الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » هل تنتقل القوى الكبرى إلى حرب الفيروسات البيولوجية؟

هل تنتقل القوى الكبرى إلى حرب الفيروسات البيولوجية؟

by admin

فرحان العتابي يرى أن هناك علاقة تكاملية بين التدفق المعلوماتي في القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي.

ميدل ايست اونلاين / محمد الحمامصي

يشكل التدفق المعلوماتي باختلاف أشكاله من صحف ومجلات ورقية وقنوات فضائية وفيديوهاته على اليوتيوب، وكذا على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني، تأثيرا واسعا فيما يتعلق بجائحة كورونا، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على علاقات الشعوب، والعلاقات السياسية بين الدول خاصة مع حالة التناحر السياسي القائمة الآن شرقا وغربا، فهل يشهد العالم ما بعد أزمة كورونا التي قد تستمر لفترات طويلة تصدعات في المفاهيم الإنسانية والسياسية، وكيف ستتأثر المجتمعات العربية ونظمها السياسية كالعراق وليبيا واليمن وسوريا ولبنان وهي مجتمعات تمر بأزمات مع نظمها والتدخلات الخارجية في شئونها؟ هذا جانب من التساؤلات التي طرحناها على الباحث العراقي فرحان العتابي الباحث المختص في شأن المعلوماتية والاتصال السياسي.

بداية رأى فرحان أن هناك علاقة تكاملية بين التدفق المعلوماتي في القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي وقال “العديد من القنوات الفضائية تحصل على مقاطع المصابين أو أي حالة تتعلق بالإصابة أو الشفاء من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن قيام ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي بمشاركاتهم لبعض الأخبار ومقاطع الفيديو من القنوات الرسمية وخاصة منها ما يتعلق بالبيانات الرسمية التي تعلن بشكل مباشر من قبل الجهات الحكومية، فنجد في هذه المرحلة وجود تعاون متبادل وبعض التكامل في نقل الأحداث بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد “شبكات التواصل الاجتماعي”، أما من ناحية الأكثر تأثيرا فإن شبكات التواصل الاجتماعي أكثر تأثيرا على الأفراد، وذلك لكثرة وصول الأفراد واستخدامهم اليومي لشبكات التواصل الاجتماعي لمشاهدتهم العديد من الصفحات أو المجموعات والقنوات الموجودة داخل هذه الشبكات، فضلا عن ملامسة أخبار هذه الشبكات لوجدان الأفراد وتأثيرها عليهم، كما أن هناك العديد من الزعماء والقادة يفضلون أن يوجهوا خطاباتهم بشكل أكثر سرعة وتفاعلية مع الجمهور عبر الشبكات المذكورة، وهذا نلاحظه من خلال التغريدات التي يطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب عبر حسابه الشخصي فضلا عن العديد من الزعماء في العالم بشكل عام”.

  • التصدع يتمثل في اتهام الصين في الإعلان المتأخر عن وباء كورونا فضلا عن إخفاء الأرقام الحقيقية للإصابات لإيهام العالم بمدى خطورة هذا الفيروس في بداية انتشاره 

أما فيما يتعلق بأبعاد التدفق المعلوماتي على المجتمعات العربية، فلفت فرحان إلى أن هناك العديد من الأبعاد أهمها البعد النفسي لما فيه من تأثير الأخبار المنشورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الأفراد حيث إن هناك العديد من الأخبار الكاذبة والفيديوهات المفبركة التي تستغل لتضليل الرأي العام وترويعه لتحقيق غاية ما أو استهداف جهة ما خاصة فيما يتعلق بالتناحرات والاتهامات السياسية بين الأطراف المختلفة، ونحن هنا أمام مشهدين: الاول: هو المشهد الإيجابي أو الصورة الوردية التي تبثها القنوات والصفحات الرسمية التابعة إلى الجهات الحكومية الرسمية من خلال عدم الإعلان عن الأرقام الحقيقية للإصابات لتجميل صورة النظام القائم، وهذا النموذج نلاحظه في الأنظمة الشمولية والأنظمة غير المستقرة التي تعاني من الاضطرابات الداخلية. الثاني: المشهد السلبي أو الصورة السلبية التي تبثها القنوات والصفحات التابعة إلى الجهات المعارضة للحكومة سواء في الداخل أو الخارج لتحقيق غايات وأغراض تسقيطية تتنافى مع ما هو موجود.

