الثلاثاء, فبراير 11, 2025
الثلاثاء, فبراير 11, 2025
Home » كيف تعمل الحسابات الآلية المبرمجة على توجيه الرأي العام؟

كيف تعمل الحسابات الآلية المبرمجة على توجيه الرأي العام؟

by admin

 

تتعمد في سلسلة استخداماتها نشر معلومات ناقصة أو مشوهة أو مغلوطة لتشكيل اعتقادات الناس والتأثير في قراراتهم

اندبندنت عربية / نيرمين علي كاتبة سورية @nermenali1

مجموعات مقاتلة شرسة مسلحة بأقوى أنواع الأسلحة النفسية تخوض نوعاً من الحروب التي تدار على المستوى الإعلامي، ومنطلقها المنصات الاجتماعية ومنها تتسلل بهدوء نحو أهدافها لتضرب بدقة وعمق، وبصوت رجل واحد وعقلية فيروسية تنشر آراءها المبرمجة سابقاً وتتسيد الساحة على أنها رأي الجموع، في حين أنها مجرد أشباح توهمك أنها حقيقة، والرهان كما دائماً على الوعي ولا شيء غيره.

مجموعات مبرمجة

يطلق اليوم مصطلح “الذباب الإلكتروني” على الأشخاص الذين ينهالون بالسب والشتم والاتهامات على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لأفكار معينة أو جذب الرأي العام لآرائهم في محاولة لخلق إيحاء باتفاق الجمهور على رأي معين، لكن الحقيقة التي لا يعرفها أغلب الذين يردون عليهم بالطريقة نفسها، أنهم مجموعة من الحسابات الآلية المبرمجة.

والحقيقة أن كثيراً من التخوين والبذاءة التي تتوالى على منصات التواصل الاجتماعي سببها إطلاق مجموعات مبرمجة من الذباب الإلكتروني، وقد يظن من يسمع هذا المصطلح للمرة الأولى أنه مجرد وصف لنوعية من الأشخاص الذين يتبعون أسلوباً مزعجاً في التعليق والنقاش، لكن القصة أكبر من ذلك بكثير.

الذكاء الاصطناعي الاجتماعي

والذباب الإلكتروني (Social bot) أو الروبوت الاجتماعي، الذي يُطلق عليه أيضاً الذكاء الاصطناعي الاجتماعي أو الخوارزمية الاجتماعية، هو وكيل برمجي يتواصل بصورة ذاتية على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تستخدم أحياناً التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مع التنسيق البشري، لإرسال الرسائل والتعبير باستخدام حوار بشري يحمل طبيعة أقرب إلى البشر.

هي شبكة من الحسابات الوهمية المنظمة تبث تعليقات موجهة بطريقة متسقة ومتزامنة مستهدفة موضوعاً محدداً، ويُتحكم بها من قبل فرق متخصصة بتوجيه الرأي العام ومحاولة فرض رأي معين والإيهام بضخامة عدد مؤيديه، أو الإيحاء لشخص بألا أحد يوافق رأيه، بوضعه في دائرة الاتهام والتخوين وبث أجواء من التهديد والخوف والريبة بالتجييش والتحريض وإثارة الفتن، وبهذا يمكن تسميته بـ”بروباغندا العالم الرقمي”.

تلاعبت بعض الروبوتات الاجتماعية بالرأي العام وبسوق الأوراق المالية والإعلانات لمحاولات التصيد الاحتيالي (pixabay)

وفي السياق ذاته يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي للشبكات الاجتماعية(ASNI) إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي ضمن خدمات الشبكات ومنصات الوسائط الاجتماعية، وقد تلاعبت بعض الروبوتات الاجتماعية بالرأي العام (بخاصة من الناحية السياسية) وبسوق الأوراق المالية والإعلانات لمحاولات التصيد الاحتيالي.

