توجد أكثر من 1100 مقاتلة من طراز _أف-35_ في الخدمة لدى 16 دولة أخرى غير الولايات المتحدة (أ ف ب) تكنولوجيا و علوم هلع في أوروبا من احتمال تفعيل أميركا “مفتاح تعطيل” أسلحتها by admin 15 أبريل، 2025 written by admin 15 أبريل، 2025 19 ستقاتل القارة العجوز بيد مقيدة في حال مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا رداً على تقارير إعلامية أوروبية حديثة، رفضت شركة “لوكهيد مارتن” ووزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” فكرة تزويد مقاتلات “أف-35″ بـ”مفتاح تعطيل” سري يمكن للسلطات الأميركية استخدامه لتعطيلها من بعد. والحقيقة تتجسد بأن “مفتاح التعطيل” ليس مجرد آلية خفية تحتفظ الولايات المتحدة من خلالها بالسيطرة على الأنظمة العسكرية المزودة لحلفائها، فكل ما على الولايات المتحدة فعله هو منع الوصول إلى سلاسل الصيانة والخدمات اللوجيستية التي تسيطر عليها، إضافة إلى شبكات الكمبيوتر، وهذا ما سيجعل الأسلحة الأميركية غير صالحة للاستخدام بسرعة قياسية. ومن مقاتلة “أف-35” إلى أنظمة صواريخ “هيمارس”، وأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت”، وحتى شبكات الاتصالات الحيوية مثل “لينك 16″، يمكن لواشنطن تقييد أو تعطيل هذه الأنظمة من بعد. ويثبت تقييد الولايات المتحدة أخيراً مدى نظام “هيمارس” لأوكرانيا ما نتحدث عنه هنا، وهذا ما دفع الأوروبيين إلى انتقاد سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتمثلة بتعطيل فاعلية الأسلحة الأميركية والتفكير جدياً بتطوير قدرات دفاعية مستقلة، وضمان حرية التصرف بها من دون إذن الولايات المتحدة. الولايات المتحدة تستخدم “مفتاح التعطيل” إن الفكرة القائمة على قدرة الولايات المتحدة على تقييد أو تعطيل أنظمة الأسلحة التي تزود بها حلفاءها من بعد ليست مجرد نظرية بتاتاً، بل هي واقعة بالفعل، ومن الأمثلة البارزة على ذلك نظام “هيمارس” (نظام الصواريخ المدفعية العالي الحركة) الذي زودت به أوكرانيا. يتمتع نظام “هيمارس” بالقدرة على إطلاق صواريخ “أم جي أم-140 أتاكمز” البعيدة المدى، مما يسمح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ومع ذلك عندما سلمت الولايات المتحدة هذه الأنظمة لأوكرانيا، عطلت مداها الكامل عمداً، وهذا ما حد من قدرة أوكرانيا على استخدامها هجومياً ضد أهداف تتجاوز مسافة معينة. من دون مقاتلات “أف-16″ و”أف-35” سيفقد الأوروبيون التفوق الجوي في غضون أيام (أ ف ب) وعلى رغم تبرير هذا الإجراء علناً كوسيلة لتجنب تصعيد الصراع، فإنه أثبت كيف تحتفظ الولايات المتحدة بالسيطرة على كيفية استخدام أسلحتها، حتى بعد نقلها إلى دولة حليفة. وهذه ليست حالة معزولة، إذ فرضت الولايات المتحدة تاريخياً على بعض الدول أقفالاً برمجية، ومحدودية جغرافية للأسلحة، ومنعت توريد قطع غيار لأنظمة أسلحة مختلفة، لضمان بقائها تحت سيطرتها. تعطيل مقاتلات “أف-35” كمثال لا يوجد حالياً أي دليل يثبت وجود “مفتاح تعطيل” يمكن الضغط عليه فعلياً لإيقاف مقاتلات “أف-35” عن الطيران، إلا أن هناك طرقاً عدة تتبعها الولايات لتعطيل هذه المقاتلات تماماً. توجد أكثر من 1100 مقاتلة من طراز “أف-35” في الخدمة لدى 16 دولة أخرى غير الولايات المتحدة، مثل المملكة المتحدة وكندا وألمانيا وإسرائيل وإيطاليا وهولندا والدنمارك واليابان وغيرها، وجميع هذه الدول لديها مجموعة من القيود على استخدامها باستثناء إسرائيل. تجعل شروط بيع هذه المقاتلات من المستحيل عملياً على الدول استخدامها من دون موافقة الولايات المتحدة، إذ تلزم سياسة المبيعات الأميركية مشتري المقاتلة بمنع إجراء عمليات اختبار مستقلة خارج الولايات المتحدة القارية، فيما تُلزم قواعد الأمن الحكومية الأميركية وسياسة الدفاع الوطني المواطنين الأميركيين بأداء مهام محددة لحماية التكنولوجيا الأميركية الحيوية. يمكن للولايات المتحدة إضعاف أو منع إشارات نظام تحديد المواقع العالمي العسكرية، مما يعطل دقة الاستهداف والملاحة الأوروبية (أ ف ب) وببساطة هذا يعني أن هذه الدول لا تحتاج إلى إذن أميركي لتنفيذ مهام بواسطة هذه المقاتلات وحسب، بل لا يمكنها أيضاً إجراء تعديلات أو إصلاحات جوهرية من دون موظفين أميركيين. وبالنسبة إلى الشركاء الأوروبيين، يمثل هذا الأمر خوفاً وجودياً لا سيما بعد عودة العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى مجراها الطبيعي، وإذا واجهوا عدواناً روسياً في المستقبل القريب، سيرغبون طبعاً في استخدام أفضل مقاتلاتهم، أي “أف-35″، للدفاع عن أنفسهم، ومجرد منع قطع الغيار عن هذه المقاتلات سيفقدها وظيفتها بسرعة. ونضيف إلى ما تقدم بأن عدداً من المكونات الفردية لهذه المقاتلات، وخصوصاً “الصناديق السوداء” التي تحوي إلكترونيات بالغة الأهمية، مغلقة لأسباب تتعلق بمراقبة الصادرات، ويجب إعادتها إلى منشآت مخصصة للصيانة، ولا توجد قاعدة معرفية على الإطلاق للقيام بذلك في بلد المستخدم. وما يجعل مقاتلات “أف-35” الأحدث في العالم حقاً هو إلكترونياتها الجوية وبرمجياتها وإمكان مشاركة البيانات، وميزة تعرف باسم “ملف بيانات المهمة”، وهي دليل المعركة الإلكتروني للمقاتلة الذي يمكّن وظائف حيوية مثل رسم مسارات طيران ذات أدنى حد من إمكان الكشف وإدارة الاتصالات واستضافة أوامر المعركة الإلكترونية، وهذه القدرات ضرورية لمواجهة التهديدات الحديثة كالدفاعات الجوية الروسية. وإذا انهارت علاقات دولة ما مع الولايات المتحدة، فقد تمنع الإدارة الأميركية تحديثات “ملف بيانات المهمة” وغيرها من البرامج الخاصة بمقاتلات الدولة، مما يؤدي إلى تدهور قدرتها إلى الحد الذي تصبح فيه عديمة الفائدة بصورة كاملة. تستخدم أوروبا نظام صواريخ “باتريوت” الذي يعتمد على تحديثات البرامج الأميركية وتكوينات الرادار (أ ف ب) أوروبا تعتمد على الأسلحة الأميركية والحال أن ما ذكرناه آنفاً يخيف الأوروبيين الذين بدأوا يعبرون عن خشيتهم من سيناريو تعطل فيه الولايات المتحدة أسلحتها الموردة إلى الجيوش الأوروبية، خصوصاً أن المشهد العسكري الأوروبي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا الأميركية، بدءاً من الطائرات المقاتلة ووصولاً إلى أنظمة الدفاع الصاروخي والبنية التحتية الرقمية. فمثلاً لا تزال قدرات دمج الأسلحة والحرب الإلكترونية لمقاتلات “أف-16” التي تصدرها الولايات المتحدة تحت إشرافها، وكذلك الأمر لطائرة “أم كيو-9 ريبر” التي تعمل عبر روابط أقمار اصطناعية تسيطر عليها الولايات المتحدة، مما يسمح بتعطيلها من بعد. من جهة أخرى تستخدم أوروبا نظام صواريخ “باتريوت” الذي يعتمد على تحديثات البرامج الأميركية وتكوينات الرادار، مما يعني أن الولايات المتحدة قد تضعف أو تعطل فاعليته، فيما يستخدم الأوروبيون أيضاً دبابة “أبرامز أم1” التي تعتمد أنظمة التحكم في إطلاق النيران والاستهداف فيها على تشفير مدار من قبل الولايات المتحدة. وتعتمد السفن الحربية الأوروبية المجهزة بنظام “إيجيس” على برامج وتكوينات رادار مقدمة من الولايات المتحدة، وعلى رغم أن المملكة المتحدة تستخدم بصورة واسعة صواريخ “توماهوك”، فإن أنظمة تفويض الإطلاق والاستهداف لا تزال خاضعة للإشراف الأميركي. ويمكن للولايات المتحدة إضعاف أو منع إشارات نظام تحديد المواقع العالمي العسكرية، مما يعطل دقة الاستهداف والملاحة الأوروبية، فيما يخضع نظام الاتصالات الميداني المشفر “لينك 16″، والمطابق لمعايير حلف شمال الأطلسي، لسيطرة الولايات المتحدة، ومن ثم قد تُستبعد الدول غير الملتزمة. ماذا سيحدث إذا فعّلت الولايات المتحدة “مفتاح التعطيل”؟ إذا قطعت الولايات المتحدة الوصول التشغيلي إلى هذه الأنظمة، فإن قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها وخصوصاً ضد خصم قريب منها مثل روسيا، ستصبح معدومة وستنهار بين عشية وضحاها. من دون مقاتلات “أف-16″ و”أف-35” سيفقد الأوروبيون التفوق الجوي في غضون أيام، وستهيمن المقاتلات الروسية، على رغم تخلفها التكنولوجي، على الأجواء بفضل أعدادها الهائلة وحربها الإلكترونية النشطة. ومع توقف أنظمة الدفاع الصاروخي “باتريوت” عن العمل ستصبح أوروبا عرضة لضربات الصواريخ الروسية مع حماية ضئيلة أو معدومة، كذلك ستصبح المنشآت العسكرية الرئيسة ومراكز البنية التحتية أهدافاً سهلة. وسيؤدي تدهور نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى فقدان القوات الأوروبية قدراتها في الملاحة وعلى تحديد الأهداف بدقة، مما يفقد أسلحة متطورة عدة فاعليتها، وسيؤثر هذا الأمر في العمليات البحرية وتوجيه الصواريخ وتنسيق ساحة المعركة، ويسبب فوضى في القيادة والسيطرة. هذا كله يعني أنه في أية مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا ستقاتل أوروبا بيد مقيدة، وستمسك والولايات المتحدة بزمام الأمور. وبسبب ذلك أعلن وزير الدفاع البرتغالي نونو ميلو أخيراً أن بلاده لن تشتري مقاتلات “أف-35” من الولايات المتحدة، بالنظر إلى السياق الجيوسياسي الحالي وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسة الأميركية. وفي ألمانيا تتعرض الحكومة لانتقادات لاذعة بسبب خططها لشراء 35 مقاتلة من طراز “أف-35″، وذلك بعد مخاوف من أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، قد تعطل المقاتلة من بعد. وقد أعرب رئيس لجنة الدفاع البرلمانية الدنماركية راسموس يارلوف عن ندمه على اختيار مقاتلات “أف-35” لبلاده، معرباً عن مخاوفه من احتمال وجود تهديد وشيك من الولايات المتحدة عبر وقف دعم هذه المقاتلات. المزيد عن: أوروباأميركاروسياأوكرانياأف 35أف 16نظام تحديد المواقعأنظمة الملاحةلوكهيد مارتنالبنتاغونصواريخ هيمارسدونالد ترمبالدفاعات الجويةالتكنولوجيا الأميركيةأقمار اصطناعية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “مهمة النار” وحدة سرية إسرائيلية تتبعت “حزب الله” وأحبطت خططه next post “لسنا كفارا”… سوريون يعترضون على مظاهر سيارات “الحسبة” في الشوارع You may also like جمانا الراشد في مؤتمر القدرات: التقنية تساعد ونحن... 15 أبريل، 2025 العالم ينطلق سريعا نحو “المدن الذكية” فكيف ستبدو... 15 أبريل، 2025 جلد ثلاثي الأبعاد قد ينهي عصر تجارب التجميل... 13 أبريل، 2025 مقبرة العملاق الأحمر… نجم يبتلع كوكبا بعد تآكل... 13 أبريل، 2025 خيال عليمي يصبح حقيقة… روبتات دقيقة ستساهم في... 12 أبريل، 2025 «واتساب» يطلق دفعة من الخصائص الجديدة 12 أبريل، 2025 مستقبل سوق الهواتف في ظل “رسوم ترمب”: هل... 9 أبريل، 2025 معجزة تكنولوجية… “روبوتات بشرية” تفكر وتقرر 4 أبريل، 2025 «أبل» تستعد لإطلاق «الطبيب الافتراضي» في 2026 3 أبريل، 2025 أصغر روبوت طائر لاسلكي في العالم… كحبّة رمل! 3 أبريل، 2025