لبنان ينفي أن يكون ملف الحدود موضع مقايضة مع التطبيع (أ ف ب) عرب وعالم التطبيع يحضر في مفاوضات تثبيت الهدنة بين لبنان وإسرائيل by admin 18 مارس، 2025 written by admin 18 مارس، 2025 10 مفاوضات النقاط البرية تقود إلى وصل كامل العلاقات وبيروت تؤكد أنه يطاول المسائل الخلافية فقط اندبندنت عربية / دنيز رحمة فخري صحافية @deniserf_123 ارتفع منسوب الكلام في الأيام الماضية عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل، ثم تراجع بعدما نفت الحكومة اللبنانية أي نية بالتفاوض المباشر مع إسرائيل. وأثيرت الضجة حول التطبيع على خلفية إعلان نائبة الموفد الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس عن “انطلاق المسار الدبلوماسي” بين لبنان وإسرائيل عبر ثلاث مجموعات عمل، وترافق تصريحها مع تسريبات إسرائيلية، نقلت عن مسؤول رفيع المستوى “أن سياسة بنيامين نتنياهو غيرت الشرق الأوسط، وأن إسرائيل تريد مواصلة هذا الزخم كي تصل إلى التطبيع مع لبنان”. ورغم تراجع تل أبيب لاحقاً عن هذه التسريبات، فإن “حزب الله” يعد أن نقل التفاوض بين لبنان وإسرائيل من المستوى الأمني إلى المستوى الدبلوماسي والسياسي بإشراف أميركي، يعني تهيئة الأرضية للانتقال إلى وضع جديد مرتبط بمشروع التطبيع العربي مع إسرائيل، تنفيذاً لمشروع السلام الذي يطمح لتنفيذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الشرق الأوسط. أما لبنان الرسمي فينفي ذلك، وتؤكد مصادر رئاسية أن تشكيل اللجان الثلاث يأتي استكمالاً لتطبيق القرار 1701 وهي ستكون مكلفة حل النقاط العالقة مع إسرائيل، والمحصورة بالانسحاب الإسرائيلي وتحديد الحدود البرية وإطلاق الأسرى، وأن كل ما يحكى عن كون هذه اللجان مقدمة للتطبيع هي معلومات عارية عن الصحة. الأسئلة كثيرة حول حقيقة النيات الأميركية – الإسرائيلية، وكيف يقارب اللبنانيون موضوع التطبيع مع إسرائيل، بين نصائح رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب إلى الشيعة “بالتطبيع والسلام مع إسرائيل”، واعتبار النائبة بولا يعقوبيان أن هذا الموضوع يجب ألا يكون محرماً وأنه على لبنان الالتزام بالقرار العربي ومقررات قمة بيروت 2002. نيات ترمب لم يخف الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطته الشرق أوسطية للسلام، وكان واضحاً جداً قبل حتى أن ينتخب بأنه سيعمل على إنهاء الصراع في الشرق الأوسط من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحروب المشتعلة والصراعات القائمة منذ عشرات السنين، وسيسعى إلى مستقبل أفضل عالمي وأميركي. بيروت تتمسك بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان (أ ف ب) ويؤكد المستشار السابق في الخارجية الأميركية حازم الغبرا في حديث إلى “اندبندنت عربية” أن “ترمب يريد إنهاء كل الصراعات المنتظمة بها الولايات المتحدة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولبنان جزء كبير من هذه الفكرة والفرصة سانحة بعد هزيمة ’حزب الله‘ وانتهاء دوره”، مضيفاً “يبدو أن الطريق معبد للتغيير نحو الأفضل في المنطقة، لكن هذا الموضوع لن يحصل بين ليلة وضحاها، ومن الخطأ محاولة تسريع هذه العملية”. يكشف الغبرا “أن الإدارة الأميركية ستعمل أولاً على فتح باب الحوار عبر قنوات دبلوماسية بين لبنان وإسرائيل ترعاها أميركا وتشارك في ترتيبها، بهدف إنهاء الصراع وإنشاء علاقة بين البلدين، والخطوة الأولى ستكون العمل على ترسيم الحدود البرية وإنهاء المشكلات العالقة منذ أعوام”، وما يوضح هذا التوجه، بحسب رأيه، انتظام مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف ونائبته مورغان أورتاغوس بهذا الزخم بالملف اللبناني بتوجيهات مباشرة من الرئيس ترمب. وينفي المستشار السابق أن يكون ملف الحدود موضع مقايضة مع التطبيع، ويعد أن موضوع الحدود البرية هو الأكثر تعقيداً بالنسبة إلى الطرف اللبناني، فيما موضوع أمن الحدود هو الموضوع الشائك الأكبر بالنسبة إلى الطرف الإسرائيلي، ولذلك فإن الأمر بشقيه سيطرح كخطوة أولى، كونه يشكل من جهة قلقاً للطرفين، ويمكن من جهة أخرى اعتماده كملف تقني لبداية الحوار والعمل لاحقاً على حوار أوسع. ويتوقع الغبرا أن تجري المرحلة الأولى بصورة سلسة من دون أي تعقيدات، لأن المناقشات ستتمحور في المرحلة الأولى حول موضوع تقني يمكن الانطلاق منه للتحضير إلى حوار أوسع. لا تطبيع من جهته، يؤكد رئيس اللجنة النيابية للشؤون الخارجية بالبرلمان اللبناني فادي علامة أن “كل الكلام عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل لا يعدو كونه كلاماً إعلامياً لا صحة له في الواقع”، موضحاً أن “المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل هي محاولة أميركية جديدة تنحصر بتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان وتسوية النزاع الحدودي البري حول النقاط الـ13، وأضيفت إليها ست نقاط جديدة وفق ما أبلغنا خلال زيارتنا إلى مقر قوات ’يونيفيل‘ في الناقورة”، وتشمل المفاوضات، بحسب علامة، موضوعي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين أيضاً من قبل إسرائيل. النقاط البرية محور خلاف بين إسرائيل ولبنان (أ ف ب) ويضيف النائب في كتلة “حركة أمل” النيابية أن المفاوضات غير المباشرة التي تسعى أميركا لإعادة تحريكها، هي استكمال للعمل الذي قام به المبعوث الخاص للإدارة الأميركية السابقة آموس هوكشتاين الذي أحرز تقدماً في معالجة من ست إلى سبع نقاط من النقاط الـ13 البرية المختلف عليها، وبطبيعة الحال فإن النقاط الخمس التي لم تنسحب منها إسرائيل تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار ستكون في صلب المفاوضات الحالية، ليصبح عدد النقاط الإضافية المختلف عليها 11 نقطة. هدف لبنان، بحسب علامة، هو استرجاع السيادة الكاملة وفق ما هو معترف بها في اتفاق الهدنة عام 1949 في الأمم المتحدة، مشدداً على استبعاد أي كلام عن التطبيع. السلام أم التطبيع؟ يميز عضو كتلة “الكتائب” سليم الصايغ بين التطبيع والسلام، ويشرح مفهوم السلام من منطلق القانون الدولي على أنه حال من الوئام في ظل انتفاء حال العداء والعنف في العلاقات بين الدول أو داخل المجتمعات، وأنه الممر الإلزامي لكسب عضوية الأمم المتحدة، لكن مع ارتقاء النزاع المفتوح مع إسرائيل إلى مستوى الحرب والعداء أصبح من الصعب اعتماد لغة الأمم المتحدة حول النزاعات ليتم الركون إلى لغة سبقت نشوء الأمم المتحدة وهي لغة الحرب أو السلام. ويتابع الصايغ أن مصطلح التطبيع يعني العودة إلى العلاقات الطبيعية بين الدول ولو أنه يتضمن لغوياً إرادة الفرض أو الجذر، وفيه شيء من التطويع والتدجين، وعند تعميق المصطلح نرى أنه يحمل معاني عدة لا سيما في ما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي، والاختلاف في المعنى يقع في توقيت حصول التطبيع وفي طبيعته، وأحياناً التطبيع يسبق السلام كما حصل مثلاً مع الأردن والمغرب لا سيما على المستوى الأمني والعسكري ومنه ما يواكب عملية السلام كما حصل مع مصر على المستوى الدبلوماسي ومنه ما يتبع السلام مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية. ويوضح المتحدث أن التطبيع يكون غير رسمي أو سري أو وظيفياً كالتجارة أو السياحة، أو رسمياً سياسياً يؤدي إلى السلام وتفعيله لاحقاً وفتح إمكانية تحويله من سلام الأنظمة إلى سلام الشعوب، وتأتي اتفاقات “أبراهام” بين إسرائيل وأربع دول عربية هي: الإمارات والبحرين والسودان والمغرب في إطار التطبيع الذي يبدأ وظيفياً ليفتح الآفاق أمام التطبيع السياسي مما يعادل اتفاق السلام. الالتزام بالموقف العربي يعترف نائب “الكتائب” بأن لبنان يتعرض لضغط دولي للسير بنوع ما من التطبيع غير معروف الطبيعة أو الغاية منه، مضيفاً “إذا كان الهدف تفعيل اتفاقية الهدنة فهي قائمة قانوناً، أو ترسيم الحدود البحرية فهي تمت عبر اتفاق بين ثلاث دول هي إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة، أو ترسيم الحدود البرية فالعمل جار في اللجنة المتخصصة وقد تم فعلاً الاتفاق على سبع نقاط حدودية من أصل 13، أو قد يكون عن وقف الأعمال الحربية تمهيداً لحصر السلاح بيد السلطات اللبنانية، وهذا ما حصل مع تأكيد إنفاذ القرار 1701 بالكامل وفوراً، والأهم إيلاء الأمر إلى لجنة خماسية بعضوية البلدين المتنازعين لبنان وإسرائيل”. لبنان ملتزم الموقف العربي الموحد حول المبادرة العربية للسلام (رويترز) ويؤكد المتحدث أن “لبنان ومنذ سنتين وأكثر اعتمد التطبيع الوظيفي مع إسرائيل لحل المسائل والإشكاليات العالقة بين البلدين، أما إذا كان المقصود هو التطبيع السياسي فإن لبنان ملتزم الموقف العربي الموحد حول المبادرة العربية للسلام في بيروت 2002، لا سيما موقف السعودية التي لا تزال خارج اتفاقات أبراهام المرادفة للتطبيع السياسي أو السلام”. محاولات سابقة لم تنجح على امتداد تاريخ العلاقات اللبنانية – الإسرائيلية، شهدت توترات معقدة واتفاقات محدودة، ومحاولات تفاوض عديدة تأثرت بشدة بالسياق الإقليمي، خصوصاً بتدخل سوريا وإيران، وعن تلك المحاولات تحدث الباحث والمحاضر الجامعي إيلي إلياس متوقفاً عند أبرز المحطات. أول الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين، وفق إلياس، حصلت في رأس الناقورة عام 1948، وأسفرت عن انسحاب إسرائيل من المناطق اللبنانية التي احتلتها خلال حرب 1948 بعد اجتياح عام 1982، ورغم وجود قوات “يونيفيل”، دخلت إسرائيل إلى بيروت، وبرعاية أميركية جرت مفاوضات أفضت إلى توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية- اللبنانية “اتفاقية 17 مايو (أيار) 1983″، لكنها انهارت سريعاً نتيجة الضغط العسكري السوري المباشر، سواء من خلال احتلال بيروت الغربية أو عبر الميليشيات التابعة له. المفاوضات تشمل مزارع شبعا (أ ف ب) وأضاف إلياس “في التسعينيات، جرت أكثر من 12 جولة تفاوض ثنائية بوساطة أميركية ضمن محادثات واشنطن، ولعل أبرزها تفاهم أبريل (نيسان) 1996، لكن تحقيق تقدم أكبر كان مستحيلاً بسبب الهيمنة السورية على القرار اللبناني”، ورغم الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من جنوب لبنان في مايو 2000، استمرت النزاعات الحدودية، إلى جانب استمرار وجود سلاح “حزب الله”. وفي عام 2006، اندلعت حرب استمرت 34 يوماً بعد عملية خطف نفذها “حزب الله” عبر الحدود، مما أدى إلى خسائر كبيرة للطرفين من دون نتيجة حاسمة، وانتهت الحرب باتفاق وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة (القرار 1701). تصاعدت التوترات مجدداً عقب أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إذ كانت إيران تطمح لتحقيق مكاسب، إلا أن ما حدث قلب الموازين، فانتهى “حزب الله” عسكرياً، وفي مارس (آذار) 2025، استؤنفت المفاوضات بين ممثلين عن إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة وفرنسا، بهدف حل النزاعات القائمة وتعزيز الاستقرار الإقليمي. ويشير إلياس في ختام عرضه التاريخي “يمكن القول إن لبنان، كدولة، ربما للمرة الأولى، يملك قراره في شأن التطبيع من عدمه، من دون تأثير مصري أو سوري أو إيراني”. المزيد عن: التطبيعإسرائيللبنانحزب اللهالولايات المتحدةالحدود البرية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كارني يشيد بحلفاء ’’موثوق بهم مثل فرنسا‘‘ في عزّ حرب جمركية next post أهم إصدارات الكتب في بريطانيا لشهر مارس 2025 You may also like سيناريو جنوب لبنان يتكرر على الحدود السورية: هل... 18 مارس، 2025 أميركا ترحل طبيبة إلى لبنان بسبب صور “متعاطفة”... 18 مارس، 2025 اتفاق سوري – لبناني على وقف إطلاق النار... 18 مارس، 2025 هل تدفع التحولات الإقليمية شيعة العراق إلى إحياء... 17 مارس، 2025 وزارة الدفاع السورية: نهدف إلى طرد حزب الله... 17 مارس، 2025 اشتباكات الحدود بين سوريا ولبنان.. هل تؤدي إلى... 17 مارس، 2025 البيت الأبيض: على إيران أن تأخذ تحذيرات ترامب... 17 مارس، 2025 استنفار لبناني لاحتواء التصعيد على الحدود مع سوريا 17 مارس، 2025 الاشتباكات اللبنانية – السورية تفتح باب ضرورة ترسيم... 17 مارس، 2025 الجيش اللبناني يسلم دمشق جثامين 3 جنود سوريين 17 مارس، 2025