ثقافة و فنونعربي مهرجان لاغوس للتصوير يثير قضية التراث الأفريقي المنهوب by admin 21 أغسطس، 2020 written by admin 21 أغسطس، 2020 19 دعوة المواطنين الأفارقة إلى بناء “المتحف المنزلي” الافتراضي اندبندنت عربية / ياسر سلطان لا شك في أن كلاً منا يحتفظ بالعديد من الأشياء التي تمثل له جزءاً من ذكرياته الشخصية، هذه الأشياء الصغيرة والعزيزة لدينا غالباً ما ننساها في خضم مشاغلنا، وهي أشياء ومتعلقات شخصية حاضرة في كل بيت، ولدى كل أسرة. قد تتمثل هذه المتعلقات في ساعة يد أو دُمية أو قطعة قماش منسوجة، أو حتى صورة فوتوغرافية أو قصاصة من صحيفة. كل هذه الأشياء تستحضر الذكريات وتحكي قصصاً عنا وعن ثقافتنا وتاريخنا بطرق مختلفة. إيماناً بالقيمة المعنوية لهذه الأشياء الحميمة يقدم مهرجان لاغوس الدولي للصورة الفوتوغرافية دعوة مفتوحة للجمهور من كافة الأعمار والثقافات للمشاركة في فعالياته التي تقام في الفترة من 24 أكتوبر (تشرين الاول) وحتى منتصف ديسمبر(كانون الأول) القادم. تدعو إدارة المهرجان الناس لاستكشاف منازلهم والبحث بين متعلقاتهم عن هذه الأشياء الحميمة والمتوارثة التي يحتفظون بها، ويتعاملون معها كتراث شخصي. تدعو إدارة المهرجان الناس لالتقاط صور لأشيائهم المفضلة تلك، من أجل عرضها في “المتحف المنزلي” وهو الحدث الأبرز في هذه الدورة من المهرجان هذا العام. لا يتطلب الأمر كما يقول القيّمون امتلاكاً لكاميرا احترافية، إذ يمكن استخدام الكاميرا الخاصة بأي هاتف خلوي. وهي دعوة مفتوحة لجميع المواطنين في أفريقيا وخارجها للبحث والمشاركة والتقاط الصور. من الصور المعروضة (موقع المهرجان) مدير المهرجان آزو نواجبوجو يرى أن هذه الصور التي تربط الماضي بالحاضر من شأنها أن تلفت انتباه الناس إلى القيمة التي تمثلها هذه الأشياء، والمسؤولية المجتمعية للمحافظة على التراث عامة. تتماشى هذه الدعوة مع الثيمة المعلنة للمهرجان هذا العام وهي “تعويض عاجل” والتي يسلط الضوء من خلالها على التراث الفني الأفريقي المنهوب. من المقرر أن تُعرض هذه الصور المشاركة في مشروع المتحف المنزلي على شبكة الانترنت كي تكون متاحة للجميع للمشاهدة والاطلاع، من أجل ضمان أوسع وآمن للمحتوى، فالفكرة الرئيسية هنا تتمثل في المشاركة الشاملة. ويسعى مهرجان لاغوس من خلال هذه الفعاليات إلى زيادة الوعي المجتمعي بهذه النقاشات حول التراث المنهوب وأهميته. معارض ومحترفات ويُعد مهرجان لاغوس الذي ينظم كل عام في العاصمة الاقتصادية لنيجيريا أكبر حدث دولي يخص الفوتوغرافيا يُنظم في أفريقيا، وهو يحتفي هذا العام بدورته الحادية عشر. تشمل فعاليات المهرجان معارض وورش عمل وعروضاً فنية وحلقات نقاش. الجديد هنا أيضاً أن الأعمال المشاركة في العرض الرئيسي للمهرجان لن تُعرض هذا العام داخل قاعات مغلقة، بل ستوزع على الأماكن العامة في المدينة بهدف زيادة وعي الناس بالتصوير الفوتوغرافي المعاصر، وإشراك جمهور أوسع وإطلاعه على رؤى متعددة الأوجه، من خلال الصور التي تلخص الخبرات والهويات الفردية للمصورين. وستسلط هذه الأعمال المشاركة الضوء على المعالجات الفوتوغرافية للعناصر التاريخية والحديثة في أفريقيا والعالم. صورة من المعرض (موقع المهرجان) الثيمة المعلنة للمهرجان هذا العام تدعووتطالب بأحقية الأفارقة في الاطلاع على تراثهم الثقافي المنهوب. وتتخذ هذه الدورة أنماطاً غير مألوفة للتعبير عن هذه القضية المثيرة للجدل، والتي أثير حولها العديد من النقاشات خلال السنوات الأخيرة. وتعد قضية التراث الأفريقي المنهوب إحدى القضايا الهامة المثارة على الصعيد الأفريقي منذ السبعينيات من القرن الماضي. ويتجدد طرحها بين الحين والآخر في العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية والدعوات التي تطلقها منظمة اليونسكو. كما يثار حولها العديد من النقاشات الدولية. وقد ارتفعت أخيراً الأصوات المطالبة بضرورة تمكين الشباب الأفريقي من الاطلاع على تراثه الفني دون شروط، فهذا التراث الذي تجسده الآلاف من القطع الفنية المعروضة في متاحف العالم يتم التعامل معه على نحو احتكاري، وغالباً ما توجد العديد من العوائق التي تحول دون الاطلاع على الكثير منه. تهدف هذه المبادرات والنداءات المختلفة إلى إتاحة القدرة على الاطلاع على هذه النماذج على نحو عام ومشاركتها مع الجميع من دون احتكار. صورة من مهرجان لاغوس (موقع المهرجان) يرى مدير المهرجان أن هذه المشاركة الجماعية للتراث الأفريقي المنهوب يمكن أن تتحقق بسهولة من طريق رقمنة صور هذه الأعمال الفنية وإتاحتها للجميع من دون شروط لنسخها أو احتكار لحقوق ملكيتها. وهنا يمكن أن تلعب التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الجديدة كما يقول، دوراً محورياً في استعادة الصلة بهذه الأعمال، بل وتضميد الجراح القديمة التي خلفتها سنوات الاستعمار الطويلة لدول أفريقيا. المزيد عن: فن افريقي/تراث شعبي/لاغوس/معرض صور/فن فوتوغرافي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الأرمني الذي خاض تجربة الفصل بين الخير والشر داخل الإنسان next post فاضل العزاوي يحلم بالعودة الى شجرته المنسية You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.