الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » وليد الحسيني : مسرحية “التكليف والتأليف”

وليد الحسيني : مسرحية “التكليف والتأليف”

by admin

اللبنانيون طردوا من أوهامهم وعودكم الوردية. وهم في نَزَعهم الأخير لا ينتظرون منكم كلمة تعزية، ولا يعنيهم ما إذا كان رجل الدين الذي سيصلي على جثامينهم مؤمناً وصالحاً، أو فاسقاً وفاسداً.

وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي 

لا الخلاف بين عون وميقاتي حقيقة، ولا الوفاق بينهما كذبة.

الإثنان يلعبان في فريق واحد. ويؤديان أدواراً تستدعيها مسرحية التكليف والتأليف.

كل منهما يظهر حرصه على تشكيل حكومة جديدة… ومعاً يدفنان “الشيخ زنكي” إمعاناً في خداع اللبنانيين.

يتبادلان تهم التعطيل.

ميقاتي يقدم تشكيلة إشكالية.

عون لا يرفض، لكنه يطالب بتعديل يَعْدل بين القوى السياسية.

اللعبة ستستمر، وسيستمر معها الإبقاء على الحكومة القديمة، التي تقدم لكليهما مخارج من مآزق لا يمكن الهروب منها إلا باللجوء إليها.

في حكومة تصريف الأعمال، يستطيع الميقاتي تمرير القرارات التي يرغب بتمريرها تحت حجة الضرورة. والإمتناع عن إتٍخاذ القرارات التي تضرب شعبيته ومصالحه، بحجة أن حكومته محكومة بأضيق الصلاحيات.

وفي حكومة تصريف الأعمال يضمن عون بقاء وزارة الطاقة في مملكة جبران باسيل. ويحتفظ لصهره بأغلبية، تكاد تكون شاملة، للحقائب المسيحية.

أما إذا قامت حكومة ميقاتي الرابعة، فليس أمام رئيسها إلا التورط بتحمل مسؤولية استكمال الطريق إلى الإنهيار الكبير، وبالتالي، الكف عن إطلاق الوعود، لأهل الجحيم اللبناني، بالفرج القريب… وبـ “منصات” يجري من تحتها النفط والغاز… فالفرق بيّن بيْن موهبة الوعود التي يتقنها، وموهبة الحلول التي يفتقدها.

أما عون فلن يجد من يعيْنه في الحكومة الجديدة. فتياره إختار متأخراً الشعبوية، مزايداً على القوات اللبنانية والثوار، في معارضة فقدت بريقها، بعد أن أصابتها العاهات الإنقسامية والعهر السياسي.

إذاً، الوطن يمشي عكس الشعارات المرفوعة. وعلى عون وميقاتي إطلاع الناس بصراحة على نياتهما ومقاصدهما الأخيرة. وأن يكفا عن تقليد الملائكة الأطهار. إلا إذا كانا غير عابئيْن بـ “المخلوقات اللبنانية”… وبالذات عندما تتحول رغباتهما إلى مشانق معلقة للدستور والإنسانية والواجب الوطني.

لا شك أن السكوت عن هذه “الروائع المروّعة” يعني أن اللبناني شيطان أخرس… وأن لا داعي لغضبه وصراخه… وكأنه اختار الموت الصامت، بعد أن أعياه الذل والقهر والفقر.

من الحماقة الإعتقاد أن قدر اللبنانيين لن يغيّر في قدراتهم على الثورة. وبذلك يكون الإعتماد على الصمت الشعبي المتراكم، كالإعتماد على جبران باسيل في تأمين الكهرباء 24 على 24.

يا كل مسؤول،

أما حان وقت الجد… والكوارث تتجدد يومياً على كل لبنان؟.

يا كل مسؤول،

اللبنانيون طردوا من أوهامهم وعودكم الوردية. وهم في نَزَعهم الأخير لا ينتظرون منكم كلمة تعزية، ولا يعنيهم ما إذا كان رجل الدين الذي سيصلي على جثامينهم مؤمناً وصالحاً، أو فاسقاً وفاسداً.

يا كل مسؤول،

وأنت تبحث عن الفاسدين وناهبي المال العام لتبني جمهورية أفلاطون، لا تنسى أن تبحث عن نيرون وأنت تقلده مراقباً حريق لبنان أرضاً وشعباً.

وليد الحسيني

 

 

 

 

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00