ثقافة و فنونعربي 3 سينمائيين بلا أسلاف وورثة يجتاحون مهرجان برلين by admin 16 فبراير، 2022 written by admin 16 فبراير، 2022 21 نمساوي وكندي وفرنسي يسائلون قضايا البؤس الإنساني والجنس والإرهاب اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان ثلاثة سينمائيين غير تقليديين لا أشباه لهم في التقاط الواقع والارتقاء به، يعرضون جديدهم في مهرجان برلين السينمائي الـ72 هذا العام: النمساوي أولريش زيدل يأتي بـ”ريميني” في المسابقة الرسمية، في حين يكشف الكندي دوني كوتيه عن تفاصيل “هذا النوع من الصيف” في المسابقة عينها. أما الفرنسي آلن غيرودي، فيفتتح قسم “بانوراما” مع “سآخذك معي”. في الآتي، نظرة على ثلاث عقليات سينمائية تقف في الضفة المقابلة لكل هو مستهلك يتغذى من التكرار. أولريش زيدل تجري أحداث “ريميني” في مدينة ريميني الساحلية خلال الشتاء. كل من زار المصيف الإيطالي الشهير يعلم كم هي المدينة مزدحمة صيفاً وخالية من الناس شتاءً، والفصل الأخير هو ما يناسب توجه زيدل السينمائي الذي لطالما حط رحاله في أماكن هامشية ومناطق غير مأهولة. القصة: تستمتع مجموعة من كبار السن من نزلاء أحد الفنادق بغناء ريتشي برافو الذي يلقي أغاني عن “الدموع المؤلمة”، لكن عندما ترفع ابنته مرآة أمام حياته، تعود أشباح الماضي لتطارد الموسيقي المعذب. الفيلم من الصنف “الرومانسي الحزين” كما يقول ملف الفيلم على موقع المهرجان، كل شيء فيه يعالج على الطريقة الـ”زيديلية” (نسبة لزيدل) المعتاد. مهما كان حجم “الانحراف” الذي هو عليه، فقليلة هي الأفلام التي تلتقط بؤس الحياة كما الحال هنا. مايكل توماس يبرع في تجسيد دور الابن والأب والرجل. الألم الذي يعانيه يضاهي حبه، حقيقةً وزيفاً. أنجز زيدل فيلماً آخر عن أحب الشخصيات إلى قلبه: الخاسر الأبدي الذي غالباً يعرف أنه خاسر. يواصل مخرج “استيراد – تصدير” في التربع على عرش الغرابة الأوروبية، من خلال أفلام تنبش في حقول غير مستكشفة لطرح قناعته حول الإنسان. وأهميته في أنه يعاين ناسه بتأنٍّ وطول أناة، مستدرجاً الطرافة الهدامة إلى سينماه. من فيلم “هذا النوع من الصيف” لدوني كوتيه (الخدمة الإعلامية) لا يبدي زيدل أي اهتمام بالتحدث عن نفسه خلال المقابلات. فهو ينبذ “الاستعرائية التي كثرت في زمن هيمنة التلفزيون”، كما يقول. يعتبر نفسه رجل سينما، يعنيه الآخرون ويمضي معظم وقته وهو يراقب سلوكهم وتصرفاتهم. هكذا تتولد الشخصيات التي يستخرجها من عمق الواقع ليضع عليها لمساته الخاصة. يهمه أيضاً تناول عدة طبقات اجتماعية في أعماله. ثمة دائماً تعايش فريد في أفلامه بين الوثائقي والروائي، حد أن المشاهد باتت تستهويه عملية البحث عما هو حقيقي وما هو متخيل. باختصار، لا نعرف إذا ما ينجزه روائي أو وثائقي. تختلط علينا الأشياء، وهذا يشكل مصدر بهجة لديه، إذ يقول: “هذا هو الجوهر الذي يقوم عليه شغلي. أنجز الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية، وأنجز أيضاً أفلاماً روائية فيها نمط وثائقي، وأسعى ألا يكون المشاهد متأكداً تمام التأكيد إذا كان ما يراه حقيقة أو خيال. أحب خربطة الأشياء عليه”. في بعض أفلامه، يخيل لنا أن الشاشة التي أمامنا ما هي ألا خشبة مسرح، علماً بأن زيدل، باعترافه، لم يتأثر بالمسرح بقدر ما تأثر بالكنيسة. وليس المقصود بالكنيسة العقيدة الدينية، بل المذبح خلال القداس الكاثوليكي الذي يشبهه المخرج بخشبة المسرح. هناك ناقد قال هذا عن زيدل في بداياته، فوجده صائباً في مقاربته. إذا كانت أفلامه قداديس، فهل هذا يعني أنه الراهب، راهب مخرب؟ يجيب ممازحاً: “إني بالأحرى الحبر الأعظم!”