كثير من الأحزاب السياسية في مصر ترى رمضان فرصة للانتشار (الصفحة الرسمية لحزب مستقبل وطن على فيسبوك) عرب وعالم أحزاب مصر تتجهز للانتخابات بولائم رمضان by admin 19 مارس، 2025 written by admin 19 مارس، 2025 12 يعتبر بعض المتابعين دعوات الإفطار المتصاعدة من عدد من الأحزاب السياسية هذه الأيام والموجهة للشخصيات العامة استعداداً لخوض ماراثون سباق البرلمان اندبندنت عربية / أمينة خيري المشهد الرمضاني المصري عامر بحفلات إفطار على خلفية سياسية، وكذلك بسياسة على خلفية رمضانية، منها الشعبي المتمثل في كرتونة أو مائدة أقرب ما تكون إلى موائد الرحمن، ومنها الراقي الباذخ بالزي الرسمي. إنها الولائم الرمضانية ذات المذاقات السياسية مثار شد من فريق يقول لا سياسة على الإفطار، وجذب من فريق مضاد يرى أنه لا مجال للفصل بين السياسة والإفطار، لا سيما مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية. ربما تكون موائد الرحمن في الشوارع المصرية قد تقلصت، وهو ما اختلف المحللون على تعليله بين نقيض يقول إن الفقر تضاءل، ولم يعد هناك محتاجون إلى الوجبات الاقتصادية التي ينفق عليها أهل الخير لأسباب قيل إن بعضها روحاني وبعضها اجتماعي، إضافة إلى تلميحات بشبهات سياسية، أو بالأحرى انتخابية مع اقتراب مواسم الاستحقاق الانتخابي. وهناك نقيض آخر يقول إن العالم تطور والإيقاع تبدل، وكذلك عمل الخير، فحلت “كرتونة إفطار فلان” محل “مائدة رحمن فلان”، وذلك من باب السرعة والإنجاز، مع ضمان الفائدة المرجوة. ما لم يتقلص هو موائد إفطار الأحزاب السياسية التي تشهد هذا العام انتعاشاً وتمدداً غير مسبوقين، لدرجة أن خبثاء يتمنون لو أن الساحة الحزبية السياسية تشهد هذا القدر من التنوع والتمدد كما تشهد ساحة إفطاراتها وولائمها. رمضان فرصة الانتشار منذ دخل رمضان أسبوعه الثاني وصفحات أهل السياسة والإعلام ورجال الأعمال وإلى حد ما صفحات المؤثرين والمؤثرات على منصات السوشيال ميديا تحفل بعبارات إشهار حضور الإفطار السياسي المهم هنا أو السحور الحزبي المؤثر هناك. عبارة “تشرفت بتلبية دعوة الإفطار من الحزب الفلاني مع كوكبة من الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية” مذيلة بصورة يتوسطها رئيس الحزب، ومن تيسر من أعضاء اللجنة العليا، وحبذا لو شخصية عامة معروفة لأصدقاء الصفحة ومتابعيها لزوم اكتمال الفكرة. الفكرة من حفلات الإفطار السياسية في كل زمان ومكان واضحة ومباشرة ولا ريب فيها، الأهداف غير مكتوبة على ورقة الدعوة، أو منصوص عليها ضمن الدعوة الإلكترونية، لكنها معروفة لكل ذي خبرة سياسية ولو مبتدئة. وهي شأنها شأن حفلات الإفطار التي تنظمها شركات المال والأعمال والاتصالات والمنتجات الغذائية والسلع وغيرها، هدفها الترويج والتسويق والتشبيك، لا إطعام الفقراء أو إسعاد المساكين أو إدخال البهجة على قلوب أبناء السبيل. وعلى رغم ذلك فإن كثيراً من الأحزاب السياسية المسجلة رسمياً ترى في رمضان فرصة للانتشار، لا سيما حين يتزامن الشهر وقرب الانتخابات. الطريف أن كثيراً من التغطيات الخبرية الخاصة بالأحزاب السياسية منذ بدء رمضان تتناول “دور الأحزاب السياسية في تخفيف المعاناة عن الناس” و”حراك حزبي لتنظيم موائد الإفطار في المناطق الشعبية