الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home »  روبرت ساتلوف: الفوز في جولة وقف إطلاق النار في غزة: قرارات حاسمة لإدارة بايدن

 روبرت ساتلوف: الفوز في جولة وقف إطلاق النار في غزة: قرارات حاسمة لإدارة بايدن

by admin


THE Washington institute /  روبرت ساتلوف

روبرت ساتلوف هو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن منذ عام 1993. ونظراً لكونه خبيراً في السياسات العربية والإسلامية بالإضافة إلى سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، فقد كان للدكتور ساتلوف العديد من الكتابات والخطابات حول عملية السلام العربي الإسرائيلي، والتحدي الذي يمثله الإسلاميون تجاه النمو الديمقراطي في المنطقة، والحاجة إلى دبلوماسية عامة تتميز بالجرأة والابتكار بالنسبة للعرب والمسلمين.

متوفر أيضًا باللغات: English

كان ابتعاد الإدارة الأمريكية عن الإنخراط في حل الأزمة بين «حماس» وإسرائيلقبل اندلاعها مؤخراًمنطقياً عندما كان الصراع جامداً. أما الآن، فقد حرّكت غزة ذلك الوضع الراكد. إن المسار الأكثر حكمة الذي يمكن أن تتخذه الإدارة الأمريكية هو تقييم خياراتها المتاحة لتحديد نتائج التغييرات، والتي ستؤثر على المصالح الأمريكية الأكبر في المنطقة.

في ظل وقف إطلاق النار المرحب به بين «حماس» وإسرائيل، والذي تم تحقيقه بمساعدة كبيرة من واشنطن، سيتعين على إدارة بايدن أن تقرر ما إذا كانت ستعود إلى استراتيجيتها السابقة ما قبل الأزمة، والقائمة على إهمال الدبلوماسية بين العرب وإسرائيل لصالح الأولويات الأمريكية. وكان الابتعاد عن هذه القضية منطقياً عندما بدا الصراع جامداً وكان من المحتمل أن يتغير القليل، حتى في ظل الانخراط الأمريكي الكبير. أما الآن، فقد حرّكت غزة هذا الوضع الراكد. وفي حين أنه من المؤكد أن بإمكان الإدارة الأمريكية “الجلوس والتفرج” أثناء حدوث هذه التغييرات، إلّا أن المسار الأكثر حكمة سيكون تقييم خياراتها المتاحة لتحديد النتائج بفعالية، والتي ستؤثر على المصالح الأمريكية الأكبر في المنطقة.

الرهانات في غزة

في جوهرها، عكست الحرب المصغَّرة قرار «حماس» بإحراج خصمها، “السلطة الفلسطينية”، من خلال “الدفاع” عن الأماكن الإسلامية المقدسة من توغلات الشرطة الإسرائيلية. وكان قصف المدن بالصواريخ الأسلوب الذي اعتمدته الحركة لإظهار أن المواجهة، وليس التكيّف والرضوخ، هو الذي سيجبر إسرائيل والعالم بأسره على الانتباه. وفي جهودها هذه، أحرزت «حماس» بعض النجاح على الصعيدين الداخلي الفلسطيني والدولي، كما تشير ردود فعل العواصم الأجنبية وقطاعات معّينة في الكونغرس الأمريكي. وطوال هذه الأثناء، كانت «حماس» غير مبالية بالثمن الذي سيدفعه سكان غزة خلال المعركة.

وفي الوقت نفسه، لا يجب فصل صراع غزة عن الصِداميْن الإقليمييْن الأوسع نطاقاً: أولاً، بين الكتلة الإسلامية السنية المتطرفة (أي تركيا، وقطر، و «الإخوان المسلمين»، و«حماس»، وآخرين) والكتلة السنّية المعادية للإسلاموية (مصر، والأردن، وبعض دول الخليج)؛ وثانياً، بين “محور المقاومة” بقيادة إيران (سوريا، و«حزب الله»، والحوثيون، ومختلف الميليشيات الشيعية، و«حماس»، إلخ) والتحالف المناهض لإيران (الكتلة السنية المناهضة للإسلاميين بالإضافة إلى إسرائيل). وكَوْن «حماس» الجماعة السنية الوحيدة تقريباً الموجودة ضمن المعسكريْن المتطرّفيْن، فهي تربط بين هذين الصِداميْن؛ وبالفعل، تشكّل غزة إحدى النقاط التي يلتقون فيها. وبالنسبة للولايات المتحدة، يضيف ذلك طبقة إضافية من المصالح الاستراتيجية لضمان عدم تحقيق «حماس» ورعاتها مكاسب سياسية من الأعمال العدائية التي ترتكبها ضد إسرائيل.

وعلى الصعيد العملي، يُترجم ذلك إلى ثلاثة أهداف رئيسية لفترة ما بعد الصراع. يتمثل الهدف الأول في إزالة أي مكاسب سياسية حققتها «حماس» من خلال لجوئها إلى القوة أو على الأقل الحدّ من هذه المكاسب، ويقوم الهدف الثاني على دعم “السلطة الفلسطينية” باعتبارها الحكومة الشرعية وممثلة للشعب الفلسطيني. فعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة التي يمكن توجيهها إلى قيادة الرئيس محمود عباس، إلا أن للولايات المتحدة مصلحة في عكس التصورات القائمة على استفادة «حماس» من استخدام العنف ومعاناة “السلطة الفلسطينية” بسبب تحفظها. أما الهدف الثالث، فيكمن في مواصلة واشنطن الارتكاز على العامل الجديد الرئيسي – التطبيع العربي-الإسرائيلي عبر “اتفاقيات إبراهيم” – من خلال ضم دول عربية إلى الجهود التي تدعم الهدفيْن الأوليَيْن بشكل فعلي. وسيؤدي ذلك إلى بناء شبكة من الروابط بين عمليات التطبيع وصنع السلام ولعب دور رئيسي في منع المتطرّفين في المنطقة من الفوز بوقف إطلاق النار. وبشكل خاص، على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ الخطوات التالية:

  • ربط «حماس» مباشرة بمعاناة الشعب من خلال تأطير المرحلة القادمة على أنهاإعادة الإعمار أو الصواريخ“. نظراً إلى ازدياد التعاطف العالمي مع سكان غزة، يجب أن تبدأ الإغاثة الإنسانية العاجلة مثل المواد الغذائية والمياه والأدوية ومساكن حالات الطوارئ على الفور، دون شروط مرهقة. ولكن إعادة الإعمار تشكل مسألة أخرى. فهذه المرة، يجب أن تكون إعادة إعمار غزة مشروطة بإجراءات مراقبة تدخلية تحدّ تدريجياً من سلطة «حماس» المحلية وتحرّمها بشكل قاطع من القدرة على التسلح مجدداً وإعادة بناء شبكة أنفاقهاأي الدروس المستفادة من جهود الرقابة الفاشلة التي أعقبت الصراع عام 2014. ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف من دون تطبيق عدد من الشروط المسبقة، وهي: نشر مراقبين على نطاق أوسع بكثير وبشكل أكثر فعالية؛ فرض نظام لا يسمح بوجود منافذ موازية إلى غزة (على سبيل المثال، الطريق المصري البديل للبضائع، والذي سمحت به إسرائيل مؤخراً)؛ الإشراف على السلعمن خلال وجود فعلي للمراقبينمنذ لحظة دخولها إلى حين وصولها إلى المستخدم النهائي بدلاً من الاعتماد على المراقبة عبر الفيديو؛ فرض نظام جمركي تتدفق مكاسبه بشكل أساسي إلىالسلطة الفلسطينيةوليس «حماس»؛ والتزام حازم بوقف جميع الواردات في حالة اكتشاف أي انتهاك. ورغم أن هذه المقاربة تتضمن الكثير من المكونات التقنية، إلا أنها ليست مجرد مسألة تقنيةإنها مطلب أساسي في المرحلة التالية من بناء أساس السلام.
  • دعم مزدوج للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بحيث تتم مكافأة سياسة ضبط النفس والتعاون التي تنتهجهاالسلطة الفلسطينيةوليس سياسة «حماس» القائمة على العنف والمواجهةيجب تطبيق مبدأ 1:1 – أي مقابل كل دولار من مساعدات إعادة الإعمار التي تتدفق إلى غزة، يجب إرسال دولار من مساعدات التنمية (وليس دعم ميزانيةالسلطة الفلسطينية“) إلى الضفة الغربية. وهذا سيساعد على دعم عباس الذي تضررت مكانته منذ سنوات وتعرضت للانهيار في الآونة الأخيرة بعد أن ألغى الانتخابات التشريعية.
  • إشراكتحالف سلام عربيلدعم هذه الجهوديجب طلب المساعدة من جميع شركاء السلام العربالسابقين والحاليين والمستقبليينلإسرائيل، ويشمل هؤلاء: “الجيل الأولمن صناع السلام في القاهرة وعمّان، والجيل الثانيمن صانعي السلام من في الدول الموقّعة علىاتفاقيات إبراهيم، وصناع السلام المحتملين في المستقبل في الرياض ومسقط وعواصم أخرىوانتقدت العديد من هذه الحكومات بشدة الإجراءات الأولية التي اتخذتها إسرائيل في القدس، لكنها التزمت الصمت عموماً حالما تحوّل التركيز على الصراع إلى غزةوعلى الرغم من أن الكثير من دعمها سيكون مالياً لأنها غالباً ما تعرب عن مساندتها للقضية الفلسطينية بهذه الطريقة، إلا أن دورها يتجاوز التبرعاتإن جعل العواصم العربية تحتشد لمساعدة أبناء غزة فضلاً عن أبناء الضفة الغربية وحكومتها سيترك أثراً مفيداً على الساحة الفلسطينية. ويمكنها أيضاً اتخاذ خطوات سياسية رئيسية على سبيل المثال، على الإمارات العربية المتحدة أن تكمِّم صوت محمد دحلان، العدو القديم لمحمود عباس، الذي حرّض ضدالسلطة الفلسطينيةطوال فترة الصراع. ومجتمعة، يمكن للأعمال الفردية والجماعية التي يتخذهاتحالف سلام عربيأن تكون لها فوائد متعددة، وهيتعزيز شرعية صناع السلام العرب في أعين الفلسطينيين؛ والاستجابة للتعاطف الواسع النطاق مع القضية الفلسطينية ضمن الدوائر الانتخابية المحلية لكل حكومة؛ والتصدي للدور المزدوج الذي تلعبه قطر حالياً، والتي وافقت إسرائيل  بقصر نظر على دعمها المالي لـ «حماس» في السنوات الأخيرة كوسيلة للحفاظ على الهدوء (أو تأجيره بشكل أكثر دقة).
  • تنظيم اجتماع بعيد عن الأنظار مع إسرائيل والأردن لمعالجة المشاكل العملياتية في القدس، ومعالسلطة الفلسطينيةحين يكون ذلك مناسباًيجب أن يكون حل الخلافات حول إدارة الأماكن المقدسة الإسلامية جزءاً من هذا التفويض، دون المساس بمسائل السيادة أو السيطرة السياسية. ولجميع الأطراف مصلحة استراتيجية مشتركة في الحفاظ على الهدوء والتعاون لمنع تحوّل الخلافات الصغيرة إلى صراعات كبيرة محتدمة. ولتحقيق هذا الهدف، سيكون من الضروري أن تعترف إسرائيل بأن الأردن يمكن أن يلعب دوراً مفيداً وبناءً في هذه القضايا، ويجب على الزعيمينبنيامين نتنياهو والملك عبد الله الثانيالتغلب على عداوتهما الشخصية العميقة.

تحديد الدور الأمريكي

هذه أجندة جوهرية تنطوي على انخراط أكبر بكثير مما تَصوَّرَه فريق بايدن في الأساس. فهي تتطلب “عضلات” دبلوماسية مستدامة – ليس مبعوثاً رئاسياً من شأنه أن يؤدي وجوده إلى تسييس عملية دقيقة، بل مُحلل مُثْبت للأخطاء الدبلوماسية يمكنه حشد القدرات والمصالح المتنافسة للعملية المشتركة بين الوكالات الأمريكية، والتحدث بشكل رسمي في العواصم الإقليمية، وإقناع الجهات المانحة المحتملة في أوروبا وفي دول أخرى، والانخراط مباشرة مع القادة المحليين مثل نتنياهو وعباس، الذين سيلاحظون الألغام الأرضية السياسية في أكثر القضايا الفنية الثانوية.

ومع ذلك، فإن منع تكرار هذه الحرب الصغيرة قد يتطلب أكثر من مجرد تعزيز الفريق الدبلوماسي الأمريكي. وسيتمثل نظام المراقبة الأكثر فعالية لغزة بوحدة مدنية جديدة من الخبراء الفنيين، والعاملين في مجال مشاريع التطوير، والمهندسين، ومراقبي الحدود على غرار “القوة متعددة الجنسيات والمراقبون في سيناء” – وهي هيئة دولية تنظمها وتديرها الولايات المتحدة مع وحدات من عدد من الدول الصديقة. وسيكون مثل هذا الكيان قادراً على إجراء عمليات تفتيش حيثما يحلو له، ويشغّل نظام منح تراخيص استيراد بسرعة وكفاءة، ويتمتع بالدعم لوقف أي واردات إذا اكتشف وجود مخالفات.

ويقيناًّ أن كلاً من إسرائيل و«حماس» لن ترحبان بهذه الفكرة في بداية الأمر – فالأولى بسبب مخاوف من أنها قد تشكل سابقة للمراقبة الدولية في الضفة الغربية (على الرغم من اختلاف المهمة والظروف اختلافاً عميقاً)، والثانية بسبب عملية مراقبة جادة من شأنها أن تؤدي إلى تآكل قوة الحركة. ومع ذلك، إذا كان الهدف هو منع اندلاع جولة أخرى من القتال، فهذا هو الحل الأمثل؛ وقد تكون الخيارات الأخرى (على سبيل المثال، نسخة محسنة من عملية الأمم المتحدة ما بعد عام 2014)  أقل فعالية.

أمام إدارة بايدن فرصة الخروج [سالمة] من الأزمة الحالية، ودعم تدفق السلع الإنسانية إلى غزة، ثم العودة فعلياً إلى موقفها القائم على عدم التدخل، وربما المموّه ببعض الحركة الدبلوماسية. ومثل هذا القرار قد يعكس تقييماً أساسياً مفاده أنه من غير المرجح أن تتغلب المشاركة الفعالة على جموح أطراف عرب وإسرائيليين رئيسيين في هذه اللحظة من عدم اليقين السياسي، ومن شأن الاستثمار في الوقت والطاقة الضرورييْن أن يصرف الانتباه عن المخاوف الأكثر إلحاحاً. ومع ذلك، يجب أن يخْلص أي تقييم صادق إلى أن عدم المشاركة بشكل كامل في هذا المسعى من شأنه أن يضمن على الأرجح اندلاع حرب أخرى بين «حماس» وإسرائيل في مرحلة ما في المستقبل، وسط استخدام أسلحة أكثر فتكاً وحصد عدد أكبر من الضحايا.

روبرت ساتلوف هو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن.

 

 

You may also like

4 comments

v9bet 25 مايو، 2021 - 10:01 م

It is appropriate time to make some plans for the future and it’s time to
be happy. I have read this post and if I could I desire to
suggest you some interesting things or suggestions. Perhaps you can write next articles referring to this article.
I desire to read more things about it!

Have a look at my web blog :: v9bet

Reply
bitchute video 25 مايو، 2021 - 10:04 م

Spot on with this write-up, I actually believe this amazing site needs a great
deal more attention. I’ll probably be back again to read more, thanks for the info!

Reply
Denizli Escort 25 مايو، 2021 - 10:21 م

Escort sitemizde kaliteli escort bayan ilanları sağlayan adresimiz sizlere
en kaliteli escort desteği sağlıyor.

Reply
먹튀검증 25 مايو، 2021 - 10:23 م

My family always say that I am killing my time here at net,
but I know I am getting familiarity every day by reading
such good articles or reviews.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00