الخميس, أكتوبر 24, 2024
الخميس, أكتوبر 24, 2024
Home » “الصوابية السياسية”… أو احتكار رواية التاريخ والمستقبل

“الصوابية السياسية”… أو احتكار رواية التاريخ والمستقبل

by admin

يزعم بعض النقاد المحافظين أنها وسيلة الشيوعية لتقويض القيم الغربية

اندبندنت عربية \ فيديل سبيتي 

كل نظام سياسي أو دولة أو فريق سياسي يريد أن يحتكر “الصواب السياسي” بالقول إن أفعاله وأعماله وقراراته التاريخية كانت صائبة في ظروفها، وصوابها يستدل عليه من نتائج الحاضر، وهذا ما يؤدي بدوره إلى احتكار رواية التاريخ، فمهما كانت الأخطاء كبيرة سواء في الحروب أو المعاهدات أو الانفتاح أو العزلة أو في معاقبة الشعب بأكمله كما في الأنظمة التوتاليتارية، فإن هذه الأنظمة تبرّر كل ما تقوم به من منطلق “الصوابية السياسية”، ثم تروي تاريخها بحسب إرادتها لا كما هو عليه بالفعل. 

الصوابية السياسية كوجهة نظر

ومن وجهة نظر علم التاريخ، تقسم بلدان العالم إلى البلدان التي تُكتب فيها النصوص التاريخية بأمر من السلطة، والبلدان التي يكتب فيها النصوص التاريخية أشخاص محايدون أو معارضون للسلطة، فكل تاريخ الشرق القديم من أشوريا إلى مصر وصل إلينا في نصوص كتبها على جدران القصور والمعابد مؤرخون رسميون باسم الملك الحاكم، وتروي التاريخ كما يراه هو على سبيل المثال، بينما يردنا تاريخ الأديان بحسب تواتر روايات المؤمنين الذين بدورهم يروون الأحداث من منظورهم لا من منظور تاريخي محض.

في العصر الحديث، يخوض الكرملين مثلاً في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرباً ضارية ضد ما يسميه تشويه التاريخ ودفاعاً عن “الصوابية السياسية” التي مارسها النظام الشيوعي في فترة الاتحاد السوفياتي، بخاصة تاريخ الحرب العالمية الثانية ودوره في هزيمة النازية، وكذلك في ما يتعلق بالمرحلة الستالينية التي تم خلالها التمييز بين الشعوب السوفياتية واعتقال ملايين الأشخاص ونفيهم إلى سيبيريا، وغيرها من الأحداث المأسوية التي أخفاها النظام السابق كي لا تنال من مشروعيته “الثورية” في الداخل، أو من أخلاقياته الفكرية في الخارج لدى الأعداء.

ومن أجل تأكيد الصوابية والرواية التاريخية “الكرملينية” أو “البوتينية”، ظهرت منذ عام 2012 القوانين التي تعاقب وجهات النظر المختلفة لتأريخ الحقبة السوفياتية، بحسب صحيفة “نوفويا” في تقرير بعنوان “جرائم ضد التاريخ… كيف تحتكر روسيا الماضي”، أي الماضي الصحيح برأيها. وأجرى الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان تحليلاً حول كيفية محاربة روسيا للمنظمات والمؤرخين تكريساً لمقولة “التاريخ الصحيح” للاتحاد السوفياتي التي تستخدمها السلطة على نحو متزايد لشرعنة نفسها، ويشكل المسؤولون منظمات اجتماعية زائفة للدفاع عن الذاكرة التاريخية، ويقرون قوانين تسمح بالضغط على الباحثين المستقلين، ويجعلون مناقشة الماضي حكراً عليهم وحدهم.

وكان نهج احتكار التاريخ من قبل الدولة الروسية قد بدأ منذ إقرار قانون “الجمعيات العميلة للأجنبي” عام 2012، وأصبحت بموجبه الجمعية العاملة في توثيق الذاكرة عن ضحايا القمع السياسي في الاتحاد السوفياتي “Memoriale” وفروعها في المناطق تصنف كعميل أجنبي، كما أدرج في القائمة عينها متحف خاص أقيم في المنطقة التي كان يشغلها معسكر سوفياتي للمساجين المحكومين بالأشغال الشاقة في الأورال.

