السبت, يونيو 7, 2025
السبت, يونيو 7, 2025
Home » حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة

حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة

by admin

 

مثلما تثير كارولين ليفيت الإعجاب كأيقونة للنجاح وتفوق سياسات الجمهوريين فإنها أيضاً محط انتقادات

اندبندنت عربية / أمينة خيري

.

فريق يعشقها ويعتبرها نموذجاً يحتذى وأيقونة تدرّس وعنواناً مشرفاً، وآخر ينتقدها ويعتبرها رمزاً لمرحلة صعبة وسيئة ومثالاً ينبغي تحاشيه وتفادي تكراره.

كارولين ليفيت ليست مجرد مسؤولة في الإدارة الأميركية، أو شابة مجتهدة تمثل جيلاً متحمساً، أو حتى موظفة مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كارولين ليفيت عنوان مرحلة وعلامة على الطريق، لكن كل المراحل ليست بالضرورة مضيئة في نظر الجميع، وليست كل الطرق مثلى.

رائعة أم مريبة؟

بين “كارولين الرائعة” القادرة على القيام بعشرات المهمات باقتدار والحاذقة والأنيقة والمتحدثة بطلاقة والواثقة والعليمة ببواطن الأمور والعالمة بأسرار أقوى دولة في العالم والمديرة لشؤون البيت والعمل وما بينهما، “وكارولين المريبة” ملكة التجميل الإعلامي، المهاجمة بشراسة والمتعالية من دون سند والمثنية للحقائق، تحظى ليفيت منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 بقدر هائل من اهتمام سكان الكوكب، وجدال ساخن بين فريقين أميركيين، أحدهما يعتبرها أيقونة رائعة، والآخر يراها نذير خطر هائل.

فريق يعتبرها أيقونة رائعة، والآخر يراها نذير خطر هائل (أ ف ب)

 

عقب إعلان فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عيّن المتحدثة باسم حملته الشرئاسية كارولين ليفيت (27 سنة) متحدثة باسم البيت الأبيض، لتكون أصغر من تولوا المنصب، والوجه الأبرز المتحدث باسم السلطة التنفيذية لأقوى دولة في العالم.

كعادته، لم يكتفِ ترمب بإعلان تعيين الشابة الجمهورية الطموحة في هذا المنصب المهم، ولكنه أشار إليها في بيانه الرسمي بـ”كارولين ذكية وصلبة وأثبتت قدرتها على التواصل بصورة فاعلة جداً”.

ولم يخطئ ترمب في توصيف ليفيت، لكنها أصبحت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، والموكلة إليها مهمة الإجابة عن أسئلة الصحافيين والإعلاميين ضمن مهمات أخرى، خلال فترة هي الأكثر إثارة للجدل في تاريخ أميركا الحديث، ووسط سياسات عاتية تتخذها الإدارة الأميركية أدهشت العالم وغيرت الموازين وقلبت المعايير، وما زالت الأكثر إثارة للجدل في الكوكب. وكارولين ليفيت هي الوجه الأبرز لكل ما سبق.

من هي؟

ليفيت، الجمهورية حتى النخاع، ولدت في ولاية نيو هامبشير عام 1997، في عائلة تدير مشروعين صغيرين. إنها الولاية التي أعطت صوتها إلى المرشحة الديمقراطية الخاسرة كامالا هاريس بأصواتها الانتخابية الأربعة للمرة السادسة على التوالي، إذ يصر ناخبوها على إعطاء أصواتهم إلى المرشح الرئاسي الديمقراطي. وكانت آخر مرة تصوت فيها الولاية لمرشح جمهوري عام 2000، حين ذهبت الأصوات إلى جورج دبليو بوش.

التحقت بمدرسة ثانوية كاثوليكية وحصلت على منحة دراسية لتفوقها في رياضة الـ”كرة الناعمة” (سوفت بول)، والتحقت بـ”كلية سانت آنسليم” في نيو هامبشير، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام والسياسة

حياتها الجامعية كانت حافلة بالأنشطة الإعلامية والسياسية، بين تأسيس أنشطة إذاعية وعقد لقاءات تلفزيونية، وكذلك فترة تدريب في قناة “فوكس نيوز” تزامنت والانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي الانتخابات التي فاز فيها الرئيس ترمب فوزاً وصفه كثرٌ بـ”المدهش” و”المفاجئ” و”غير المتوقع”.

وعام 2018 عقب تخرجها وأثناء رئاسة ترمب الأولى، حصلت ليفيت على وظيفة “كاتبة رئاسية” في البيت الأبيض. ويبدو أنها أثبتت قدراتها، فعملت كذلك مساعدة للمتحدثة باسم البيت الأبيض في ذلك الوقت كايلي مكيناني. وبحسب ما قالته الأخيرة عن تلك الفترة من عملها، فإنها كانت تساعد المتحدثة في تحضير البيانات الصحافية ومحاربة “التحيز” في وسائل الإعلام (الليبرالية) وتوصيل فكر “أميركا أولاً” الذي تبناه ترمب والذي حسّن من شأن المواطنين الأميركيين الذين ظلوا منسيين لأعوام طويلة.

خطوة إلى الأمام والخلف

عام 2022، خطت ليفيت خطوة سياسية كبيرة في محاولة للوصول إلى الكونغرس، بدأتها بمكسب وأنهتها بخسارة، إذ فازت في انتخابات الكونغرس التمهيدية عام 2022 بترشيح الحزب الجمهوري عن ولاية نيو هامبشير، لكنها خسرت في الانتخابات العامة أمام الديمقراطي كريس باباس.

واللافت أن وعودها الانتخابية تطابقت وسياسات ترمب، في ما يختص بكثير من القضايا أبرزها المتعلقة بسياسات السوق الحرة ورفض الهجرة غير النظامية، وبالطبع “جعل أميركا عظيمة مجدداً”، مما يُرجح أنه جعل ترمب يؤكد خلال بيان تعيينها عقب فوزه في نوفمبر الماضي، أنه يثق بقدرة ليفيت على المساعدة في توصيل الرسالة إلى الشعب الأميركي، واستعادة مجد أميركا وعظمتها.

حياتها الجامعية كانت حافلة بالأنشطة الإعلامية والسياسية (أ ف ب)

 

هذه هي “كارولين الرائعة”، فروعة ليفيت لا تقتصر فقط على نجاحها في الوصول إلى البيت الأبيض، سواء كمتدربة أثناء دراستها الجامعية، أو كموظفة في منصب عام عقب تخرجها، أو تبوئها مكانة رفيعة خلال حملة ترمب الانتخابية ثم بعد فوزه. روعة ليفيت بالنسبة إلى قطاع من الأميركيين تكمن في تجسيدها توليفة من المواصفات والقدرات والملكات الطبيعية والمكتسبة.

لنستعِد مجد أميركا

التغريدة التي شكرت عبرها ليفيت، ترمب على ثقته بتعيينها متحدثة باسم البيض الأبيض حملت كذلك وعداً بتنفيذ المطلوب، “فلنستعِد مجد أميركا وعظمتها”، وهذا تحديداً ما تفعله ليفيت منذ تقلدها منصبها، في الأقل بنظر معتنقي الفكرة ومؤيدي المنظومة ومباركي الأسلوب. فأسلوب ليفيت على منصة المتحدث باسم البيت الأبيض مبهر.

وفي “قاموس المعاني” يقال انبهر الرجل، أي انقطع نفسه إعياء. ويقال أيضاً، خطف البصر، أو اندهش، أو تحير. وليفيت خلال الأشهر الأخيرة أبهرت الجميع، سواء من تخاطبهم من منصة المتحدث، أو من يتابعونها عبر الشاشات. وعلى رغم أن وظيفة الوقوف على منصة المتحدث الرسمي للبيت الأبيض تعني بالضرورة قدراً من التبادلات المتوترة والمشاغبات المضطربة والشد والجذب، في محاولة من المتحدث للإصرار على صحة موقف الإدارة وصواب مسار السياسات وروعة أداء الرئيس، مقابل إصرار الصحافيين والإعلاميين على استخلاص إجابة شافية، أو الوصول إلى تفسيرات منطقية، أو تضييق الخناق من أجل الحصول على حقيقة متخفية أو مختفية، لكن ليفيت تضيف مزيداً إلى التوليفة السابقة.

عام 2022 خطت خطوة سياسية كبيرة في محاولة للوصول إلى الكونغرس (أ ف ب)

 

وبحسب تقرير لصحيفة “أوبزرفر” البريطانية عنوانه “كارولين ليفيت مسؤولة إعلام ترمب الساحرة ذات الملامح القاسية” (2025)، يصفها المستشار السابق لترمب، ستيف بانون بأنها “صلبة كالجلد”، متوقعاً أن تتبوأ منصبه السابق في البيت الأبيض، بعد أن تمضي عاماً أو عامين في منصبها الحالي، أو أنها ستحصل على منصب وزاري. وربما تصبح رئيسة موظفي البيت الأبيض؟

ويسرد التقرير مجموعة من الردود “المذهلة” التي خرجت بها ليفيت على أسئلة جدلية بسرعة وحنكة ومن دون أن تتوقف أو تتردد للحظة. لماذا توقف ترمب عن فرض الرسوم الجمركية؟ تأتي الإجابة كالطلقة “إنه فن إبرام الصفقات”. وعن العداء المحتدم بين المسؤول الفيدرالي (سابقاً) والمتهم بتسريح العمال إيلون ماسك ومستشار ترمب التجاري بيتر نافارو، ترد بابتسامة ساحرة “الأولاد سيبقون أولاداً”.

كما يرصد التقرير عدم اعتماد ليفيت على أوراق ومستندات أثناء وقوفها أمام الصحافيين، فالمعلومات حاضرة والردود جاهزة. وخلال فيديو بثته على منصة “إكس”، قالت إنها قبل كل لقاء صحافي، تصلي وتتضرع قائلة “يا رب، يا يسوع، من فضلك أعطنا القوة والمعرفة والقدرة على نطق كلماتنا والاستمتاع والثقة”.

ساحرة بلمسة قاسية؟

بعضهم يراها شخصية ساحرة، ولكن بلمسة فتاة قاسية. حادة جداً مع الصحافيين الذين يحاولون الإيقاع بها، لكنها تفعل ذلك من دون أن تترك المساحة أو الفرصة لوضعها في خانة الاتهام.

قبل أيام، شككت مراسلة شبكة “أن بي سي” ياميش ألسيندور في مصداقية احتواء مقطع الفيديو الذي عرضه ترمب خلال اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أدلة حول حدوث إبادة جماعية ضد البيض في جنوب أفريقيا، وقالت إن الصلبان (جمع صليب) البيضاء في الفيديو تكريم لذكرى زوجين قتلا، وليست مقبرة جماعية لمزارعين بيض قُتلوا. وبدت علامات الحيرة على وجه ليفيت قبل أن تستجمع “شجاعتها” وقالت بثقة “لا، الفيديو حقيقي. والصلبان لمزارعين بيض قتلوا بسبب لون بشرتهم بعدما تعرضوا للاضطهاد السياسي. هذه الصلبان تمثل حياتهم، والحقيقة أنهم ماتوا، وأن الحكومة في جنوب أفريقيا لم تفعل شيئاً حيال ذلك”.

مواقف كثيرة خلال هذه المدة القصيرة تصدت لها ليفيت بكل بأس وقوة وثقة، بما في ذلك مواقف ترجح الأدلة عدم دقتها، أو تحيزها، أو لا تخلو من توجيه اتهامات من دون سند، بحسب توصيف مراقبين.

أساؤوا استخدام سلطتهم

المواجهة الأحدث، وربما الأشد بأساً ودهشة، ما قالته ليفيت تعليقاً على حكم مفاجئ أصدرته محكمة التجارة الدولية الأميركية، يقضي ببطلان التعريفات التي أعلن عنها ترمب، مما يعني ضربة عنيفة لخطط الرئيس الأميركي الخاصة بالرسوم الجمركية. وقالت ليفيت إن ثلاثة قضاة “أساؤوا استخدام سلطتهم القضائية بصورة صارخة للاستيلاء على سلطة الرئيس ترمب، ومنعه من تنفيذ التفويض الذي منحه إياه الشعب الأميركي”. وقالت أيضاً إن القضاة الثلاثة يهددون بتقويض أميركا على الساحة العالمية، متعهدة بأن إدارة ترمب ستأخذ “الحكم المزلزل” إلى المحكمة العليا.

ما تمثله ليفيت من قوة وبأس وصلابة منذ وصلت إلى منصب المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض وُضع تحت المجهر هذه المرة، ففريق المؤيدين رآها ردوداً نارية موفقة، وتقويمات سياسية للقضاء في وقتها، ومزيداً من الجهود لعودة أميركا عظيمة مجدداً.

روعة ليفيت لا تقتصر فقط على نجاحها في الوصول إلى البيت الأبيض (أ ف ب)

 

أما الفريق المضاد، فاعتبرها حلقة في سلسلة متصلة مما يجب ألا تكون عليه أميركا. وفي رد فعل ناري، شن المحامي السابق للبيت الأبيض تاي كوب حملة عدائية شديدة ضد ليفيت بسبب ما قالته عن القضاة الذين أصدروا الحكم. وقال كوب كثيراً عن ليفيت، مثل أن أحداً لا يأخذها على محمل الجد، وأن تعليقاتها دفاعية، وأنه يسهل إثارة غضبها من قبل الناس، وأنها مخطئة، إضافة إلى أن معلوماتها تركز على قلة خبرة وسوء علم، لكن أغرب ما قاله تحول إلى لقب يستخدمه الفريق المعارض “كارولين المريبة”، أو Creepy Karoline.

وعلى رغم أن كوب كان مستشاراً قانونياً خاصاً للبيت الأبيض عام 2017، كما مثل ترمب وقت التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، فإنه اعتذر من الاستمرار في العمل عام 2018 من دون ذكر أسباب، لكن مقربين له تحدثوا عن عدم قدرته على التعامل مع مواقف ترمب العدائية والهجومية تجاه المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي.

في مرمى كارولين

وقبل أيام قليلة، سلطت الأضواء مجدداً على ليفيت حين وجهت اتهامات نارية وصريحة اعتبرها بعضهم بالغة القسوة لجيل، زوجة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بأنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها وما وصفته بـ”تدهوره العقلي” عن الشعب الأميركي.

ودعا كبير المتحدثين باسم ترمب السيدة الأولى السابقة جيل بايدن إلى التحدث بصراحة عن التدهور العقلي المزعوم للرئيس السابق، قائلاً إنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها عن الشعب.

يشار إلى أن انتقادات عدة توجه إلى طريقة المتحدثة الرسمية في التعامل والتفاعل مع الإعلام والإعلاميين، إذ يرونها مفرطة في الحدة وأحياناً الصرامة، وعلى رغم ذلك فإنها لا تتعرض لانتقادات أو تقويمات من داخل البيت الأبيض.

تجسد توليفة من المواصفات والقدرات والملكات الطبيعية والمكتسبة (أ ف ب)

 

واقع الحال يشير إلى أن ليفيت تقوم بمهمات أي متحدث رسمي (غير المعلنة) كما ينبغي، العدوانية كما هو متوقع، التحدث بغضب كما هو مطلوب، إظهار الشعور بالمرارة كما هو منصوص عليه في مهمات الوظيفة، إظهار ملامح الاستياء كما يحبذ دائماً. وعلى رغم كل ذلك، لا يسيء إليها المحيطون بترمب كما يفعلون مع بعضهم بعضاً، بل هناك شعور عام في البيت الأبيض بأن الجميع يحميها أو يودها بطريقة أو بأخرى.