والفقيرة” و”10 آلاف صائم على مائدة الحزب الفلاني” و”أطول مائدة رمضانية لأهالي دائرة كذا برعاية النائب فلان” و”رئيس الحزب الفلاني على مائدة إفطار حي كذا” و”30 ألف وجبة إفطار يومية يوزعها الحزب الفلاني على أهالي منطقة كذا”، وغيرها، باعتبارها أنشطة رمضانية معتادة ومقبولة. ويذهب بعض التغطيات إلى درجة سبغ نعوت الكرم والوطنية والمسؤولية على هذه الأنشطة الخيرية الترويجية الحزبية، وكأن من بين مهام الأحزاب السياسية الأعمال الخيرية. على سبيل المثال، كتبت صحف قومية في إطار تغطية حفلات الإفطار “الخيرية” أن “شهر رمضان فرصة ذهبية للأحزاب السياسية لتعزيز وجودها وشعبيتها بين المواطنين”، وأنه “في رمضان تتسابق الأحزاب لإطلاق المبادرات المجتمعية، وتنظيم القوافل الغذائية والطبية، ودعم الفئات الأكثر احتياجاً”، ومنها ما أشار إلى أن رمضان هذا العام شهد أنشطة مكثفة للأحزاب لدعم المواطنين في المناطق الأكثر احتياجاً مقارنة بالأعوام القليلة الماضية”، وأن “الأنشطة الحزبية الرمضانية تتمثل في توزيع كراتين رمضان وإقامة موائد الإفطار وتقديم المساعدات المالية”. يفسّر البعض تعدد موائد الإفطار السياسية بقرب الاستحقاقات الانتخابية في مصر (مواقع التواصل – حفل إفطار الفيوم) الغريب أن التغطيات “الإخبارية” لا التحليلية أجمعت على أن هذا الحراك الملحوظ والنشاط الكبير يأتيان على خلفية قرب الاستحقاقات الانتخابية. ومضت الأخبار مؤكدة، من دون مواربة أو تساؤل عن دور الأحزاب في غير رمضان، إن الأحزاب تتنافس حالياً في ما بينها “لتعزيز صورتها لدى المواطنين باعتبارها قريبة من الشارع ومتفاعلة مع حاجاته” و”في إطار سعيها لتقوية قواعدها الجماهيرية واستقطاب مزيد من المؤيدين “ودعم حضورها الشعبي وتأكيد قدرتها على تقديم حلول عملية لمشكلات المواطنين”، وذلك “استعداداً لخوض الانتخابات التي ستنطلق العام الحالي”، وأن “شهر رمضان المبارك ولطبيعته الخاصة أصبح فرصة للأحزاب لتأكيد حضورها، مستغلة طبيعته الخاصة في ترسيخ صورتها لدى الشارع المصري”. وبعيداً من خطوط التماس البالغة الحساسية بين العمل الحزبي والعمل الخيري والحراك السياسي الذي يفترض أن يحمل أيديولوجيا بعينها وبرنامج سياسي يهدف إلى طرح رؤى كاملة لإدارة النظام السياسي حال وصل الحزب إلى الحكم وبين مد يد العون للمحتاجين، لا عبر البرنامج السياسي أو الانتخابي، لكن من خلال تقديم الوجبات والمساعدات المالية والعينية، وسواء كان الحراك الحزبي في الشارع المصري عبر موائد الإفطار وكراتين الطعام والمساعدات المالية نابعاً من حس التكافل وروح التضامن ليعم الخير وتحل البركة، أو ليتذكر الصائم اليوم موعد الاستحقاق الانتخابي غداً، لا سيما أن اسم الحزب مطبوع بالبنط العريض على الكرتونة، وخيمة الإفطار تحمل لافتة لا تخطئها العين عليها شعار “حملة إفطار 1000 أو 10 آلاف أو مليون صائم” مع تحيات “النائب فلان” أو “أمانة الحزب الفلاني” أو “رئيس الحزب العلاني”، تبقى فعاليات الإفطار والكراتين سمة واضحة وضوح هلال رمضان في سماء صافية هذا العام. مدى شعور الجماهير بالأحزاب ووعيهم بدورها وأحياناً بوجودها من الأصل يطرح عديداً من الأسئلة الاستفسارية والاستنكارية. الكاتب الصحافي أحمد ناجي قمحة كتب قبل أشهر مقالاً عنوانه “إشكالية الأحزاب في الشارع المصري” قال فيه إن على أي حزب قائم أو حديث التأسيس أن يضع في اعتباره عدداً من النقاط الجوهرية إذا أراد تصدر المشهد السياسي، لا سيما أن عليها أن تعوض أعواماً من عدم الفاعلية. ورأى قمحة أن الأحزاب لن تنجح في اكتساب ثقة المواطن السياسية بينما هي مستمرة في تقلد دور الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني، وأنها أهدرت كثيراً من الوقت دون محاولة الوصول إلى المواطن، إلا في ما ندر، ببرامج وآليات تنفيذية تحثه على المشاركة السياسية، منبهاً إلى أنه لن يمكنها أن تستمر في حال الاستعلاء وتمرير السياسات الفوقية التي لا تعبر عن المواطن، وأنه حان الوقت لكي تكون العلاقة تفاعلية من القاعدة للقمة لا العكس. وتطرق قمحة تفصيلاً إلى ما اعتبره خطة عمل تمكن الأحزاب من الوصول والتفاعل مع الشارع والتفاعل مع ما يعانيه من أزمات تنعكس في صياغتها لبرامجها مع وضع حلول وطنية بناءة ومن خارج الصندوق. يبدو أن جانباً من الحلول، كما يبدو من الحراك الرمضاني الحزبي، جاء من داخل الصندوق، تحديداً من داخل الكرتونة الرمضانية ووجبة الإفطار والمساعدات المالية، ولم يأت بعد كما اقترح الكاتب “بقواعد مبكرة ووفقاً لأسس معتمدة على برامج تصيغ رؤى كل حزب واستراتيجيات تعبر عن توجهاته وتميز كل منها عن الآخر”. تظل الكرتونة الرمضانية والوجبة الرمضانية واحدة من دون أن تعكس محتوياتها الاختلافات الأيديولوجية بين الأحزاب أو الرؤى الاستراتيجية التي تميز هذا الحزب عن ذاك، ربما تتضح هذه الاختلافات بصورة كبرى نسبياً، ويمكن التفرقة بين الرؤى بشكل أوضح في حفلات الإفطار والسحور الحزبية غير الجماهيرية، أي الموجهة للصفوة والشخصيات العامة. حفلات الإفطار أو السحور السياسي ليست وليدة رمضان هذا العام أو العام الماضي، بل هي قديمة قدم الأحزاب في عصر التعددية السياسية والمقدرة المادية وأحياناً التصريحات الأمنية، فما دام الحزب حاز الترخيص اللازم، فتكون أنشطته الاجتماعية والترفيهية قانونية، في الأقل نظرياً، لكن الملاحظ أن رمضان هذا العام يشهد زخماً في حفلات إفطار الصفوة بشكل يفوق الأعوام الخمسة الماضية بشكل واضح. الانتخابات سر الحراك يلمح خبثاء إلى رقم خمسة باعتباره سر الحراك ومفتاح الزخم، مرت خمسة أعوام، ويحين موعد الانتخابات البرلمانية في النصف الثاني من هذا العام. وكما تؤكد صفحات أخبار الأحزاب ومجلس النواب (البرلمان) والعمل الحزبي، فإن “عام 2025 هو عام الانتخابات البرلمانية والتعددية الحزبية”. عام الانتخابات البرلمانية لأنه يحين موعد انتخابات البرلمان بغرفتيه “مجلس النواب” و”مجلس الشيوخ”. تنتهي الدورة الحالية لـ”مجلس الشيوخ” في الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وبحسب القانون يجب أن يكون مجلس الشيوخ الجديد مستعداً للانعقاد بحلول الـ18 من الشهر نفسه، على أن يجري إجراء انتخابات المجلس الجديد خلال 60 يوماً السابقة لانتهاء المدة السابقة، وذلك وفقاً لما تنص عليه المادة 250 المضافة في تعديلات الدستور عام 2019. أما مجلس النواب فتنتهي دورته الحالية في الـ11 من يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو ما يعني أن المجلس الجديد يجب أن يكون مشكلاً وجاهزاً للانعقاد قبل الـ12 من يناير المقبل، وذلك وفقاً لنص المادة 106 من الدستور، وهي المادة التي تنص على أن تكون مدة عضوية مجلس النواب خمسة أعوام ميلادية، وتجري انتخابات المجلس الجديد خلال الـ60 يوماً السابقة على انتهاء مدته. هذه التوقيتات تعني نظرياً أن الوقت حان، وربما تأخر، للاستعدادات الحزبية لخوض هذه الانتخابات. في كتب العلوم السياسية ومراجع العمل الحزبي تستعد الأحزاب للانتخابات البرلمانية عبر إجراء البحوث والتقييمات وعمليات الرصد للمشهد السياسي والشارع الانتخابي، والخروج بتقييم واقعي للبيئة السياسية التي ستخوض فيها الانتخابات. في الوقت نفسه يقرر كل حزب على حدة الطرق المثلى لاستخدام الموارد المتاحة له لتحقيق أهدافه في أثناء فترة الاستعداد، وذلك لتحقيق أهدافه المترجمة في عدد المقاعد… إلخ، وهو ما يحتاج إلى تنظيم وتنسيق للحملات الانتخابية، سواء عبر طرق الأبواب أو الرسائل الإلكترونية أو الحملات الترويجية والتنشيطية وغيرها، وذلك قبل موعد الانتخابات بوقت كافٍ. صفحات الشخصيات العامة والإعلاميين ورجال ونساء السياسة تغزوها فعاليات حفلات الإفطار (الصفحة الرسمية لحزب مستقبل وطن على فيسبوك) وهنا تبرز أهمية دراسة وفهم الناخبين في الدوائر الانتخابية، وتوجيه أهداف الحملات نحو حاجاتهم بصورة مكثفة في فترة الحملات الانتخابية، إذ يفترض أن حملات التواصل والاتصال مع الناخبين في كل دائرة مستمرة على مدى العام. بعد فهم الناخبين وحاجاتهم، وقبل عملية الاتصال بهم بغرض الترويج للانتخابات، يفترض أن يخرج كل حزب سياسي برسالة أو برنامج مكتوب بشكل مكثف ومحترف، ويحوي النقاط الرئيسة التي تمكنه من توصيل رسائل قوية إلى الجمهور، وتميزه عن غيره من الأحزاب المتنافسة في الانتخابات، وهو التميز المشتق من أيديولوجيا كل حزب وفكره السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يختلف عن غيره من المنافسين. وحين يأتي موعد النزول للشارع أو طرق الأبواب أو توجيه الرسائل، يعتمد نجاح الحزب ومرشحيه على درجة النجاح في توصيل الرسالة للناخبين، سواء كانوا من الجماهير الغفيرة أو الشخصيات العامة والمؤثرة والمثقفين والكتاب. يعتبر بعض المتابعين دعوات الإفطار المتواترة والمتصاعدة من عدد من الأحزاب السياسية هذه الأيام والموجهة للشخصيات العامة والمؤثرة جزءاً لا يتجزأ، وربما الجزء الأكبر أو ربما الوحيد، للتجهيز للانتخابات، وذلك من باب تحريك المياه التي ركدت وإنعاش الذاكرة التي جمدت. الصور المبهرة الملونة المتواترة على صفحات الشخصيات العامة ونصف العامة والإعلاميين، وكذلك رجال ونساء السياسة الحاليون والسابقون (وبينهم من يخطط للعودة مجدداً) تملأ أثير الـ”سوشيال ميديا”، “شرفت بحضور حفل إفطار حزب كذا”، و”دعيت للمشاركة في مائدة إفطار حزب كذا”، وصورة تذكارية مع رئيس الحزب على خلفية الشعار، ولقطة مجمعة للأصدقاء والصديقات من المدعوين والمدعوات مع أمانة السياسات مرة، واللجنة العليا مرة، وهلم جرا. الطريف واللافت والجدير بالاهتمام أن كلاسيكيات ارتباط الحضور أيديولوجياً بموائد الإفطار الحزبية يكاد يكون منعدماً، وأن كون المدعو وفدياً سابقاً أو ناصرياً معروفاً باشتراكيته أو ثورياً عائداً لتوه من أدرينالين إسقاط النظام لا يحول دون حضور إفطار حزبي يقف على يمين النظام السياسي أو في قلبه، ولا يتعارض مع ما كان يمثله ويحارب من أجله وينشط لنشره بالأمس القريب. الأمس البعيد يفرض نفسه على موائد الإفطار الحزبية هذه الأيام، بعضهم يسميها “نوستالجيا السياسات الرمضانية”، والبعض الآخر يعتبر استحضارها عبرة لمن يعتبر، ظلت حفلات الإفطار الحزبية الرئيسة ذات الأهداف المعروفة والمنعقدة كل عام من باب استعراض العضلات من جهة، وإشهار القوة والسطوة والانتشار من جهة أخرى. نوستالجيا الحزب والجماعة على هامش موائد الأحزاب الرمضانية هذه الأيام، أحاديث خافتة هامسة تستحضر الشخصيات الأكبر سناً والأوسع خبرة والأعمق معرفة بالمشهد السياسي الرمضاني على مدى عقود حفلات إفطار الحزب الوطني الديمقراطي “الحاكم” وأذرعه المختلفة من “لجنة السياسات” و”جمعية جيل المستقبل” وغيرهما، وبعضها كان يقام تحت مسمى “لقاء جماهيري” في محافظات مختلفة، أو “مائدة الوحدة الوطنية لكل المصريين”، أو فقط “إفطار العجوزة” (الجيزة) أو “إفطار النجاح” (البحيرة) وغيرهما التي كانت تعقد في الشارع مع رموز الحزب الحاكم السابق، لكن بعد هندسة المشهد أمنياً وحضورياً. المفارقة أن آخر فعالية للحزب، الذي جرى حله بقرار قضائي بعد أحداث يناير عام 2011، تحدث فيها أمين لجنة السياسات جمال مبارك (نجل الرئيس السابق الراحل مبارك) أمام الجمع الغفير عن التغيرات الكثيرة التي خضع لها الحزب الحاكم، حزب الغالبية البرلمانية، واعداً الحضور أن ذلك العام (2010) سيشهد “أكثر انتخابات تنافسية وفاصلة، وسيتحدد عليها كثير”، مشيراً إلى أن ذلك يعني ضرورة كسب ثقة المواطنين بمعرفة مشكلاتهم، وأن هدف الحزب الوطني الحاكم مثله مثل هدف المعارضة هو تحسين أحوال الصحة وحل مشكلات البطالة والفلاحين والتخفيف عن أعباء المواطن. وضمن هوامش تذكر رمضان الأحزاب والسياسة في زمن مضى، سواء من قبيل نوستالجيا الحنين أو من باب العبرة، حفلات الإفطار الضخمة التي كانت تدعو إليها جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت مادة تحليلية ثرية في أعوام ما قبل منعها أمنياً منذ عام 2006. كانت الجماعة، التي كانت تحظى بحضور سياسي واجتماعي وخيري واضح وصريح، بما في ذلك تحت قبة البرلمان، لكن في حدود اتفاقات “الجنتلمان” غير الرسمية المبرمة مع الدولة، تدعو إلى حفل إفطار مهيب في أحد الفنادق الفاخرة، وكان الحضور دائماً جديراً بالتأمل والتدبر والتفكر، إذ كان يلبي الدعوة رموز اليمين واليسار والوسط وما بينها، بما في ذلك محسوبون على جهات أمنية ومنتمون إلى تيارات بعيدة كل البعد من الإسلام السياسي. يشار إلى أن الجهات الأمنية بدأت في التضييق على إفطار الجماعة منذ عام 2006، وكانت الصحافة تتبارى في تغطية شكوى الجماعة من رفض فندق كذا تسلم عربون الحجز إلا بعد الحصول على موافقة أمنية، مع تحفظ الأمن على التعليق. “الجبهة الوطنية” أحدث المنضمين أحدث المنضمين إلى الساحة الحزبية الرمضانية هذا العام هو حزب الجبهة الوطنية، الذي انعقد قبل أيام تحت اسم “إفطار أكبر عيلة (عائلة) في مصر”، الحزب هو أحدث المنضمين إلى الساحة الحزبية، التي تضم نحو 87 حزباً، إذ جرى الإعلان عن تدشينه ديسمبر (كانون الأول) 2024، ومنذ إعلان تأسيسه صاحبته موجات جدل وترقب عارمة، وذلك لأسباب عدة، بينها غموض يحيط ببعض الأسماء فيه، إضافة إلى احتوائه على كم هائل من الشخصيات العامة من كل مناحي الحياة، التي لا يجمع بين خلفياتها وخبراتها وانتماءاتها سوى الحزب. التكهنات بأنه سيحل محل حزب “مستقبل وطن” صاحب الغالبية في البرلمان، والمعروف بقربه الشديد من الدولة لم تقابل بتأكيد أو نفي، فقط تأكيدات من الأعضاء المؤسسين أن الحزب “لا هو موالاة، ولا هو معارضة”. رئيس الحزب عاصم الجزار (وهو وزير سابق) قال في حينها إن “الحزب بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر”، وإنه (الحزب) “لا يسعى إلى الغالبية أو المغالبة، بل التأثير النوعي وليس الكمي”، وإنه “لن يكون أداة لتمرير القرارات، بل أداة للإقناع بها”. أحدث المنضمين إلى الساحة الحزبية الرمضانية هذا العام هو حزب الجبهة الوطنية (مواقع التواصل – إفطار الجبهة الوطنية) الغالبية المتابعة للمشهد الحالي اقتنعت بالفعل أن الحزب الجديد، الذي ولد كبيراً من جهة الأسماء المرتبطة به، وخرج إلى نور المشهد الحزبي عملاقاً من منطلق قدراته المادية والإعلانية والترويجية، ليس حزباً سياسياً بالمعنى التقليدي للمسمى، المدعوون على الإفطار بالفعل كوكبة من الشخصيات المختلفة التي جاءت من يمين الحياة العامة والسياسية والشخصية والفنية والإعلامية والرياضية ويسارها ووسطها، من دون انتماء محدد هنا أو أيديولوجيا معروفة هناك، في الأقل لحين إشعار آخر. مشهد الإفطار يؤكد ما ذكره عضو الهيئة التأسيسية للحزب محمد مصطفى شردي في حديث صحافي قبل أسابيع من أن الأعضاء المؤسسين شخصيات وصلت إلى ذروة العمل العام، وليست لديهم أطماع شخصية، فقط “خدمة مصر”، فمنهم الناصري والاشتراكي والليبرالي وغيرهم، وكلهم يهدفون إلى خدمة الوطن والمواطن. تكرار الوجوه في حفلات الأحزاب الرمضانية وتراوح الحضور الحزبي في الإفطار الواحد بين شتى أطياف الانتماءات وغير المؤدلج أصلاً، وغياب الشعارات الحزبية أو البرامج الانتخابية لا تفسد للإفطار قضية، لكنها تؤدي الغرض، فتنعش الذاكرة وتذكر الجميع بأسمائها، وتبرهن أنها ما زالت حية ترزق، وذلك على وقع العد التنازلي للانتخابات النيابية. المزيد عن: مصرالأحزاب المصريةحزب مستقبل وطنحزب الجبهة الوطنيةرمضان مصرموائد الإفطار في مصر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أبرز نظريات المؤامرة في اغتيال الشقيقين كينيدي ولوثر كينغ next post “اندبندنت عربية” تنشر وثائق من الملفات المتعلقة باغتيال كينيدي You may also like تفاصيل العرض الأميركي للبنان: اتفاق هدنة وتفاوض دبلوماسي 19 مارس، 2025 كندا وأستراليا تطوران رادارا لرصد الصواريخ في القطب... 19 مارس، 2025 من أبرز قادة «حماس» الذين قُتلوا في الضربات... 19 مارس، 2025 ترمب يخرس “أصوات الحرية” الأميركية 19 مارس، 2025 سيناريو جنوب لبنان يتكرر على الحدود السورية: هل... 18 مارس، 2025 أميركا ترحل طبيبة إلى لبنان بسبب صور “متعاطفة”... 18 مارس، 2025 اتفاق سوري – لبناني على وقف إطلاق النار... 18 مارس، 2025 التطبيع يحضر في مفاوضات تثبيت الهدنة بين لبنان... 18 مارس، 2025 هل تدفع التحولات الإقليمية شيعة العراق إلى إحياء... 17 مارس، 2025 وزارة الدفاع السورية: نهدف إلى طرد حزب الله... 17 مارس، 2025