. دوني كوتيه مع “هذا النوع من الصيف”، يعود كوتيه إلى المسابقة البرلينية التي سبق أن عرض فيها أربعة من أفلامه السابقة. الحكاية عن ثلاث نساء يقضين 26 يوماً في منزل هادئ يقع على بحيرة. هن ليوني وأوجيني وغاييل اللاتي يتميزن بطباع مختلفة بعضهن عن بعض. الأولى جادة والثانية مندفعة والثالثة تحب الغزل. أخصائي اجتماعي ومعالج نفسي يشرفان عليهن. شعار المرحلة: “فرط الجنس ليس مرضاً”. الهدف من التجربة التي يخضعن لها ليس الشفاء، بل “الاستكشاف الصريح للتجارب المختلفة وأشكال الرغبة في أقصى تجلياتها”، هذا كله سيحدث والشخصيات إما نصف عارية أو بكامل ملابسها، عارية ومتسترة، سواء لفظياً أو جسدياً، أكان في الخيال أو في الواقع. أبطال المشروع لا ينفعلون إلا قليلاً، وهذا أمر غير مفاجئ لأنه يتوافق مع رد فعل المشاهد إزاء ما يراه. يقول مبرمجو الفيلم في برلين أن دوني كوتيه نجح في إنشاء مساحات سينمائية ديناميكية، حيث التجارب النفسية والجسدية والفكرية عبارة عن لعبة، وبسببها تحديداً، يمكن تعقب الواقع. أحياناً، تدور الكاميرا حول الشخصيات في رقصة تروما وشهوة. تتفكك القواعد ليغدو الحاضر ملموساً والمستقبل قابل للتصور. من فيلم “سآخذك معي” للمخرج آلان غيرودي (الخدمة الإعلامية) كوتيه سينمائي مستقل وجد هامشاً للتعبير في الحكايات التي تخرج من قائمة ما يمكن أن نتوقعه من سينمائي ولد وعاش في كيبيك. سار على هذا النهج منذ أول فيلم قصير له في عام 1997. عمل كوتيه ناقداً سينمائياً لمدة 12 سنة قبل أن يخوض غمار الإخراج. في طفولته، لم يشاهد إلا أفلام رعب إسبانية وإيطالية، تلك التي تصنع خارج هوليوود. داريو أرجنتو ولوتشيو فولتشي هما من الذين أثروا فيه كثيراً في تلك المرحلة من حياته، حين راحت تتبلور أيضاً لديه مشاعر سلبية تجاه هوليوود. ثم، انضم إلى حركة الـ”بانك”، فاختبر شعور أن يعيش من دون وصي على أفعاله وكتاباته. هو الذي لطالما كان من رواد “السينماتك”، وجد نفسه يخصص ثلاث صفحات لعباس كيارستمي وأربعة أسطر لـ”سبايدرمان” في المطبوعة التي كان ينشر فيها. ولما لم يجد أحداً يردعه، استمر في هذا النهج. يقول في مقابلة إن هذه التجربة أسهمت في بنائه الداخلي، وحصنته أمام كل ما هو تقليدي، لا بل استطاع بلورة حساسية لكل ما هو تقليدي. آلان غيرودي فيلم الفرنسي آلان غيرودي، “سآخذك معي”، الذي افتتح قسم “بانوراما”، كان منتظراً في برلين نظراً إلى أن هذا المخرج يقدم شيئاً مختلفاً مع كل جديد له. هذه المرة ينكب على شخصيات تدور أحوالها على هامش هجوم إرهابي يأخذ من مدينة كليرمون فيران مسرحاً له. نتعرف على ميديريك، الشاب الثلاثيني الذي يقع في حب عاهرة خمسينية متزوجة. سينتهي حبهما بشكل مفاجئ، حينما يحدث الهجوم اضطراباً في المدينة، فيلجأ سليم وهو شاب بلا مأوى من أصل عربي، إلى البناية التي يقطن فيها ميديريك الذي يساعده في البداية، قبل أن تداهمه الشكوك في شأن هذا الغريب. اقرأ المزيد مهرجان برلين يكرم نجمات لامعات من ذاكرة هوليوود فحص كورونا اليومي ينهك مهرجان برلين السينمائي من شاهد الفيلمين السابقين لغيرودي، قد يعي بأن احتمال أن يتطرق إلى قضية الإرهاب (ولو بشكل غير مباشر) على نحو تقليدي ضعيف جداً. لذلك، فنحن أمام عمل “فيلم جاد وساخر في الحين نفسه، عن الحب المستحيل وجنون العظمة والتضامن”، وذلك بحسب تعريف المهرجان له. الفيلم يلامس أيضاً مواضيع إشكالية كصورة الجسد والعمر والدين والتوجه الجنسي. كلما ازداد عدد الذين في الفيلم، تصبح الحبكة غير متوقعة، لتنحرف في بعض الأحيان إلى العبثية، مع حرص دائم للتعامل مع شخصيات غير مألوفة بقدر هائل من الحب. في آخر عمل له، “البقاء عمودياً”، قبل ست سنوات، قدم غيرودي عملاً يتعذر تصنيفه، وصفته ناقدة “لو موند” إيزابيل رينييه بأنه يقتفي خطى بازوليني. جنس واستفزاز وكوميديا، هي بعض مكونات هذا الفيلم الكاسر لكل أنماط السرد التقليدي، والذي