أما غير المحيطين بالرئيس، أو غير المؤيدين لإدارته، فلا يجدون أنفسهم مضطرين إلى ذلك. وأطلق بعضهم لقب “أستاذة التمويه”، وأحياناً “التضليل” عليها بعد تقلدها منصبها بأسابيع.

Spinmeister كلمة تعني شخصاً ماهراً في التضليل الإعلامي وتقديم تفسيرات إيجابية لأحداث وسياسات ليست إيجابية بالضرورة، ولا سيما في مجالي السياسة والعلاقات العامة بغرض التأثير في الرأي العام. وهو شخص يتقن كيفية إدارة المعلومات وعرضها على الجمهور بصورة تدحض التفسيرات السلبية وتجهض محاولات الدعاية السلبية، وتوجه الدفة صوب رواية إيجابية واحدة. وكثير من التقارير الصحافية الأميركية والغربية لا تتردد في إطلاق هذا الاسم عليها حين يتعلق الأمر بطريقة إدارتها لمنصب المتحدث الرسمي.

باسم “أميركا العظيمة”

كارولين ليفيت لا تتحدث باسم البيت الأبيض فقط، أو عن سياسات ترمب وإدارته بصورة إيجابية فقط. تتحدث عما تؤمن به بشدة. فهي من أشد المؤمنين وأكثر المروجين لفكر “جعل أميركا عظيمة مجدداً” أو MAGA.

وهذا الإيمان يظهر جلياً واضحاً في كل كبيرة وصغيرة، فلم يعُد الأمر ينحصر في حزب جمهوري يتبنى سياسات تميل إلى اليمين فقط، بل أصبح هناك “جمهوري عادي”، و”جمهوري ماغا”. ويمكن القول إن الجمهوري العادي هو من يميل إلى اليمين، محافظ إلى حد ما، يدعم الحق في امتلاك سلاح وتقليص الهجرة وتقييد الإجهاض ولا يمانع الإنفاق العسكري بهدف التفوق والهيمنة، وعادة يكون أكثر تمسكاً بالدين، تحديداً المسيحية.

يصفها المستشار السابق لترمب، ستيف بانون بأنها “صلبة كالجلد” (أ ف ب)

 

أما الجمهوري الـ”ماغا”، بحسب موسوعة “بريتانيكا”، فهو أكثر تشدداً في يمينيته، يميل إلى الطابع القتالي أو الحاد في التعبير عن وجهة نظره وتوجهه. ويرى بعضهم أنه يجسد مفاهيم التعصب للحزب أو التطرف السياسي في أميركا ويعادي المثليين ويميل إلى العنصرية ولا يمانع كثيراً في اللجوء إلى العنف وقت الحاجة، وربما بلا حاجة، ويناصب وسائل الإعلام الرئيسة، ولا سيما الليبرالية، العداء، ويعتبرها متحيزة ضده، أو تعتنق الكذب، وتتحيز لآخرين لا يستحقون، وهم أكثر قابلية لتصديق نظريات المؤامرة.

وتشير الموسوعة إلى أن الخبراء والمراقبين والمحللين تجاهلوا أهمية “ماغا” أو حتى محاولة فهمها، وبينهم من استهان بها أو سخر منها. إنها الأيديولوجيا التي بناها ترمب خلال حملته الانتخابية الأولى، (على رغم أنها كانت موجودة بأنواع مختلفة وباهتة من قبل)، ثم في فترته الرئاسية الأولى، ثم حملته الانتخابية الثانية التي لم تتكلل بالفوز، وأخيراً خلال حملته الانتخابية الثالثة، وفترته الرئاسية الثانية.

وتفيد “بريتانيكا” بأنه نظراً إلى قوة حركة “لنجعل أميركاً عظيمة مرة أخرى”، بات على المرشحين الجمهوريين الآخرين تبني استراتيجيات تحد من الانتقادات المباشرة أو الخطرة لترمب، وتؤكد قبولهم بعض الآراء المتطرفة لأعضاء الحركة لضمان الفوز والبقاء في المشهد الحزبي الجمهوري.

