عرب وعالم حرب عين الحلوة: علينا أن نبقي العين على “حماس” by admin 11 أغسطس، 2023 written by admin 11 أغسطس، 2023 291 ليس حادثاً فردياً لأن كل من عايش حقبات القتال الإسلامي في بؤره اللبنانية، يعرف أن لهذه المجموعات وظائف لطالما أدتها لقاء إفساح المجال الأمني لها في أن تكون موجودة وأن تنتشر وتتسلّح… وتقاتل. درج من الواضح أن مهمة الإعلانات المتتالية عن وقف إطلاق النار هي إعطاء الفرص لالتقاط الأنفاس، ويبدو أن الحرب لن تتوقف قبل تصديع نفوذ “فتح” في المخيم، ومن سيتقدم بعد ذلك، لن يكون بطبيعة الحال تلك المجموعات المتشدّدة الصغيرة كـ”جند الشام” و”الشباب المسلم”. علينا أن نبقي العين على “حماس”. ليس حادثاً فردياً ذاك الذي أشعل حرباً ما زالت متواصلة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وعلى الأطراف اللبنانية لهذا المخيم، بين حركة “فتح” وبين مجموعات إسلامية متشدّدة تحمل أسماء متغيرّة، لكنها تضم وجوهاً لطالما حفلت بها أخبار الوقائع المؤلمة التي شهدناها في لبنان، بدءاً بحرب “فتح الإسلام” في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، مروراً بأحمد الأسير في صيدا، وصولاً إلى “الجهاد في سوريا”. ليس حادثاً فردياً لأن كل من عايش حقبات القتال الإسلامي في بؤره اللبنانية، يعرف أن لهذه المجموعات وظائف لطالما أدتها لقاء إفساح المجال الأمني لها في أن تكون موجودة وأن تنتشر وتتسلّح… وتقاتل. نحن نتحدّث عما يُطلق عليه في صيدا اسم “مخيم الطوارئ”. المساحة شديدة الضيق، والتي لا تبلغ الكيلومتر المربع الواحد، والتي تحدها جنوباً منطقة الباركسات في مخيم عين الحلوة، حيث توجد حركة فتح، وشمالاً منطقة تعمير عين الحلوة، وهي منطقة لبنانية يتمركز فيها الجيش اللبناني، ولـ”حزب الله” فيها نفوذ كبير ونادٍ حسيني يتحول في لحظات الاحتقان إلى مركز عسكري تنتشر حوله مجموعات من “سرايا المقاومة” التي يسلّحها “حزب الله” ويقودها عناصر من الصيداويين الشيعة. مخيم الطوارئ هو امتداد عمراني لمنطقة التعمير، ويفصل بين جزئيه “الحزب اللهي” و”الجهادي”، حاجز للجيش اللبناني. المسافة بين النفوذين لا تتعدى العشرة أمتار، وهي في غير لحظات الحرب والاشتباك مسافة عادية بين جيران يعيشون متجاورين، لكن في أوقات الحرب ترتفع فيها السواتر لتفصل بين السكان والمتقاتلين. وإذا كانت الحرب الراهنة هي على الطرف الآخر من الحدود، أي بين الطوارئ والباركسات، فإن المشهد الأمني والاجتماعي والطائفي من الجهة الشمالية للحرب يبقى جزءاً من الخطوط الخلفيّة التي تغذّي الحرب. النفوذ الأبرز في مخيم الطوارئ هو لـ”عصبة الأنصار”، الجماعة السلفية الجهادية الأقوى في مخيم عين الحلوة، والتي نأت بنفسها عن الاشتباك، على رغم أن الجميع يعرف أنها ترعى المجموعات الإسلامية الأخرى وتقدّم لها التسهيلات. لكن، إلى جانب “العصبة”، تنتشر في “الطوارئ” جماعتا جند الشام، وهي خليط فلسطيني ولبناني وسوري، و”الشباب المسلم”، وهي امتداد لجماعة فتح الإسلام. وتتولى الجماعتان حالياً قتال حركة فتح. “جند الشام” يقودها المطلوب للعدالة بلال بدر، وهو فلسطيني تعود أصوله إلى مدينة عكا، و”الشباب المسلم” يقودها أسامة الشهابي، وهو أيضاً فلسطيني من مخيم عين الحلوة ومطلوب للعدالة. وبين الجماعتين، يتنقل عناصر كثر من “أيتام” الجماعات الإسلامية التي تم القضاء عليها، مثل “فتح الإسلام” وجماعة الأسير، ومطلوبي الضنية. المسافة بين حي التعمير اللبناني وحي الطوارئ المختلط، والبراكسات الفلسطينية، لا تتجاوز الـ700 متر، وتتوزّعها ثلاث قوى مسلّحة، تضاف إليها قوى الظل في