بأقلامهمعربي وليد الحسيني : “عرب” الفرسنة والتتريك by admin 13 يوليو، 2022 written by admin 13 يوليو، 2022 144 الإمكانات العربية غير مفلسة تماماً. ويمكن الإعتماد عليها إذا قررنا ترميم الحطام العربي. وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي ليس بالضرورة أن يكون “عدو عدوي صديقي”… فعداء إيران لأميركا واسرائيل، لا يبرّر ارتكاباتها في الوطن العربي. وتسمية قوات تدخلها السريع بـ “فيلق القدس”، لا يعني أنها تخوض حرب تحرير فلسطين. دائماً تحتاج الإرتكابات القذرة إلى مبررات كبرى تحميها من الإنكشاف… وأميركا المثل والنموذج. من منا لم يتابع قيام “دولة القتلة”، عبر أفلام “الكاوبوي”. لم تكن أفلاماً خيالية. كانت تروي تاريخاً حقيقياً لحقبة طويلة من بناء “حضارة الدم” الأميركية. لم نكتشف، إلا متأخرين، أن “الكاوبوي”، الذي خدعنا وتعاطفنا معه، لم يكن سوى مجرماً يقضي على أصحاب الأرض قبيلة بعد قبيلة. لقد خذل العالم هذا الهندي الأحمر، الذي وقف يطلق سهامه البدائية على وحوش بشرية فقدت الرحمة والأخلاق. اليوم، ندرك أنه عندما كان يدافع عن نفسه، كان يدافع عن عالم بلا أميركا. ها هي، بمارينزها وأساطيلها، تزعم أن جيوشها محملة بالقيم والحرية. لكن حروب “العدالة الأميركية” لم تؤد إلاّ إلى قهر البشرية، بادعاء إنقاذ الشعوب من الطغاة والجهل والفقر والمرض والتخلف. ينسب “قتلة العصر”، وأجدادهم الإنكليز، إلى أنفسهم بناء الديمقراطيات في العالم. فألمانيا لم تصل إلى حريتها، لولا أن أنقذتها أميركا من النازية. واليابان ما كانت تخرج من ظلامها، لولا أضواء القنابل الذرية التي ألقيت على هيروشيما ونغازاكي. وأن الشيوعية كانت ستبقى جاثمة على صدور الروس لو لم تهب عليها رياح الحرية المنبعثة من الكولا والهمبرغر. والأسوأ من قاذفات طائراتهم العملاقة، وصواريخهم المفرطة بذكاء القتل العشوائي للأبرياء، كان خداع الشعوب، بإنسانية لا تكترث بحياة إنسان إذا لم يكن أميركياً. إذاً كل هذه الوحشية الأميركية، أدتها أميركا تحت شعارات أخلاقية، تبدأ بحقوق الإنسان ولا تنتهي بنشر الديمقراطية وتعميمها. ما سبق لا يعني المقارنة بين أميركا وإيران. فقدرات أميركا تمكنها من التمدد حيثما تشاء، في حين أن قدرات إيران لا تسمح بتجاوز مقولة ” على قد بساطك مد رجليك”… وها هي تمدّ أرجل “رجالها” على أربع عواصم عربية!!. لكن ثمة ما يجمع بين الدولتين. الدولتان ترفعان شعارات مفرحة بتطبيقات مفجعة ومفزعة. لنترك مهمة مواجهة أميركا لروسيا والصين ومن استطاع مثلهما إلى ذلك سبيلا. ولنتفرغ لمواجهة مخطط الإنتقال من الثابت العربي إلى المتحول الإيراني. بالتأكيد يوجد خيار آخر غير الإستسلام لهذا المخطط الجهنمي. الإمكانات العربية غير مفلسة تماماً. ويمكن الإعتماد عليها إذا قررنا ترميم الحطام العربي. لسنا بحاجة لفعل ذلك، إلى ما تملكه الأمة من جبال المال وبحار النفط. نحتاج فقط إلى العودة إلى العروبة كجامع، لا إلى التمزق بـ “فرسنة” هنا و”تتريك” هناك. نحتاج إلى عودة القومي العربي إلى قوميته. والناصري إلى ناصريته. والبعثي إلى رسالته الخالدة. والجماهير إلى أمتها العربية، لا أن تأخذها المذاهب إلى أمم أخرى. نحتاج إلى “فيلق قدس” يتوجه إلى فلسطين، لا إلى “فيلق قدس” يتوجه إلى صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت. نحتاج إلى الإقرار مجدداً بأن محمداً عربي وأن آل بيته عرب… وبأننا خير أمة أخرجت للناس. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حازم صاغية : هل عرف اللبنانيّون حقّاً «زمناً جميلاً»؟ next post نجاح دبلوماسية بايدن النفطية في الشرق الأوسط أو فشلها يتوقف على ليبيا You may also like غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024