بأقلامهمعربي وليد الحسيني : مسرحية “التكليف والتأليف” by admin 4 يوليو، 2022 written by admin 4 يوليو، 2022 10 اللبنانيون طردوا من أوهامهم وعودكم الوردية. وهم في نَزَعهم الأخير لا ينتظرون منكم كلمة تعزية، ولا يعنيهم ما إذا كان رجل الدين الذي سيصلي على جثامينهم مؤمناً وصالحاً، أو فاسقاً وفاسداً. وليد الحسيني \ رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي لا الخلاف بين عون وميقاتي حقيقة، ولا الوفاق بينهما كذبة. الإثنان يلعبان في فريق واحد. ويؤديان أدواراً تستدعيها مسرحية التكليف والتأليف. كل منهما يظهر حرصه على تشكيل حكومة جديدة… ومعاً يدفنان “الشيخ زنكي” إمعاناً في خداع اللبنانيين. يتبادلان تهم التعطيل. ميقاتي يقدم تشكيلة إشكالية. عون لا يرفض، لكنه يطالب بتعديل يَعْدل بين القوى السياسية. اللعبة ستستمر، وسيستمر معها الإبقاء على الحكومة القديمة، التي تقدم لكليهما مخارج من مآزق لا يمكن الهروب منها إلا باللجوء إليها. في حكومة تصريف الأعمال، يستطيع الميقاتي تمرير القرارات التي يرغب بتمريرها تحت حجة الضرورة. والإمتناع عن إتٍخاذ القرارات التي تضرب شعبيته ومصالحه، بحجة أن حكومته محكومة بأضيق الصلاحيات. وفي حكومة تصريف الأعمال يضمن عون بقاء وزارة الطاقة في مملكة جبران باسيل. ويحتفظ لصهره بأغلبية، تكاد تكون شاملة، للحقائب المسيحية. أما إذا قامت حكومة ميقاتي الرابعة، فليس أمام رئيسها إلا التورط بتحمل مسؤولية استكمال الطريق إلى الإنهيار الكبير، وبالتالي، الكف عن إطلاق الوعود، لأهل الجحيم اللبناني، بالفرج القريب… وبـ “منصات” يجري من تحتها النفط والغاز… فالفرق بيّن بيْن موهبة الوعود التي يتقنها، وموهبة الحلول التي يفتقدها. أما عون فلن يجد من يعيْنه في الحكومة الجديدة. فتياره إختار متأخراً الشعبوية، مزايداً على القوات اللبنانية والثوار، في معارضة فقدت بريقها، بعد أن أصابتها العاهات الإنقسامية والعهر السياسي. إذاً، الوطن يمشي عكس الشعارات المرفوعة. وعلى عون وميقاتي إطلاع الناس بصراحة على نياتهما ومقاصدهما الأخيرة. وأن يكفا عن تقليد الملائكة الأطهار. إلا إذا كانا غير عابئيْن بـ “المخلوقات اللبنانية”… وبالذات عندما تتحول رغباتهما إلى مشانق معلقة للدستور والإنسانية والواجب الوطني. لا شك أن السكوت عن هذه “الروائع المروّعة” يعني أن اللبناني شيطان أخرس… وأن لا داعي لغضبه وصراخه… وكأنه اختار الموت الصامت، بعد أن أعياه الذل والقهر والفقر. من الحماقة الإعتقاد أن قدر اللبنانيين لن يغيّر في قدراتهم على الثورة. وبذلك يكون الإعتماد على الصمت الشعبي المتراكم، كالإعتماد على جبران باسيل في تأمين الكهرباء 24 على 24. يا كل مسؤول، أما حان وقت الجد… والكوارث تتجدد يومياً على كل لبنان؟. يا كل مسؤول، اللبنانيون طردوا من أوهامهم وعودكم الوردية. وهم في نَزَعهم الأخير لا ينتظرون منكم كلمة تعزية، ولا يعنيهم ما إذا كان رجل الدين الذي سيصلي على جثامينهم مؤمناً وصالحاً، أو فاسقاً وفاسداً. يا كل مسؤول، وأنت تبحث عن الفاسدين وناهبي المال العام لتبني جمهورية أفلاطون، لا تنسى أن تبحث عن نيرون وأنت تقلده مراقباً حريق لبنان أرضاً وشعباً. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “الناتو العربي”: ما هي أبرز التحالفات العسكرية السابقة في الشرق الأوسط ولماذا فشلت؟ next post بشرى سارة.. اكتشاف جديد قد يساعد في علاج الصلع You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024