عرب وعالمعربي لماذا الأميركيون السود أكثر عرضة للوفاة من كورونا؟ by admin 22 أبريل، 2020 written by admin 22 أبريل، 2020 178 NewYork Times/ Jamelle Bouie في ما يلي ترجمة بتصرف، خاصة بـ”عرب 48″، لمقال الكاتب Jamelle Bouie، كاتب عمود في “نيويورك تايمز”، في مجال السياسة والتاريخ والثقافة. أصبحنا نعلم الآن أن فيروس “كوفيد 19” يحصد أرواح الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية أكثر من أي مجموعة عرقية أخرى في الولايات المتحدة. ويُمكننا أن نرى ذلك بشكل أوضح في جنوبي البلاد، ففي ولاية أريزونا، يشكل السود نحو 70 في المئة من مجمل المتوفين من جرّاء كورونا رغم أنهم لا يشكلون سوى 33 في المئة من تعداد السكان. وفي ألاباما، يشكلون 44 في المئة حالات الوفاة علما بأنهم يشكلون 26 في المئة من التعداد السكاني للولاية فقط. ولا نزال ننتظر أن تنشر كل من ساوث كارولينا، وجورجيا، معلوماتها حول التفاوت في نسب ضحايا الفيروس بين المجموعات العرقية المختلفة فيها، ولكن من المرجح أن يظهر المشهد ذاته في الولايتين وأن يُسجل السود وفيّات أعلى مقارنة بالبيض. ونُلاحظ الأمر ذاته شمالي البلاد أيضا، إذ يعاني الأميركيون من الأصول الأفريقية في مدن مثل شيكاغو وميلووكي من ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات. ونسب المسؤولون الفيدراليون هذه الفوارق بأعداد الإصابات بالفيروس، والوفيات الناجمة عنه، إلى السلوكيات الفردية للأشخاص، فعلى سبيل المثال، ناشد الجرّاح العام للولايات المتحدة، جيروم آدامز، وهو أميركي من أصل أفريقي، السود وغيرهم من أبناء المجتمعات غير البيضاء، على “تجنب شرب الكحول والتبغ والمخدرات” كما لو كانت هذه مشكلة تخص تلك المجموعات دون سواها. وفي الحقيقة، ترتبط قابلية السود للعدوى والموت من جرّاء الإصابة بالفيروس، ارتباطا وثيقا، بالطابع العرقي لعدم المساواة والتمييز في الولايات المتحدة. وبإمكاننا استعراض بعض الأمثلة البسيطة على ذلك، فمعدلات العاملين في وظائف قطاع الخدمات أعلى لدى السود، كما أن امتلاك السود لسيارات أو منازل خاصة بهم، أقل احتمالا من البيض. وبالتالي، فإنه من المرجح أن يكونوا على اتصال مباشر مع آخرين، بدءا من طرق النقل التي يستخدمونها في تحركاتهم، مرورا بأنواع العمل الذي يزاولنه، ووصولا إلى الظروف التي يعيشون فيها. مساعدات في حي هارلم في منهاتن، نيويورك (أ ب) وتنبع تفاوتات الصحة العامة بين الأعراق اليوم، مباشرة، من التفاوتات التاريخية في منالية الثروة والفرص في الماضي. إذ تعكس نسب الأميركيين السود المرتفعة في وظائف قطاع الخدمات، تاريخا كاملا من أسواق العمل الموزعة على أساس عنصري والتي أبقتهم في أسفل الهرم الاقتصادي؛ كما أن احتمال عدم امتلاكهم منازل خاصة بهم، يعكس تاريخا من التمييز الصارخ ضدهم في مجال الإسكان، براعية الدولة موافقتها. وإذا كان الأميركيون السود أكثر عرضة للمعاناة من الأمراض المزمنة التي تجعل من “كوفيد 19” أكثر فتكا، فذلك لأن هذه الأمراض مرتبطة بالفصل العنصري والفقر المركّز الذي لا يزال يميز مجتمعاتهم. ومن المهم أن ندرك أن انعدام المساواة على أساس عرقي، ليس مجّرد خطأ أو خلل في النظام، بل يُعبّر عن صميم الرأسمالية الأميركية برمتها، وهو منطق يتجذر عميقا ويعيد إنتاج ذاته مرارا وتكرارا. الفوقية العرقية أساس للرأسمالية الأميركية لم تأت الرأسمالية الأميركية من العدم، فقد نشأت من مفاهيم سياسية واقتصادية واجتماعية كانت موجودة أصلا، وأطاحت الرأسمالية الوليدة ببعض هذه المفاهيم، في حين احتوت بعضها الآخر في خضم تبلورها أواخر القرن التاسع عشر. وكانت نزعة فوقية البيض إحدى هذه المفاهيم. وربما تكون الحرب الأهلية الأميركية قد قضت على مجتمع العبيد، إلا أن العلاقات المركزية لذلك المجتمع، والتي تمحورت حول العرق بشكل أساسي، نجت من مذبحة الصراع والاضطراب الذي خلقته الحرب لتشكل المرحلة التي تلتها، خاصة في غياب برنامج مستدام لإعادة هيكلة الحياة الاجتماعية والاقتصادية جذريا في الولايات الجنوبية. وفي أغلب الأحيان، كان سواد بشرة الشخص يُعبّر عن عبوديته قبل الحرب الأهلية الأميركية. وبعد انتهائها، ميّز سواد البشرة الشخص بكونه في أدنى سلّم العمالة، ليلقى بأصحاب البشرة السوداء في المزارع والعمالة المنزلية، وتم إقصاؤهم عن صفوف العمالة الصناعية المتزايدة في تلك الفترة. وكتب المؤرخ تشارلز ويسلي، في كتابه الصادر عام 1927 “العمال الزنوج في الولايات المتحدة، 1850- 1925”: “مع نشوء الصناعة ونظام المصنع، لم يعد العرف الاجتماعي الذي اعتبر العمل اليدوي مهينا، يحمل طابعا ملزما. فقد اعتُبر العمل في المصانع مُشرفا وبمثابة ‘مهمة خاصة‘ بالعُمال البيض”. وهذا يعني أن الرأسمالية الصناعية في الولايات المتحدة، حافظت خلال تطورها على نظام طبقي اجتماعي جعل من البيض المجموعة الاجتماعية المهيمنة. ولم يُعبر هذا الميل عن مجرد مسألة تحيز؛ فكما فعل المفهوم العرقي في ظل العبودية، فإنه بنى ونظم علاقة الشخص بالإنتاج وتمايزه في ظل الرأسمالية الصناعية أيضا. وأشار الفيلسوف تشارلز دبليو ميلس، إلى أن بياض البشرة كفل “تجزئة العمل وتخصيص الموارد، بالترافق مع فرص حياة اجتماعية واقتصادية معززة للشخص الأبيض وأطفاله البيض”. وهذا لا يعني أن العمال البيض تمتعوا بحياة جيّدة، ولكن نظرائهم السود واجهوا تحديات إضافية، بدءا من إنكار حقوقهم السياسية الرسمية وحتى الإقصاء الاجتماعي والعنف المتفشي ضدهم برعاية الدولة. فالسود الذين عاشوا في المدن، أُقصوا إلى أقل الأحياء “صحيّة”، والتي تحتوي على المساكن الأكثر هشاشة؛ وأولئك الذين تمتعوا بمهارة أو أتقنوا حرفة ما، استثنتهم النقابات والاتحادات العمّالية التي كانت تستطيع أن تتيح لهم العمل. وأما أولئك الذين حصلوا على تعليم رسمي، فقد مُنعوا من ممارسة معظم مهن الطبقة الوُسطى. العاصمة الأميركية واشنطن (أ ب) ويُعد التمثيل المفرط للسود في مؤسسات مثل “خدمة البريد” بمثابة إرث مباشر لهذا الإقصاء، فقد كانت الأعمال البريدية، تاريخيا، واحدة من الوظائف المستقرة القليلة المتاحة للسود. ويشرح المؤرخ فيليب ف. روبيو في كتابه “العمل دائم التوفر في مكتب البريد: عمال البريد الأميركيون من أصل أفريقي والنضال من أجل الوظائف والعدالة والمساواة”، أن مكتب البريد اعتُبر “على مدار أعوام طويلة، بمثابة عمل ‘آمن’ للسود بسبب استثنائهم من قبل رأس المال الأبيض والعمالة البيضاء في القطاع الخاص”. وفي عصر “الصفقة الجديدة” (وهي إستراتيجية اقتصادية جاءت كاستجابة للكساد الكبير في 1929)، أصبح التمييز العرقي العنصري لعدم المساواة الرأسمالية الأميركية، أي تقسيم أسواق العمل والتفاوتات العرقية الواسعة في التوظيف والدخل والتعليم، جزءًا من نمط الحياة في الولايات المتحدة، حتى في خضم الكساد. بينما عمل صُناع السياسة في واشنطن على معالجة الأزمة الاقتصادية، استندوا إلى هذا الأساس العنصري، معمقين هذه الفوارق، أحيانًا عن طريق الصدفة، ولكن عن سبق الإصرار والترصد غالبا، بسبب الضغط المباشر من الجنوب الأبيض ومشرعيه. وكتب المؤرخ إيرا كاتسنلسون في كتابه “عندما كان التمييز الإيجابي أبيضَ: تاريخ لم يُسرد حول اللامساواة العرقية في أميركا القرن العشرين”، أنه “من خلال عدم تضمين المهن التي عمل فيها الأميركيون من أصل أفريقي، ومن خلال تنظيم أنماط إدارة عنصرية، فإن سياسات الصفقة الجديدة للضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية وبرامج سوق العمل قيدت آفاق السود مع توفير تعزيز اقتصادي إيجابي للغالبية العظمى من المواطنين البيض”. أحد الأحياء الفقيرة في شيكاغو (أ ب) وبناءً على التمييز القائم، فصل واضعو السياسات الفيدراليون المدن الشمالية وقسموها، وخلقوا مناطق “حرمان” جغرافية جديدة، التي أبعدت الأميركيين السود عن الوظائف والفرص في فترة ما بعد الحرب، في نفس الوقت الذي ساهمت فيه السياسات مثل التعليم المدعوم من الدولة، وقروض المنازل منخفضة الفائدة، ونظام الطرق السريعة بين الولايات، في تحويل الطبقة العاملة من أصل أوروبي إلى طبقة وُسطى بيضاء. بطبيعة الحال، يختصر تطرقي السريع لتاريخ عدم المساواة العرقية في الولايات المتحدة، الكثير من الفروق الدقيقة. وربما ارتبطت كتلة العمال البيض بما أطلق عليه عالم الاجتماع والسياسي الأسود الأميركي، وليام دو بويز، “الجزاء النفسي” للاستحقاق العرقي، ولكن من الصحيح كذلك أن العمل المُقسِّم عرقيا كان ملائما لأصحاب رأس المال الذين استغلوا العنصرية عندما تماشت مع مصالحهم. وعلى الرغم من ذلك، شهد العقد الأخير من القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين لحظات من الكفاح العمّالي المتجاوز للأعراق، والتمرد الزراعي، وهذه لمحات عن مسار مختلف وأكثر مساواة للحياة الأميركية. وربما رسخت الجوانب المختلفة لـ”الصفقة الجديدة” انعدام المساواة العرقي في الولايات المتحدة، لكن الأميركيين من أصل أفريقي حققوا بالرغم من ذلك، مكاسب اقتصادية واجتماعية حقيقية في ظل رئاسة فرانكلين روزفلت. ولهذا السبب، عشية المؤتمر الرئاسي الديمقراطي لعام 1940، خلصت إحدى الصحف السوداء إلى أن “الزنوج تلقوا معاملة أكثر عادلة ونزيهة من قبل الوكالات الحكومية في الأعوام الأخيرة أكثر من أي وقت مضى في تاريخ الجمهورية”. بل أكثر من ذلك، فبحلول منتصف القرن الماضي، بدأت مؤسسات الحركة العمالية في مكافحة قوانين “جيم كرو” العنصرية، وفي أعقاب حركة الحقوق المدنية، بدأت تتبلور طبقة وسطى سوداء. ولكن إذا نظرنا إلى الصورة الكاملة للمجتمع الأميركي اليوم، فمن الواضح أن المكانة الهيكلية للأميركيين السود لا تختلف كثيرًا عما كان عليه الوضع في بداية العصر الصناعي. فلا يزال العرق يُشكل تميّز الفرد، وتحديد حدود من ينتمي ومن لا ينتمي للمجموعة الأوسع، ومن هي الجماعات التي تواجه وطأة عدم المساواة الرأسمالية (بجميع أشكالها) مقابل تلك التي تحصل على بعض الرخاء. وبعبارة أخرى، لا يزال العرق إجابة على سؤال “من..؟”. من سيعيش في أحياء مكتظة ومعزولة؟ من سيتحمل وجود أنابيب مياه مسمومة بالرصاص ونفايات سامة في حيّه؟ ومن سيعيش مع هواء ملوث ويعاني بشكل غير متناسب من أمراض مثل الربو وأمراض القلب؟ وفي زمن الجائحة يطرح السؤال، من سيكون أول من سيرضخ للفيروس ويسجل أعداد مرتفعة من الضحايا؟ إذا، كان بإمكاننا أن نتوقع أي شيء بخصوص هذه الجائحة، أو أن نتأكد من أي نتيجة ستنجم عن وصول الفيروس إلى شواطئ الولايات المتحدة، فهو أن بعض المجتمعات ستتحمل العاصفة بينما ستغرق مجتمعات أخرى تحت الأمواج، وأن تقاسم المعاناة الناجمة عن الجائحة سيكون مرتبطا بشكل وثيق بأنماط ترسبت من الماضي. وما من سبيل لبلوغ مجتمع أفضل طالما بقيت هذه الأنماط… علينا أن نكسرها، قبل أن تكسرنا. المزيد عن : #jamelle boui/ newyork time /السود/فيروس كورونا 28 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نبيل البقيلي من هاليفاكس : ولادةالإقطاع الرقمي وسقوط نظام العولمة next post مركز بحث إسرائيلي: 4 سيناريوهات لمستقبل العالم بعد عام You may also like هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 28 comments зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 9:49 ص Thank you for sharing your info. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thank you once again. Reply глаз бога телеграмм 11 أبريل، 2024 - 2:49 ص I have read so many articles or reviews about the blogger lovers but this article is actually a pleasant post, keep it up. Reply cs:go skin bet site 2024 8 مايو، 2024 - 5:30 ص My spouse and I stumbled over here different website and thought I might check things out. I like what I see so now i’m following you. Look forward to looking over your web page again. Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 6:33 ص Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 10:14 م I used to be recommended this blog through my cousin. I am now not sure whether this publish is written through him as no one else realize such exact approximately my difficulty. You are amazing! Thank you! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 4:23 م Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 4:40 ص It is appropriate time to make a few plans for the future and it is time to be happy. I have read this publish and if I may I wish to recommend you few fascinating things or advice. Perhaps you could write next articles referring to this article. I want to read more things approximately it! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 4:36 م Inspiring quest there. What occurred after? Thanks! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 4:11 ص Its like you read my mind! You seem to know so much approximately this, like you wrote the guide in it or something. I think that you could do with some p.c. to drive the message house a bit, however other than that, this is great blog. An excellent read. I’ll definitely be back. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 3:57 م If some one wants expert view about blogging and site-building then i advise him/her to visit this website, Keep up the nice job. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 3 يونيو، 2024 - 3:39 ص You made some good points there. I looked on the web to learn more about the issue and found most individuals will go along with your views on this website. Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 11:33 م Hi, I check your new stuff daily. Your writing style is awesome, keep doing what you’re doing! Reply russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 8:32 م This piece of writing offers clear idea in favor of the new people of blogging, that in fact how to do blogging. Reply хот фиеста casino 13 يونيو، 2024 - 5:38 ص Its like you read my mind! You seem to know so much about this, like you wrote the book in it or something. I think that you could do with some pics to drive the message home a bit, but other than that, this is wonderful blog. A great read. I’ll definitely be back. Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 7:20 ص Simply wish to say your article is as surprising. The clearness in your post is simply nice and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please continue the rewarding work. Reply хот фиеста играть 15 يونيو، 2024 - 6:12 ص Hey this is kinda of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding skills so I wanted to get advice from someone with experience. Any help would be greatly appreciated! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 11:57 م Hello just wanted to give you a quick heads up. The text in your content seem to be running off the screen in Safari. I’m not sure if this is a format issue or something to do with internet browser compatibility but I thought I’d post to let you know. The style and design look great though! Hope you get the problem solved soon. Cheers Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 11:48 ص Мойка самообслуживания под ключ – это модернизированный и клиентоориентированный подход к организации моечного сервиса, где каждый может быстро и эффективно очистить свое авто. Reply строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 11:17 م Строительство автомойки – это наша страсть. Мы гарантируем высокое качество работы и стремимся обеспечить ваш комфорт и удовлетворенность. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 6:17 م I think the admin of this site is really working hard for his site, since here every information is quality based stuff. Reply автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 1:26 م Франшиза автомойки – шанс начать бизнес с минимальными рисками и максимальной поддержкой. Давайте расти вместе и достигнем успеха. Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 10:00 م Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 6:31 ص “Мойка самообслуживания под ключ” привлекает владельцев автомобилей своей оперативностью и качеством. Инвестируйте в перспективу еще сегодня! Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 3:08 م Мойка самообслуживания под ключ – великолепный выбор для тех, кто хочет начать бизнес без лишних забот. Все под контролем, и вы в деле! Reply мойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 12:04 ص Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ. Reply мойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 9:02 ص С нами строительство автомоёк под ключ превращается в приятный и легкий процесс, ведь мы заботимся о каждом аспекте вашего будущего предприятия. Reply Джак 19 أغسطس، 2024 - 9:22 ص I feel this is one of the such a lot significant information for me. And i’m glad reading your article. However wanna remark on few general things, The website taste is perfect, the articles is actually nice : D. Just right task, cheers Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 7:36 ص Hi to every one, since I am truly keen of reading this webpage’s post to be updated daily. It contains pleasant stuff. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.