تكنولوجيا و علومعربي التنويم المغناطيسي ممر إلى دهاليز العقل الباطني by admin 17 يناير، 2021 written by admin 17 يناير، 2021 60 يسعى إلى علاج الأمراض الجسدية والنفسية وتأثيره إيحائي اندبندنت عربية / هلا كريّم مراسلة Twitter: @halasco نشرت غادة السمان في كتابها “السباحة في بحيرة الشيطان” مقالاً كانت كتبته عام 1975 عن التنويم المغناطيسي على أنه حقيقة علمية أسيء استعمالها. منوهة في النص أنه عام 1955 أقر المجمع الطبي البريطاني “التنويم المغناطيسي وسيلة مهمة من وسائل العلاج النفسي”. واليوم يعتمد العلاج بالطاقة في معظمه على فكرة التنويم المغناطيسي، إذ إنها تعمل للوصول إلى العقل الباطني للحصول على الإجابات والسلام والتخلص من الألم وحتى التخدير. ويستحوذ اللاوعي على 90 في المئة من المخ، في حين يشكل نظيره الواعي العشرة في المئة المتبقية. هل ننام أثناء التنويم المغناطيسي؟ كلمة تنويم قد تثير في النفس الريبة والتوجس مما قد يحدث في جلسة الـhypnosis أو التنويم المغناطيسي. ولكن الواقع أن من يخضع لجلسة التنويم لا ينام فعلياً، إنما يعمل على إلهاء عقله الواعي بالتنفس والتركيز لإيقاف عمله والولوج إلى العقل الباطني، حتى أن البعض يسميها “حالة من الوعي المتزايد لحل مشكلات معينة بطلب من الشخص”. وفي لبنان يوجد نقابة للتنويم المغناطيسي تحتاج إلى معايير معينة ليكون الممارس أو المدرب منتسباً إليها، قد يشمل تقديم الطلب والامتحانات، وتسمى “نقابة المعالجين الإيحائيين”. تقول المعالجة النفسية ومدربة البرمجة اللغوية العصبية NLP ريتا عبد الباقي لـ”اندبندنت عربية”، إن العلاج الإيحائي يعد المظلة الأساسية للعديد من سبل العلاج. تعرف ريتا العلاج الإيحائي، بأنه إحدى طرق التواصل مع العقل الباطني، وهو جزء من عقلنا الذي يحتوي على كل البرمجيات والمعلومات. فإذا شبهنا العقل بالكمبيوتر، فإن العقل الباطني هو “سوفت وير”، أو البرمجيات التي تشغل الكمبيوتر. والتنويم المغناطيسي كما تقول هو درجة من الوعي مختلفة عن درجة وعينا في الأيام العادية. وهو ليس نوماً وهذا الخطأ الشائع، إذ يبقى الشخص واعياً ومتذكراً كل التفاصيل بعد الجلسة. من يساعد العلاج الإيحائي؟ تضيف ريتا، أن كل من لديه مشكلة تترجم على مستوى التصرف أو الشعور، مثل التصرفات الخطأ أو الغاضبة أو الإدمان أو الأكل أو التدخين بشراهة يمكن أن تتم مساعدته بالتنويم المغناطيسي، “لأننا قادرون على الدخول إلى العقل الباطني، وتفنيد المشكلة، ومعرفة منشأها، وتراكماتها والعمل على الطفل في داخلنا، إذ في كل منا طفل مجروح أو مكسور يجب أن نعيد بناءه”. وتشير إلى أن العلاج الإيحائي يساعد في علاج نوبات الهلع والخوف والفوبيا والسلوك وسواها، وتعتبر أن الأمراض موضوع دقيق إذ نستطيع أن نعكس المرض إذا كان المريض جاهزاً. وتذكر حالات مرضى سرطان استطاعوا شفاء أنفسهم بمساعدة التنويم المغناطيسي. اختراق الحارس تؤكد ريتا أن العلاج الإيحائي يعتمد على جهوزية الإنسان في التخلي عن المرض أو المشكلة على مستوى العقل الباطني. “فأحياناً يمرض الناس بمساعدة عقلهم الباطني في استدعاء المرض للحصول على العاطفة أو الاهتمام”. وتشبه العقل الواعي بحارس لا يسمح بالدخول إلى مثيله الباطني، أما العلاج الإيحائي، فيكسر هذا الحاجز للتعامل مع الأخير من دون شكوك وتحليلات الأول. وعن عدد الجلسات تقول، إنها تكون بحسب الحالة. فالبعض يحتاج لجلسة واحدة أو 2 أو 6 لا يمكن تحديدها قبل الجلسة الأولى. ويتراوح وقت الجلسة بين الساعة والساعة والنصف لإعادة البرمجة والروابط العصبية المحفظة وإعطاء روابط عصبية جديدة. علاج قديم في السياق ذاته يقول عبدو شوشاني، الحاصل على ماجستير في NLP البرمجة اللغوية العصبية وHypnotherapy أو العلاج الإيحائي واختصاصات أخرى في مجال الطاقة، إن