الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » تَعْريب شِعْري.. عبد الرَّحمن بسيسو : إلى الألمان

تَعْريب شِعْري.. عبد الرَّحمن بسيسو : إلى الألمان

by admin

شِعْر: مارتن لانجفورد

( شَاعِر أُسترالي)

تَعْريب شِعْري: عبد الرَّحمن بسيسو

إلى الألمان

 

لأنَّ الإنكليزَ والرُّومانَ والفرنسيينَ

أنشأوا، أَيْضَاً، إمبراطورياتٍ على جُثَثِ العَبِيْدِ؛

 

ولأنَّ الصِّينيينَ، والرُّوس، والخمِيرَ

قتلوا الملايينَ مِنَ النَّاسِ، أيضاً وأيْضَاَ؛

 

ولأنَّ الأسَبانَ، والمَغَولَ، والزُّولو

قد تقدَّموا، أيضاً وأيِضَاً وأيْضَاً،

عبر أقواسِ الكوكب الأرضيِّ

كَجُنْديِّ النَّمْلِ؛

 

ولأنَّ الهُنودَ لم يَهْتَمُّوا بفقراءِ النَّاسِ

سَواءٌ، في ذلكَ، إنْ هُمْ قَدْ عاشَوا أو ماتُوا؛

 

ولأنَّ العَربَ، كما الأتراك، كما اليابانيينَ،

قد حَلَمُوا بكواكبَ مُتَجَانِسَةٍ في الطَّبع،

وفي الرُّوحِ،

حيثُ إليهم يَعُودُ كلُّ قرار؛

 

ولأنَّ الأميركيينَ، والأستراليينَ، والجَاويين،

قد تَلَمَّسوا الحَاجةَ إلى مَجَالٍ حَيَويٍّ –

لأنَّ بلداً لم تَتَوافَرْ، قَطُّ، على طريقٍ مُتَحَضِّرٍ

يَحْمِلُهَا صَوْبَ فَضَاءَاتٍ متحضِّرة –

لم يَعُدْ ثمَّة مِنْ جَدوى قَطْ

للإبْقَاءِ على دائِرةِ الصَّمْتْ.

 

لَمْ يَكُنْ مُغْتَفَراً ما فَعَلْتُمُوهُ –

غير أنَّ ما فَعَلْنَاهُ، جَمِيْعَاً، ليس مُغْتَفراً، أَيْضَاً.

ولا ينبغي لهُ أنْ يُنْسَى، أَبَداً.

لعلَّ أحَدَاً لا يَنْسَى

العَالمَ الذي فيه العَدلُ، مُمْكِن الوُجُودِ –

واللُّطفُ مُتَاحٌ – يَتَدَفَّقُ فائِضَاً عَبرَ حُفَرِ المَوتَى.

 

حتَّى في الصَّباحَاتِ الْمُثْلَى، مُطْلَقةِ الحُسْنِ،

تَتَكَدَّرُ حَاشِيةُ الماضِي بوميضِ الصَّرخَات.

ولِذَا، لنْ يَكُفُّوا، لَنْ يَكُفُّوا

لَنْ يَكُفُّوا حتَّى يُدْعَوْنَ إلى الانْضِمَامِ إلينا.

فَلْنَجْلِسْ مَعَاً،

كَأَبْنَاءِ عُمُومَةٍ لا نَزَالُ مَكْدُومِينَ بِجَرَائِمِنَا.

 

ودَعُوا الموتى يَجِيْئُون ليكونوا هُنَاكَ أيضاً.

ودَعُونَا نُصْغِي

ليس إلى فاغنر –

الذي لَدَيهِ كَانَتْ كُلْفَةُ الجَمَالِ مَوتَاً.

ولا إلى برامز –

الذي لَدَيهِ كانَ جَمَالُ المَوتَى مَحْتُوماً –

ولَكِنْ لتأْذَنُوا لنَا بِتَمْجِيدِ

كُلٍّ مِنْ نَضْحِ الجُثثِ

وأَنْصَافِ حِكَايَاتِ الأَحْيَاءِ

لِتَعَذُّرِهُمَا على الحَلِّ أو التَّذويب –

لا تَمْدِيَةَ مُجَرَّداتِ الإرادةِ المُنْتَصَرةِ، ولا تَرْسِيخَ الأحزانِ والمَرَارَات.

 

دَعُونَا نُثَمِّنُ اللَّامُنْتَهيَ؛ غَيْرَ النَّاجِزِ، المُقِتَضَبَ الوَجِيزْ.

تَمَّتْ

 

مُلَاحَظَة تَوضيْحيَّة: كنتُ، في هَذِه القصيدة، أُحَاولُ الإلماحَ إلى أنَّه ما دامت انتصارية فاغنر، أو جاهزية برامز  للُحزن، هُما المِزاجُ السَّائدُ،  فسوف لن يكونَ بمقدورنا أنْ نُمجِّدَ الحياةَ والعيشَ أو أنْ نُقَدِّرَهُما بما يكفي للتَّخلُّصِ من غرائزِ إشعالِ الحرب التي تحكمُ، بين وقتٍ وآخر، جميع البلدان؛ فثمَّة علاقةٌ بين الكمال الذي سعى إليه كلٌّ من فاغنر وبرامز (جمالُ النَّصر، وجمالُ الحزن)، وبين الطُّرق التي يسعى المُحاربون من خلالها، أيضاً، إلى الكمال، على حساب الآخرين. وحتَّى اللَّحظة التي نقبلُ فيها راهنيَّة العالم، ووقتيَّته، ونُقْصَانِهِ، سَنَسْتَمرُّ في فرضِ رغبتنا في الكمال على الآخرين.

 

 

 

You may also like

1 comment

Rent Lamborghini Urus 8 يوليو، 2024 - 8:38 م

Thank you for addressing this topic. It’s very relevant to me.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00