بأقلامهمعربي بشارة شربل: حسين الحسيني… دستور في رَجُل by admin 12 يناير، 2023 written by admin 12 يناير، 2023 42 ألمنا أنّ الحسيني غادر الدنيا شاهداً على تدهور لبنان وليس على نهضته. رحل وفي قلبه غصّة على اندثار الفكر والقول وصدق النوايا لمصلحة الترهل والتفاهة وخبث الطوايا. رئيس تحرير نداء الوطن اللبنانية \ بشارة شربل ليس قليلاً أن يقترن اسم سياسي واحد بدستور بلد كامل. لُقب بـ”عَرّاب الطائف” ليس مجاملةً ولا اعترافاً فقط بمساعيه وموقعه يوم اجتمع نواب الأمة في المملكة العربية السعودية لوقف الحرب، بل لأنه نذر نفسه منذ ذاك الوقت للدعوة الى إحياء لبنان دوراً وعيشاً مشتركاً ومؤسسات في ظل دولة يحكمها الدستور وسلطة القانون. طغى “المبدئي” لدى حسين الحسيني على “السياسي”، فاختار الشأن الوطني بديلاً من تلوث اليوميات وموجبات المساومات. وعلى مدى العقود الثلاثة الأخيرة، لم يَكلّ عن التذكير بالأساسيات أو يَمَل من تصويب الشوائب أو يبدِّل نهجه في نقد الإعوجاج والتنديد بـ”الانقلاب” على “اتفاق الوفاق” وبالارتكابات التي أودت الى الخراب. رحلة السيد حسين طويلة في العمل العام لكنّ بصْمته المميزة برزت في إنجاز “الطائف” نصاً، والاجتهاد المحموم لتطبيقه روحاً وعملياً عبر رفيق خطواته ونظير عقلانيته وحكمته رينيه معوض “شهيد الطائف” وميزان التوازنات. ألمنا أنّ الحسيني غادر الدنيا شاهداً على تدهور لبنان وليس على نهضته. رحل وفي قلبه غصّة على اندثار الفكر والقول وصدق النوايا لمصلحة الترهل والتفاهة وخبث الطوايا. وإذ كان يفهم ضعف أهل السلطة أمام المغريات، فإنه لطالما عجب من قلة الأخلاق وانعدام الحس الوطني وممارسة الجريمة في حق الفرد والجماعة على السواء. انتقدناه مراراً لكتمه أسرار “الطائف” ومداولاته ورفضه فضح التجاذبات التي سبقت التوقيع على “الاتفاق”. ولعلّه بذلك ما أراد إلا البناء على الايجابيات وتجنُّب صبِّ “الزيت الطائفي” على النار. كان حسين الحسيني رجل اللقاء في منتصف الطريق درءاً للتطرّف وليس رغبة في إمساك العصا من الوسط. اعتداله لم يكن مجرّد تسوية بين تناقضات، بل موقفاً جريئاً وفلسفة كاملة للدولة المتعددة الطوائف والمذاهب ولكل دولة اختارت النظام البرلماني الديموقراطي ومبدأ تداول السلطة بين الأصلح والكفاءات. كان مشرّفاً لأي صحافي حمْلُ وسام تقريظ كتابته من حسين الحسيني أو انتزاع تمهيد لكِتابه من قلمه الأنيق. أما نسج الصداقة معه مع اختلاف العمر والتجربة فلم يكن معيارُه تعدد اللقاءات بل تلك الكيمياء التي تُحدثها حساسية الكتابة والشراكة في القناعات والحض على بناء دولة السيادة والاستقلال والعدالة. “نداء الوطن” تتذكّر باحترام مواقفه كلها، وخصوصاً مبادرته للحضور الى مكاتبها متضامناً مع الحريات في مواجهة دعوى السلطة عليها بعيد صدورها في العام 2019، وتتقدم بأحرّ التعازي من عائلته الصغيرة والكبيرة، ومن كلّ لبنان. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نجم الهاشم : لبنان يعلن الحداد على أحد رموز “اتفاق الطائف” next post دلال البزري من تورنتو : أزمات “وجودية” بالجمْلة في أروقة العصابة You may also like حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024 نبيل فهمي يكتب عن: وماذا بعد؟ 12 نوفمبر، 2024