بأقلامهمعربي جهاد الزين: يوفال هراري لم يأتِ بجديد في الموضوع الفلسطيني by admin 29 نوفمبر، 2022 written by admin 29 نوفمبر، 2022 62 ..فلننتظرْ ما ستتمخّض عنه القاعدة الاجتماعية الفلسطينية لأن كل تحوّل إسرائيلي أساسي يحمل معه تحولا فلسطينيا بنيوياً، النهار اللبنانية – جهاد الزين إذا كان اليمين الإسرائيلي ومعه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يدفعان عملياً نحو إلغاء حل الدولتين المفترَض إقامته بين إسرائيل والفلسطينيين وإذا كان هذا الإلغاء يعني عمليا “وجود دولة إسرائيلية واحدة بثلاث طبقات الأولى على رأسها اليهود مع كامل الحقوق والثانية من الفلسطينيين مع بعض الحقوق والثالثة من معظم الفلسطينيين دون أية حقوق”، كما قال المفكر الإسرائيلي المعروف عالمياً يوڤال نواه هراري لمحطة CNN الأميركية، وهراري مؤلف كتب عدة أشهرها كتابان “Sapiens تاريخ مختصر للجنس البشري” و “21 سؤالا للقرن الحادي والعشرين” فاق توزيعها العشرين مليون نسخة في الغرب والعالم وتُرجم الأول إلى 31 لغة وإذا كان توصيف يوفال هراري في المضمون غير جديد لأنه مجرد صيغة جديدة للتوصيف الذي أطلقه سياسيون أميركيون كبار منذ العقد الأول لهذا القرن الحادي والعشرين عن تحوّل إسرائيل إلى دولة نظام تمييز عنصري كما حذّر الرئيس الأسبق جيمي كارتر في كتابه الشهير “سلام لا أبارتايد” وتبنّاه لاحقا علناً جون كيري حين كان وزيرا للخارجية في عهد الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما ثم جعل تقرير منظمة “الإسكوا” الشهير هذا “الأبارتايد”نظاما قانونيا ثلاثي المستويات داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلّين وفي الشتات حيث اللاجئون.. وإذا كان الرئيس دونالد ترامب هو صاحب ما يمكن اعتباره أنه سيصبح منطلق الحل الاقتصادي للمسألة الفلسطينية عبر مشروعه إنفاق خمسين مليار دولار على الأراضي المحتلة وهذا يختلف عمّا سبقه من مشاريع حلول أميركية كانت حلولا سياسية مع بُعد اقتصادي في كل منها لأننا مع ترامب أصبحنا أمام حل “تنموي” يريد أن “يشتري” الحقوق الوطنية الفلسطينية بالإنفاق المالي الاقتصادي وتحت حجة أن الشعب الفلسطيني ضاق ذرعا بقادته الفاسدين بل حتى أن جزءا من هذا الشعب صار يفضّل الالتحاق بدولة إسرائيل على التواجد في دولة فلسطينية كما زعم صهر ترامب جاريد كوشنر في كتاب مذكراته الذي راجعْتُهُ في مقال مطوّل خاص على هذه الصفحة، (كذلك مراجعة كتاب كارتر في مرحلة سابقة) إذا كنا أمام هذا “التطور” من التوصيفات والمشاريع الفاشلة والمفشّلة للمسألة الفلسطينية، أين نكون قد وصلنا الآن وما هو التوصيف الذي ينطبق على هذه المرحلة من تفاعلات القضية الفلسطينية؟ هل سيكون الغرب لاحقا أمام محاولة الحل الاقتصادي الصرف البديل عن الحل السياسي، حل الدولتين، وهو حلٌ يصبح فيه حق الوصول الفلسطيني إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة بديلا عن مشروع جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مع أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن أعاد التشديد على حل الدولتين؟ وهل من المحتمل أن يرد الغرب أو يُسمح له أميركيا بالرد على التعنت الإسرائيلي فيتيح في المستقبل غير البعيد نجاح التصويت على قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة؟ هل انتقلت المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية إلى مرحلة دمج مستوطنات الضفة الغربية داخل دولة إسرائيل خصوصا بعد قرار بنيامين نتنياهو تولية اليمين المتطرف حقيبة “الأمن الوطني” (الشرطة سابقا) في حكومته الجديدة وهي الوزارة التي لها دور فعّال في إدارة الاحتلال والاستيطان في الضفة؟ واضح أن المشهد الفلسطيني مقبل على تحولات عميقة داخل إسرائيل كما في الضفة الغربية باتت القيادة الفلسطينية المنبثقة من اتفاق أوسلو كما من منظمة التحرير الفلسطينية، أعجزَ من التعامل الفعّال معه، وحتى الإسلام السياسي الفلسطيني وعاصمته غزة هو بدوره قاصر عن استيعاب التحولات والتأثير فيها مما يعني أن فراغا تاريخيا على مستوى القيادة الفلسطينية بات ينتظر تعبئته بوجوه وآليات جديدة، ولربما أمام هذه التحولات الإسرائيلية نحن مع تحولات فلسطينية مسرحها عرب 48 الذين بدأ قلقهم يصبح وجوديا ويصطدم بمعوقات نظام التمييز العنصري الآخذ بالتفاقم. هناك حالة جمود على مستوى المؤسسات القيادية الفلسطينية، “فتح”والرئيس محمود عباس غارقان في “تأبيد” الإستاتيكو “من فوق” وحركة “حماس” أسيرة “دولتها” في غزة مع كل الأيديولوجيا القديمة التي تحملها والتي تحتمل التسويات المعلنة وغير المعلنة. إنه جمود الانتقال “القيادي”بين جيلين فلسطينيّين واحدهما مفلس وآخر عاجز. بينما على الجانب الإسرائيلي يترافق النجاح البنيوي في الاقتصاد والعلاقات الخارجية ، إقليماً وعالَماً، مع ازدياد المجتمع الإسرائيلي عنصريةً ورفضاً لأي تسوية مع الفلسطينيين. مرة أخرى كما يشير تصاعد العنف في القدس والضفة أن الفلسطيني الحائر سياسياً يملك إمكانية العودة إلى عنف يتقنه مقابل عنف إسرائيلي لم يتوقّف عن التعرض له منذ العام 1948. أخيراً، ومن وجهة نظر مختلفة، إذا كان توصيف يوفال هراري الجديد لنظام التمييز العنصري الإسرائيلي يستحق الاهتمام فلسبب أساسي ليس جدته كتوصيف، وهو غير جديد في المضمون كما أشرنا، بل بسبب ما يعنيه من اتساع قاعدة الموقف النقدي لمثقفين إسرائيليين حيال تفاقم التمييز العنصري رغم أن هذا الموقف “الثقافي” على أهميته في الغرب يسير باتجاه متناقض مع اتساع تأييد المجتمع الإسرائيلي عموما لأحزاب اليمين واليمين المتطرف وبالتالي يصبح عاجزا عن أي ترجمة سياسية. ..فلننتظرْ ما ستتمخّض عنه القاعدة الاجتماعية الفلسطينية لأن كل تحوّل إسرائيلي أساسي يحمل معه تحولا فلسطينيا بنيوياً، والعكس صحيح في هذا الصراع الذي يقترب من أن يصبح شبيهاً ب”حرب أهلية” على أرض واحدة. jihad.elzein@annahar.com.lb Twitter: @ j_elzei 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post باتريس بافيس يتوقع موت الإخراج التقليدي في المسرح next post Downtown Halifax free parking kicks in earlier on Fridays until Christmas You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024