يصعب حتى إن نجد منطقاً له من شدة إمعانه في الجنون غير العاقل. تربى غيرودي في الريف الفرنسي، حيث شاهد أولى أفلامه. عاش في بيئة صغيرة وهي “ملتقى للأشخاص ذاتهم” كما يقول. كان يشعر بالحرمان والكبت، فالثقافة كما نجدها في باريس ومدن أخرى لم تكن متاحة. عوض عن هذا النقص عبر الإمعان في مطالعة الأدب. لجأ إلى كل ما يتيح له التعرف إلى الآخر والغوص في خصوصياته. وهذا هو في نظره تعريف الثقافة. يروي أن السينما لطالما كانت عنده مرتبطة بالحلم. نما هذا الإحساس في داخله وهو يكتشف أفلام كبار السينمائيين مثل بونويل وفيلليني. إلا أن ثمة عملاً جعله يرغب في المرور إلى خلف الكاميرا: “الشيطان الأبيض والإله الأشقر” لغلاوبر روشا. ولأنه من الريف ويعاني هذه العقدة، كانت السينما بالنسبة إليه شيئاً مستحيلاً، سواء جغرافياً، لأن مدارس السينما كانت في باريس، أو اجتماعياً لأنها كانت محصورة في الطبقة البورجوازية والنخب. “ولكن هل البورجوازية هي النخبة؟”، يسأل غيرودي ضاحكاً. بعض الجواب في أفلامه. المزيد عن: مهرجانسينماأفلامسينما فرنسيةالبؤسالإنسانالمجتمعتصوير 7 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ملفّ سلامة بين هدوء القضاء وغوغائيّة عون next post القاص المغربي الرائد إدريس الخوري كتب رسالة يأس ورحل You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 7 comments Key Programmers 16 فبراير، 2022 - 10:58 ص It has also been about that time period a friend of mine came into my office and said, “You want this? It’s boring.” He threw us a six-cassette audio seminar by Roger Dawson, called Power Negotiating. Feel free to surf to my page :: Key Programmers Reply cpcforum.com 16 فبراير، 2022 - 10:59 ص If your shop does about 200 car repairs, a month then happen to be going to exceed $100,000 in revenue alone just replace panel in upvc door – cpcforum.com, get it done small improve. You can actually create a snowball affect just by implementing atiny low change like this. Reply Ang Probinsyano 16 فبراير، 2022 - 10:59 ص Over 120 channels that you could be or may not heard of like; Discover Channel, Disney Channel, National Geographic, Game Network.and and a lot more. You an your family will locate all simple . shows plus much more. My webpage; Ang Probinsyano Reply Tocaba 16 فبراير، 2022 - 10:59 ص Over/Under bets – Also as listing a favorite team and the point spread they’re likely to win by, the oddsmakers will also list a complete over/under score. This is the total amount of points the teams will score inside game. Stop by my page; Tocaba Reply locksmith near me unlock car 16 فبراير، 2022 - 10:59 ص A locksmith or might say them an auto locksmith near me unlock car will help you in revealing the locks of the car. Reply Johnette 16 فبراير، 2022 - 11:00 ص This a great easier job when as compared how to replace upvc door panel, Johnette, the trickier front seats. They might be in two sections: the seat cushion and the backrest. Reply Bestrevie.Ws 16 فبراير، 2022 - 11:05 ص It’s an additional good idea to aside from sports journalists should you be at a personal game. Try to locate a different angle then they’re taking. It’s advisable to watch the game with fans, or coaches or the player’s spouse. Also visit my website … 파워사다리 (Bestrevie.Ws) Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.