الأحد, مارس 9, 2025
الأحد, مارس 9, 2025
Home » السمنة “تتربع” فوق أجساد التونسيين

السمنة “تتربع” فوق أجساد التونسيين

by admin

 

أصيب بها ربع المواطنين فوق 15 سنة وامرأة من كل ثلاث نساء تعاني منها

اندبندنت عربية / حمادي معمري صحفي تونسي

زاد عدد المصابين بمرض السمنة في العالم ثلاثة أضعاف منذ عام 1975، حتى بات يعتبر الوباء العالمي العاصف الذي يتهدد معظم الدول، ومن بينها تونس حيث بلغ معدل السمنة عند البالغين (أكثر من 18 سنة) 26.6 في المئة عام 2016، أي أكثر من ربع التونسيين، بينما كان عام 1997 بحدود 14 في المئة. ووفقاً لتقارير “أطلس السمنة في العالم”، فإن انتشار السمنة في تونس يأخذ منحى تصاعدياً بزيادة سنوية قدرها 2.5 في المئة لدى البالغين ويتوقع أن يصل الانتشار إلى 35.5 في المئة عام 2030 و46 في المئة عام 2035.

وأكدت عضو المكتب التنفيذي المكلفة بالصحة في الاتحاد الوطني للمرأة التونسية مها البرقاوي أن امرأة من كل ثلاث نساء في تونس تعاني السمنة.

السمنة قاتلة مجتمعياً ومهنياً

عماد العطوي، 45 سنة، يقطن في ضواحي العاصمة ويتردد بصورة دورية على معهد التغذية ويخضع لنظام غذائي خاص بعدما زاد وزنه كثيراً في فترة المراهقة، ويصل وزنه اليوم إلى أكثر من 140 كيلوغراماً، فلم يعد قادراً على ممارسة الرياضة، وبالكاد يتنقل بين منزله ومحطة القطارات ويستخدم السيارة في كل تحركاته القريبة والبعيدة.

وعلى رغم اتباعه حمية غذائية خاصة فإن تراكم الدهون في جسمه بات يهدد صحته لذلك يخضع لعلاج لدى طبيب القلب والشرايين، ويتردد على طبيبة متخصصة في التغذية، معبراً عن قلقه من احتمال إصابته بالسكري.

ويضيف العطوي وكله أمل في أن يتجاوز هذه المحنة التي أثرت في حياته المهنية نتيجة كثرة غياباته التي أدت إلى تجميد ترقياته، علاوة على نظرة المحيطين به بسبب سمنته المفرطة.

امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تعاني السمنة في تونس (أ ف ب)

 

وحال العطوي لا تختلف عن حال عشرات التونسيين الآخرين الذين يعانون السمنة لأسباب مختلفة منها غياب المرافق الأساسية والمساحات الخضراء لممارسة الرياضة، فضلاً عن تغيّر نمط الحياة اليومية عند التونسيين وتسارع الإيقاع اليومي بين الالتزامات العائلية والعمل وضغط الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

ولا يخفى أيضاً أن خروج المرأة إلى العمل أسهم في توجه التونسيين أكثر فأكثر إلى الوجبات السريعة الغنية بالدهون التي تساعد على تفشي السمنة بخاصة لدى الأطفال.

83 في المئة لا يمارسون الرياضة

وتشير آخر الإحصاءات الرسمية إلى أن نسبة 83 في المئة من التونسيين لا يمارسون الأنشطة البدنية والرياضية، في حين تبلغ نسبة الأطفال (من 6 إلى 12 سنة) الذين يعانون خمولاً بدنياً ما يعادل 88 في المئة.

أرقام تعكس توافر الأرضية لتفشي السمنة في المجتمع التونسي. فهل السمنة مرض أم ظاهرة؟ وما أسبابها وكيف يمكن الوقاية منها؟

تعتبر بعض المجتمعات السمنة ظاهرة صحية من دون معرفة عواقبها الوخيمة على الصحة، ويرى الاختصاصي في جراحة السمنة وعلاج البدانة مراد عدالة في تصريح إلى “اندبندنت عربية” أن “السمنة مرض لأنها تسبب اضطراباً في تخزين الدهون وفي الكتلة الشحمية في الجسم، مما يسفر عن تفاعلات عدة تؤثر في أداء وظائف الجسم تبدأ بالالتهابات التي تتكاثر في الجسم بسبب الخلايا الشحمية والتي تؤدي إلى مقاومة الإنسولين الذي ينتجه الجسم، إلا أن فاعليته تتراجع فتنتج من ذلك أمراض عدة بينها السكري وتصلب الشرايين وضغط الدم”.

دعت وزارة الصحة التونسية إلى تناول غذاء صحي (أ ف ب)

 

ويضيف المتخصص في جراحة السمنة أن “الجهاز التنفسي يتأثر بزيادة الضغط على القفص الصدري وفي محيط القصبة الهوائية، مما يؤدي إلى الأرق وقلة النوم”، لافتاً إلى أنه “لا يوجد عضو في الجسم لا يتأثر بالسمنة الناتجة من قلة الحركة وتكثف الشحوم وضعف العضلات، علاوة على تأثيراتها القوية في الجهاز العصبي، كما تعتبر المرأة أكثر تعرضاً للسمنة من الرجل بسبب التغيرات الهرمونية في تركيبة جسمها وهي معرضة لصعوبة الحمل ونقص الخصوبة”.

ويرى مراد عدالة أن غالبية الأمراض تقريباً مرتبطة بالسكري الناتج من السمنة، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي وأنواع من السرطانات، بالتالي تتكلف الدولة نفقات صحية عالية.

كلفة عالية على الدولة

ويؤدي علاج السمنة بصورة فاعلة إلى تخفيف الكلفة على الدولة وتحسين جودة الحياة بالنسبة إلى الفرد والمجتمع،  ودعا عدالة الصناديق الاجتماعية إلى “الإسهام في مساعدة مرضى السمنة لتجنب تبعاتها الصحية كالفشل الكلوي وما يتطلبه من أدوية وحصص تصفية”.

وللتخفيف من حدة هذا المرض يطالب مراد عدالة بوضع سياسات عمومية للصحة تقوم على التشجيع على ممارسة الرياضة والمشي والتوعية بخطورة هذا المرض من خلال جلسات توعوية تثقيفية في مختلف وسائل الإعلام وأيضاً في منصات التواصل الاجتماعي لتأثيرها القوي في الأطفال والشباب، داعياً إلى تشجيع الأطفال على الامتناع عن تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والمشروبات الغازية المشبعة بالسكريات.

وكشف مكتب تونس لـ”منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (يونيسف) عن أن 17.2 في المئة من الأطفال في عمر خمس سنوات يعانون زيادة في الوزن والسمنة.

وسبق لوزارة الصحة التونسية أن أصدرت تعميماً حول الاستراتيجية الوطنية للتغذية السليمة للطفل ذكرت خلاله أن 49 في المئة من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات لا يتمتعون بالحد الأدنى من النظام الغذائي الذي يحتاجون إليه.

ودعت الوزارة في توصياتها إلى تناول غذاء صحي، مثل الفواكه والخضراوات والتقليل من السكر والدهون المشبعة والأغذية المصنعة والوجبات السريعة وممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة يومياً، علاوة على شرب الماء بانتظام والحصول على عدد ساعات نوم كافية لتوازن الجسم.

المزيد عن: تونسمرض السمنةمرض السكريأطفالالبالغينوباء عالميالنساءنمط حياةالرياضةالوجبات السريعةالدهونالأكل الصحيالأنسولين

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili