'تعاين الأمكنة نهارا.. وتودع الورق ما غنمته معاينة وتفكيرا ليلا' ثقافة و فنون فتنة المكان وتهويمات الخيال في ‘حقيبة وذاكرة’ لمسعودة بوبكر by admin 18 يوليو، 2024 written by admin 18 يوليو، 2024 121 الروائية والقاصة تجمع في كتابها بين سيرة الذات وسيرة المكان مبحرة في عالم الذات تحاور فيه ماضيها وحاضرها راسمة خواطرها ونشوة المبدعة وهي ترتحل في جوهر الأشياء. The Middle East Online / منية قارة بيبان يجلو كتاب “حقيبة وذاكرة” للروائية والقاصّة مسعودة بوبكر(1) وعيا واضحا بالجنس الأدبي الذي اختارته لهذه الكتابة الإبداعية عبر عرضها في مقدمة الكتاب بعض ما قرأته عن أدب الرحلات وأهم خصائص محكيّ السفر، لذا نراها منذ البداية (المقدمة والفصل الأول) قد حددت هدفها من الرحلة وضبطت خطة العمل التي ستعتمدها وهي “معاينة الأمكنة نهارا.. وإيداع الورق ما غنمته معاينة وتفكيرا ليلا “. لا تنكر مسعودة بوبكر انتماء كتابها إلى أدب الرحلة باعتبار أن ما تضمنه هو خلاصة تجربة عاشتها في سفرتها إلى فرنسا، تجربة ذاتية تفاعلت فيها مع المكان الذي زارته، فسجلت ما أثاره فيها من مشاعر وأحاسيس وخواطر. غير أن القارئ وهو يواجه على غلاف الكتاب لافتة تصنيفية تضعه في خانة “يوميات”، لا يسعه إلا التساؤل عن سبب أو أسباب هذا الاختلاف بين الغلاف والمقدمة في تحديد جنس الكتابة. هل سيقرأ حقا “يوميات” مسعودة بوبكر باعتبار اليوميات تواصلا لمسار كتاباتها السيرذاتية السابقة ومنها “أزمنة وأمكنة “(2013 )، “نزر ممّا..”(2014)، “ياسمين أحمر”(2019)، أم أنها قد عمدت مع الناشر إلى مغالطة المتلقي لاستثارة حب اطلاعه وترغيبه في النص ؟ بين أدب الرحلة واليوميات هل هناك تعارض أم تكامل وانسجام؟ كيف سيتفاعل خطاب الذات في اليوميات مع المرجعي التسجيلي في أدب الرحلة؟ هل استطاعت الأمكنة وفتنتها أن تجعل الخطاب المرجعي التسجيلي مهيمنا، أم تجاذبته تداعيات الذاكرة كما يوحي بذلك عنوان الكتاب؟ إلى أي حدّ ستكون الكاتبة قادرة على الانفلات من قيود المرجع للكتابة “بنفس سردي مغاير” كما تسم عملها في المقدمة؟ ثم ما الذي يغري القارئ اليوم بمتابعة أدب الرحلة وسيرة الأمكنة في عصر توفرت فيه أنواع المعلومات والوثائق صوتا وصورة وتحقيقا صحفيا وأفلاما وثائقية؟ بين أدب الرحلة واليوميات: تقرّ جلّ الدراسات التي تناولت أدب الرحلة بضرورة توفر عدد من الشروط والخصائص المميزة له تعتبر أساسية في محكيّ السفر عموما.أهمّها اندراج هذا الأدب ضمن سفر حقيقي يقوم به الكاتب حيث يكون حضور الرحّالة في الكتابة الرحليّة بارزا عبر “أنا” المؤلف السارد، وتكون أحداث السفر وحكاياته واقعية تخضع فيها الوقائع إلى ترتيب زمني وتواريخ دقيقة فتتحدد دورة الخطاب ببداية ونهاية (العودة إلى نقطة الانطلاق).ويخصص الجزء الهام من الرحلة لوصف الأماكن والمواقع والأشياء، ويعمد الرحّالة غالبا إلى المقارنة بينها وبين أماكن أخرى قد تكون في بلده الأصلي.(2) على أن هذه الخصائص لا تنفي سمات أخرى لأدب الرحلة خاصة على مستوى المضامين والخطابات إذ تتعدد وتتنوع بشكل لافت، فتلتقي الجغرافيا والتاريخ والأديان والعادات والتقاليد والهندسة والفنون… وتتعالق الخطابات والأنواع بين قصّة وشعر ووصف وسرد وحوار ورسالة ويوميات. ويمكن بيسر ملاحظة توفر جلّ هذه الخصائص التي يقتضيها أدب الرحلة في “حقيبة وذاكرة” إذ أحالت عناوين فصول الكتاب على أهم الأماكن التي زارتها الكاتبة (برج ايفيل – شارع هوسمان- متحف اللوفر – حدثقة التويليري- نهر السان…) وأعلنت الكاتبة بداية السفر ونهايته مكانا وزمانا وذكرت عددا هاما من الأفضية والمواقع التي زارتها.. وقد دفعها وعيها الدقيق بخصائص هذا الضرب من الكتابة الأدبية إلى البحث والتمحيص في عدد من المصنفات الرحلية استكشافا لمميزات هذا الجنس الأدبي واعترفت بصعوبات خوض غماره في عصر الصورة والهاتف الذكيّ. غير أن توزيع الفصول في رحلة مسعودة بوبكر لم يعتمد تغير الأماكن التي زارتها فقط، فقد عمدت أيضا إلى توزيع أحداث الرحلة زمانا في حيّز لا يتجاوز اليوم الواحد. فوردت في شكل “يوميات” حددت تواريخها بدقة مع مكان كتابتها، وتوزعت إلى يوميات ما قبل السفر ويوميات السفر، وأخرى كتبتها بعد العودة إلى الوطن. وقد صاغتها الكاتبة في شكل محكيّ يوميّ ينطبق عليه تعريف “اليوميات الخاصة” باعتبار كاتبها يعنى عادة “بتسجيل ما يحدث أو ما يقوم به في يومه أو اليوم السابق لتتشكل بذلك سلسلة من الأحداث هي التي يمكنها حينئذ أن تظهر بظهر محكيّ خاطف يتشكل بأقل عدد ممكن من الأحداث والشخصيات وحتى الحوارات “(3). وبذلك حققت مسعودة بوبكر وعدها بأن تكون “الحكاية امتدادا للسفر” (ص9) وغدت “اليوميات” شكلا من أشكال الحكي والتعبير عن أحداث الرحلة و معاينة الأمكنة ورصد أثرها في الفكر والمشاعر و في الذات عموما. تبدو منزلة “الأنا” هامة في اليوميات، فيها يتطابق المؤلف والسارد والشخصية مثل السيرة الذاتية، وقد تقتضي حضور خطاب استبطاني وتمركزا على الذات، لكن اليوميات يمكن أن تكون أيضا “يوميات وقائع” وقد تتحول إلى مقام “روبرتاج ” بل جريدة أخبار يومية عندما لا تقتصر على الاستبطان. لذا يعتبرها بعض الدارسين شكلا مفتوحا يمكن أن يحتوي كل الأشكال المنبتّة ونصّا قد يولّد نصوصا أخرى. (4) ويبدو أنّ مسعودة بوبكر وهي تسجل محكيّ سفرها قد وفقت في توظيف هذا النوع من الكتابة فجمعت فيه بين سيرة الذات وسيرة المكان، ورصدت بعين الدهشة تفاصيل المكان ممتطية صهوة الخيال مبحرة في عالم الذات تحاور فيه ماضيها وحاضرها، راسمة خواطرها ونشوة المبدعة وهي ترتحل في جوهر الأشياء . بين فتنة المكان وتداعيات الذاكرة: يعدّ وصف السفر جوهر الرحلة حسب حسين نصّار حيث “لا يكتفي الرحالة الكاتب بالمشاهدة والوصف فقط ولكنه يتعداهما إلى التفسير والنقد” (5) غير أن الكاتبة مسعودة بوبكر وهي ترصد الأمكنة والأفضية الجديدة ستنظر إليها بعين مثقلة بظلال الذاكرة. لذا ستعيش الرحلة مضاعفة.. رحلة أولى تخضع فيها الكاتبة لجاذبية المكان، ورحلة أخرى خارج حدود المكان تستدعيها ذاكرة متمردة جموح…تتفاعل مع الأزمنة فترتد بين حاضر وماض وتتداخل الأمكنة بين الهنا والهناك.. ولعل نزعة المقارنة باعتبارها سمة تكوينية أساسية في كتابة الرحلات قد كانت حافزا هاما لتوليد التأملات والخواطر في “حقيبة وذاكرة”، واستدعاء نصوص سابقة و توليد عديد التعالقات النصّية. تتمرد عين الكاتبة على قيود الواقع وحدود المكان باحثة عن صدى المشاهد في الذات وفي الذاكرة، فتتولد من المشهد واللقطة حكايات وقصص وأشعار وحوارات.. فبرج إيفيل مثلا لا يحتل من مساحة الوصف في اليومية سوى أسطر قليلة، في حين تحضر صور أخرى له تستدعيها ذاكرة الكاتبة، هي برج إيفيل المجسم الصغير “لقارورة عطر” تتربع بين أدوات الزينة في بيت الطفولة، تتسرّب منها رائحة العطر إلى أنف البنت الصغيرة نفاذة مغرية.. و صورة البرج الباريسي المشهور عبر أشعار محمد السنوسي وهو في أعلى البرج في كتابه “استطلاعات باريسية”. ويفقد هذا المعلم الشهير عظمته ويهتز عرشه أمام ذكرى أجمل تقفز من الماضي البعيد، هي صورة الأب وهو يتعطر بكولونيا برج إيفيل صباحات الأحد وينال الأطفال نصيبا منها “كلما أشرق عيد أو موسم أو مناسبة..” أما شوارع باريس ومحلاتها المشهورة فلن تحظى دائما في خطاب الرحلة بما يعكس قيمتها وصفا وتدقيقا وانبهارا، إذ تجد الكاتبة في شعر نزار قباني وهو يتسكع في شوارع باريس مع حبيبته، ما يفوقها جمالا وإيحاء.. والشأن نفسه يتكرر أمام غاليري لافايات حيث يغدو التجوّل فيها فرصة لا للتمتع بمحتوياتها وجمال عرضها بل فرصة لتذكّر زيارة باي تونس إلى نفس المكان في حفل تدشينه سنة 1912 ولمناقشة تعليقاته الساخرة وبعض إنجازاته وتاريخ تونس بعده.. قبل أن تعود الكاتبة إلى حاضر المكان في لمحة خاطفة ” ها هو اليوم قبلة الزوار القاصي والداني من كل العالم محلا ّعملاقا عالميا يواكب العصر والذائقة ” ص37. أما ضفاف السان فلن تكون سوى حافز لتذكر تاريخ مظاهرة سلمية للجزائريين قربه سنة 1962 تتعرض للقمع وتتحول إلى مجزرة (ص93) أو لتذكر بعض ما شهدته أنهار أخرى من ضروب الجرائم وأنواع التعذيب. تتواتر الإحالات على التاريخ في عديد المواضع والأماكن التي زارتها مسعودة بوبكر دون أن يشعر القارئ بخلل في البناء أو بتكلف في الاستطراد. وقد ساهمت بنية المقارنة التي يقوم عليها أدب الرحلة في جعل الارتحال في المكان ارتحالا خارج المكان، ارتحالا في سراديب الذاكرة المثقلة بالأحداث والنصوص والخطابات، يتجاور فيها الشعر والتاريخ والقصّ والجغرافيا والوصف والحوار… وتتوالد النصوص وتتعالق الروافد والتناصات (شعر نزار قباني..شعر أبولينار.. محمود بيرم التونسي..أغنية الجرجار..أغنية فيروز..) كما تتجاور عناوين الكتب العربية والفرنسية تتسع لها حقيبة السفر ويوميات الكاتبة. يغدو بذلك أدب الرحلة في “حقيبة وذاكرة” “خطابا معرفيا ونصّا ثقافيا متميّزا”، وكأن قيمة المكان لا تكمن في ذاته بل في ما يولده في الذات من قدرة على استدعاء الذكريات. فإذا الذاكرة كما تبوح بذلك مسعودة بوبكر “هي المرافق الوحيد الذي يفرض نفسه على المسافر” (ص75) وإذا رحلة القارئ رحلة مضاعفة بين تفاصيل المكان و تداعيات الذاكرة وتهويمات الخيال. المكان وتهويمات الخيال: يعتبر محكيّ السفر عموما محكوما بتنازع بعدين : أحدهما تسجيلي يقتضي توثيق المشاهد والتقاط التفاصيل ووصف الأفضية وخصائصها، وثانيهما تخييلي يتمرد فيه الكاتب الرحالة على قيود المكان وحدود الواقع فيرتحل بقلمه خارجها باحثا عن صدى مشاهداته في الذاكرة أو راسما أثرها في ذاته، تتوالد معها حكايا مختلقة أو تهويمات الخيال والخواطر والتأملات. و لم تشذّ مسعودة بوبكر الروائية والقاصة عن هذا التوجه في “حقيبة وذاكرة” وهي المهووسة بمتعة الحكي، تقول “فحتّى إذا لم تجد عليّ أطياف الأمكنة بحكايات المكان ذاته، أوحت لي بمشاهد وخواطر أحفظها لأدبّج بها نصا قادما لا أتبين ملامحه حينها” (ص48). تتجوّل الكاتبة في أحياء باريس مستذكرة من ناحية أعلام الأدب والتاريخ الذين تصلهم بالمكان صلة ما، لكنها تتجاوز الذاكرة المترعة بالأحداث التاريخية إلى توليد أخرى تخييلية من وحي الأماكن. كأن تتصور العثور على حجر الفلاسفة في حي لوماري وانتشار الخبر في الصحف، وقد يخيل لها “سماع صرير عجلات عربة كارو يجرها حصان يرشق البلاط بحوافره..” لتعترف بعدها “كم هي شيّقة تلك الأماكن التي تحفّ بها الخرافات” (ص 57). تتواتر التخيّلات وتتحول المشاهد والأحداث في الكتابة الرحلية لقطات سينمائية أو قصصية. كأن تتخيل الكاتبة رفاعة الطهطاوي حاضرا معها في باريس وهو يتابع مشهد رجلين مثليين فيعلق على المشهد ويبدي الرأي في موضوع المثليّة الذي أثارته في روايتها “طرشقانة”: “هل كان سيستنكر ما ذهبتُ إليه، أم أنه سيسوّي عمامة رأسه ويمضي مغادرا؟ إشارة واضحة أن لا قبل له بجدل لا يمكن البتّ فيه.. أراه ينأى ضامّا حوله عباءته.. يصمّ أذنيه عن لغو حاضر.. مفضلا حاضره وغنم اليقين منه ” ص62. تتنوع حوارات الكاتبة الافتراضية مع شخصيات تاريخية وأدبية وفنية (آن فيليب، كاميل كلوديل..) يتحوّل معها الحوار أحيانا ضربا من الميتا-قصّ حين تتخيل لقاءها بإحدى شخصياتها الروائية في أحد شوارع باريس(مراد الهمامي في رواية الألف والنون) فينشأ بينهما حوار مطوّل شحن عتابا ولوما ونقدا ومحاكمة للروائيين قبل أن يتبخر طيفه. وكأن الكاتبة وقد أدركت صعوبة إقبال القارئ اليوم على متابعة أدب الرحلة في عصر توفرت فيه بيسر كل أنواع المعلومات عن الأمكنة صوتا وصورة وتحقيقا صحفيا وأفلاما وثائقية، آثرت تمثيل الواقع عبر فتنة التخييل منجذبة إلى أسر الحكي باحثة في الأمكنة عن مصادر إلهام وعن روائح الخرافات وعن أسرار خفية قد تحقق متعة أكبر وأثرا أعمق. على سبيل الختام: لقد جمعت مسعودة بوبكر في “حقيبة وذاكرة” بين سيرة الذات وسيرة المكان، مبحرة في عالم الذات تحاور فيه ماضيها وحاضرها، راسمة خواطرها ونشوة المبدعة وهي ترتحل في جوهر الأشياء. في “حقيبة وذاكرة ” يتداخل المرجعي والتخييلي، ويفتكّ التخييل في كثير من الأحيان من المرجع سلطته ليعلن هيمنة الجمالي، وتتفاعل تداعيات الذاكرة وإلماعاتها مع حرارة الأحاسيس وتهويمات الخيال عاكسة ارتباك الذات أمام فضاءات جديدة تسكنها الأسرار. كما يتنازع محكي السفر محكي اليوميات، فإذا النص “ملتقى خطابات مختلفة” تتقاطع فيه المسارات والروافد وتنتصر فيه الكلمة على الصورة، وإذا هو جسر عبور بين الأجناس والأنواع، وسيرة الذات في حوارها مع الأمكنة ومع الذاكرة الجموح… الهوامش والإحالات: – مسعودة بوبكر: حقيبة وذاكرة، سوتيميديا للنشر والتوزيع، ط1، تونس 2023 انظر مثلا “الرواية والسفر، تقاطعات التخييلي والتسجيلي”، مجموعة من المؤلفين، منشورات مختبر السرديات، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، الدار البيضاء، ط1، 2015، ص124 بياتريس ديدياي : اليوميات الخاصة، ترجمة جليلة الطريطر، معهد تونس للترجمة، تونس 2021، ط1، ص208 بياتريس ديدياي : م.س. ص244 أحمد بلاطي :ضمن كتاب الرواية والسفر م. س. ص 123 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ‘رفعت عيني للسما’ يعبد طريق فتيات من الصعيد next post طاغور عظيم الهند في ذكرى رحيله You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024