أقرب إلى الكمال

أبرز ما يميز كارولين ليفيت بصورة كبيرة عن غيرها من الجمهوريين حماستها الشديدة التي لا تلين أو تخفت لعقيدة الـ”ماغا”. وصفات ليفيت المتفردة كثيرة، فإضافة إلى أنها أصغر من تقلد منصب المتحدث الرسمي في مسيرة الرئاسة الأميركية، فهي أيضاً تفرض نفسها كسيدة جميلة، ولا تظهر إلا في كامل تأنقها، وكأنها على وشك تصوير فيلم سينمائي.

والمظهر الأقرب ما يكون إلى الكمال يجد صدى بالغ الإيجابية لدى المؤيدين، لكنه أيضاً يخضع لتحليلات وانتقادات تتأرجح بين الموضوعية والإفراط في العداء. بعضها يمكن فهمه في ضوء الخلافات الأيديولوجية والاختلافات السياسية، وبعضها الآخر لا يمكن هضمه لأنه لا يندرج إلا تحت بند الضرب تحت الحزام.

مجلة بريطانية متخصصة في أخبار النميمة وأخبار وملابس الشخصيات العامة، كتبت هذه السطور ضمن انتقادات حادة وجهتها لليفيت، معتبرة أن ملابسها غير مناسبة لسنها الصغيرة، وخطوطها حادة لا تتناسب ومرحلة الشباب، “يأتي عالم ترمب بعالم جمالياته الخاصة به. هناك وجه ’مار أي لاغو‘ المتنامي، وهو المصطلح الذي يشير إلى الجراحة التجميلية ذات ملامح الوجه المحددة التي تسيطر على الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي. وهناك شعر الجمهوريين الأشقر المصفف بكثافة، والتميز عادة بتجعيدات كثيرة ومموجة على رغم أن الشعر فائق النعومة قد شق طريقه إلى الرأس نفسها (في إشارة إلى تسريحة شعر الرئيس نفسه)”.

لا تعتمد على أوراق ومستندات، فالمعلومات دائماً حاضرة والردود جاهزة (أ ف ب)

 

وتمضي المجلة في انتقادها الغريب لليفيت، فتقول “في حين أن وجه ’مار أي لاغو‘ يمثل أحد الجوانب الجمالية، فإن هناك خطاً مظهرياً آخر في دائرة ترمب أكثر رتابة. مظهر قديم ومحافظ بصورة مفرطة، وهذه هي الموضة سيئة الحظ التي وقعت فيها ليفيت. تحاول النساء الأكبر سناً الظهور بمظهر أصغر، بينما تحاول الشابات الظهور بمظهر أكبر سناً في هذه الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس، وهذا يفسد أسلوب ليفيت”.

في المقابل، يشير تقرير “أوبزرفر” إلى ليفيت بتوجه مختلف ولكنه غارق في السياسة، “بشعرها الأشقر الطويل ذي الطابع الجمهوري الذي يشبه شعر إيفانكا، وتتألق ليفيت على منصة التتويج ببدلات ’شانيل‘ المزيفة وحذاء ’جيمي تشو‘ ذي الكعب العالي. وترتدي قلادة ذهبية على شكل صليب وساعة ’غوتشي‘ وردية وتحمل حقيبة ’لوي فيتون‘ بقيمة ألفي دولار”.

صليب ليفيت

يُذكر أيضاً أن ليفيت كثيراً ما تظهر مرتدية قلادة على شكل صليب بصورة واضحة وصريحة، مما يثير إعجاب كثرٍ بين الفريق المؤيد، وانتقاد كثرٍ بين الفريق المناهض. بين “باركها الرب وأكثر من أمثالها لعودة الدين لأميركا”، و”هل هناك وسيلة أكثر وضوحاً لبث مزيد من الفرقة وغرس الفتنة في أميركا وجرها نحو مزج الدين بالسياسة أكثر من الإصرار على ارتداء رمز ديني بهذا الوضوح؟”، هكذا تدور الدوائر.

