خلايا سرطانية إلى الفضاء في بحوث حول ورم دماغي لدى الأطفال

يأمل باحثون في أن تساعدهم التجارب في حالة الجاذبية الصغرى في التوصل إلى فهم بشكل أفضل عن “الورم الدبقي الجسري المنتشر” غير قابل للشفاء

اندبندنت عربية \  نيليما مارشال

من المقرر إرسال خلايا سرطانية إلى الفضاء كجزء من تجارب علمية تجريها المملكة المتحدة، وترمي إلى التوصل إلى فهم أفضل لورم غير قابل للشفاء يظهر في مرحلة الطفولة.

يبعث باحثون من “معهد بحوث السرطان” بعينات من “الورم الدبقي الجسري المنتشر” diffuse midline glioma [ينشأ في جسر (وسط) جذع الدماغ] إلى “محطة الفضاء الدولية” (ISS) كي يكتشفوا الطريقة التي ينتشر بها الورم في ظروف الجاذبية الصغرى.

وقال العلماء إن من شأن دراستهم “دي (أم جي) 2” D(MG)2 كما تسمى، أن تمهد الطريق نحو فهم أكبر عن المرض الذي تسبب في وفاة كارين أرمسترونغ، ابنة رائد الفضاء الأميركي الراحل نيل أرمسترونغ.

وذكر كريس جونز، رئيس دراسة “دي (أم جي) 2” وبروفيسور في بيولوجيا سرطان الأطفال في “معهد بحوث السرطان” في لندن أنه “للأسف، لم تشهد معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يعانون “الورم الدبقي الجسري المنتشر” تغيراً كبيراً منذ أن أدى إلى وفاة ابنة نيل أرمسترونغ في أوائل ستينيات القرن العشرين.

“ولكن السنوات الخمس عشرة الماضية أحدثت تغيرات ثورية في فهمنا التعقيد البيولوجي الذي تتسم به هذه الأورام، مع دخول علاجات جديدة محتملة ومثيرة للاهتمام التجارب السريرية أخيراً”، أضاف جونز.

“التجارب على شاكلة “دي (أم جي) 2” على متن “محطة الفضاء الدولية”، ستعمل على تعزيز فهمنا أوجه تفاعل الخلايا السرطانية مع بعضها بعضاً ضمن هياكل ثلاثية الأبعاد، ويحدونا أمل في أن تقود إلى أفكار جديدة لتعطيل نمو الورم يسعنا أن نتابعها في المختبر.”

“الورم الدبقي الجسري المنتشر” ورم دماغي عدواني غير قابل للشفاء يظهر بشكل شائع لدى الأطفال.

للأسف، توقعات سير المرض سيئة، ويفارق معظم الأطفال الحياة في غضون 18 شهراً من تشخيص إصابتهم.

يسعى الباحثون إلى إجراء التجارب في الجاذبية الصغرى لاعتقادهم أن هذه الظروف ستسمح بنمو عينات الخلايا السرطانية المستزرعة الثلاثية الأبعاد إلى أحجام أكبر كثيراً من حجمها على الأرض.

هكذا، ستكون في المتناول نماذج مكثفة كبيرة جداً تسمح بدراسة الكيفية التي تتفاعل بها الخلايا السرطانية، إذ يعتقد أن هذا التفاعل يدفع الخلايا إلى النمو، يقول فريق البحاثة.

صحيح أن في المستطاع تحقيق الجاذبية الصغرى على الأرض، قال البروفيسور جونز، غير أن الظروف “تحفز بعض الضغط الميكانيكي على الخلايا، مما يؤدي ربما إلى تغيير طريقة تصرفها، وهذا ما نرمي إلى تجنبه”.

تلقت دراسة “دي (أم جي) 2” مبلغ 1.2 مليون جنيه استرليني من الحكومة البريطانية، بينما حصلت دراسة أخرى بعنوان “مايكرو آيدج 2″، بقيادة “جامعة ليفربول”، على 1.4 مليون جنيه استرليني.

حالياً، تعكف “مايكرو آيدج 2” على دراسة الطريقة التي تؤدي بها بيئة الجاذبية الصغرى إلى ضمور عضلات لدى رواد الفضاء في الفضاء.

تولى تصنيع المعدات اللازمة للتجارب متخصصون في أجهزة الجاذبية الصغرى لدى “كيسر سبيس” Kayser Space في مقاطعة أوكسفوردشاير الإنجليزية.

وقال جورج فريمان، وزير الدولة البريطاني في وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا إن الفضاء يمثل منصة تجارب مختبرية مثالية مع وجود علماء بريطانيين ورواد فضاء يستفيدون من “محطة الفضاء الدولية” في النهوض بأحدث البحوث في مجال التغذية والطاقة والطب الحيوي”.

سيساعد تمويل المشروع الذي تبلغ قيمته 2.6 مليون جنيه استرليني علماء المملكة المتحدة في البحث عن سبل تقي من أورام المخ لدى الأطفال، وفهم العمليات الطبية الحيوية للشيخوخة: البحوث ذات الفوائد الهائلة للبشرية والأنظمة الصحية في مختلف أنحاء العالم”.

“إننا إزاء مثال آخر على مواطن القوة لدى المملكة المتحدة في قطاعات مختلفة، من الفضاء إلى علوم الحياة والتكنولوجيا النظيفة التي تقود ريادة التكنولوجيا”، أضاف فريمان.

من المقرر إطلاق الدراسة في عام 2025، فيما سيضطلع بالتجارب رواد فضاء على متن “محطة الفضاء الدولية”، ويتوقع إعادة العينات إلى الأرض بعد مرور نحو ستة أشهر.

المزيد عن: خلايا سرطانية\الفضاء\مرضى السرطان\محطة الفضاء الدولية