تكنولوجيا و علومعربي بلا نقود ولا تأمين وبعيداً عن العائلة.. الجانب المظلم من هروب هاري وميغان ماركل من القصر by admin 11 يناير، 2020 written by admin 11 يناير، 2020 29 عربي بوست – أليسا روزنبيرغ – كاتبة رأي أليسا روزنبيرغ: كاتبة رأي تكتب في العبور الثقافي والسياسي بقسم الآراء في جريدة The Washington Post الأمريكية، وعملت محررة في الموضوعات الثقافية بمجلة Think Progress، وكاتبة عمود في مجلة Women and Hollywood، وكاتبة عمود بقسم XX Factor في مجلة Slate، ومراسلة لمجلة The Atlantic. قد يكون رد الفعل الأوَّلي والمفهوم في قصة تنازل الأمير هاري وميغان ماركل عن الحياة الملكية، هو تشجيع إعلان دوق ودوقة ساسكس الاستقلال عن الصحافة البريطانية العنصرية، وعن الطقوس الخانقة للحياة «الملكية العليا»، وعن تقلبات الأجواء الإنجليزية. لكن لا ينبغي لنا أن نخدع أنفسنا؛ فهذا التصدع الأخير داخل العائلة الملكية ما هو إلا استمرار لقصة حزينة للغاية من الانحلال العائلي، والمحزن الأكثر هو تباينها مع المُثل العليا التي ينبغي أن تمثلها العائلة المالكة. قد يكون هذا الإعلان خطوة استباقية صارخة، إذ ذُكر أن الأمير هاري يتحدى التعليمات الصريحة لجدَّته الملكة بعدم إعلان أنه هو وزوجته ميغان، دوقة ساسكس، سوف «يتخلّيان» عن الحياة الملكية. ومع ذلك، فإن هذا هو بالكاد أسوأ تفكك تعانيه الأسرة المالكة. اللافت للنظر هو أن الملكة إليزابيث الثانية جلست على العرش بسبب صدع مثل هذا على وجه التحديد، إذ أصبح والدها ملكاً بعد أن تخلى عمها عن العرش ليتزوج امرأة مطلقة، ونُفي من البلاد. حصل ثلاثة من أطفال الملكة الأربعة على الطلاق فيما بعد، أحدهم بطريقة قاسية على نحو مدهش. لا تقارن القنبلة التي فجرها دوق ودوقة ساسكس بمبادرة الأميرة الراحلة ديانا التعاون مع الصحفيَّين أندرو مورتون ومارتن بشير والبوح لهما بأسرار، في محاولة لحث طليقها الأمير تشارلز وأنسبائها في المقام الأول، ثم الجمهور البريطاني بالمقام الثاني، على تفهُّم آلامها. ربما تكون هذه الحالة المستمرة لانهيار أفراد العائلة الملكية أمراً مفهوماً. فصحيح أن بيت وندسور يتمتع بامتيازات مذهلة، لكن أفراده يقعون أيضاً تحت ضغط هائل. قد يتنهد من يحيا منا خارج أسوار القصر متأملين زخارفه، ومُتخيلين ما يمكن فعله بـ 20 مليون جنيه إسترليني في العام (نحو 26 مليون دولار). لكنني لست واثقة بقدرة أغلبنا على تحديد الراتب الفعلي الذي نود تقاضيه مقابل تسليم شخصياتنا، وتمثيل مجموعة لا نهائية من المظاهر الاحتفالية المملة للغاية، والقيام بكل ذلك في حين نرتدي جوارب طويلة (بالنسبة لنساء العائلة المالكة)، مع الخضوع لانتقاد وسائل الإعلام الشخصية على نحوٍ مرهق يومياً، (وهو ما يتعرض له كلا الجنسين، لكنه أسوأ بالنسبة للنساء). هل يمكنك تخيل أن تخبرك والدتك بأنه لا أحد يهتم بك حقاً كفرد، مثلما تفعل الملكة إليزابيث الثانية مع الأمير تشارلز في هذا الموسم من مسلسل «التاج The Crown» من إنتاج شبكة Netflix، المسلسل الذي قد يكون من خيال المؤلف، لكن له جذور عميقة راسخة في الواقع؟ كم يجب أن تتقاضى إذا علمت أنك ستضطر إلى خوض صراع طويل الأمد لحث أسرتك على الاعتراف بإصابتك بمرض النهام العصبي والاضطرابات النفسية الأخرى التي تعانيها، مثلما عانت الأميرة ديانا في الحياة الحقيقية؟ لطالما كانت فكرة أن تنجح ميغان في تحويل آل «وندسور» إلى جماعة متنوعة وقائمة على المساواة من خلال الزواج بأحد أفراد الأسرة أمراً طموحاً أكثر منه منطقياً، إذ كان ثوب الزفاف الأبيض والتاج تمويهاً لحقيقة عدم جدوى هذا كله. قد تُظهر القراءة السطحية للموقف أن رغبة الأمير هاري في الانفصال عن الجوانب التي يراها سفيهة من الحياة الملكية باعتبارها انتصاراً، كان سيجلب له فخر والدته. لكن، مثلما أشارت تينا براون في كتاب «سجلات ديانا The Diana Chronicles»، فإن تعريف ديانا للنصر لم يكن موثوقاً دائماً. كتبت تينا عن قرار ديانا التعاون مع مورتون في كتاب فضائح يحكي كل شيء، إذ تقول: «ظنت أن هذا الصوت العالي الذي يصم عامة الشعب من شأنه أن يحل المسألة مرة واحدة وإلى الأبد. كان هذا هو نمطها المتبع، الإيمان بأن فعلاً بركانياً واحداً يمكن أن يصلح كل شيء». نهاية قصة الأمير هاري أكثر سعادة من نهاية قصة والدته حتى الآن. إذ يتنازل عن مهامه بوصفه أحد أرفع أفراد العائلة الملكية شأناً، مع الظفر بزواجه دون مساس. يبدو أنه هو وزوجته أعدا خطة للأيام المقبلة، أو في أضعف الأحوال أنشآ موقعاً إلكترونياً جديداً به قسم للأسئلة الشائعة بخصوص قرارهما. ومع ذلك، فهناك أصداء فاترة مشابهة بين قرار الأميرة الراحلة ديانا الانسلاخ عن العائلة المالكة وقرار ابنها الأصغر هاري الرحيل. عندما أعلنت ديانا أنها اتفقت على الطلاق من الأمير تشارلز، أمير ويلز، أعلن قصر باكنغهام بفظاظةٍ، أن «هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت». أما هذه المرة، ربما كان هناك تلميح أقل ازدراءً في البيان الرسمي للقصر، الذي جاء فيه: «نتفهم رغبة دوق ودوقة ساسكس في اتخاذ نهج مختلف، ولكن تلك قضايا معقدة سوف تستغرق بعض الوقت لتسويتها». يجب أن يكون هذا التلميح القاسي تحذيراً لأي شخص ينشغل برؤية قصة هروب هاري وميغان باعتبارها قصة خيالية عصرية، تُنقذ فيها الدوقةُ الأميرَ وتحمله إلى سعادة أبدية بكندا. في هذه القصة، تعني فكرة هرب الاثنين معاً في اتجاه غروب الشمس على طراز القصص الخيالية، أنه وفقاً لشروط مغادرتك، ستترك أخاك المحبوب ووالدك ووجدتك وراءك. تكمن الحماقة في إغفال أي نوع من القصص تكونه هذه القصة، ورفض رؤية أن إحدى الكلمات الأخرى المرادفة لكلمة «الدراما»، هي «الألم». 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post والد كارلوس غصن قتل قسيساً مهووساً بحب المطربة صباح next post عُمان تشيّع جنازة السلطان قابوس بن سعيد You may also like زوكربيرغ يعلن تغييرات جديدة على فيسبوك وإنستغرام 7 يناير، 2025 (5 تطبيقات) ذكية تتجاوز «خرائط غوغل» 7 يناير، 2025 عام 2025 قد يكون نهاية الإنترنت… والعواقب كارثية 7 يناير، 2025 الـ”ريلز” بين تدفق المعلومات وتعفن الدماغ 6 يناير، 2025 سرعة الفكر البشري بطيئة 4 يناير، 2025 زخات نيزكية وأكبر قرص شمسي.. أحداث فلكية متوقعة... 1 يناير، 2025 «القمامة العقلية» أكثر ضرراً من تناول «شطيرة برغر... 1 يناير، 2025 أبرز المنجزات التقنية خلال عام 2024 1 يناير، 2025 هذه اتجاهات تطور التكنولوجيا لعام 2025 30 ديسمبر، 2024 إنجازات 2024 العلمية: الذكاء الاصطناعي يقود «ثورة»… واكتشافات... 30 ديسمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.