عرب وعالمعربي فادي طفيلي: تهميش الشعر فرصتُه كي يتحرر by admin 12 يناير، 2020 written by admin 12 يناير، 2020 69 الطبيعة والشعر صديقان قديمان جدًّا المدن / روجيه عوطة يواظب الشاعر والكاتب، فادي طفيلي، على نشر شعره وسرده، وها هو اليوم يصدر مجموعته الشعرية الجديدة “شارع الخامسة صباحاً” عن “دار الجديد”، على أن يوقعها في 22 الشهر الجاري عن شعره، ومجموعته، وتجربته على العموم، هنا، مقابلة لـ”المدن” مع طفيلي. – منذ أكثر من عقد والشعر يتعرّض للإقصاء، وأنت، كقلّة، لا تزال تؤمن به، فهل تكتبه لردّه إلى موقعه القديم أو لتحويل منفاه إلى محلّ جديد؟ * أنا أرى في هذا الإقصاء حافزًا شديدًا للخوض في الكتابة الشعريّة من دون حسابات، وعاملًا تثويريًّا للمنطق الشعري بحدّ ذاته، كما للمنطلقات والمقاربات التي يعتمدها من يصرّ على المضي في هذا الطريق الكتابي الشاق، الذي لا حدود له ولا خطوط ولا خرائط ولا مكاسب ومحطّات. الإقصاء يُثوِّر، كما نعلمُ ونشهدُ ونختبرُ، كلّ يوم. والتهميش هو فرصة الشعر لكي يتحرر، وفرصة لفتح طرق الأسرارِ ومسالك الطُفّارِ للخارجين على التيّار السائد والأنساق القائمة على نظم العلائق العامّة والخدمات وبيانات السوق وبورصات التجارة وبرامج الترويج. وفي هذا برأيي ما يمكن له أن يُنقذ النتاج والنصّ الشعري من “بازار” الزيف والرياء والابتسامات الكاذبة والمصافحات المسمومة التي يتحيط بنا. كما قد يساهم الأمر في استدراج الشعر إلى وجهات أكثر نضارة تحكمها مظاهر الطبيعة وأشعة الشمس وأطياف العتم وتآليف الغيوم والمطر والرياح والظلال. وهذا يمكنه أن يُعيد تصحيح علاقتنا لا باللغة والمشاعر والأفكار وحسب، بل أيضًا بالمكان وبأحيائه، فنعيد وصل المدينة والفضاءات المُعمَّرة بالأطراف والخلاءات والأرياف والمساحات المُهملة. فنخرج بذاك من تضخّمات فقاعة العيش الهشّة وأضوائها الخُلّبيّة التي تحكم نظرتنا في الأشياء، إلى فضاءات الحياة الحقيقيّة ومسالكها المتشعّبة التي تفرط المراكز والثنائيّات وتُبعثر مظاهر التسلّط والطغيان. وفي الإقصاء الذي تعرّض ويتعرّض له نوع الشعر، من قبل سلطات النشر والترويج والإتّجار الثقافي، ثمّة ما ساهم في إيضاح العديد من المظاهر الشكليّة السلبيّة التي كانت سائدة في مسرح الشعر. فقد كشف ذلك الإقصاء ظواهر “بطريركيّة” عديدة وعرَّاها، كما أنهى ظواهر “نجوم” غير مُستحقّين وأخمدها، وساهم في فتح الكتابة الشعريّة على أنواع كتابيّة وإبداعيّة أخرى، كالقصّة القصيرة والقصّة القصيرة جدًّا، مثلًا، وعلى سرديّات المرئي والمسموع وغيرها. فما عاد الشعر يتغذي من نفسه ويدور حول ذاته فقط. من هنا فإنّ ما أحلّه ذاك الإقصاء يفترض تجاوز الموقع القديم للشعر والسير قُدُمًا بلا وجلٍ في مسارات المنفى وفي المساحات الجديدة والحقول المفتوحة والهوامش المتفجّرة والفضاءات الناشئة واستكشاف ما يمكن للشعر أن يفضي إليه. – في مجموعتك الجديدة، تتوجّه، ومن الإهداء، إلى فادي أبو خليل، الذي يمثّل في المتخيل الثقافي أسطورة الشاعر المتلاشي من المدينة، من عيشها، من مشهدها، لماذا اخترت الحديث معه؟ * أشعر منذ فترةٍ أن ما كنت أحياه أنا وفادي وما كنّا نتحدّث فيه يوميًّا على مدى أعوام متواصلة، أثّر على نحوٍ عميق في علاقتي الراهنة ببيروت ولبنان والمعارف والأصدقاء، كما أثّر في نطاق يمتد إلى حدود أبعد، فأستحضره دائمًا أينما كنت وأستعيد محادثاتنا الليليّة في الغالب ومشاهد رحلاتنا الطويلة بلا هدف في الطرق اللبنانيّة، في الساحل والجبال بين المناطق، وكأنّنا في مركبة فضائيّة جاء بها من كوكب الستينات ودعاني للإنضمام إليها. وينتابني شعور يوميّ برغبة استئناف أحاديثنا تلك والتوقّف عندها. إلّا أنّني، وفي الوقت نفسه، أنحني أمام القرار الذي اتخذه فادي وأقدّره وأفهمه كثيرًا، فلا أحاول التشويش عليه والاقتراب من تخومه، وأرى أنّ تلاشيه من المدينة ومن مشاهدها المباشرة وعيشها الممجوج، يشكّل وبطريقة ما استئنافٌ لعلاقتنا التي لا يمكنني تأطيرها في حدود واضحة أو جامدة. اختياري للحديث معه يمثّل إلحاحًا يعتريني لاستئناف علاقتي به وتجديدها، وذاك ضربٌ من ضروب الحديث مع الذات أيضًا. والأمران، أي الحديث معه “هو”، ومع الذات المنعكسة في كيانه، على أهميّتهما، لا يمكن حصولهما إلّا عبر حالة بهذا العمق والشفافيّة كالتي يمثّلها فادي. فالأشخاص الذين يمكنك استحضارهم طيفيًّا لاستئناف علاقة بهم أو حديثٍ معهم، ينبغي أن يكونوا قد حفروا عميقًا ملامحهم وحركاتهم وأنفاسهم في صفحة الفضاء الماثلة أمامك. كما تُمثّل شفافيّة الآخر شرطًا شارطًا لانعكاس ذاتك عليه. – غالبًا ما تدور قصائدك، ومن عنوان مجموعتها، مكانيًّا، أي أن رجاء شاعريتك هو حيّ، شارع، مبنى إلخ. كأنّ هذه الشاعريّة، من ناحية، تشتغل من دونك، ومن ناحية ثانية، تشتغل جغرافيًّا، هل المكان شِعري بالضرورة، ودور الشاعر هو أن يكون وصّافه فقط؟ * في تحصيليّ العلميّ المدرسي كنت دائمًا أنحاز إلى الفيزياء والهندسة مقابل التفاضل والتكامل. المسألة ليست مسألة مكانٍ وحسب، بل أيضًا مسألة مواد وشكل وملمسٍ ومشهد وتضاريس. والنصوص التي تمسّني وتخاطب ذائقتي وتتفاعل معها هي دائمًا نصوص خائضة في المواد والتضاريس. يخطر في بالي الآن تلقائيًّا بريمو ليفي وجدوله الدوري (Primo Levi, The Periodic Table ) ومداخله البديعة للكلام عن الأشخاص والأحاسيس والنفس من خلال ملاحظات بالغة الإيحاء تتعلّق بمواد الكيمياء وتفاعلاتها. تعوزني على الدوام أرضٌ ومسالكٌ ودروبٌ وموادٌ للغةِ والكتابة. لا يمكنني السير في فراغ، ولا تستهويني اللغة الفراغيّة. الكتابة بحسبي تحتاج لذريعة تنعقد أواصرها من علاقة أحياء بمكان حياتهم. ثمّ أنّ الأمر يتعلّق، في الأساس، بتحصيلي الهندسي واهتماماتي المدينيّة-المكانيّة المرتبطة به. وأنا كتبت نصوصي الشعريّة الأولى المنشورة في خضمّ تحصيلي ذاك. فرجاءات الشاعريّة المتجسّدة في حيّ أو مبنًى أو شارع، هي بالنسبة إلي، كائنات فاعلة في صيرورة القصيدة وحقل النصّ. ولا أعرف إن كانت هذه الشاعريّة تشتغل من دوني، لكنّي أوافق على اشتغالها الجغرافيّ وانغماسها بالمكان، والذي هو انغماس يتطلّب وقتًا وتجربة ومعايشة حقيقة يوميّة، لا مُجرّد عبور. لهذا فإن الوصف الذي تتحدّث عنه إن وجد فهو أقرب إلى توقيع الخرائط وتحديد العلامات. – وفي قصائدك أيضاً، ثمّة طبيعة تزول وتولد، كيف يمكن للشعر أن يكون بيئيًّا؟ * الطبيعة والشعر صديقان قديمان جدًّا وعلاقتهما الوطيدة تعود إلى زمن سابقٍ بكثير لتأسيس الوعي البيئي على يد الجغرافي وعالم الطبيعة والمستكشف البروسي في القرن التاسع عشر ألكسندر فون هومبولت (Alexander von Humboldt). الأشعار الرعويّة القديمة كلّها تدور في الطبيعة، وكذا هو الحال بالنسبة لأشعار الجاهليين العرب الحافلة بالخيول والرمال والمفارق والهضاب والواحات والرياح وأصوات العناصر والمخلوقات. فالمسألة هنا ليست مسألة دعاوى بيئيّة تعليميّة وإرشاديّة وتعبويّة. بل هي خوض في مسارح الحياة وأهواء الأحياء ومشاعرهم. – الحرب حاضرة في مجموعتك، وانتماؤك إلى الحزب القومي أيضًا، ألم ينتهِ مفعولهما فيك بعد؟ * هذه على الأرجح إصابات ورضوض عميقة في النفس من الصعب تجاوز مفاعيلها في حياة واحدة. وهي ربّما تغيب في نصّ، أو في طرحٍ، أو مشروع، إلّا أن تصفية الحساب معها تبقى صيرورة مستمرّة وجزءًا من الحياة ذاتها. شطرٌ كبير من العلاقة مع فادي أبو خليل طوال التسعينات قام على معضلة العيش في ظلّ حرب سالفة لن تعود، لكنّها حاضرة بيننا وماثلة أمام أعيننا ونابضة في مشاعرنا. حرب غائبة، لكنّها غير منتهيّة. ميّتة لكنّها لم تحظَ بجنّازٍ ومراسم دفن وحداد. وبخصوص مروري العطر في الحزب القومي، فإنّ ما كتبته عنه إلى اليوم لا يربو عن كونه لمحات قصيرة لما يمكن أن أكتبه يومًا. فتلك تجربة فظّة من ناحية نشأتي، كونها بدأت من عمر حسّاس ودقيق نظرًا لقوميّة الوالد العتيقة والصوفيّة، ومرّت في توتّرات المراهقة ثمّ انحلّت من تلقائها وتهافتت دفعة واحدة خلال فصلي الأوّل في الجامعة. لا أظن أن مفاعيل هكذا أمور قابلة للامّحاء. – أنت من جيل شبّ في التسعينات، وغالباً ما تقرظها من جهة أنّها كانت بمثابة إقبال على عيش ثقافي حيّ للغاية، لكنه سرعان ما انتهى، كيف تصف هذه المرحلة؟ * هذه حقبة مفصليّة ومحطّة حاسمة في حياتي. فإلى إيفوريا الخروج من الحرب، تلك الإيفوريا العامّة التي تُرجمت حفلةً مفتوحة وسهرًا يوميًّا في بيروت وانفتاح مناطق ورحلات استكشاف لبنانيّة، فإن ذاك زامنه على الصعيد الشخصي دخولي الجامعة وسيّارتي الأولى وبداية استقلالي الاقتصادي وانخراطي في جوّ كتابيّ ونقاشي مُثابر وإحساس غريب عجيب وقويّ، ربّما مصدره تلك الإيفوريا، ومفاده استحالة العودة إلى الحرب. وهذه الأمور جميعها، على الصعيدين الشخصي والعام، كان لها انعكاسًا مؤثّرًا من الناحية الثقافيّة. وأنا أقصد بالثقافة هنا “العيش الثقافي”، أو ثقافة العيش، والمساجلة، والنقد، والمراجعة، والمعارضة، والرفض. وتلك كلّها في التسعينات كانت جديدة بالمعنى السلمي، على الأقل بالنسبة إلي وإلى مَن هم من جيلي. فكنّا نخوضها على نحوٍ محموم وصاخب وغير مهادن، حيث ساهم ملحق “النهار” آنذاك، بنهجه غير المساوم في مواجهة الوصاية السوريّة الأسديّة ومعارضة النيوليبراليّة الحريريّة، بإعلاء أصواتنا وبتدعيم ثقتنا بأنفسنا..كما أنّني في تلك الفترة تعرّفت إلى شخصيّات بالغة الأثر في ذائقتي الشعريّة وبنيتي الإنسانيّة- الثقافيّة، مثل بسّام حجّار، والذي زاملته في أواخر التسعينات بملحق “نوافذ” في جريدة “المستقبل” على مدى أكثر من عقد، مع حسن داوود ويوسف بزّي (وشوقي الدويهي، لمرحلة قصيرة). والحقّ أن هذا الملحق مثّل مختبرًا كتابيًّا حقيقيًّا تأثّر بما نشأ في الأدب اللبناني منذ منتصف الثمانينات وطوال التسعينات من نزعات مقاربة المكان ورصد مظاهر العيش وتحوّلات الاجتماع والعمران. – أنهي بهذا الاستفهام: ماذا يحصل عند الخامسة صباحًا * يحصل التقاءٌ فاتن بين يد الضوء الصاعدة ببطء نحو غرّة الصبح، وبين أطراف شعر الليل المتواري في الأمس. يحصل ذاك الاختلاط اللذيذ والخفي في أحاسيس الجسد العابر بين النوم والصحو، بين الأحلام واليقظة. إنّها لحظةُ تداخلٍ آسرة بين البداية والنهاية. 18 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “لن ندفع الثمن”.. لبنانيون يتظاهرون ضد انهيار الاقتصاد next post ربيع الأمين الساخر “يصفع” المصارف وخير الدين وجرائم المعلوماتية You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 18 comments Jolene 19 يونيو، 2020 - 11:57 م Unquestionably believe that which you stated. Your favorite justification seemed to be on the internet the easiest thing to be aware of. I say to you, I definitely get irked while people consider worries that they just do not know about. You managed to hit the nail upon the top as well as defined out the whole thing without having side effect , people could take a signal. Will probably be back to get more. Thanks My site make g Reply Brittany 20 يونيو، 2020 - 10:28 م Excellent blog here! Also your web site loads up very fast! What web host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my site loaded up as quickly as yours lol Feel free to surf to my blog post: g more Reply Brayden 21 يونيو، 2020 - 4:02 م Excellent goods from you, man. I’ve be aware your stuff previous to and you’re simply too excellent. I really like what you have obtained here, certainly like what you are stating and the way through which you are saying it. You’re making it enjoyable and you still care for to keep it wise. I can’t wait to read far more from you. That is actually a tremendous site. Feel free to visit my web blog – my g Reply Isabel 23 يونيو، 2020 - 1:49 ص I was suggested this web site by my cousin. I am not sure whether this post is written by him as nobody else know such detailed about my difficulty. You are wonderful! Thanks! Feel free to surf to my blog post … rsacwgxy g Reply Marylyn 26 يونيو، 2020 - 4:51 ص I’m not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back