الأخيرة لـ’’تصنيف‘‘ المبالغ المطلوبة.

وأبدى أسفه في مجلس العموم لأنّ حكومة كيبيك طالبته ’’بين ليلة وضحاها‘‘ بـ’’500 مليون دولار أُخرى في مؤتمر صحفي‘‘.

يُذكر أنّ رئيس حكومة كيبيك، فرانسوا لوغو، طالب الحكومة الفدرالية في رسالة أرسلها في 17 كانون الثاني (يناير) الفائت إلى رئيسها، جوستان ترودو، بمبلغ 470 مليون دولار كتعويض عمّا أنفقته في استقبال طالبي اللجوء ورعايتهم في عاميْ 2021 و2022، وأن تفعل الشيء نفسه بالنسبة للأعوام اللاحقة.

وفي مؤتمر صحفي عقدته في 20 شباط (فبراير)، طالبت حكومة لوغو بمبلغ إضافي مقداره 576,9 مليون دولار (نافذة جديدة) تعويضاً عن نفقات مماثلة في عام 2023.

طالبو لجوء مكسيكيون يدخلون إلى مركز لـ’’جمعية الشبان المسيحيين‘‘ (YMCA) في وسط مونتريال حيث وجدوا أماكن للإقامة (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Ivanoh Demers

وأثار ميلّر صيحات استهجان في مجلس العموم عندما قال إنّ حكومة كيبيك ضاعفت الفاتورة ’’دون تبرير المبالغ المطلوبة‘‘.

الناطق باسم حزب الكتلة الكيبيكية لشؤون الهجرة واللجوء، النائب أليكسي برونيل دوسيب، احتجّ بشدّة على كلام الوزير ميلّر، وقال إنّ مقاطعة كيبيك تطالب الحكومة الفدرالية ’’منذ عام 2021‘‘ بتسديد تكاليف استقبال طالبي اللجوء وبتوزيع هؤلاء على كافة المقاطعات الكندية.

’’(منذ) ثلاث سنوات! (…) هل يدرك (الوزير ميلّر) أنه لو سدّد ديونه منذ عام 2021 ولو فاوض بدلاً من الاختباء لما كانت هناك مشاكل اليوم؟‘‘، تساءل برونيل دوسيب.

وبالإضافة إلى المليار دولار الذي تطالب به، تصرّ حكومة كيبيك على أن تقوم الحكومة الفدرالية بإبطاء حركة وصول طالبي اللجوء إلى البلاد وبتوزيع الوافدين منهم بشكل أفضل بين المقاطعات.

الوزير المسؤول عن اللغة الفرنسية وعن العلاقات الكندية في حكومة كيبيك، جان فرانسوا روبيرج، ذهب الأسبوع الماضي إلى حدّ القول إنّ كيبيك تقترب من أزمة ’’قد تصبح أزمة إنسانية‘‘ إذا لم تعد قادرة على تقديم الخدمات، ورأى أنّ تدفق طالبي اللجوء، إذا ما تواصل بوتيرة مرتفعة، يمكن أن يهدد هوية كيبيك.

وتقول كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، إنها تستقبل حالياً 55% من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى كندا. لكنّ الحكومة الفدرالية تقول إنّ ربع الذين يأتون إلى كيبيك يغادرونها لاحقاً.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية مع إضافات من راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• وزير التربية الكيبيكي يناشد ترودو وضع حدّ للهجرة ’’المفتوحة‘‘

• لوغو يحثّ ترودو على الحدّ من تدفق طالبي اللجوء

• كيبيك تدافع عن رفضها المشاركة في برنامج فدرالي لطالبي اللجوء
• طريق روكسهام: توقيف طالبي اللجوء منذ منتصف الليلة الماضية
• حكومة كيبيك تريد مهاجرين فرنكوفونيين أو ’’فرنكوتروبيين‘‘ بنسبة 100%