يبرز ماسك كأحد أعلى الأصوات ضد ما يُعرف بثقافة الـ"يقظة" (أ ف ب) تكنولوجيا و علوم تيار مناوئ لثقافة “اليقظة” أصبح أعلى صوتا وتمكنا في أميركا by admin 23 يوليو، 2024 written by admin 23 يوليو، 2024 153 نشأ المصطلح للانتباه إلى الظلم العنصري والتمييز لكنه تطور وبات مرادفاً للاستقطاب المجتمعي اندبندنت عربية / إنجي مجدي صحافية @engy_magdy10 قبل يومين أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مؤسس شركة “سبيس أكس” ومالك منصة “إكس” (تويتر سابقاً) عن استعداده لنقل مقار شركاته إلى ولاية تكساس، احتجاجاً على قانون جديد في ولاية كاليفورنيا يحظر على المدراس مطالبة المدرسين بإبلاغ أولياء الأمور عما إذا كان أطفالهم غيروا هويتهم الجندرية، ويمنع القانون كذلك المعلمين من مشاركة المعلومات الخاصة بالتوجه الجنسي للأطفال مع الآباء. حديث ماسك العلني ضد القانون الذي تقدمه الولاية الليبرالية في إطار حماية حقوق مجتمع الميم، يعكس توجهاً آخذاً في الصعود ضد ما يعرف بثقافة “اليقظة”، فقبل أعوام قليلة لم يكُن هناك كثيرون ممن يمكنهم التحدث بصوت عالٍ ضد ذلك التيار التقدمي الذي يمثل شريحة تمتلك ما يكفي من القوة والسيطرة على وسائل الإعلام الرئيسة في الولايات المتحدة والجماعات المناصرة لفرض أجندة أو آراء محددة وحتى القدرة على إسكات الآراء المخالفة، ممن وصفهم مايك بنس النائب السابق في إدارة دونالد ترمب بـ”رأسمالية اليقظة”. ثقافة اليقظة تيار اليقظة أو الاستيقاظ كان يعني حتى أعوام قليلة مضت، الانتباه إلى الظلم العنصري والتمييز، فقد تمت صياغة هذا المصطلح في الأصل من قبل الأميركيين السود التقدميين واستخدم في حركات العدالة العرقية في أوائل القرن الـ20 وحتى منتصفه، و”أن تكون “مستيقظاً” سياسياً في مجتمع السود يعني أن شخصاً ما على دراية ومتعلم وواعٍ بالظلم الاجتماعي وعدم المساواة العرقية، كما جاء في قاموس ميريام وبستر. وبين عامي 2013 و2014 شهد المصطلح تحولاً بعد تبرئة رجل أبيض من ولاية فلوريدا من جريمة قتل شاب أسود بشبهة عنصرية، ثم مقتل الشاب الأسود مايكل براون في فيرغسون بولاية ميزوري على يد شرطي أبيض، وظهرت موجة من نشاط حركة “حياة السود مهمة” في جميع أنحاء البلاد، حيث تحولت العبارة من “هاشتاغ تويتر” إلى صرخة حاشدة. ويوضح قاموس وبستر أن “كلمة استيقظ أصبحت متشابكة مع حركة حياة السود مهمة، فبدلاً من أن تكون مجرد كلمة تشير إلى الوعي بالظلم أو التوتر العنصري، باتت دعوة إلى التحرك”. لكن معنى “استيقظ” تطور مرة أخرى مع ظهور “ثقافة الإلغاء” “Cancel culture”، فشهد المصطلحان زيادة في الاستخدام، وأصبحا متشابكين في الوعي العام. في كثير من الأحيان، يتم إلغاء شخص ما أي نبذه وإقصاؤه مجتمعياً بعد أن يقول شيئاً غير مستحسن أو غير متوافق مع التيار الداعي إلى التقدمية، لا سيما في المسائل المتعلقة بالعرق والحرية الجنسية. وخلال الأعوام الأخيرة، تمت الدعوة إلى إلغاء أعمال فنية بارزة لأن أصحابها أدلوا قبلاً بتصريحات اعتبرت عنصرية، وأصابت هذه الموجة شخصيات معروفة مثل الكاتبة ج ك رولينغ بسبب تعليقات اعتبرت مهينة للمتحولين جنسياً والناشط عبر “يوتيوب” شاين داوسون بعد نشر فيديو قديم يظهره بوجه مطلي بالأسود والمغنية لانا ديل ري بسبب رسالة عبر “إنستغرام” تشير فيها إلى الفروقات بينها وفنانين سود. واتسعت دائرة الاتهامات التي تتمحور حول فكرة ثقافة الإلغاء لدرجة أنها امتدت إلى الكتب والعروض والمنتجات التي كانت محبوبة في السابق مثل كتب دكتور سوس واضطرت شركات ومؤسسات عدة إلى سحب منتجاتها أو تغيير عروضها أو تسمية منتجاتها بسبب شمولها على ما يقول بعضهم إنه لغة ومحتوى مسيء، واضطرت شركة “يونيليفر” إلى استبدال كلمة “عادي” من زجاجات شامبو الشعر بعد أن أظهر استطلاع للرأي أن 70 في المئة من الأشخاص لا يوافقون على أن هناك شعراً عادياً أو طبيعياً. حرب ثقافية فإضافة إلى معنى الوعي والتقدم، يفسر كثير من الناس كلمة “اليقظة” بأنها وسيلة لوصف الأشخاص الذين يفضلون إسكات منتقديهم بدلاً من الاستماع إليهم، فبعض النقاد يعتبرون أنها تقع في المغالاة وتسهم في زيادة الاستقطاب السياسي من خلال الرغبة في فرض رؤية واحدة والميل نحو التطرف الأيديولوجي. المعركة حول “اليقظة Wokeism” هي امتداد لحرب ثقافية بين المحافظين والتقدميين، إذ يدفعون ضد ما يصفونه بالجهد المتواصل من الديمقراطيين والتقدميين وشركات التكنولوجيا لإسكات الأصوات المحافظة في المجتمع الأميركي. لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة، هي تلك الحركة التي يقودها أغنى رجل في العالم ضد المصطلحات أو الأجندة اليسارية التقدمية والتي بدأت ملامحها ترتسم مع صفقة شرائه لمنصة “تويتر” (“إكس” حالياً). فعقب إتمام الصفقة عام 2022، تحولت مؤسسات وجمعيات معروفة بالعداء للحزب الجمهوري، ودعم أيديولوجيا اليسار الراديكالي داخل الحزب الديمقراطي، لشن حملة تهدف إلى تجريد “تويتر” من مصادر التمويل عبر الضغط على الشركات المعلِنة لمقاطعة الموقع، فوقّعت 26 منظمة غير حكومية وجماعة ضغط على رسالة تعرب عن القلق في شأن استحواذ ماسك على “تويتر” ودعت المعلنين على المنصة، بما في ذلك “كوكا كولا” و”ديزني”، إلى مقاطعتها إذا أصر ماسك على عدم الرضوخ لتلك المنظمات حول فرض رقابة على التعبير عبر منصته. واتهمت المنظمات في خطابها ماسك بأنه سيعمل على تعريض المجتمعات المهمشة للخطر وتوفير منصة “للمتطرفين (اليمينيين)” “تحت ستار حرية التعبير”، وقالت الرسالة إن “سيطرة ماسك على تويتر ستزيد من سُمّية نظام المعلومات لدينا وتشكل تهديداً مباشراً للسلامة العامة”، مشددةً على أن “تويتر يجب أن تستمر في دعم الممارسات التي تعمل كعلامات إرشادية لمنصات التكنولوجيا الكبرى، بيغ تك” (big tech) . ودعت المنظمات الـ26المعلنين إلى التزام هذه المعايير باعتبارها متطلبات غير قابلة للتفاوض للإعلان على المنصة. ووضعت المنظمات ثلاثة شروط للمعلنين حتى يواصلوا أعمالهم مع “تويتر” وهي البقاء على غلق حسابات السياسيين والشخصيات العامة التي جرى تعليقها بسبب انتهاك القواعد (من بينها حساب ترمب)، والرقابة الخوارزمية التي تهدف إلى حماية المجتمعات التي تعاني التمييز، مع مواصلة التزام “تويتر” الشفافية وإتاحة المعلومات للباحثين. فيروس العقل المستيقظ ومنذ أشهر، كان ماسك يتحدث عن “فيروس العقل المستيقظ”، ويصفه بأنه تهديد “للحضارة الحديثة”، ويقول إن هذه المخاوف هي التي حفزت قراره بشراء منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، متحدثاً عما يشبه التفكير الجماعي الهستيري من قبل الليبراليين ضد الإنجازات القائمة على الجدارة وحرية التعبير. وقال ماسك خلال فعالية في إيطاليا العام الماضي إن “فيروس العقل المستيقظ يتكون من خلق سياسات هوية مثيرة للانقسام للغاية… تؤدي إلى تضخيم العنصرية والتحيز الجنسي… إنه في الواقع يقسم الناس ويجعلهم يكرهون بعضهم بعضاً ويكرهون أنفسهم.” وفي لقاء صوتي سابق لخّص ماسك الأمر ببساطة على أنه “إعادة تسمية الشيوعية”. ويسخر اليمينيون من أفكار “الاستيقاظ” باعتبارها شكلاً من أشكال “الماركسية الثقافية” التي استبدلت الطبقات الاجتماعية بفئات الهوية مثل العرق، ولكنها لا تزال تهدف إلى الهدف القديم نفسه المتمثل في الثورة الشيوعية. أصوات أعلى وشهد المجتمع الأميركي في الآونة الأخيرة موجة من التحدث علانية ضد تلك الثقافة، فرجل الأعمال الأميركي فيفيك راماسوامي، الرائد في مجال التكنولوجيا الحيوية، أطلقت عليه مجلة “نيويورك” لقب “الرئيس التنفيذي لشركة ضد اليقظة”، وقبل أشهر لفت نظر الإعلام الغربي كمرشح منافس لترمب في السباق الجمهوري بسبب خطابه المحافظ. وتقول مجلة “فورتشن” الأميركية، إن عدداً من قادة التكنولوجيا تمردوا أخيراً ضد التحول نحو اليسار في ما يتعلق بالأعراف المجتمعية وأعراف مكان العمل، مجادلين أن شركاتهم تستفيد من أجواء أكثر اعتدالاً أو تحررية أو محافظة، ومن بين أولئك كبار المسؤولين التنفيذيين في “تيسلا” و”نتفليكس” و”سبوتيفاي” وبورصات العملات المشفرة “كوين بيز” و”كاركين”. وهو التحول الذي لا ينبغي أن يكون مفاجأة للقوى العاملة الليبرالية الساحقة في قطاع التكنولوجيا، إذ حوّل كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا شركاتهم إلى كيانات سياسية على نحو متزايد، واتخذوا مواقف قوية في شأن القضايا الساخنة مثل الإجهاض والتصويت وحقوق مجتمع المثليين. وفي كثير من الأحيان، تضع هذه المواقف شركات التكنولوجيا في محاذاة مع الديمقراطيين وفي مرمى الجمهوريين. حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتس (أ ب) ويأتي حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس من بين أبرز الشخصيات التي عملت خلال العامين الماضيين بقوة ضمن التيار المناوئ “لليقظة”، وباعتباره أحد أعلى الأصوات، إذ قام بفرض قوانين وسياسات داخل الولاية مضادة لما تفرضه أجندة اليسار التقدمي. ففي 2021، أعلن عن تشريع بعنوان “أوقفوا الأخطاء التي ترتكب ضد أطفالنا وموظفينا” (W O K E)، فمثلت الأحرف الأولى من اسم القانون أحرف كلمة “يقظ” نفسها، وهو قانون “يمنح الشركات والموظفين والأطفال والأسر الأدوات اللازمة للرد على التلقين العقائدي”، بحسب الإعلان. والعام الماضي، وقع دي سانتيس على قانون يلغي الوضعية الخاصة التي تتمتع بها “ديزني” في ولايته، في إطار حملته على ما يسمى ثقافة الـ”ووك- اليقظة”، وقال الحاكم الذي يتهم المجموعة العملاقة في قطاع الترفيه بتلقين الأطفال أفكاراً عن القضايا المتعلقة بمجتمع الميم- عين، خلال مؤتمر صحافي “اليوم، ينتهي أخيراً النشاط المربح للمملكة المسحورة”، متهماً الشركة بمحاولة فرض “عقيدة اليقظة”. وجاء ذلك عقب تدهور العلاقة بين حاكم فلوريدا و”ديزني” بعدما أعلن المدير العام السابق للمجموعة بوب تشابك موقفاً رافضاً لقانون طرحه دي سانتيس يقيّد تدريس المواضيع المتعلقة بالتوجه الجنسي في المدارس الابتدائية. ليست ليبرالية ومع مغالاة اتباع ثقافة “اليقظة”، حذرت أصوات معتدلة من أن تلك الثقافة التي ظهرت أولاً للدفاع عن العدالة الاجتماعية باتت تتراجع بفعل الميل نحو التطرف، فيما يرفض آخرون مقارنتها بالليبرالية. ويقول الكاتب البريطاني إيد ويست إن ثقافة “اليقظة” ليست مثل الليبرالية، فالأخيرة كانت ذا تأثير عالمي إيجابي لأنها “ماكدونالدز الفلسفة السياسية”،أي تناسب الجميع لما تشمله من حقوق عالمية، ففي حين لا تعمل الليبرالية في كل مكان، ولكن مع بعض التعديلات نجحت في كثير من الأماكن لأنها متسقة ومتماسكة. وعلى النقيض يضيف الكاتب أن “اليقظة” تختلف لجهة أنها تحوي صراعاً واختلافاً، ولا تحاول أن تكون متسقة. فهي ليست غير ليبرالية في عدائها لحرية التعبير والاختلاف في الرأي فحسب، بل لا تحركها الحرية كذلك إنما المساواة، ليس بين الأفراد بل بين المجموعات. ويردف ويست أنه داخل الولايات المتحدة تزامنت “اليقظة الكبرى” مع الاستقطاب المتزايد الذي أدى إلى إضعاف البلاد بصورة واضحة، ولكن من المؤكد أنها تلحق الضرر بسمعتها على المستوى الدولي بين الأصدقاء والأعداء على حد سواء. وبينما كانت الليبرالية تعني في كثير من الأحيان تصدير القيم الأميركية، فإن “الويكيزمية” تعمل على تصدير العداء المرضي لأميركا. المزيد عن: إيلون ماسكثقافة اليقظةثقافة الإلغاءالولايات المتحدةفلوريدا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أم كلثوم… قرن من الغناء من مسرح الأزبكية إلى الهولوغرام next post كواليس الساعات الأخيرة التي سبقت انسحاب بايدن You may also like علماء الفلك يكشفون عن أهم اكتشافات 2024 27 ديسمبر، 2024 شاطئ يتنفس وأمواج عالية.. ظواهر تثير رعب الجزائريين 26 ديسمبر، 2024 غزو الفضاء: نظريات العلم تقارع مشاريع الأحلام 23 ديسمبر، 2024 نهاية الإنترنت… كما نعرفها 23 ديسمبر، 2024 مجرة “أضواء عيد الميلاد” تكشف عن كيفية تشكّل... 22 ديسمبر، 2024 درة التاج في “إمبراطورية غوغل” أمام مصير مجهول 21 ديسمبر، 2024 شواطئ مريخية تُعيد كتابة تاريخ الكوكب الأحمر 20 ديسمبر، 2024 قد تعرضك ساعتك الذكية لمواد كيميائية ضارة 19 ديسمبر، 2024 الغموض يكتنف ظروف “وفاة” روبوت في مكان عمله 11 ديسمبر، 2024 «غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا... 11 ديسمبر، 2024