CANADAكندا عربي تطلّعات مُهاجرين جُدد عشيّة انتخابات محتمَلة by admin 17 أغسطس، 2021 written by admin 17 أغسطس، 2021 47 راديو كندا الدولي \ Fadi Harouny تقرير سابق نعيد نشره – – – تعيش كندا أجواء حملة انتخابية فدرالية لم تبدأ رسمياً بعد. استطلاعات الرأي مؤاتية لرئيس حكومة الأقلية الليبرالية جوستان ترودو الذي من المرجَّح أن يعلن قريباً عن إجراء انتخابات عامة. نطّلع في هذا التقرير على مطالب مهاجرين من العالم العربي من الحكومة المقبلة بغضّ النظر عن لونها ورئيسها. على الحكومة الفدرالية أن تسهّل الأمور على طالبي الهجرة والعمال الأجانب الراغبين بالحصول على أذونات عمل وعلى الطلاب الأجانب، فالمعاملات تأخذ وقتاً طويلاً وكمّاً كبيراً من المستندات وأخبرتني ساره التي التقيت بها في متنزّه مارسولان ويلسون (Parc Marcelin-Wilson (نافذة جديدة)) مساء أمس أنها وصلت إلى كندا قبل بضعة أشهر بعد أن استغرقت دراسة ملفها سنتيْن. فقد أرسل زوج ساره، وهو كندي تونسي الأصل مقيم في مونتريال، طلب الكفالة الزوجية لسلطات الهجرة الكندية عام 2019، وحصلت هي على تأشيرة الهجرة العام الحالي، فغادرت دُبيْ، حيث كانت تقيم وتعمل، إلى مونتريال للانضمام إلى زوجها. أنتظرتُ سنتيْن. تألمتُ كثيراً. أعتقد أنّه كان لجائحة ’’كوفيد – 19‘‘ دور في فترة الانتظار الطويلة هذه وبالفعل، تسببت الجائحة بتأخيرات هامة في دراسة طلبات الهجرة ومنح التأشيرات، وهذا باعتراف السلطات الفدرالية والجمعيات الأهلية على حدّ سواء. وتقيم ساره مع زوجها في ’’أهونتسيك كارتييفيل‘‘ (Ahuntsic – Cartierville) في شمال مونتريال، إحدى الدوائر الـ19 التي تتكوّن منها كبرى مدن مقاطعة كيبيك، على مقربة من متنزّه مارسولان ويلسون. وزوجها مهندس ميكانيكي تخرّج في تونس وتابع دراسات أيضاً في كندا. سألت ساره عن حياتها في بلدها الجديد، فأخبرتني أنها وجدت عملاًَ بسهولة كمديرة مالية في شركة أميركية في دائرة ’’لاشين‘‘ (Lachine) في جنوب مونتريال وأنّ زملاء العمل أشخاص لطفاء ومحبّون للآخرين. ’’لم أتعرّض لأيّ تصرف عنصري. ما من تجربة سيئة، على الأقلّ حتى الآن‘‘، أضافت ساره. وأخبرتني ساره أنها حائزة على شهادة ماجستير في العلوم المالية من الجامعة الأميركية في دُبيْ (AUD) وأنّها لم تكن بحاجة لتعديل شهادتها للحصول على وظيفتها الجديدة. وطلبت مني ساره ألّا أذكر اسمها كاملاً وألّا ألتقط لها صورة لنشرها في تقريري، من باب احترام خصوصيتها. رضا، مهاجر جزائري، صاحب أعمال في مونتريال. OFFERTE PAR REDA. والتقيت في متنزّه مارسولان ويلسون برجل جزائري، اسمه الأول رضا، يقيم مع عائلته في مونتريال قرب المتنزّه. وطلب مني رضا، هو الآخر، عدم ذكر اسمه كاملاً. ورضا من مدينة بجاية الساحلية، قدم إلى كندا قبل خمس سنوات مع زوجته وابنهما، ورُزقت العائلة بمولود جديد في بلدها الجديد. وينتظر رضا حصوله على الجنسية الكندية قريباً، ولولا الجائحة لكان حصل عليها كما قال لي. وأخبرني رضا أنه مهندس حاسوب خريج جامعة هوّاري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في باب الزوّار قرب الجزائر العاصمة. ومع أنّه عدّل شهادته في مقاطعة كيبيك وأصبح عضواً في نقابة المهندسين، لم يعمل في مجال اختصاصه بشكل مباشر مفضلاً الانطلاق في مجال الأعمال، فأسّس شركتيْن تنشطان في مجال التسويق. ورضا راضٍ عن سير أعماله، لا ينقصه سوى المزيد من الموظفين. النموّ الاقتصادي جيّد في كندا، لكن هنا في كيبيك لدينا نقص في اليد العاملة. لا أستطيع توظيف أشخاص جدد. أنفق على التوظيف ثمانية أضعاف ما كنتُ أنفقه قبل حلول الجائحة لكني لا أحصل على النتيجة المتوخاة ويرى رضا أنّ هناك حاجة لزيادة عدد المهاجرين، لاسيما إلى مقاطعة كيبيك حيث يقيم ويعمل، ولتسريع دراسة طلبات الهجرة. ودون أن أسأله عن ميوله السياسية ولا عن تقييمه لأداء أيّ من الحكومات أشاد رضا بجوستان ترودو وحكومته الليبرالية في أوتاوا وانتقد حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (’’كاك‘‘ CAQ) برئاسة فرانسوا لوغو التي وصلت إلى سدّة الحكم في مقاطعة كيبيك في تشرين الأول (أكتوبر) 2018. ’’أنا بعيد عن السياسة من الأساس، ولستُ ليبرالياً ولا ضدّ الـ’’كاك‘‘‘‘، قال لي رضا أكثر من مرّة خلال حديثي معه، ’’لكن حكومة كيبيك الحالية تشكل عائقاً أمام الهجرة‘‘. يقع متنزه مارسولان ويلسون على جانبيْ جادة هنري بوراسا (يمين وسط الصورة ويسارها) عند تقاطعها مع جادة الأكادي. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY يُشار إلى أنّ مجلس أصحاب الأعمال في مقاطعة كيبيك (CPQ) قدّم الأسبوع الماضي سلسلة توصيات تهدف لحلّ مشكلة النقص في اليد العاملة في المقاطعة، أحد أبرزها زيادة عدد المهاجرين. ولفت المجلس إلى أنّ كيبيك لم تستقبل أكثر من 53 ألف مهاجر سنوياً منذ عام 2015 فيما هي ’’بحاجة إلى 64 ألفاً‘‘ (نافذة جديدة). .وسلطات كيبيك هي التي تختار المهاجرين الاقتصاديين إلى المقاطعة، الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية بين مقاطعات كندا العشر. ’’نصب تذكاري لضحايا أعمال الإبادة الجماعية‘‘ وُضع في متنزّه مارسولان ويلسون في مونتريال عام 1998 ’’تخليداً لذكرى جميع الشعوب التي كانت ضحية للإبادة الجماعية في القرن العشرين، بغضّ النظر عن العرق: الأرمن والأوكرانيون وتتار القرم واليهود والغجر والتيموريون والبوسنيون والتوتسي والهوتو والكمبوديون والأكراد وجميع الضحايا المجهولين‘‘ PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY وأثنى رضا على أداء ترودو وحكومته في إدارة الأزمة الناجمة عن الجائحة. ’’لم يتركوا الناس يموتون من الجوع، وهذا أمرٌ أقدّره كثيراً‘‘، قال رضا الذي أكّد أنه لم يتقاضَ من جهته أيّ فلس من المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU – CERB) التي قدّمتها الحكومة خلال الجائحة، فهو ظلّ يعمل ولم يكن مؤهَّلاً لها. لكن من ناحية أُخرى كان للمساعدة الكندية لحالات الطوارئ وقع سلبي على سوق العمل لأنّ هناك أشخاصاً فضّلوا أن يواصلوا تلقيها بدلاً من العمل. قد يكون ترودو بالغ في عدد الأسابيع التي منح خلالها هذه المساعدة والمساعدة الكندية لحالات الطوارئ هي مساعدة مالية مقدارها 500 دولار في الأسبوع، خاضعة للضريبة، قدّمتها الحكومة الفدرالية للعمّال الذين فقدوا وظائفهم أو تراجعت مداخيلهم إلى ما دون 1000 دولار شهرياً بسبب جائحة ’’كوفيد – 19‘‘، ومدّدت الحكومة فترة الاستفادة من هذه المساعدة إلى أن بلغت 38 أسبوعاً ثمّ استبدلتها ببرامج أُخرى. وفضّل رضا أن يزوّدني بصورة له بدل أن ألتقط له صورة بملابس الرياضة في المتنزّه. نصب تذكاري بعنوان ’’داليث‘‘، رابع حروف الأبجدية الفينيقية التي يحملها هذا النصب الذي تعلوه أرزة لبنانية، دُشّن في متنزّه مارسولان ويسلون عام 2010 ’’في الذكرى الـ125 لوصول أول مجموعة من المهاجرين اللبنانيين، ما أسّس لترسيخ هذه الجالية في مونتريال‘‘. وتضيف لوحة إرشادية عن النصب أنه ’’يبرز الصفات الإنسانية التي دفعت هؤلاء المهاجرين في سعيهم إلى أرض جديدة ويأخذ بالاعتبار السمات الثقافية للشعب اللبناني الذي، كأسلافه البحّارة، الفينيقيين، يتميز بالجرأة وروح الحرية‘‘. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY وبالانتقال إلى جيل أكبر من رضا وساره بين زوّار متنزه مارسولان ويلسون، تحدّثت إلى كلّ من فوزات الحوش وأنطون عربش وهما سوريان. فوزات الحوش طبيب أسنان متقاعد، زاول مهنته في العاصمة السورية دمشق التي غادرها مع زوجته قبل نحو سنتيْن للالتحاق بابنيهما اللذيْن كانا قد سبقاهما إلى مونتريال. كسوري يهمّني أن تساهم الحكومة الكندية المقبلة في تخفيف الضغوط عن الشعب السوري. وهذا ممكن من خلال العمل في الأمم المتحدة من أجل رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن سوريا. فهذه العقوبات يتحمل أعباءها الشعبُ السوري لا الحكومة السورية كما يولي فوزات الحوش أهمية للحفاظ على البيئة ويرى أنّ من واجب أيّ حكومة كندية أن تفعل كلّ ما بوسعها للحدّ من الانبعاثات الكربونية. المهاجر السوري فوزات الحوش جالساً على مقعد في متنزّه مارسولان ويلسون في مونتريال. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY ويفكّر فوزات الحوش أيضاً بوضعه المعيشي وبوضع من هم في مثل حاله من ذوي الدخل المحدود، أكانوا من المتقاعدين أو من العمّال، فيتمنّى لو يتمّ رفع الحدّ الأدنى للأجور ومساعدات الرفاه الاجتماعي. لكن هذان الملفان من صلاحيات حكومات المقاطعات لا الحكومة الفدرالية. وبما أنه لم يُمضِ على الأقل 10 سنوات في كندا منذ بلوغه سنّ الـ18، لا يحقّ لفوزات الحوش بمعاش ضمان الشيخوخة الذي تقدّمه الحكومة الفدرالية، وإن بلغ الـ71 من العمر. فبلوغ سنّ الـ65 هو الشرط العمري للحصول على هذه المساعدة المالية الشهرية. وأخبرني فوزات الحوش أنّ ابنه الأكبر كان محامياً في سوريا لكنه لا يستطيع العمل في كندا كمحامٍِ إلّا إذا عاد إلى مقاعد الدراسة ليدرس من جديد ويتدرّج في المهنة، وهذه مسيرة تستغرق سنوات طويلة، وهو يعمل حالياً في مجال آخر ليكسب معيشته. أمّا ابنه الأصغر فصيدلاني، درس أيضاً في سوريا وعمل فيها، ويسعى للقيام بما يلزم لتعديل شهادته كي يمارس مهنته في مقاطعة كيبيك. ويطالب أنطون عربش، الذي قدم للقاء فوزات الحوش في المتنزه خلال حواري معه، هو الآخر بتحسين أوضاع المسنّين ’’المساكين مثلنا‘‘ في ظلّ ’’هذا الغلاء في الأسعار‘‘. وكفوزات الحوش لا يحقّ لأنطون عربش بمعاش ضمان الشيخوخة، وللسبب نفسه: لم يُقم في كندا عشر سنوات على الأقل وإن كان يستوفي شرط السنّ. المهاجر السوري أنطون عربش جالساً في متنزّه مارسولان ويلسون في مونتريال. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY وأخبرني أنطون عربش أنّ كلّ المعونات التي يتلقاها هو وزوجته تبلغ 1500 دولار في الشهر الواحد، ’’وإيجار الشقة 1200 دولار شهرياً، فماذا يبقى لنا لنعيش به؟‘‘. ويرى أنطون عربش أنّ بإمكان الحكومة الفدرالية أن تفعل شيئاً لمن هم في وضعه حتى وإن كانت معوناتهم الاجتماعية تأتي من حكومة المقاطعة، فالحكومة الفدرالية هي ’’من يدير البلاد ويجب أن تكون كلمتها مسموعة‘‘. نطلب من الحكومة الفدرالية المقبلة، علماً بأنّ الحكومة الحالية لم تقصّر في شيء، أن تهتمّ بكلّ الناس. نحبّ هذه البلاد بالرغم من طقسها القاسي ووجدنا فيها الأمان وإذا كان أنطون عربش قد وجد الأمان في كندا فإنّ ’’بعض مظاهر التطرّف‘‘ التي يراها تقلقه. طلبت منه أن يفصح أكثر فأجابني بأنه لا يريد الدخول في التفاصيل لأنّ الموضوع ’’حسّاس‘‘ لكنه أضاف بأنّ ’’التطرّف الديني خرب وطننا سوريا‘‘ وأنه يتمنّى على الحكومة الكندية أن تكون ’’متنبهة لكلّ أشكال التطرّف‘‘. (تقرير من إعداد فادي الهاروني) روابط ذات صلة: من ويلات الحرب في سوريا إلى الفرص والتحديات في كندا: تجربتا مهاجريْن المُهاجِر وتحديات العمل: عندما يستوجب الحصول على وظيفة تحوّلاً مهنياً تحديات الحصول على عمل للمُهاجِر: شهادتان لزوجيْن تعيينات في الحزب الليبرالي الكندي تعزز الاعتقاد بحصول انتخابات عامة في الخريف Fadi Harouny 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Interabled couple aims to overcome accessability barriers in travel next post كندا تعلّق عمليّاتها الدبلوماسيّة في كابول وفوضى في مطار العاصمة الأفغانيّة You may also like Wind and rainfall warnings issued for parts of... 23 نوفمبر، 2024 Pictou County District RCMP investigating serious crash involving... 23 نوفمبر، 2024 أوتاوا تنفي امتلاكها أدلة تربط ناريندرا مودي بأعمال... 23 نوفمبر، 2024 إحياء شهر التراث اللبناني من قِبل القوات المسلحة... 23 نوفمبر، 2024 أونتاريو: تشريع مقبل لحماية القادمين الجدد من الاحتيال... 23 نوفمبر، 2024 New poll shows Houston’s PCs maintaining big lead... 22 نوفمبر، 2024 Cape Breton Police issue emergency alert as they... 22 نوفمبر، 2024 Safety board calls for changes two years after... 22 نوفمبر، 2024 Fuel prices rise across Nova Scotia 22 نوفمبر، 2024 Halifax International Security Forum begins 16th year amid... 22 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.
راديو كندا الدولي \ Fadi Harouny تقرير سابق نعيد نشره – – – تعيش كندا أجواء حملة انتخابية فدرالية لم تبدأ رسمياً بعد. استطلاعات الرأي مؤاتية لرئيس حكومة الأقلية الليبرالية جوستان ترودو الذي من المرجَّح أن يعلن قريباً عن إجراء انتخابات عامة. نطّلع في هذا التقرير على مطالب مهاجرين من العالم العربي من الحكومة المقبلة بغضّ النظر عن لونها ورئيسها. على الحكومة الفدرالية أن تسهّل الأمور على طالبي الهجرة والعمال الأجانب الراغبين بالحصول على أذونات عمل وعلى الطلاب الأجانب، فالمعاملات تأخذ وقتاً طويلاً وكمّاً كبيراً من المستندات وأخبرتني ساره التي التقيت بها في متنزّه مارسولان ويلسون (Parc Marcelin-Wilson (نافذة جديدة)) مساء أمس أنها وصلت إلى كندا قبل بضعة أشهر بعد أن استغرقت دراسة ملفها سنتيْن. فقد أرسل زوج ساره، وهو كندي تونسي الأصل مقيم في مونتريال، طلب الكفالة الزوجية لسلطات الهجرة الكندية عام 2019، وحصلت هي على تأشيرة الهجرة العام الحالي، فغادرت دُبيْ، حيث كانت تقيم وتعمل، إلى مونتريال للانضمام إلى زوجها. أنتظرتُ سنتيْن. تألمتُ كثيراً. أعتقد أنّه كان لجائحة ’’كوفيد – 19‘‘ دور في فترة الانتظار الطويلة هذه وبالفعل، تسببت الجائحة بتأخيرات هامة في دراسة طلبات الهجرة ومنح التأشيرات، وهذا باعتراف السلطات الفدرالية والجمعيات الأهلية على حدّ سواء. وتقيم ساره مع زوجها في ’’أهونتسيك كارتييفيل‘‘ (Ahuntsic – Cartierville) في شمال مونتريال، إحدى الدوائر الـ19 التي تتكوّن منها كبرى مدن مقاطعة كيبيك، على مقربة من متنزّه مارسولان ويلسون. وزوجها مهندس ميكانيكي تخرّج في تونس وتابع دراسات أيضاً في كندا. سألت ساره عن حياتها في بلدها الجديد، فأخبرتني أنها وجدت عملاًَ بسهولة كمديرة مالية في شركة أميركية في دائرة ’’لاشين‘‘ (Lachine) في جنوب مونتريال وأنّ زملاء العمل أشخاص لطفاء ومحبّون للآخرين. ’’لم أتعرّض لأيّ تصرف عنصري. ما من تجربة سيئة، على الأقلّ حتى الآن‘‘، أضافت ساره. وأخبرتني ساره أنها حائزة على شهادة ماجستير في العلوم المالية من الجامعة الأميركية في دُبيْ (AUD) وأنّها لم تكن بحاجة لتعديل شهادتها للحصول على وظيفتها الجديدة. وطلبت مني ساره ألّا أذكر اسمها كاملاً وألّا ألتقط لها صورة لنشرها في تقريري، من باب احترام خصوصيتها. رضا، مهاجر جزائري، صاحب أعمال في مونتريال. OFFERTE PAR REDA. والتقيت في متنزّه مارسولان ويلسون برجل جزائري، اسمه الأول رضا، يقيم مع عائلته في مونتريال قرب المتنزّه. وطلب مني رضا، هو الآخر، عدم ذكر اسمه كاملاً. ورضا من مدينة بجاية الساحلية، قدم إلى كندا قبل خمس سنوات مع زوجته وابنهما، ورُزقت العائلة بمولود جديد في بلدها الجديد. وينتظر رضا حصوله على الجنسية الكندية قريباً، ولولا الجائحة لكان حصل عليها كما قال لي. وأخبرني رضا أنه مهندس حاسوب خريج جامعة هوّاري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في باب الزوّار قرب الجزائر العاصمة. ومع أنّه عدّل شهادته في مقاطعة كيبيك وأصبح عضواً في نقابة المهندسين، لم يعمل في مجال اختصاصه بشكل مباشر مفضلاً الانطلاق في مجال الأعمال، فأسّس شركتيْن تنشطان في مجال التسويق. ورضا راضٍ عن سير أعماله، لا ينقصه سوى المزيد من الموظفين. النموّ الاقتصادي جيّد في كندا، لكن هنا في كيبيك لدينا نقص في اليد العاملة. لا أستطيع توظيف أشخاص جدد. أنفق على التوظيف ثمانية أضعاف ما كنتُ أنفقه قبل حلول الجائحة لكني لا أحصل على النتيجة المتوخاة ويرى رضا أنّ هناك حاجة لزيادة عدد المهاجرين، لاسيما إلى مقاطعة كيبيك حيث يقيم ويعمل، ولتسريع دراسة طلبات الهجرة. ودون أن أسأله عن ميوله السياسية ولا عن تقييمه لأداء أيّ من الحكومات أشاد رضا بجوستان ترودو وحكومته الليبرالية في أوتاوا وانتقد حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (’’كاك‘‘ CAQ) برئاسة فرانسوا لوغو التي وصلت إلى سدّة الحكم في مقاطعة كيبيك في تشرين الأول (أكتوبر) 2018. ’’أنا بعيد عن السياسة من الأساس، ولستُ ليبرالياً ولا ضدّ الـ’’كاك‘‘‘‘، قال لي رضا أكثر من مرّة خلال حديثي معه، ’’لكن حكومة كيبيك الحالية تشكل عائقاً أمام الهجرة‘‘. يقع متنزه مارسولان ويلسون على جانبيْ جادة هنري بوراسا (يمين وسط الصورة ويسارها) عند تقاطعها مع جادة الأكادي. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY يُشار إلى أنّ مجلس أصحاب الأعمال في مقاطعة كيبيك (CPQ) قدّم الأسبوع الماضي سلسلة توصيات تهدف لحلّ مشكلة النقص في اليد العاملة في المقاطعة، أحد أبرزها زيادة عدد المهاجرين. ولفت المجلس إلى أنّ كيبيك لم تستقبل أكثر من 53 ألف مهاجر سنوياً منذ عام 2015 فيما هي ’’بحاجة إلى 64 ألفاً‘‘ (نافذة جديدة). .وسلطات كيبيك هي التي تختار المهاجرين الاقتصاديين إلى المقاطعة، الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية بين مقاطعات كندا العشر. ’’نصب تذكاري لضحايا أعمال الإبادة الجماعية‘‘ وُضع في متنزّه مارسولان ويلسون في مونتريال عام 1998 ’’تخليداً لذكرى جميع الشعوب التي كانت ضحية للإبادة الجماعية في القرن العشرين، بغضّ النظر عن العرق: الأرمن والأوكرانيون وتتار القرم واليهود والغجر والتيموريون والبوسنيون والتوتسي والهوتو والكمبوديون والأكراد وجميع الضحايا المجهولين‘‘ PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY وأثنى رضا على أداء ترودو وحكومته في إدارة الأزمة الناجمة عن الجائحة. ’’لم يتركوا الناس يموتون من الجوع، وهذا أمرٌ أقدّره كثيراً‘‘، قال رضا الذي أكّد أنه لم يتقاضَ من جهته أيّ فلس من المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU – CERB) التي قدّمتها الحكومة خلال الجائحة، فهو ظلّ يعمل ولم يكن مؤهَّلاً لها. لكن من ناحية أُخرى كان للمساعدة الكندية لحالات الطوارئ وقع سلبي على سوق العمل لأنّ هناك أشخاصاً فضّلوا أن يواصلوا تلقيها بدلاً من العمل. قد يكون ترودو بالغ في عدد الأسابيع التي منح خلالها هذه المساعدة والمساعدة الكندية لحالات الطوارئ هي مساعدة مالية مقدارها 500 دولار في الأسبوع، خاضعة للضريبة، قدّمتها الحكومة الفدرالية للعمّال الذين فقدوا وظائفهم أو تراجعت مداخيلهم إلى ما دون 1000 دولار شهرياً بسبب جائحة ’’كوفيد – 19‘‘، ومدّدت الحكومة فترة الاستفادة من هذه المساعدة إلى أن بلغت 38 أسبوعاً ثمّ استبدلتها ببرامج أُخرى. وفضّل رضا أن يزوّدني بصورة له بدل أن ألتقط له صورة بملابس الرياضة في المتنزّه. نصب تذكاري بعنوان ’’داليث‘‘، رابع حروف الأبجدية الفينيقية التي يحملها هذا النصب الذي تعلوه أرزة لبنانية، دُشّن في متنزّه مارسولان ويسلون عام 2010 ’’في الذكرى الـ125 لوصول أول مجموعة من المهاجرين اللبنانيين، ما أسّس لترسيخ هذه الجالية في مونتريال‘‘. وتضيف لوحة إرشادية عن النصب أنه ’’يبرز الصفات الإنسانية التي دفعت هؤلاء المهاجرين في سعيهم إلى أرض جديدة ويأخذ بالاعتبار السمات الثقافية للشعب اللبناني الذي، كأسلافه البحّارة، الفينيقيين، يتميز بالجرأة وروح الحرية‘‘. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY وبالانتقال إلى جيل أكبر من رضا وساره بين زوّار متنزه مارسولان ويلسون، تحدّثت إلى كلّ من فوزات الحوش وأنطون عربش وهما سوريان. فوزات الحوش طبيب أسنان متقاعد، زاول مهنته في العاصمة السورية دمشق التي غادرها مع زوجته قبل نحو سنتيْن للالتحاق بابنيهما اللذيْن كانا قد سبقاهما إلى مونتريال. كسوري يهمّني أن تساهم الحكومة الكندية المقبلة في تخفيف الضغوط عن الشعب السوري. وهذا ممكن من خلال العمل في الأمم المتحدة من أجل رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن سوريا. فهذه العقوبات يتحمل أعباءها الشعبُ السوري لا الحكومة السورية كما يولي فوزات الحوش أهمية للحفاظ على البيئة ويرى أنّ من واجب أيّ حكومة كندية أن تفعل كلّ ما بوسعها للحدّ من الانبعاثات الكربونية. المهاجر السوري فوزات الحوش جالساً على مقعد في متنزّه مارسولان ويلسون في مونتريال. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY ويفكّر فوزات الحوش أيضاً بوضعه المعيشي وبوضع من هم في مثل حاله من ذوي الدخل المحدود، أكانوا من المتقاعدين أو من العمّال، فيتمنّى لو يتمّ رفع الحدّ الأدنى للأجور ومساعدات الرفاه الاجتماعي. لكن هذان الملفان من صلاحيات حكومات المقاطعات لا الحكومة الفدرالية. وبما أنه لم يُمضِ على الأقل 10 سنوات في كندا منذ بلوغه سنّ الـ18، لا يحقّ لفوزات الحوش بمعاش ضمان الشيخوخة الذي تقدّمه الحكومة الفدرالية، وإن بلغ الـ71 من العمر. فبلوغ سنّ الـ65 هو الشرط العمري للحصول على هذه المساعدة المالية الشهرية. وأخبرني فوزات الحوش أنّ ابنه الأكبر كان محامياً في سوريا لكنه لا يستطيع العمل في كندا كمحامٍِ إلّا إذا عاد إلى مقاعد الدراسة ليدرس من جديد ويتدرّج في المهنة، وهذه مسيرة تستغرق سنوات طويلة، وهو يعمل حالياً في مجال آخر ليكسب معيشته. أمّا ابنه الأصغر فصيدلاني، درس أيضاً في سوريا وعمل فيها، ويسعى للقيام بما يلزم لتعديل شهادته كي يمارس مهنته في مقاطعة كيبيك. ويطالب أنطون عربش، الذي قدم للقاء فوزات الحوش في المتنزه خلال حواري معه، هو الآخر بتحسين أوضاع المسنّين ’’المساكين مثلنا‘‘ في ظلّ ’’هذا الغلاء في الأسعار‘‘. وكفوزات الحوش لا يحقّ لأنطون عربش بمعاش ضمان الشيخوخة، وللسبب نفسه: لم يُقم في كندا عشر سنوات على الأقل وإن كان يستوفي شرط السنّ. المهاجر السوري أنطون عربش جالساً في متنزّه مارسولان ويلسون في مونتريال. PHOTO PRISE PAR FADI HAROUNY وأخبرني أنطون عربش أنّ كلّ المعونات التي يتلقاها هو وزوجته تبلغ 1500 دولار في الشهر الواحد، ’’وإيجار الشقة 1200 دولار شهرياً، فماذا يبقى لنا لنعيش به؟‘‘. ويرى أنطون عربش أنّ بإمكان الحكومة الفدرالية أن تفعل شيئاً لمن هم في وضعه حتى وإن كانت معوناتهم الاجتماعية تأتي من حكومة المقاطعة، فالحكومة الفدرالية هي ’’من يدير البلاد ويجب أن تكون كلمتها مسموعة‘‘. نطلب من الحكومة الفدرالية المقبلة، علماً بأنّ الحكومة الحالية لم تقصّر في شيء، أن تهتمّ بكلّ الناس. نحبّ هذه البلاد بالرغم من طقسها القاسي ووجدنا فيها الأمان وإذا كان أنطون عربش قد وجد الأمان في كندا فإنّ ’’بعض مظاهر التطرّف‘‘ التي يراها تقلقه. طلبت منه أن يفصح أكثر فأجابني بأنه لا يريد الدخول في التفاصيل لأنّ الموضوع ’’حسّاس‘‘ لكنه أضاف بأنّ ’’التطرّف الديني خرب وطننا سوريا‘‘ وأنه يتمنّى على الحكومة الكندية أن تكون ’’متنبهة لكلّ أشكال التطرّف‘‘. (تقرير من إعداد فادي الهاروني) روابط ذات صلة: من ويلات الحرب في سوريا إلى الفرص والتحديات في كندا: تجربتا مهاجريْن المُهاجِر وتحديات العمل: عندما يستوجب الحصول على وظيفة تحوّلاً مهنياً تحديات الحصول على عمل للمُهاجِر: شهادتان لزوجيْن تعيينات في الحزب الليبرالي الكندي تعزز الاعتقاد بحصول انتخابات عامة في الخريف Fadi Harouny