وتعد مواقع التواصل الاجتماعي موئلاً للذباب الإلكتروني، إذ ذكرت قناة “سي أن بي سي” أن ما يصل إلى 48 مليوناً من أصل 319 مليون مستخدم كانوا روبوتات عام 2017.

دعم توجه فكري

ترجو هذه المجموعات بالدرجة الأولى التحكم والتأثير في الرأي العام ودعم توجه فكري معين لتعطيه زخماً اجتماعياً، وهي تتعمد في سلسلة استخداماتها نشر معلومات ناقصة أو مشوهة أو مغلوطة لتشكيل اعتقادات الناس والتأثير في قراراتهم، كنفي خبر صحيح والتشويش عليه على سبيل المثال، وكذلك تُصدر “وسمات” عدوانية أو تقود حملات إبلاغ على حساب شخص ما أو حتى سرقة كلمات المرور والبيانات الشخصية الأخرى، كذلك تستخدم بغرض إقناع الناس بمنتج معين أو دعم حملة سياسية أو تعزيز المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وغالباً ما يستخدم الذباب بكثافة في أوقات الحروب أو النزاعات السياسية أو الانتخابات، لنشر وترويج معلومات هدفها تشكيل رأي عام مختلف ومن ثم توجيه سلوكيات الناس باتجاه هذا الموضوع، والهدف تلميع صورة أشخاص معينين أو تنظيف سمعة أحدهم أو تشويه سمعة أحد آخر أو الترويج لفكر ما، عبر التحشيد ونشر مجموعة من المعلومات المضللة بهدف تغيير الآراء والتأثير في التصور العام في مجالات السياسة والنشاط الاجتماعي والإنفاق الاستهلاكي.

صعوبة كشفها

ومن الممكن كشفها أحياناً من خلال علامات أهمها طبيعة الحساب الذي غالباً ما يكون خالياً من المعلومات الشخصية والمنشورات والمتابعين، أو لا تفاعل واضحاً بينه وبين متابعيه القلائل، كذلك يمكن كشفه من معدل إعادة النشر، إذ يبدو الحساب كما لو أنه يعمل باتجاه واحد متبنياً موضوعاً محدداً ومكرراً يبدأ بنشره في مواقع عدة بأوقات معينة فقط بهدف دعم قضية ما، وفي حال حذف الحساب يعود بسرعة كبيرة من حسابات أخرى، أما من ناحية التعليقات فيأتي التعليق مستفزاً ويحمل كماً كبيراً من الهجوم الفج المرفق بألفاظ غير مستحبة تلصق بجهة أو شخصية قد تكون لها رمزية كبيرة (من الناحية الدينية أو العقائدية أو الاجتماعية) عند مجموعة من الناس، ومن هنا يمكن ملاحظة الحسابات التي تتعمد التجييش انطلاقاً من العقائد الدينية، عندما نقرأ تعليقات تهاجم طائفة ما بعبارات لا أخلاقية تستهدف إثارة نعرات غالباً ما يقع الطرف الآخر فريسة هذه الحيلة، ويبدأ جموع من الأشخاص بالرد بالطريقة نفسها سواء بالسباب أو الإهانات أو الاتهامات، وكل هذا منظم بصورة دقيقة.

والحقيقة أن التطور الحاصل في هذا المجال جعل كشفها أمراً أصعب بكثير، ففي حين تميزت الروبوتات الأولى بقدرتها على نشر الرسائل، يأتي الجيل الجديد مزوداً بمزيد من المميزات وأنماط السلوك البشري، وبمجرد توفير عدد كافٍ من الروبوتات من الممكن تحقيق تجربة اجتماعية متكاملة مصطنعة، قد يصعب كشفها في أغلب الأحيان من قبل العامة، والأكيد أنه في لحظة التصيد العاطفي لا مكان للعقل أو التمهل أو التأكد قبل الرد.

المزيد عن: حسابات وهميةالذباب الإلكترونيوسائل التواصل الاجتماعيالحروبالنزاعات السياسيةالرأي العامالروبوتاتالذكاء الاصطناعي

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili