مطعم "كوشر" في وسط أثينا الذي كان محط مخطط إيراني لتنفيذ هجوم ضد اليهود (رويترز) Uncategorized هكذا خططت شبكة مقرها إيران لضرب هدف يهودي في اليونان by admin 6 أكتوبر، 2024 written by admin 6 أكتوبر، 2024 38 تنفي طهران المزاعم الغربية بترتيب عمليات اغتيال وهجمات في الخارج اندبندنت عربية / رويترز في وقت تتصاعد حدة الصراع بين إيران وإسرائيل، يساور الغرب قلق من أن تعمد طهران إلى تنفيذ موجة من محاولات القتل والخطف في أوروبا والولايات المتحدة، إذ أعلنت واشنطن وحلفاء لها تسجيل ارتفاع حاد في مثل هذه المخططات التي ارتبطت باسم إيران خلال الأعوام الأخيرة. وخلصت وكالة “رويترز” من خلال فحص وثائق قضائية وتتبع تصريحات مسؤولين حكوميين، إلى أنه منذ عام 2020 هناك ما لا يقل عن 33 محاولة اغتيال أو خطف في الغرب تزعم سلطات الدول التي وقعت فيها أو السلطات الإسرائيلية ارتباطها بإيران. تحقيق في أثينا ومن بين الأهداف المزعومة في الآونة الأخيرة، مبنى يضم مركزاً يهودياً ومطعماً يقدم وجبات تتوافق مع القواعد اليهودية الخاصة بالغذاء (كوشر) في وسط أثينا. وزعم محققون في وثائق قدمت إلى السلطات القضائية بهذا الخصوص واطلعت عليها “رويترز”، أن باكستانياً في إيران يدعى سيد فخر عباس جند أحد معارفه القدامى الذين يعيشون في اليونان وأصدر له توجيهات بمهاجمة الموقع وأبلغه بأنه يعمل لمصلحة مجموعة ستدفع نحو 15 ألف يورو (نحو 16470 دولاراً) عن كل قتيل يسقط. وشملت الوثائق تفاصيل محادثات عبر تطبيق “واتساب” في يناير (كانون الثاني) 2023 ناقش فيها الطرفان إذا ما كان الهجوم سيُنفذ بمتفجرات أو إضرام نيران، وشدد عباس على ضرورة تقديم دليل على كل حالة قتل أو إصابة بعد التنفيذ. وقال إن “هناك أجهزة استخبارات” مشاركة في الأمر، لكنه لم يذكر أسماءها. وأمره بالقول، “نفذ المهمة بطريقة لا تدع أي مجال لشكواهم (أجهزة الاستخبارات)”. وتتضمن الوثائق التي لم يسبق النشر عنها، أدلة مفصلة في مئات الصفحات جُمعت أثناء تحقيق اليونان قبل إحالة الأمر إلى القضاء، وشملت أقوال شهود وبيانات أصدرتها الشرطة وتفاصيل رسائل “واتساب”، والهدف من هذه الأدلة إظهار كيفية إعداد عباس للمجند المزعوم، وهو باكستاني أيضاً ممشوق القوام يدعى سيد ارتضاء حيدر، وكانت محادثاتهما تتناول أموراً عن الحياة في باكستان والتخطيط لهجمات. واعتقلت السلطات اليونانية حيدر وباكستانياً آخر العام الماضي، قائلة إن الشرطة ساعدت في تفكيك شبكة إرهابية تتلقى توجيهات من الخارج تهدف إلى إيقاع “خسائر بشرية”، ويواجه المعتقلان اتهامات ترتبط بالإرهاب، فيما ينفي كلاهما ارتكاب أي مخالفات. ويدفع حيدر ببراءته وكان أطلق سراحه من الحبس الاحتياطي في ربيع العام الحالي مع فرض قيود عليه. وقال الشاب البالغ من العمر 28 سنة لـ”رويترز” في مقابلة، إنه أرسل لعباس صوراً للمبنى لكنه تعمد المماطلة في تنفيذ أي هجوم على أمل اقتناص أي أموال من دون إيذاء أحد. وأضاف أن “الأمر لم يتخطَّ مجرد الكلام ولم يكُن هناك فعل”. وقال محاميه زكريا كيسيس إن حيدر “لم يدخل بصورة فعلية” في أي نشاط غير قانوني. ويواجه زعيم الشبكة المزعوم عباس أيضاً اتهامات تتعلق بالإرهاب، وقال مسؤول في الشرطة الباكستانية إنه مطلوب في باكستان للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل. ولا يزال عباس طليقاً ولم يتسنَّ التواصل معه للحصول على تعقيب. كما لم يتسنَّ التواصل مع المشتبه فيه الثالث. وقال إيراكليس ستافاريس، المحامي الذي مثل عباس عندما وجهت إليه التهم، إنه ينفي ارتكاب أي مخالفات. ورفضت الشرطة اليونانية التعليق، وأفاد محامي حيدر بأن القضية تنتظر قراراً من السلطات القضائية في شأن إذا ما كان ينبغي المضي قدماً في المحاكمة. المستهدفون ويقول جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” الذي أسهم في التحقيق اليوناني إن مخطط الهجوم من تدبير طهران في إطار شبكة متعددة الجنسيات تعمل انطلاقاً من إيران. ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على القضية أو على أنشطة أخرى لـ”الموساد”. وتنفي إيران زعم “الموساد”، غير أن التفاصيل في مخططات التنفيذ قريبة منها في بعض مخططات أخرى منسوبة لطهران. ومن هذه التفاصيل نوع الهدف، وهو المدنيون الإسرائيليون أو اليهود، والاستعانة بغير إيرانيين في التنفيذ. وتوصلت “رويترز” إلى أن هناك حالتين أخريين في الأقل يُزعم أنهما شملتا مواطنين باكستانيين أيضاً. ومن بين أهداف المخططات المزعومة الأخرى في الآونة الأخيرة، مسؤولون أميركيون كبار إلى جانب صحافيين إيرانيين وغيرهم من الإيرانيين في الخارج. وقالت حملة الرئيس السابق دونالد ترمب إن الاستخبارات الأميركية أطلعته على وجود “تهديدات حقيقية ومحددة من إيران لاغتياله”، وتنفي التصريحات الصادرة من طهران تورطها في بعض المخططات المزعومة في الولايات المتحدة. وتدور حرب ظل أيضاً في أوروبا التي تضم أهداف غالبية المخططات المزعومة التي أحصتها “رويترز”. وقال القائم بأعمال مدير “المركز الوطني لمكافحة الإرهاب” بريت هولمغرين وهو من الجهات المشاركة في تنسيق معلومات الاستخبارات بالولايات المتحدة، “تكثف إيران منذ 2020 بصورة كبيرة مخططات قتل تستهدف مسؤولين أميركيين سابقين ومعارضين إيرانيين ومصالح يهودية وإسرائيلية في الولايات المتحدة وخارجها”. وتتهم إيران بدورها القوى الأخرى بتنفيذ أعمال إرهابية، مشيرة إلى قتل إسرائيل والولايات المتحدة قادة في قواتها الأمنية. وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لـ”رويترز” إن إيران “ليست لديها أية نية أو خطة للدخول في عمليات اغتيال أو خطف، سواء في الغرب أو في أي دولة أخرى”. ووصفت مثل هذه المزاعم بأنها “افتراءات” تهدف إلى “صرف الانتباه عن الفظائع التي يرتكبها النظام الإسرائيلي” في الحرب على غزة. ودأب الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي على الدعوة إلى القضاء على إسرائيل، فيما يوجه الولايات المتحدة وسياسيون غربيون آخرون اتهامات لطهران بمعاداة السامية، وتقول إيران إنها تحترم الديانة اليهودية لكنها تعارض إسرائيل. وتأتي الزيادة في محاولات القتل المزعومة في الآونة الأخيرة مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، فقد أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل الثلاثاء الماضي رداً على هجوم جوي وبري إسرائيلي على “حزب الله” المدعوم من طهران في لبنان الذي أودى بحياة عدد من قيادات الحزب على رأسهم زعيمه حسن نصرالله. كما قالت إسرائيل في الآونة الأخيرة إنها أحبطت مؤامرة اغتيال تدعمها إيران كانت تستهدف شخصيات كبيرة. قتلة مأجورون يتضمن إحصاء “رويترز” للمخططات المنسوبة لإيران وقائع أشارت مزاعم أو أدلة إلى أنها كانت من تدبير طهران، أو نُفذت لحسابها، أو صدرت التوجيهات لتنفيذها من أشخاص إما في إيران أو تربطهم بها علاقات وثيقة. وقد يكون العدد الحقيقي أكبر، إذ تعتمد هذه التقارير فقط على الحالات التي خرجت في شأنها تصريحات من السلطات عن وجود صلة بإيران. وأشار مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ماثيو ليفيت إلى حذر بعض الحكومات من التحدث عن إيران علناً لاعتبارات دبلوماسية. وكان مدير “الموساد” دافيد بارنياع قال العام الماضي إن الاستخبارات الإسرائيلية عملت على مدى عام مضى مع شركاء دوليين لتعطيل 27 فريقاً حاولوا تنفيذ هجمات في الخارج كانت “بتنظيم من إيران وتخطيطها وتوجيهها”، ورفضت إسرائيل تقديم تفاصيل. وكان من العوامل المشتركة في عدد كبير من المخططات التي اطلعت عليها “رويترز” الاستعانة بقتلة مأجورين، منهم من يعمل في أنشطة الجريمة المنظمة وأفراد عصابات، وتقول واشنطن وحلفاء لها إن الاستعانة بأطراف خارجية محاولة لإخفاء أي صلات لإيران. وقضت محكمة ألمانية في ديسمبر (كانون الأول) 2023 بسجن رجل يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية عامين وتسعة أشهر بتهمة التخطيط لشن هجوم بإضرام حريق يستهدف كنيساً يهودياً لحساب الدولة الإيرانية. وخلصت المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف إلى أنه ألقى زجاجة حارقة على مبنى مجاور لكنيس في مدينة بوخوم بعد أن علم بالإجراءات الأمنية حوله، وأشار حكم المحكمة إلى أنه اعترف بإلقاء الزجاجة الحارقة على المبنى. وكما ورد عن القضية اليونانية، خلصت المحكمة إلى أن رجلاً يعيش في إيران، وهو ألماني- إيراني أيضاً يخضع لتحقيق في ألمانيا بتهمة ارتكاب جريمتي قتل منفصلتين هناك، هو الذي جند مهاجم الكنيس، وقالت إن الرجل المقيم في إيران كان ينفذ أوامر من “أجهزة حكومية” إيرانية، ووصفت طهران هذا الزعم بأن “لا أساس له من الصحة”. محاولات في الولايات المتحدة وفي الولايات المتحدة، رفعت جهات ادعاء ما لا يقل عن خمس دعاوى في شأن عمليات اغتيال أو خطف منسوبة لإيران منذ 2020. وتضمنت ثلاثة مخططات من بينها الاستعانة بقتلة مأجورين. واتهم ممثلو ادعاء في الآونة الأخيرة باكستانياً يقولون إنه على صلة وثيقة بإيران في ما يتعلق بمحاولة فاشلة لاغتيال سياسي أو مسؤول حكومي بالولايات المتحدة رداً على قتلها في يناير 2020 قاسم سليماني الذي كان قائداً لـ”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني وأبرز قيادات طهران العسكرية في ذلك الحين. وكانت “رويترز” نقلت في وقت سابق عن مصدر مطلع إن المشتبه فيه ذكر الرئيس السابق ترمب كونه هدفاً محتملاً، لكن مخطط 2024 لم يكُن لاغتياله. وتشير دعوى جنائية تعود ليوليو (تموز) الماضي إلى أن المشتبه فيه آصف ميرشانت سافر من باكستان إلى الولايات المتحدة لتجنيد قتلة محترفين لتنفيذ المخطط بعد أن قضى بعض الوقت في إيران. وُوجه اتهام لميرشانت الشهر الماضي لمزاعم عن محاولته ارتكاب أعمال إرهابية والاستعانة بالغير للقتل، ودفع ميرشانت ببراءته فيما لم يردّ محاميه على طلبات للتعقيب. وكان خامنئي توعد بعد وفاة سليماني “المجرمين” المسؤولين عن قتله بانتقام قاسٍ، وقالت بعثة إيران إلى الأمم المتحدة لـ”رويترز” إن سياسة طهران هي مقاضاة المسؤولين عن قتل سليماني في إطار القانون. مطاردة صحافية وكانت صحافية أميركية من أصل إيراني، وهي من المنتقدين بشدة لطهران، هدفاً لمؤامرة قتل أخرى مقابل أجر في الولايات المتحدة. ويقول مسؤولو الادعاء إن أعضاء في عصابة من شرق أوروبا حاولوا اغتيال الصحافية بتوجيه من رجل في إيران، مضيفين أن رجلاً من أذربيجان يعيش في الولايات المتحدة تلقى تعليمات و30 ألف دولار من الرجل المقيم في إيران. ويفيد ممثلو الادعاء أيضاً بأن الأذربيجاني وصل إلى منزل الصحافية في بروكلين ومعه بندقية “أي كي – 47”. وذكرت الصحافية المستهدفة مسيح علي نجاد أنها صدمت عندما أبلغتها السلطات الأميركية بأن الرجل المسلح جاء إلى منزلها، مردفة أنها سمعت شخصاً يطرق بابها لكنها لم تفتحه لأنها كانت منهمكة في مكالمة عبر الإنترنت. وكانت مسيح التي تنتقد علناً قوانين الحجاب، هدفاً لما يقول ممثلو الادعاء إنها مؤامرة خطف بدعم من طهران تسنى إحباطها، ونفت إيران ذلك. وأوضحت مسيح (48 سنة) أنها اضطرت إلى مغادرة منزلها لتختبئ موقتاً في عدد من الأماكن، مضيفة أنها أرغمت على الانتقال إلى نحو 20 مكاناً مختلفاً خلال الأعوام الماضية تحت حماية من سلطات إنفاذ القانون الأميركية، وأنها وزوجها في إحدى تلك المرات ابتعدا من أبناء زوجها لفترة طويلة، وتابعت “لم نعُد نشعر بالأمان”، في إشارة إلى المعارضين الإيرانيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. ووجه مسؤولو الادعاء الأميركيون اتهامات لثلاثة رجال في ما يتعلق بمؤامرة القتل، وأُعلن اسم رجل رابع، هو الأذربيجاني خالد مهدييف، كمتآمر مشارك في لائحة الاتهام التي قُدمت الشهر الماضي. ولم يكُن لدى وزارة العدل تعقيب، فيما لم يردّ محامي مهدييف على طلبات التعليق. ودفع اثنان من الرجال الآخرين ببراءتهما في هذه القضية، ويواجه الرجل الثالث اتهامات بالتواطؤ في القتل وجرائم أخرى في موطنه جورجيا، بحسب السلطات التشيكية التي اعتقلته العام الماضي. “عمليات مميتة” وقال مساعد المدعي العام الأميركي للأمن القومي ماثيو أولسن إن طهران لا تستطيع إخفاء تورطها في موجة من المؤامرات على الأراضي الأميركية، مضيفاً في مقابلة، “نجحنا في عدد من تلك القضايا في تحديد الجهات الفاعلة الخبيثة التي تشكل جزءاً من مجموعات الوكلاء تلك… وكذلك في الكشف عن علاقاتها المباشرة مع النظام الإيراني”. ومن بين الإيرانيين الذين ذكرت واشنطن أنهم مسؤولون عن توجيه التخطيط للعمليات، محمد رضا أنصاري، وتقول إنه عضو في وحدة تابعة للحرس الثوري الإيراني تركز على “العمليات المميتة” في الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى. وتردف واشنطن أن أنصاري حاول اغتيال اثنين من كبار المسؤولين الحكوميين الأميركيين السابقين بداية من أواخر 2021 بمساعدة إيراني آخر يدعى شهرام بورصافي. واتهم مسؤولو الادعاء الأميركيون بورصافي الذي يقولون إنه ينتمي إلى الحرس الثوري، بالتخطيط لقتل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون وشخص آخر لم يُذكر بالاسم. وذكر وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في أحد كتبه أنه كان الهدف الثاني. وأوضح بولتون خلال مقابلة أنه يعتقد بأنه لا يزال هدفاً لإيران، مضيفاً “أعتقد بأن هذه حملة لم يسبق لها مثيل في تاريخنا من المحاولات لاغتيال مسؤولين أميركيين (حاليين) وسابقين”. ووصفت إيران هذه الاتهامات بأنها “سخيفة ولا أساس لها”. ولم يرد بورصافي الذي لا يزال طليقاً على طلب للتعليق، وكذلك لم يرد أنصاري والحرس الثوري الإيراني على طلبات للتعليق. توتر متزايد وأحصت “رويترز” ست مؤامرات في الأقل داخل أوروبا منذ 2020 تتعلق بأهداف إسرائيلية أو يهودية، ويُزعم أن كل تلك المؤامرات تقريباً اعتمدت على استخدام قتلة مأجورين. وفي تلك الفترة تقريباً تواصل عباس مع حيدر من إيران، وتشير سجلات قانونية اطلعت عليها “رويترز” إلى أن حيدر كان مهاجراً غير شرعي يعيش في اليونان، وشرح حيدر أن كلاً منهما كان يعرف الآخر في وطنهما وأنهما ينحدران من بلدة علي بور في إقليم البنجاب شرق باكستان. وقال حيدر إنه درس الهندسة في باكستان ووصل عام 2019 إلى اليونان حيث استقر في جزيرة زاكينثوس، وهي مقصد سياحي شهير، وكان يعيش في مبنى سكني مع مواطنين باكستانيين آخرين، ووجد عملاً في أحد بساتين الزيتون واشتغل بوظائف موسمية أخرى. وجاء عباس أيضاً من باكستان، وقال مسؤول في شرطة البنجاب إن السلطات هناك تشتبه في أنه كان العقل المدبر لعملية خطف وقتل في أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وأشارت الشرطة اليونانية في الوثائق إلى حساب على “إنستغرام” باسم شاني شاه شيرازي قالت إنه يخص عباس، وكان آخر منشور على هذا الحساب في منتصف أكتوبر 2021، وذكر مسؤول استخبارات في البنجاب لـ”رويترز”، أن عباس وهو متزوج وأب لطفلين توجه إلى إيران براً في فبراير (شباط) 2022 ولم يعُد. وبعد وصوله إلى إيران نجح عباس في تجنيد حيدر، وبحلول أبريل (نيسان) 2022، كان الاثنان على تواصل عبر “واتساب”، بحسب شهادة حيدر أمام قاضي التحقيق والرسائل المفصلة في المستندات القانونية. وفي محادثة عبر هذا التطبيق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، ناقش الرجلان أهدافاً وأساليب للهجمات المميتة. وطلب عباس من حيدر أن يؤكد للمجندين المحتملين الآخرين ما كانت المجموعة على استعداد لدفعه، وهو “مكافأة خمسة ملايين روبية عن كل عملية قتل”، أي نحو 16 ألف يورو (نحو 17570 دولاراً) في ذلك الوقت. ودارت محادثات كثيرة بينهما بخصوص المال، وتفيد سجلات “واتساب” بأن حيدر طلب من عباس إرسال الأموال، واشتكى عباس في ديسمبر 2022 من عدم قدرته على دفع إيجار منزله واضطراره إلى اقتراض أموال. وكتب عباس إلى حيدر في ذلك الشهر، “عندما تنتهي المهمة، لن نحتاج إلى المال مرة أخرى لبقية حياتنا”. جريمة قتل مزيفة مع اقتراب 2022 من نهايته، ضغط عباس على حيدر للحصول على صور للمبنى اليهودي في أثينا، وهو مؤلف من طابقين ويقع في شارع جانبي في جزء صاخب من العاصمة ويضم المركز اليهودي، حيث يوجد مكان للصلاة ومطعم للمأكولات التي توافق الشريعة اليهودية. وشهد حيدر أمام القاضي بأنه استعان بالمشتبه فيه الثالث لتزويده بصور ومقاطع مصورة للمبنى في ديسمبر 2022. كما أخبر المشتبه فيه الثالث السلطات بأنه لم يكُن يعلم بأن المبنى مركز يهودي، وقال إن حيدر لم ينقل إليه عرض عباس بدفع أجر لقاء عمليات القتل إلا في وقت لاحق، فرفض على الفور. وفي أوائل يناير 2023، توجه حيدر إلى أثينا وسجل مقاطع مصورة لذلك المركز اليهودي والمنطقة المحيطة به، كما قال في شهادته، وعندما أرسل اللقطات إلى عباس، وصف حيدر المنطقة بأنها مليئة بالمحال التجارية والسياح، ورد عباس قائلاً “أحسنت صنعاً”. وكانت أساليبهم كأساليب الهواة في بعض الأحيان، فقد دبّر حيدر جريمة قتل مزيفة في محاولة واضحة لخداع عباس ورؤسائه. وأثناء وجوده في أثينا، أقنع حيدر رجلاً ولد في نيبال بالقيام بدور الضحية في عملية إعدام وهمية ووعد بأن يدفع له 2500 يورو (نحو 2750 دولاراً)، وفقاً لشهادة الرجل النيبالي الواردة في الوثائق. وشهد الرجل بأن حيدر ألبسه ملابس ملطخة بما قال إنها دماء عنزة مذبوحة، ثم طلب منه الاستلقاء على الأرض والتظاهر بالموت حتى يتمكن من تصويره. ولم يتسنَ الوصول إلى الرجل النيبالي للحصول على تعليق. وقال حيدر لقاضي التحقيق إنه قام بهذه الخدعة لأن عباس كان يضغط عليه لقتل الناس. لا عودة ويقول المحققون في الوثائق إنه بحلول الأسبوع الثاني من يناير 2023، كان عباس وحيدر يركزان على مطعم المأكولات اليهودية في أثينا، وتشير الرسائل إلى أن عباس اقترح إشعال حريق متعمد. وكتب عباس في التاسع من يناير، “أي شيء تستطيع فعله، افعله بسرعة، لن نحصل على كثير من الوقت”، وردّ حيدر “سيتم الأمر، أعدك”. وفي غضون أسابيع، تدخلت السلطات اليونانية، وبناءً على بلاغ من مصدر مجهول، فتشت الشرطة اليونانية شقة حيدر واحتجزته بتهمة حيازة أوراق هوية مزورة، وفي الشهر التالي وجه إليه الادعاء العام اتهامات تتعلق بالإرهاب. وفي شهادته بعد اعتقاله، وصف حيدر المجموعة التي جندته وعباس ضمنها، بأنها منظمة كبيرة مقرها إيران ولكن لم يكشف عن اسمها. وبينما ينتظر المحاكمة، يوضح حيدر أنه يعمل في وظيفتين في زاكينثوس، في مطبخ أحد المطاعم وحارس أمن، ويعاني مشكلات في النوم. ويواجه خطر السجن في اليونان، ولكن إذا تمكن من التغلب على التهم الموجهة إليه فلن تكون العودة لوطنه خياراً مطروحاً، إذ يعرب عن خشيته من انتقام عباس أو دائرته. وقال، “أنا خائف لأنني لا أعرف ماذا سيحدث هنا… ولا أستطيع العودة لباكستان”. المزيد عن: إيرانإسرائيلاليهودالولايات المتحدةأوروبااليونانالحرس الثوري الإيرانيالاغتيالاتجون بولتوندونالد ترمبمايك بومبيو 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمد بدر الدين زايد يكتب عن: ما مصير المحاولة الجديدة لإعادة صياغة الشرق الأوسط؟ next post القضاء الفرنسي ينظر في طلب جديد للإفراج المشروط عن جورج عبدالله You may also like «نيويورك تايمز»: ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة... 15 نوفمبر، 2024 نتنياهو ينسف الاتفاق المرتقب لوقف حرب لبنان 2 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: صناعة أسطورة جاكسون بولوك... 29 أكتوبر، 2024 العمليات الخارجية الإيرانية في أوروبا: العلاقة الإجرامية 23 أكتوبر، 2024 الذكاء الاصطناعي يذكر بما أحدثته الثورة الصناعية قبل... 21 أكتوبر، 2024 تقرير اندبندنت عربية / ميدان لبنان مشتعل وتل... 13 أكتوبر، 2024 عام من القتال غيّر خطاب “حماس” وتفكيرها السياسي 7 أكتوبر، 2024 ماذا تعني الكتابة في زمن الاضطراب الذاتي؟ 7 أكتوبر، 2024 فيلم “المادة”… الرعب الذي لم يحتمله الجمهور 4 أكتوبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: تفّوق إسرائيل التقني... 20 سبتمبر، 2024