التنويم المغناطيسي طريقة للعلاج منذ آلاف السنين، والمفهوم الغربي منها بدأ منذ نحو 150 سنة لعلاج الألم والقلق، الذي يسببه السرطان، وأنواع الفوبيا والخوف، ولتصحيح الجسم رياضياً، وقلة الثقة بالنفس، والأرق والتدخين وعادات أخرى، والمشاكل الجنسية، والعلاقات، والتحكم بالأوجاع، والأهم لعلاج الطفل الداخلي حيث بدأت معظم المشاكل من أثناء وجوده جنينا في بطن أمه وحتى 12 عاماً. في كتاب الشفاء الذي نشره ابن سينا عام 1027 إشارة إلى التنويم المغناطيسي وسماه “الوهم العميل”، واستخدم الطبيب السويسري باراسيلسوس تمرير الأحجار الممغنطة فوق أجسام مرضاه، ومثله فالنتاين غريتراكيس. ويقول عبدو، إن الطبيب النمساوي فرانز ميسمر يعتبر أب التنويم المغناطيسي الحديث منذ عام 1770، وقام جيمس برايد في القرن التاسع عشر بتفنيده وفهمه، وأرجع مصدره إلى إله النوم عند الإغريق Hypnos، وطوره سيغموند فرويد واستخدمه لإعادة الأحداث المزعجة في عمر صغير، وكذلك استخدم ميلتون إيريكسون طريقة جديدة باستخدام الاقتراحات غير المباشرة والبنج. واستخدم التنويم قبل البنج لإجراء عمليات جراحية، وازدهر في الحرب العالمية الثانية بالمستشفيات والمعسكرات لتخفيف الألم. وحدث أن أجريت عملية منظار للرحم العام الماضي، وكانت الأولى من نوعها في لبنان تحت تأثير التنويم المغناطيسي، وأشار الطبيب جوزيف غنيمة الذي أجرى العملية حينها إلى فعالية هذه التقنية في العمليات الصغيرة. طرق التنويم وعن طرق التنويم المغناطيسي يقول عبدو، أنها تعتمد على الاقتراح، والعودة بالعمر إلى الطفولة، لاستعادة ذكريات لا يتذكرها العقل الواعي ومخزنة في العقل الباطن. ويشير إلى أن كل التنويم المغناطيسي ذاتي، وليس المعالج هو من يقوم بذلك، إذ تنحصر مهمته في المساعدة، معتبراً أن كل إنسان يمر على الأقل بحالتين من “الهيبنوزيز” قبل أن يفتح عينيه صباحاً ومع بدء النوم ليلاً. يضيف عبدو، أن التنويم المغناطيسي هو إيقاف العقل الواعي المسؤول عن التحليل وأخذ القرارات وتحديد الأهداف عن التفكير. أما الباطن، فهو مثل القرص الصلب hard disc يسجل كل شيء منذ الولادة وفيه ذاكرة طويلة الأمد تحفظ كل شيء، في حين أن الواعي يتذكر لفترة أقل ينام مع نومنا ويظل نظيره الباطني مستيقظاً طوال الوقت. وعن كيف تتم الجلسة، يذكر، أن العقل الواعي لا ينام إنما يتوقف ونسكته، ففي حال أراد الشخص إيقاف التدخين، يضع المعالج اقتراحاً للعقل الباطني أن التدخين مضر وقاتل، ويجب أن تكون الاقتراحات بصيغة إيجابية. فلا نقول مثلاً “إننا نريد التوقف عن تناول الطعام”، إنما “نريد أن نأكل بشكل صحي أو أن نأكل الكمية الصحيحة أو أن نتمرن ونشعر بالتحسن”. والطريقة الثانية لمن لديه مشاكل من الطفولة، “نرجعه إلى عمر صغير إلى حيث جذور المشكلة. وعندما يتذكرها قد يتعرض لمشاعر كان قد شعر بها أثناء الموقف مثل التأثر أو البكاء. ويأتي دور المعالج لجعل الشخص يسامح الأشخاص أو الموقف ويسامح نفسه”. ويرى أنه لا بد أولاً من بناء الثقة خلال الحديث عن المشاكل وتحديد الأولويات لمعرفة المشكلة الأساسية لحلها ما يجعل نظيرتها الأخرى تتساقط ببساطة. وقد يكون لدى الشخص أكثر من مشكلة أساسية واحدة. “بعدها يبدأ التركيز على التخيل، ونوقف العقل الواعي عبر الإلهاء بالتنفس والتخيل أو التركيز على أمر ما. ويستغرق الأمر لتوقيفه بحسب الأشخاص من 5 دقائق إلى 20 دقيقة، وبحسب نوع التنويم”. يقول إن التنويم المصاحب بالاقتراحات يحتاج إلى 10 دقائق، والعودة إلى الطفولة من 15 إلى 20 دقيقة للذهاب في حالة (النائم – الواعي) للدخول إلى مرحلة تدعى “ترانس”. في هذه المرحلة يضع المعالج الاقتراحات أو يعيد الشخص للطفولة ثم يبدأ العلاج. كل موضوع يحتاج إلى وقت معين وعادة من 3 إلى 5 جلسات تكون كافية لعلاج مشكلة أساسية إذا أراد الشخص الشفاء. يؤكد عبدو، أن العلاج الإيحائي يتم إذا أراده الشخص ولجأ إليه، “فلا يمكن مثلاً أن ترسل سيدة زوجها إلى المعالج لإيقاف التدخين من دون قناعة أو إرادة منه، إنما إرضاء لها، فلا يستفيد من العلاج. ولا قدرة للمعالج لزراعة أفكار من دون موافقة الشخص”. ويختم بأن الشخص يستطيع إيقاف التنويم المغناطيسي عندما يريد لأنه يكون بسيطرة تامة وليس نائماً. رأيت نفسي في رحم أمي مارلين قررت أن تعالج بالتنويم المغناطيسي لأن لديها مشاكل أرادت معرفة جذورها، وقررت مواجهتها. “من المهم اختيار الشخص المعالج، لأن عامل الثقة، ويوصل إلى الطريق الصحيح”. تقول إن معالجها ساعدها في هذه المشاكل وما أرادت حله. “كانت التجربة غريبة وجميلة في آن واحد، تذكرت أموراً نسيتها، ورأيت نفسي في بطن أمي، وكيف كنت أتحرك والأصوات التي سمعتها. عدنا إلى أساس المشكلة وأعطاني المعالج اقتراحات مختلفة. عرفت إجابات على أسئلة والأهم أنني وصلت إلى التسامح”. اكتشفت مارلين كيف حملت أمراً تراكم وتفاعل وكبر في الحياة، وتحول إلى مشكلة في رأسها، المهم كيف تخلصت منه تدريجياً، والأهم تعلمها المسامحة، مسامحة الأشياء والمواقف والأشخاص الذين اعتقدت أنهم مشكلة. تخلصت من سرطان المبيض أثناء انتشار فيروس كوفيد 19، قررت لينا البدء في رحلتها الخاصة بعد أن تركت عملها في مارس (آذار) الماضي، حينها أقفل العالم وأطبق المرض فكيه على جسدها، بعد أن شُخص كيس على المبيض كورم سرطاني، وأشارت الفحوصات إلى وجوب استئصال المبيضين والرحم، وهذا يعني نسيان فكرة الأمومة. تقول “عدت إلى المنزل وانتحبت، ثم قررت المواجهة، وإزالة الضغط النفسي الذي يسبب 75 في المئة من الأمراض. فشاهدت أولاً فيلم (Heal) على (نتفيليكس)، وكان بمثابة تذكير مذهل بأن أجسادنا قادرة على فعل أي شيء. ولحظي حظيت بمدربة تعاطت معي كأم، وساعدتني في وضع خطة لعب بديلة. فقمنا بدمج العلاج بالتنويم المغناطيسي، وتدريب العقلية، والتأمل، والعلاج بالطاقة، والأدوية العشبية، والمكملات الغذائية، ونظام غذائي صديق للهرمونات، وبذور المورينغا والكثير من الصلاة”. تضيف، أنها عادت إلى الطبيبة بعد 8 أسابيع. وبعد إجراء صورة صوتية صدمت الطبيبة التي لم تجد أثراً للورم، كان قد اختفى كلياً. حتى أن فحوصات الدم لم تدل على أي أثر سرطاني وأخبرت الطبيبة لينا أنها لم تر شيئاً كهذا أبداً طوال حياتها المهنية. وتوضح لينا، أنها كانت نقطة تحول في حياتها، بعد أن اكتشفت أن شفاء جسدها بدأ بشفاء ذهنها على مستوى اللاوعي. وتأكدت أن الاتصال بين العقل والجسد والروح حقيقة. المزيد عن: التنويم المغناطيسي/العقل الباطن/الأمراض الجسدية/الأمراض النفسية/لبنان/نقابة التنويم المغناطيسي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عدوى كورونا توفر مناعة عالية لكن الحذر واجب next post بريطانيا تجيز استخدام عقار يؤخر تطور سرطان المبيض You may also like ما هي تطبيقات التجسس وكيف يمكن الكشف عنها؟ 24 نوفمبر، 2024 بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى... 24 نوفمبر، 2024 الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار “غوغل” على... 21 نوفمبر، 2024 تعرف على مزايا «بلايستيشن 5 برو»: جهاز الألعاب... 19 نوفمبر، 2024 “استنسخ سراً”.. خروف عملاق يضع أميركا في حالة... 17 نوفمبر، 2024 اكتشاف كائن بحري عملاق يمكن رؤيته من الفضاء 15 نوفمبر، 2024 كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟ 15 نوفمبر، 2024 صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود» 15 نوفمبر، 2024 «غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات 13 نوفمبر، 2024 دول تسخر مواردها لتطوير الجيل السادس من الطائرات... 8 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.