يريد النظام السياسي الروسي تكريس رواية تاريخية لمرحلة الاتحاد السوفياتي، وكذلك للعلاقة بين الشعوب السلافية عبر التاريخ، وأيضاً في ما يتعلق بأوكرانيا على أنها دولة مصنوعة بالخطأ من أجل تدمير وحدة الاتحاد الروسي.

في الديكتاتورية والديمقراطية

هذه القراءة للتاريخ وتكريس مفاهيم “الصوابية السياسية” ليست حكراً على الروس، بل وكذلك الرواية الصينية عن نهضة البلاد على أنها نتيجة “الثورة الثقافية الماوية” التي أطلقها الرئيس الشيوعي الأول ماوتسي تونغ، على الرغم من أن العكس هو الصحيح، أي أن النهضة بدأت بعد الانقلاب على مفاهيم ماو، واليوم يكرس هذا النوع من الصوابية السياسية أو احتكار التاريخ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقفز في روايته للتاريخ عن المرحلة الأتاتوركية، أي علمنة الدولة وتغيير نوع الحرف التركي من عربي إلى لاتيني، حين كان هدف أتاتورك جعل تركيا دولة أوروبية أو بمزايا الدول الأوروبية، فيقوم أردوغان بالعودة بالتاريخ إلى الزمن حين كانت السلطنة العثمانية ممثلة المسلمين في العالم وحاكمة بلادهم على مدى قرون طويلة، ويعمل بشكل حثيث على تكريس هذا النوع من “اليوتوبيا” السياسية لدى جمهوره من أجل استعادة أمجاد الماضي، فيسمح بغطاء الرأس للمرأة التركية بعدما كان ممنوعاً في الجامعات والإدارات العامة، ويحول متحف “آيا صوفيا” من كنيسة تاريخية إلى مسجد عبر خطاب شعبوي يكرّس مفهومه الخاص “للصوابية السياسية”.

وهذه حال إيران الإسلامية التي تدمج نازعين تاريخيين في مشروعها السياسي العام، أي الإمبراطورية الفارسية وحضارتها، والخلافة الإسلامية الشيعية ذات الجذور الخلافية منذ بدايات الإسلام، ويمكن تعداد عشرات الأمثلة من الأنظمة الشمولية التي تمتلك الحقيقة المطلقة حول تاريخها ومستقبلها أيضاً.

ولكن هذه الميزة لا ترتبط بالأنظمة الشمولية التي تحلم باستعادة أمجادها الضامرة، بل بالأنظمة الديمقراطية أيضاً، ففي الولايات المتحدة تشتعل منذ عقود المنافسة بين الديمقراطيين والمحافظين حول معنى الصوابية السياسية وفحواها وكيفية تنفيذها على الأرض، وبالطبع فإن كل من الفريقين يملك ترسانة جاهزة من البراهين على صحة نظرته للأمور، فعلى سبيل المثال في مايو (أيار) 1991 استخدم الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش المصطلح عندما قال لطلاب الخريجين في جامعة ميشيغان إن “فكرة الصواب السياسي قد أشعلت الجدل في جميع أنحاء البلاد، وعلى الرغم من أن الحركة نشأت من الرغبة الجديرة بالثناء لإزالة حطام العنصرية والتمييز على أساس الجنس والكراهية، إلا أنها تستبدل التحيز القديم بآخر جديد”.

وبرأي المحللين السياسيين الأميركيين، فإن الصوابية السياسية تقتل الرأي الحر، لأنه بدلاً من التعبير عن الرأي الحقيقي بموضوع معين، تأتي الصوابية السياسية لتخفي الموضوع الرئيس خلف شعارات أخلاقية، فتبقى المشكلة مخبوءة في نفوس من يضطرون إلى الالتزام بأخلاقيات يفرضها الصواب السياسي، فأن نقول للمواطن الأسود بأنه ملّون فهذا لا يعني أن العنصرية قد انتهت، وإذا قلنا للهاربين عبر الحدود بأنهم لاجئون، فهذا لا ينهي مشكلة الدخول غير الشرعي إلى البلاد، أو أن الإشارة إلى المشردين على أنهم “بلا منزل مؤقتاً” لن تخلق فرص عمل أو تقضي على الفقر، والناس الذين يبتلعون تعابيرهم السياسية، لن يتخلوا عن المشاعر التي حفزتهم على القول والتعبير، وبدلاً من ذلك، فإنهم سيبقون تلك المشاعر بالداخل حتى تتفاقم وتصبح أكثر سمية وضرراً.

تاريخ مصطلح “الصوابية السياسية”

تغيّرت مدلولات مصطلح الصوابية السياسية عبر الزمن، وبسبب هذا التغيّر في معناه وقصده بات من الصعب إرجاع وقت البدء باستخدامه إلى حقبة أو تاريخ معينين، إلا أن الليبراليين حول العالم يعيدونه إلى الشيوعيين الرواد أو الحرس القديم الذي يشدّد على الالتزام أو التقيد بالخط السياسي للحزب في ثقافة المرء وسلوكه ولغته، ولكن في السبعينيات من القرن الماضي راحت تستخدمه مجموعة من المفكرين والمثقفين الأوروبيين على نحو تهكمي للسخرية من الالتزام العقائدي لليساريين بالمسلك واللغة التي يسمونها “التقدمية”، بما يبديهم محتكرين للتاريخ كما للغة أيضاً، وكذلك للأوصاف التي ينعتون بها أفكارهم السياسية وتجاربهم، مثل “التقدمية” و”النهضوية” و”الجذرية” و”العقائدية” و”الأممية” وغيرها.

ثم سخف المحافظون الجدد الأميركيون في الثمانينيات هذا المصطلح في معرض انتقادهم لمناهج التعليم المغرقة في التعددية الثقافية في الجامعات الأميركية، وبمحاربتهم لـ “تقدمية” المناهج التربوية لأنها لا تنتج جيلاً سياسياً موحداً حول هوية وأفكار سياسية مشتركة، فإنهم يمجدون جانب “الصوابية السياسية” الذي يحاربونه في الوقت عينه.

ويزعم بعض النقاد المحافظين أن الصواب السياسي هو تقويض ماركسي للقيم الغربية، فيصفه وليام ليند وباتريك بيوكانان كتقنية نشأت من مدرسة فرانكفورت ذات الفكر اليساري، ومن خلال ما يصفه بيوكانان بأنه “ماركسية ثقافية”، وقد عرف في كتابه “وفاة الغرب” الصواب السياسي بأنه نظام لمعاقبة المعارضة ولمحاربة البدع الاجتماعية، كما حاربت محاكم التفتيش البدع الدينية وعلامتها التعصب.

وبقي الأمر على هذه الحال من تطوير معنى مصطلح “الصوابية السياسية” وما يدل عليه، حتى بات يشير اليوم في اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها، إلى أي عمل أو قول يصدران عن شخص يراعي فيهما مسايرة الرأي العام حول قضية من القضايا، كأن يصرح سياسي علماني في مجتمع ديني بجمل متوازنة كي لا يصدم الحساسية الدينية لمواطنيه ويفقد بالتالي تعاطفهم لحزبه، فيعتني عناية فائقة باختيار كلماته وعباراته، بحيث يقول أشياء يدغدغ بها المشاعر الدينية ويظهر بها حرصه على الدين وما شابه ذلك، وهذا السلوك الذي يسميه البعض صوابية سياسية يحترم خصوصيات المجتمع وجماعاته، إلا أنه يمكن وصفه أيضاً بالنفاق والوصولية.

