بأقلامهمعربي إيران لا تملك خيارات عملية للرد على مقتل سليماني by admin 5 يناير، 2020 written by admin 5 يناير، 2020 25 طهران لن تُقْدِم على انتقام ذي معنى باستثناء بعض التظاهرات الصاخبة وشعارات فارغة معادية أميركا اندبندنت عربية / كريم عبديان ناشط حقوقي مع تأكيد نبأ مقتل قاسم سليماني في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة 3 يناير (كانون الثاني)، انطلقت احتفالات في شوارع بغداد ودمشق وبيروت، لكن لا أحد كان أسعد من الأطفال السوريين في مختلف مخيمات اللاجئين على طول الحدود السورية التركية، ناهيك بالسوريين في الخارج. وفي جميع الأحوال كان سليماني ورئيس النظام السوري بشار الأسد مسؤولين عن قتل نصف مليون سوري وتشريد 7 ملايين آخرين، وهو المسؤول أيضاً عن عمليات نهب وتدمير العراق ولبنان واليمن طبقا للتقارير الحقوقية. في الحقيقة، يعدُّ مقتل سليماني أهمّ من مقتل أسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة وأبو بكر البغدادي الزعيم السابق لـ(داعش)، لقد كان سليماني فاعلاً إقليمياً يستند إلى دولة ثرية، بينما كان الآخرون فاعلين محليين. إن العالم هو أفضل حالاً دونهم، وربما مع موتهم يكون السلام والأمن والأمان أكثر ضماناً للناس في الشرق الأوسط. بالطبع، كان من الأفضل لو أن سليماني قد حُوكم من قِبل الشعب الإيراني بسبب الاتهمات التي توجه إليه. يقول المعارضون الإيرانيون إن سليماني أشرف مؤخراً، إلى جانب خامنئي وروحاني والجنرال حسين سلامي، على أعمال القتل بلا رحمة لأكثر من 1500 من المتظاهرين الإيرانيين العُزّل وإصابة أكثر من 7000 شخص واحتجاز نحو 3000، بعد أن رفعت الحكومة سعر البنزين ثلاثة أضعاف. وباعتباره قائداً لقوات برية من الحرس الثوري الإيراني، فقد شارك سليماني في قتل نصف مليون إيراني ونصف مليون عراقي خلال الحرب الإيرانية العراقية المأساوية التي دامت ثماني سنوات، وإلى جانب جنرالات الحرس الثوري الإيراني، ساعد في حماية والحفاظ على ديكتاتورية الجمهورية الإسلامية، التي هي عدو للإيرانيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين، وتشكّل خطراً على السلام وأمن العالم، وبالتالي فإن الملالي في طهران هم فقط من يبكون على مقتل سليماني. لقد كان يترأس حكومة ظل في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن. بالتأكيد، كان أكثر قادة فيلق القدس فعالية خلال 22 عاماً من قيادة الجناح الخارجي للحرس، كان من المستحيل تعيين سفير إيراني في الشرق الأوسط دون موافقة قاسم سليماني. وكان داهية وخادماً موثوقا لقيم النظام الإيراني. تعلّم اللغة العربية بسرعة، وقام ببناء شبكة واسعة في لبنان، وأيّد بقوة تأسيس حزب الله ودعمه بسخاء، واستنسخ الحزب في العراق وسوريا واليمن. وقام بتجنيد أفراد الميليشيات من بين الشيعة العراقيين والأفغان والباكستانيين واللبنانيين، وخلق قوة قوامها 80 ألف جندي، فيما تقدر قوته الإيرانية بنحو 20 ألفاً. جعله ارتباطه الوثيق بالمرشد الأعلى خامنئي ثاني أقوى رجل في إيران، ويشاد به في تطوير عقيدة الحرب غير المتكافئة. اعتبره خصومه استراتيجياً بارعاً، وساعدته الكاريزما والقسوة والدعم الذي حظي به من جميع الأحزاب السياسية، بما في ذلك من اليساريين والقوميين الإيرانيين، في توحيد موالين من جميع الأطياف. كان يُنظر إليه قائداً قادراً على دمج التوسعية الفارسية مع العقيدة الشيعية المتمثلة في رفض الطوائف الإسلامية الأخرى. بالنسبة للبعض، كان تجسيداً للزعيم الأسطوري للإمبراطورية الفارسية ورمزا لإحيائها. بعد الثورة الإيرانية، بنى الخميني جمهوريته الإسلامية على مبادئ الإسلام السياسي، وولاية الفقيه وتصدير الثورة، وكان سليماني مسؤولاً عن نشر الإسلام السياسي خارج إيران من خلال سيطرة واحتلال أربع عواصم عربية، كان مسؤولاً عن إعطاء نظام الأسد ما بين 8 إلى 10 مليارات دولار شهرياً، وقدّم مليارات لحزب الله اللبناني. قام بتجنيد وتدريب وتسليح وتنظيم مئات الآلاف من الشباب في ميليشيات عبر أنحاء المنطقة، ليكونوا قوة شيعية مرتزقة ومستقلة لتبقى قوة قابلة للاستمرار حتى بعد سقوط الجمهورية الإسلامية. وأقدم على بناء وإنشاء ممر بري متصل يربط إيران بالعراق وسوريا ولبنان وشمال إسرائيل، لقد كان مخلصاً لآية الله الخميني وأيديولوجية خامنئي الراديكالية، وكانت قواته في فيلق القدس امتداداً ليد النظام الإيراني بالمنطقة. كان سليماني يدير ويُحكِم وجوده في سوريا على مدى فترة الثورة هناك، حيث كان على وشك أن يُقتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 أثناء قتاله ضد الجيش الحر بالقرب من حلب. شوهد سليماني وهو يتنقّل بين بغداد ودمشق وبيروت عدة مرات. في الأسبوع الماضي، خلال هجوم ميليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران، قام بتنظيم هجوم على السفارة الأميركية في بغداد بمساعدة نائبه أبو مهدي المهندس، الذي قُتل معه. أظهرت الولايات المتحدة أدلة على أن سليماني كان وراء مقتل أربعة عراقيين ومقاول مدني أميركي الشهر الماضي في العراق، لكن ما لم يكن يعرفه سليماني هو أنه كان مراقباً من قِبل المخابرات الأميركية، وفي يوم الخميس 3 يناير (كانون الثاني)، بعد ساعتين من هبوط طائرته الخاصة في بغداد قصفته صواريخ أميركية وقُتل إلى جانب نائب زعيم الحشد الشعبي العراقي. كما قتل في الهجوم ثمانية عراقيين وإيرانيين آخرين. ورغم أن الرئيس ترمب امتنع عن مهاجمة إيران رداً على هجوم أرامكو الذي استهدف منشآت النفط السعودية، عندما أخبر البنتاغون وسي أي إيه البيت الأبيض أنهما يراقبان سليماني، وافق ترمب على مضض باستهداف سليماني هذه المرة. اقرأ المزيد “الحل الرمادي”… كيف تتعامل الإدارة الأميركية مع الأزمة الإيرانية؟ الانتفاضة الإيرانية ونقطة اللاعودة… ما تأثير الحراك على مستقبل النظام؟ لقد استنتج ترمب أن هذه العملية ستكون منخفضة المخاطر، ويمكن أن تنفذها قوات المارينز والقوات الخاصة المتمركزة في الكويت، وكما كان متوقعاً، ساعد الحادث في تعزيز موقف الرئيس. ليس هناك الكثير الذي يمكن لإيران القيام به للانتقام. يمر النظام بتغيير جدي للغاية داخلياً وخارجياً، كما يتضح من الاحتجاجات الأخيرة الناجمة عن ارتفاع أسعار البنزين بثلاثة أضعاف. يقبع اقتصاد البلاد في حالة من الفوضى، ولا يمكن للحكومة أن تدفع رواتب موظفيها المدنيين. كما أن هناك إضرابات للمدرسين والعمال على مستوى البلاد، فيما أكثر من 50٪ من المصانع معطّلة، وحركات التمرد تغلي بأشكال مختلفة. وإضافة إلى المصاعب الداخلية، لا يجد الجيش نفسه في وضع يسمح له بالقيام بأي خطوة، حيث إن معداته قديمة جداً وشبه متهالكة، ويفتقر إلى قوة جوية حديثة وبحرية مناسبة، فيما قواته البرية متضخمة ويصعب تحريكها، لذا فإن الجيش الإيراني لا يشكل ندّاً للولايات المتحدة على الإطلاق. إن القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قآني، وهو النائب السابق لقائد الفيلق، لا يتمتع بدهاء سليماني، ويفتقر إلى القبول الواسع والإمكانيات المتاحة له. من جهة أخرى، يتعرّض أصدقاء النظام الإيراني في العراق لضغوط، وقد يتم طردهم من جميع المؤسسات الحكومية. في سوريا، هناك دينامية جديدة نحو مزيدٍ من المشاركة من قِبل أوروبا والأمم المتحدة، كما أن الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة تعد عاملاً أساسياً. في غضون ذلك لا تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لحزب الله في لبنان، والحوثيون على وشك الرضوخ في ظل الخسائر التي يتكبدونها. فيما يتعلق بالردع الأميركي، نشر ترمب 3500 من قوات المارينز وقوات العمليات الخاصة في المنطقة، يمكن لهذه القوات أن تساعد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية، وأن تتصدى لأي تصرف مؤذٍ من الإيرانيين. يبدو أن إيران لن تُقْدِم على انتقام ذي معنى، باستثناء بعض التظاهرات الصاخبة المؤيدة الحكومة في طهران وشعارات فارغة معادية لأميركا. ومن دون خيارات عملية ممكنة، ربما يجد الملالي الوقت مناسباً لرفع المستوى الحالي للدبلوماسية المتواصلة في جنيف وأماكن أخرى. المزيد عن: إيران/قاسم سليماني/مقتل قاسم سليماني/أميركا/الحشد الشعبي/خامنئي/روحاني 14 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حسن نصر الله: الجيش الأميركي “سيدفع الثمن” ردا على مقتل سليماني next post مستشفى للحمير وملاجئ مريحة للكلاب والقطط للمرة الأولى في فلسطين You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 14 comments Linette 20 يونيو، 2020 - 9:25 ص I was curious if you ever thought of changing the layout of your blog? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two pictures. Maybe you could space it out better? Feel free to visit my web site: g that Reply Madeline 20 يونيو، 2020 - 7:04 م Your method of telling everything in this piece of writing is in fact good, all can without difficulty know it, Thanks a lot. Feel free to visit my webpage: g I Reply Gerald 27 يونيو، 2020 - 6:09 ص WOW just what I was looking for. Came here by searching for cbd oil (tinyurl.com) Reply Denis 27 يونيو، 2020 - 6:46 ص I am sure this post has touched all the internet viewers, its really really pleasant paragraph on building up new weblog. Feel free to visit my web page … cbd oil (hoithaokhcn.tlu.edu.vn) Reply Rachele 27 يونيو، 2020 - 7:47 ص Thanks for a marvelous posting! I definitely enjoyed reading it, you will be a great author.I will always bookmark your blog and will often come back in the future. I want to encourage one to continue your great posts, have a nice afternoon! My website; cbd oil that works 2020 Reply Ezequiel 27 يونيو، 2020 - 2:25 م If some one wants expert view regarding running a blog after cbd oil that works 2020 i suggest him/her to pay a visit this website, Keep up the nice job. Reply Jermaine 29 يونيو، 2020 - 10:18 ص Hi there, i read your blog from time to time and i own a similar one and i was just curious if you get a lot of spam remarks? If so how do you stop it, any plugin or anything you can suggest? I get so much lately it’s driving me crazy so any support is very much appreciated. my web blog; cbd oil that works 2020 Reply Winfred 18 يوليو، 2020 - 3:51 ص Hi would you mind stating which blog platform you’re using? I’m going to start my own blog in the near future but I’m having a tough time choosing between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your layout seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S My apologies for being off-topic but I had to ask! My blog post; web hosting companies Reply ปั้มไลค์ 19 يوليو، 2020 - 5:24 ص Like!! Really appreciate you sharing this blog post.Really thank you! Keep writing. Reply Jerilyn 25 يوليو، 2020 - 7:50 م It’s amazing in support of me to have a website, which is beneficial in favor of my knowledge. thanks admin my page best web hosting 2020 Reply Nannie 30 يوليو، 2020 - 11:12 ص Admiring the commitment you put into your website and detailed information you offer. It’s nice to come across a blog every once in a while that isn’t the same old rehashed information. Fantastic read! I’ve bookmarked your site and I’m including your RSS feeds to my Google account. adreamoftrains website host best web hosting Reply Lukas 31 يوليو، 2020 - 4:24 ص Link exchange is nothing else but it is simply placing the other person’s blog link on your page at appropriate place and other person will also do same in support of you. Here is my blog – cheap flights australia Reply Tabitha 6 أغسطس، 2020 - 1:20 م What’s up, I log on to your new stuff regularly. Your story-telling style is witty, keep it up! Feel free to visit my site – best website hosting Reply Eleanore 6 أغسطس، 2020 - 6:50 م Genuinely when someone doesn’t be aware of after that its up to other people that they will assist, so here it happens. My web blog :: best web hosting company Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.