المناطق الثلاث. فالسيطرة العلنية في التعمير هي للجيش اللبناني، فيما قوة الظل هي لـ”حزب الله”، وفي “الطوارئ” السيطرة المعلنة هي لـ”جند الشام” و”الشباب المسلم”، بينما قوة الظل هي “عصبة الأنصار”، أما في الباراكسات، ففتح هي السلطة الرسمية، فيما قرار الهجوم هو لأمراء الحرب فيها، وليس لقيادتها الرسمية. هذا المشهد الشديد التعقيد، هو ما يدفع إلى الارتياب بكل واقعة تحصل خلال القتال. فكميات الأسلحة الكبيرة والنوعية التي بحوزة مجموعات صغيرة ومحاصرة في منطقة صغيرة منذ عشرات السنين، والتي كشفتها الاشتباكات الأخيرة، لم تصل الى هذه الجماعات بسبب تجار أسلحة فاسدين من حركة فتح، فثمة تسليح منظم تقف خلفه جهات وتغض النظر عنه جهات أخرى. و”التقية” التي تمارسها “عصبة الأنصار” وأيضاً حركة حماس، عبر تنصّلهما العلني من المجموعات المتشددة المقاتلة، وفي الوقت نفسه الحرص على منع حسم المعركة معها، تؤشر إلى أن وراء الأكمة ما وراءها. وهنا أيضاً يبرز الجار الشمالي لهذه الحرب، أي “حزب الله”، الذي حصل هذا التسليح كله بالقرب منه، والذي تربطه بـ”حماس” علاقة تحالف متجددة. مخيم “الطوارئ” لم يتشكل بالمعنى الأمني لأن ثمة مطلوبين للعدالة لجأوا إليه من تلقائهم، بل لأن ثمة من أراد لمنطقة أن تكون غب الطلب عند الحاجة الى حرب صغيرة تُصرف عبرها الشروط السياسية المستجدة. وما يساعد على ذلك، البنية الاجتماعية والطائفية لهذه المنطقة. فـ”الطوارئ” خارج المخيم، إلا أنه أيضاً صار خارج التعمير، على رغم أن مبانيه هي امتداد للتعمير الذي اكتسب اسمه بعد زلزال 1956 الذي دمر جزءاً من المدينة القديمة في صيدا، وأقدمت الدولة في حينها إلى إشادة مبانٍ للسكان الذين فقدوا منازلهم. المباني تضم ملاجئ تحت الأرض يستخدمها الإسلاميون اليوم كحصون تساعدهم في القتال، وتربط بين المباني أنفاق يعبرها المقاتلون للتسديد على حي الباركسات، وتتولى كاميرات “عصبة الأنصار” تحديد لحظات الهجمات التي تقوم بها مجموعات “فتح”، فيما تقول “العصبة” إن مهمة الكاميرات هي رصد هوية خارقي وقف إطلاق النار. من الواضح أن مهمة الإعلانات المتتالية عن وقف إطلاق النار هي إعطاء الفرص لالتقاط الأنفاس، ويبدو أن الحرب لن تتوقف قبل تصديع نفوذ “فتح” في المخيم، ومن سيتقدم بعد ذلك، لن يكون بطبيعة الحال تلك المجموعات المتشدّدة الصغيرة كـ”جند الشام” و”الشباب المسلم”. علينا أن نبقي العين على “حماس”. إقرأوا أيضاً: اشتباكات عين الحلوة… هل من مستثمرين جدد؟ 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عليا ابراهيم تكتب عن : العقوبات على رياض سلامة قد تليها عقوبات على آخرين… فمَن هم؟ next post حازم الأمين يكتب : عن “تطفّل” أهل الكحالة على شاحنة تنقل سلاحاً عادياً لـ”حزب الله” You may also like 26 قتيلا بضربات إسرائيلية على أنحاء قطاع غزة 29 نوفمبر، 2024 إسرائيل تقصف منشأة لـ”حزب الله” وتحظر التجول ليلا... 29 نوفمبر، 2024 إسرائيل منقسمة حول “اتفاق لبنان” ونتنياهو يبدأ جني... 29 نوفمبر، 2024 كواليس البنود السرية في اتفاق “حزب الله” وإسرائيل 29 نوفمبر، 2024 بعد نهاية الحرب… هل يعود الخليج لدعم الجيش... 29 نوفمبر، 2024 من أشعل خطوط التماس بين المعارضة السورية وجيش... 29 نوفمبر، 2024 المجلة تنشر النص الحرفي لإعلان “وقف الأعمال العدائية”... 28 نوفمبر، 2024 أسئلة وقف النار في لبنان… أي انتصار؟ أي... 28 نوفمبر، 2024 خمسة تساؤلات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل... 28 نوفمبر، 2024 كيف غيّر “حزب الله” شروطه بين بدء الحرب... 28 نوفمبر، 2024