قاموس “أميركان هيريتدج” يعرف العبارة على أنها ترتبط أو تسهم أو تساعد في إحداث تغيير اجتماعي وسياسي وتربوي وذلك من أجل تصحيح الظلم التاريخي الذي لحق ببعض الجماعات بسبب انتماءاتها العرقية أو توجهاتها السياسية أو انتمائها الطبقي أو ميولها الجنسية أو الجندرية.

أما قاموس “لوغران روبير”، فيشرح العبارة على أنها خطاب أو سلوك يغض الطرف عن التعابير التي من شأنها أن تقلل من شأن أقلية عرقية ما وتعكس في الوقت ذاته أخلاقيات المجتمع العامة.

يجادل المدافعون عن عملية الصواب السياسي بأن تصوراتنا عن الآخرين تتشكل وتتأثر بشكل كبير باللغة التي نسمعها وتستخدم عنهم. لذلك عند استخدام اللغة بلا تمعّن وحذر يمكن أن تنكشف تحيزاتنا ضد مجموعات ذات هويات مختلفة، لذا يساعد الاستخدام الصارم للغة الصائبة سياسياً، برأيهم، في منع تهميش هذه الفئات واستبعادها اجتماعياً.

ستانلي فيش، أحد الشخصيات الرئيسة في حركة الصوابية السياسية، يرى أنها أداة رئيسة في إنشاء الجيد والصحيح، فاللغة تتوسط علاقتنا بالواقع، واللغة والخطاب أساسيان في توزيع القوة في المجتمع، وبرأيه فإن اللغة غير عادلة بطبيعتها تجاه الأقليات والنساء والمثليين مثلاً، ولهذا نحتاج إلى الصوابية السياسية.

المزيد عن: الاتحاد السوفياتي\الصواب السياسي\فلاديمير بوتين\الصين\ماوتسي تونغ\اخترنا لكم

 

 

You may also like

46 comments

백링크 뜻 28 يوليو، 2021 - 12:35 م

Someone necessarily assist to make severely posts I might
state. This is the very first time I frequented your website page and up
to now? I surprised with the analysis you made to create this actual post incredible.
Wonderful activity!

Reply
유흥 28 يوليو، 2021 - 12:38 م

Very nice article, just what I needed.

Reply
대구op정보안내 28 يوليو، 2021 - 12:39 م

Helpful information. Lucky me I found your website unintentionally, and I
am surprised why this coincidence did not took
place in advance! I bookmarked it.

Reply
검색엔진 최적화 중요성 28 يوليو، 2021 - 12:40 م

Great website you have here but I was wondering if you knew of any discussion boards
that cover the same topics discussed in this article?
I’d really love to be a part of group where I can get
advice from other knowledgeable people that share the same interest.

If you have any recommendations, please let me know.
Thank you!

Reply
sandestin fl mortgage broker 28 يوليو، 2021 - 12:47 م

If you desire to grow your know-how just keep visiting this
website and be updated with the most recent news update posted here.

Reply
토토사이트 28 يوليو، 2021 - 12:47 م

whoah this blog is great i love studying your articles.

Keep up the great work! You already know, many people
are searching around for this info, you can aid them greatly.

Reply
토토사이트 28 يوليو، 2021 - 12:48 م

Excellent article. I absolutely love this
site. Keep writing!

Reply
togel online 28 يوليو، 2021 - 12:49 م

My family every time say that I am killing my time
here at web, but I know I am getting familiarity every day by reading
such pleasant articles or reviews.

Reply
대구마사지 28 يوليو، 2021 - 1:00 م

Hmm it looks like your website ate my first comment (it was super
long) so I guess I’ll just sum it up what I wrote
and say, I’m thoroughly enjoying your blog.
I too am an aspiring blog blogger but I’m still new to the whole thing.
Do you have any tips and hints for novice blog writers?
I’d certainly appreciate it.

Reply
카지노사이트추천 28 يوليو، 2021 - 1:04 م

Wow, that’s what I was searching for, what a
stuff! existing here at this web site, thanks admin of this website.

Reply
www.Google.com.cy 28 يوليو، 2021 - 1:10 م

Export the merged file to MP3, M4A, WAV, or
FLAC.

Look at my webpage – http://www.Google.com.cy

Reply
대구의밤접속 28 يوليو، 2021 - 1:10 م

Good way of describing, and nice piece of writing to obtain data regarding my presentation focus, which i am going to present in institution of higher education.

Reply
Matthias 28 يوليو، 2021 - 1:14 م

พนันบอล แทงบอลออลนลานไลน์ ได้กำไรดี บน เว็บแทงบอลที่ยอดเยี่ยม เปิดตลอด 1 วัน

my homepage – แทงบอล (Matthias)

Reply
Адвокат для наследства 28 يوليو، 2021 - 1:20 م

What i do not realize is in reality how you’re
not actually much more smartly-liked than you might be right now.
You’re very intelligent. You already know thus significantly
in the case of this subject, made me individually believe it from so many numerous angles.
Its like women and men aren’t fascinated unless
it’s something to accomplish with Woman gaga! Your personal stuffs great.
All the time handle it up!

Reply
대구업소 정보안내 28 يوليو، 2021 - 1:23 م

Can you tell us more about this? I’d want to find
out more details.

Reply
대구주점 접속 28 يوليو، 2021 - 1:26 م

It’s amazing designed for me to have a website, which is useful
in favor of my knowledge. thanks admin

Reply
free binary options charts etoro downloads 28 يوليو، 2021 - 1:28 م

I relish, lead to I discovered exactly what I used to be having a look for.
You have ended my four day lengthy hunt! God Bless you man. Have a nice
day. Bye

Reply
divorce advice 28 يوليو، 2021 - 1:29 م

This is a good tip especially to those fresh to the blogosphere.

Simple but very precise information… Thanks for sharing this
one. A must read article!

Reply
먹튀사이트 28 يوليو، 2021 - 1:29 م

It’s nearly impossible to find well-informed people on this topic, but you sound like you know what you’re talking about!

Thanks

Reply
k.a.t21el.y.n.m.c.k.ay.1.9.394cdpsecurec2000dp.s15342144.onlinehome-server.info 28 يوليو، 2021 - 1:44 م

Hi would you mind letting me know which web host you’re working with?

I’ve loaded your blog in 3 completely different browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most.

Can you recommend a good web hosting provider at a fair price?
Thanks, I appreciate it!

Reply
credit-repair-north-dayton-tn 28 يوليو، 2021 - 1:49 م

Good information. Lucky me I found your website by accident (stumbleupon).
I have saved it for later!

Reply
Streaming Jav Online Free 28 يوليو، 2021 - 1:51 م

Howdy! I could have sworn I’ve been to this website before but after checking through some of the
post I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely delighted I found it and I’ll be
bookmarking and checking back frequently!

Reply
오피스타 접속 28 يوليو، 2021 - 1:51 م

Right here is the perfect blog for anyone
who would like to understand this topic. You know so much its almost hard to argue
with you (not that I actually will need to…HaHa). You certainly put a fresh spin on a topic which has been written about for ages.

Great stuff, just great!

Reply
업소사이트 달리기 28 يوليو، 2021 - 1:53 م

Excellent goods from you, man. I have understand your
stuff previous to and you are just extremely wonderful.
I actually like what you’ve acquired here, really like what you are saying and the way in which you say it.
You make it entertaining and you still care for to keep it smart.

I can not wait to read far more from you. This is
actually a tremendous web site.

Reply
대구유흥안내 28 يوليو، 2021 - 1:54 م

I know this website provides quality dependent
articles or reviews and extra stuff, is there any other web site which
gives these kinds of data in quality?

Reply
오피러브 사이트주소 28 يوليو، 2021 - 1:56 م

Nice answer back in return of this issue with genuine arguments and explaining all regarding that.

Reply
대구의밤주소 28 يوليو، 2021 - 2:04 م

If you desire to improve your familiarity simply keep visiting this web site and be updated
with the hottest news update posted here.

Reply
bird flu vaccine deaths 28 يوليو، 2021 - 2:11 م

Hello! I’ve been reading your weblog for a long time now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Austin Tx!
Just wanted to mention keep up the excellent work!

Reply
파워볼 하는법 28 يوليو، 2021 - 2:16 م

Why people still make use of to read news papers when in this technological world the whole
thing is presented on net?

Reply
오피쓰 사이트주소 28 يوليو، 2021 - 2:21 م

Quality articles is the crucial to interest
the users to pay a quick visit the web page, that’s what this website
is providing.

Reply
오피시티 달리기 28 يوليو، 2021 - 2:24 م

What’s up, I log on to your new stuff daily.
Your humoristic style is awesome, keep up the good work!

Reply
오피가이드 28 يوليو، 2021 - 2:37 م

WOW just what I was looking for. Came here by searching for 전주오피

Reply
sabung ayam online 28 يوليو، 2021 - 2:40 م

Hi! Quick question that’s completely off topic.
Do you know how to make your site mobile friendly? My weblog looks weird when browsing from my apple iphone.

I’m trying to find a template or plugin that might
be able to fix this issue. If you have any suggestions, please share.
Thanks!

Reply
대구업소긴급주소 28 يوليو، 2021 - 2:45 م

Excellent blog you have got here.. It’s difficult to find quality writing like yours nowadays.

I truly appreciate people like you! Take care!!

Reply
휴게텔 28 يوليو، 2021 - 2:48 م

I need to to thank you for this excellent read!! I absolutely loved every little bit of
it. I have you book marked to look at new stuff you post…

Reply
대구마사지 변경주소 28 يوليو، 2021 - 2:49 م

hi!,I really like your writing so much! proportion we communicate extra
approximately your article on AOL? I need a specialist on this space to
resolve my problem. May be that’s you! Looking forward to see you.

Reply
토토 28 يوليو، 2021 - 2:51 م

Sweet blog! I found it while browsing on Yahoo News. Do you have any suggestions on how to
get listed in Yahoo News? I’ve been trying for a while but I never seem to get
there! Thank you

Reply
먹튀정보 28 يوليو، 2021 - 2:55 م

Hey there! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and say I truly enjoy reading your blog posts.
Can you recommend any other blogs/websites/forums that deal with the
same subjects? Thanks a lot!

Reply
샌즈카지노 28 يوليو، 2021 - 2:56 م

Hello! This is kind of off topic but I need some
help from an established blog. Is it difficult to set up your own blog?
I’m not very techincal but I can figure
things out pretty fast. I’m thinking about setting up my own but I’m not sure where to start.

Do you have any tips or suggestions? Thank you

Reply
Marion 9 أغسطس، 2021 - 1:57 ص

I am not certain where you are getting your information, but great topic.
I needs to spend some time learning much more or understanding more.

Thanks for magnificent information I used to be searching for this info for
my mission.

Reply
ps4 games off 23 أغسطس، 2021 - 3:27 ص

Wow, this post is nice, my younger sister is analyzing such things, thus I am going to inform her.

Reply
ps4 games that 23 أغسطس، 2021 - 1:17 م

I read this post fully concerning the comparison of newest and preceding technologies, it’s awesome article.

Reply
ps4 games off 24 أغسطس، 2021 - 5:31 م

Hello There. I found your weblog using msn. That is a
really neatly written article. I will be sure
to bookmark it and return to read extra of your useful info.
Thanks for the post. I’ll definitely comeback.

Reply
web hosting what 28 أغسطس، 2021 - 2:26 ص

Hello, just wanted to mention, I liked this blog post.

It was practical. Keep on posting!

Reply
asmr a 2 سبتمبر، 2021 - 9:54 ص

Excellent blog you’ve got here.. It’s difficult to find excellent writing like yours these days.
I really appreciate people like you! Take care!!

Reply
asmr in 5 سبتمبر، 2021 - 3:10 ص

Hello, I would like to subscribe for this website to obtain most up-to-date updates, thus where can i do it please assist.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00