وأضاف فرحان أن هناك العديد من الصفحات والمجموعات الوهمية التي تنتحل أسماء جهات معروفة كالجهات الحكومية أو مؤسسات معروفة، وهنا ننوه إلى أنه يجب على الأفراد التأكد من الصفحات المعروفة عبر الدخول إلى موقع هذه الجهات، ومن ثم معرفة صفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال الموقع الرسمي.
ورأى أن حالة التناحر السياسي بين الدول ليست وليدة اليوم بل هي صفة ملازمة للعديد من الدول وهذه الصفة عبر مرور الزمن أخذت أشكالا متعددة وهي: مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة من خلال استخدام القوة العسكرية “الصلبة” ـ مرحلة الحرب الباردة وسباق التسلح، مرحلة استخدام القوة الذكية “القوة الناعمة والصلبة معا” ـ مرحلة الانتقال إلى الحرب الناعمة التكنولوجية “حرب الفايروسات”، ويلاحظ هذا النموذج من خلال استهداف الولايات المتحدة الأميركية لمنظومة أجهزة الطرد المركزي التابعة إلى المفاعل النووي الإيراني عام 2010 وإيقاف الآلاف منها ولم يتمكن الإيرانيون من التعرف إلى الفايروس إلا عن طريق فريق من الخبراء الروس، وبالمقابل نلاحظ هذا النموذج أيضا من خلال استهداف شركة أرامكو السعودية والتي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى النظام الإيراني.

وأوضح فرحان أن العلاقة المستقبلية بين الدول قد تشهد تطورا ومرحلة أكثر خطورة من المراحل المذكورة، والتي قد تحدث شرخا كبيرا فيما بين الدول مستقبلا خاصة إذا ثبت أن فيروس كورونا قد دبر من قبل طرف ما، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية تحول الصراعات إلى صراعات وحروب فيروسات بيولوجية، قد تكون مشابهة لفيروس كورونا أو أشد منه لما لهذه الفيروسات من خطر مباشر على الإنسان، وتأثيرات على جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ونحن هنا أمام مشهد مستقبلي انتقالي مرعب وهو الانتقال إلى حرب الفيروسات البيولوجية وهذا ناتج عن التطور الشديد في التقنيات.

وحول إمكانية حدوث تصدعات في المفاهيم السياسية وآلياتها فيما بعد أزمة كورونا، أوضح فرحان أن العالم سيكون أمام مشهدين بعد كورونا: الأول تصدع مفهوم النظام العالمي الجديد “المتمثل في تشارك الدول في المصالح السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية”، وخاصة فيما يتعلق بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وهذا التصدع يأتي كمرحلة تكميلية لتصدع جزئي حدث سابقا، وهو التصدع الاقتصادي من خلال المحاربة الاقتصادية من قبل الولايات المتحدة للصين وخاصة في مجال التقنيات “العقوبات على شركة هواوي”، وهذا التصدع يتمثل في اتهام الصين في الإعلان المتأخر عن وباء كورونا فضلا عن إخفاء الأرقام الحقيقية للإصابات لإيهام العالم بمدى خطورة هذا الفيروس في بداية انتشاره مع وقوف دول أخرى تضررت بشكل كبير من الفيروس كبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وجعل الصين الطرف المسؤول عن الوباء أو المسبب الرئيسي له .

والمشهد الثاني: مرحلة التعاون الأكثر إيجابية فيما يتعلق بمفهوم النظام العالمي الجديد: ويتحقق هذا التعاون عن طريق السرعة في تجاوز أزمة كورونا من خلال إيجاد عقار له وتصديره إلى كل دول العالم والنظرة إلى العالم بأسره على أساس نظرة إنسانية وليس على أساس نظرة برغماتية أو اقتصادية ربحية لإنقاذ البشرية من خطر هذا الوباء، ونحن هنا نصبح أمام مفهوم نظام عالمي جديد حقيقي يتمثل في التعاون الطبي بالدرجة الأولى في المرحلة الحالية بالإضافة إلى التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري”.

وأكد فرحان أن المجتمعات العربية كليبيا واليمن وسوريا ولبنان في ظل أزمات نظمها السياسية والتدخلات الخارجية في شؤونها، تعاني الأمرين في الداخل والخارج، وأضاف: على المستوى الداخلي فإن المشترك بين هذه النظم السياسية هو أنها تعاني من صراعات أيديولوجية داخلية وعدم توافق بين القوى السياسية في الداخل، وهذا الأمر بطبيعة الحال يأتي نتيجة الأرضية الخصبة لهذه الدول التي تسمح بالتدخلات الخارجية، فضلا عن أن العديد من القوى السياسية في الداخل تلبي الإملاءات الخارجية المفروضة عليها نتيجة للولاءات الخارجية، حيث إن العديد من هذه القوى تعتبر الطرف الخارجي أو ذاك هو الحامي والسند القوي لها وله الفضل في تثبيت أركانها، وعلى المستوى الخارجي فإن هذه النظم تعاني من فرض واردات خارجية متناحرة للسيطرة عليها فكل طرف خارجي يريد أن يقوي ويدعم ويسيطر على زمام الأمور على هذا الأنظمة من خلال دعم القوى الموالية له، فموضوع الاستقرار المستقبلي في هذه الأنظمة سوف ينتج عن؛ إما توافق سياسي حقيقي ومصالحة وطنية حقيقية بإرادته أو نتيجة توافق الإرادات الخارجية المؤثرة عليها.

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00