down the road. Cheers Stop by my web page; cbd oil (tinyurl.com) Reply Florian 29 يونيو، 2020 - 3:31 ص It’s the best time to make a few plans for the long run and it is time to be happy. I have learn this put up and if I could I desire to counsel you few attention-grabbing issues or suggestions. Maybe you can write subsequent articles relating to this article. I wish to read more things about it! my blog; cbd oil that works 2020 Reply Jesus 17 يوليو، 2020 - 10:52 م I every time used to read article in news papers but now as I am a user of net so from now I am using net for articles or reviews, thanks to web hosting sites. Reply Damaris 27 يوليو، 2020 - 12:34 ص Your style is unique compared to other people I’ve read stuff from. Many thanks for posting when you’ve got the opportunity, Guess I’ll just bookmark this page. My webpage – web hosting company Reply Cathryn 28 يوليو، 2020 - 4:03 ص Hey very interesting blog! Feel free to visit my web-site … spirit airlines Reply Olive 29 يوليو، 2020 - 8:33 ص It is appropriate time to make some plans for the longer term and it’s time to be happy. I’ve learn this post and if I may I desire to suggest you some attention-grabbing things or advice. Perhaps you could write next articles referring to this article. I wish to learn even more things about it! Reply Reda 6 أغسطس، 2020 - 11:20 ص When someone writes an article he/she maintains the thought of a user in his/her brain that how a user can know it. Therefore that’s why this piece of writing is perfect. Thanks! Feel free to surf to my website :: website hosting services Reply Ezequiel 6 أغسطس، 2020 - 4:32 م I love it when people get together and share opinions. Great blog, continue the good work! Take a look at my site :: content hosting Reply Norris 24 أغسطس، 2020 - 6:55 ص Hi superb blog! Does running a blog such as this require a great deal of work? I have no understanding of programming however I was hoping to start my own blog in the near future. Anyway, if you have any recommendations or tips for new blog owners please share. I know this is off topic nevertheless I just needed to ask. Thanks a lot! my homepage; cheap flights Reply Trina 25 أغسطس، 2020 - 5:10 ص Every weekend i used to go to see this web page, because i wish for enjoyment, for the reason that this this web site conations really pleasant funny stuff too. 3aN8IMa cheap flights Reply Lydia 25 أغسطس، 2020 - 7:01 م It’s amazing to pay a visit this website and reading the views of all mates concerning this piece of writing, while I am also zealous of getting know-how. 3gqLYTc cheap flights Reply Roscoe 27 أغسطس، 2020 - 5:59 ص It’s enormous that you are getting thoughts from this post as well as from our argument made at this place. Look into my website cheap flights Reply Tammy 31 أغسطس، 2020 - 6:28 م Wow, fantastic blog format! How lengthy have you ever been blogging for? you make blogging look easy. The total look of your best web hosting site is great, as smartly as the content material! Reply Hollis 5 سبتمبر، 2020 - 2:38 ص You are so interesting! I do not suppose I’ve truly read through something like this before. So good to find somebody with some original thoughts on this subject. Seriously.. many thanks for starting this up. This site is something that is needed on the web hosting providers, someone with a bit of originality! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.