وتقول مراسلة البيت الأبيض التابعة لمنظمة “نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية” (ترنينغ بوينت يو أس أي) الموصوفة بـ”بالغة المحافظة” مونيكا بايدج لويزي عنها “هي دائماً في أبهى صورة وبالغة الأناقة. هي متكاملة الجوانب، جميلة وأنيقة وقادرة على التوفيق بين العمل والأسرة، وتفعل ذلك بثقة وقوة. إنها تمثل أمراً رائعاً بكل معاني الكلمة”.

من جيل زد

بكل معاني الكلمة، تمثل ليفيت نموذجاً لفئة من “جيل زد” في أميركا، الماضين بثقة وسرعة نحو فكر “ماغا” الجمهوري، لدرجة أن تلميحات تشير إلى احتمال تأسيس حزب “ألترا” جمهوري، أي جمهوري جداً، من ناحية اليمينية، أو تحول الحزب الحالي إلى اعتناق نسخة أكثر تشدداً في اليمينية، وأكثر ميلاً للتدين المجاهر به، وأكثر حدة في التعبير عن المواقف السياسية المحافظة، وأكثر جرأة في تعريف “أميركا العظيمة” من دون مواربة سياسية.

بعضهم يراها شخصية ساحرة، ولكن بلمسة فتاة قاسية (أ ف ب)​​​​​​​

 

كما تمثل ليفيت نموذجاً يعتبره بعضهم جمهورياً بامتياز  للأسرة الأميركية كما ينبغي أن تكون، إذ إنها تنتمي لأسرة تمتلك كشكاً لبيع الـ”آيس كريم” ومحلاً لبيع الشاحنات المستعملة. وتعلمت تعليماً جيداً ومارست الرياضة واجتهدت في الأنشطة غير الدراسية. علمت نفسها حب السياسة وتدربت وبنت شبكة علاقات وحصلت على فرص عدة، وتقلدت منصب المتحدث باسم البيت الأبيض لتصبح الأصغر سناً في ذلك المنصب المهم. تزوجت، وأنجبت. وعلى رغم أن زوجها يكبرها بنحو ثلاثة عقود، وأنها وزوجها يملكان من المال ما يكفي لترعى الصغير حفنة من المربيات، لكنها تصطحبه معها أحياناً إلى مكتبها في البيت الأبيض، وتشارك متابعيها على الـ”سوشيال ميديا” صوراً عائلية تجسد الفكرة. على “إنستغرام” تعرّف نفسها بأنها “زوجة، وأم، والمتحدثة باسم البيت الأبيض”، بهذا الترتيب.

قصة ومسيرة

اللافت أن كارولين ليفيت، شابة البيت الأبيض القوية الجريئة المثيرة لجدل لا يقل حدة عن ذلك الذي يثيره الرئيس، مضى على عملها في منصبها أقل من ستة أشهر، وعلى رغم ذلك أثارت شهية عدد من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا عنها وعن مسيرتها وقصة حياتها التي لم تبلغ ثلاثة عقود بعد، والكتب مطروحة في الأسواق.

“السيرة الذاتية لكارولين ليفيت”، “قصة حياة مفصلة للسياسية الأميركية كارولين ليفيت: حياتها المبكرة، مسيرتها المهنية، علاقاتها، وإنجازها الأخير كمتحدثة باسم البيت الأبيض”، “كارولين ليفيت… أصغر متحدث باسم البيت الأبيض”، “كارولين ليفيت… النجم الصاعد في السياسة الأميركية”.

المتحدثة باسم البيت الأبيض في مكانة مختلفة ومتفردة، سلباً وإيجاباً. ومثلما تثير الإعجاب وتعتبر أيقونة للنجاح ودليلاً على تفوق سياسات الحزب الجمهوري، ولا سيما الـ”ماغا” جمهوري، فإنها تثير الانتقادات وتعتبر رمزاً للسياسات اليمينية، ودليلاً على أن الآتي يختلف عما مضى شكلاً وموضوعاً.

المزيد عن: أميركاكارولين ليفيتالحزب الجمهوريالبيت الأبيضماغاالكونغرس دونالد ترمبلنجعل أميركا عظيمة مجددا

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili