نظريات حديثة أثبتت أن الوعي في مجمله ناتج من اهتزازات متناغمة تصدر من جميع الأجسام (أنسبلاش) تكنولوجيا و علوم للحيوانات وعي وشعور مثل البشر فكيف أثبتها العلم؟ by admin 8 فبراير، 2025 written by admin 8 فبراير، 2025 24 نظريات علمية حديثة فسرتها من خلال ظواهر طبيعية ملحوظة مثل الرنين والاهتزاز اندبندنت عربية / هشام اليتيم صحافي أردني @AlyateemHisham حتى زمن جهابذة الفلسفة في القرن الـ18 لم يعترف العالم بوعي الحيوانات، وكان ذلك لتبرير سلوك بعض البشر الهمجي ضدها، فسارت الدراسات والبحوث على مبدأ أن “كل ما ليس لديه وعي لا يشعر”، بالتالي يمكن إساءة معاملة أي حيوان تحت هذه الذريعة، لكن سرعان ما وصلنا إلى التسعينيات من القرن الماضي، وحتى ذلك الوقت لم تكن الفكرة مثبتة بشكل كاف لإقناع جميع الناس بها، لكن ذلك حدث أخيراً في مطلع القرن الـ20. وفق دراسة علمية جديدة لباحثين من جامعة كاليفورنيا فإن الحيوانات واعية مثل الإنسان تقريباً، إذ أكد أستاذ علم النفس في سانتا باربرا جوناثان سكولر أن السؤال عن الوعي عموماً ووعي الحيوان تحديداً يأتي دائماً ضمن مشكلة العقل والجسم القديمة، لكن العلم الحديث تمكن أخيراً من وضع هذا السلوك العقلي الغامض ضمن سياق منطقي يتلخص في فكرة حدوث النظام من الفوضى. وبناء على ذلك قدم عالم الرياضيات ستيفن ستروجاتز أمثلة مختلفة من علم الأعصاب لتوضيح (التزامن) أو مصطلح الرنين، الذي هو أساس هذه النظرية، وذلك في كتابه الصادر عام 2003 بعنوان “التزامن: كيف ينشأ النظام من الفوضى في الكون والطبيعة والحياة اليومية”، إذ يضرب هذا العالم عدة أمثلة توضح هذه النظرية فيقول “عندما تتجمع اليراعات من أنواع معينة في تجمعات كبيرة، تبدأ في الوميض في تناغم تام، بطرق لا تزال تبدو محيرة بعض الشيء، فيما يتم إنتاج الليزر عندما تتزامن الفوتونات من نفس القوة والتردد. وكذلك يتزامن دوران القمر تماماً مع مداره حول الأرض بحيث نرى دائماً نفس الوجه للقمر. وهكذا يؤدي فحص ظاهرة الرنين إلى رؤى عميقة محتملة حول طبيعة الوعي الإنساني والحيواني”. كلها اهتزازات فسرت هذه النظرية الحديثة الوعي عموماً ووعي الحيوانات خصوصاً وفق مباحث علمية تطبيقية رئيسة من أهمها علم الرياضيات، ومن خلال أمثلة من الفيزياء والأحياء والكيمياء وعلم الأعصاب. فكل الأشياء في كوننا تتشارك في كونها تهتز، وكونها في حركة مستمرة. حتى الأشياء التي تبدو ثابتة هي في الواقع تهتز، وتتأرجح، وتتردد، بترددات مختلفة. ومن هذه الحركية غير الملحوظة التي تحدث لجميع الكائنات بما فيها الحيوان يأتي الرنين الذي يتشكل من الاهتزاز. وعلى هذا النحو تهتز الطبيعة بأكملها، فيحدث شيء مثير للاهتمام، إذ غالباً ما تبدأ الأشياء المتشابهة بعد فترة قصيرة من الوقت في الاهتزاز معاً بنفس التردد ضمن ما يعرف بفكرة التزامن أو التناغم المذكورة سابقاً، مما يؤدي إلى حدوث ظاهرة التنظيم الذاتي التلقائي التي ينتج منها هذا النوع من الوعي. في وقتنا الراهن تطورت نظريات وعي الحيوان والإنسان التي تعرف بأنها مشكلة العقل والجسم تطوراً كبيراً خصوصاً على مدى العقدين الماضيين، لكنها تعرف حتى الآن باسم “المشكلة الصعبة” للوعي، وذلك بعد أن صاغ الفيلسوف ديفيد تشالمرز هذا المصطلح في ورقة كلاسيكية واستكشفها بشكل أكبر في كتابه “العقل الواعي: بحثاً عن نظرية أساسية” عام 1996، لذلك فإن الأسئلة حول وعي الحيوان تعد كلها جانباً من جوانب “مشكلة العقل والجسم” القديمة، والتي تسأل بشكل أساسي: ما هي العلاقة بين العقل والمادة؟ انطباعات قديمة وفق مقالة تحت عنوان الوعي الحيواني في “ويكيبيديا” فإنه حتى القرن الـ18 ساد الانطباع بأن الأفكار أو المشاعر أو الأحاسيس تتسبب في إحداث تأثيرات بدنية، لكن العلم الحديث أظهر أنه لا بد وأن يكون هذا المفهوم وهمياً إلى حد ما. وعلى سبيل المثال أظهرت دراسات حديثة أن الشعور بالخوف لا يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، فكل منهما يمثل أحد أعراض لأصل فيزيولوجي مشترك، بالتالي لا يؤكد ذلك أن السلوك استجابة لتهديد خارجي معين. وللوصول إلى مثل هذه التجارب التي وضعت أساساً علمياً للفكرة كان لا بد من المرور في محطات عدة، إذ كان أول من عبر عن هذه الفكرة القديمة لفهم وعي الحيوانات عدد من الفلاسفة والعلماء في ذلك الزمن ومنهم وفق الموسوعة العلمية الأوروبية لاميتري في عام 1745، ثم كابانيس عام 1802، ثم هودجسون عام 1870 وصولاً إلى عالم الأحياء البريطاني توماس هنري هكسلي (1825- 1895) الذي وضع المقاربة الأهم عام 1874، وذلك لأنه شبه الظواهر العقلية الغامضة ومنها الوعي عند الحيوان بالصفير في قاطرة بخارية، بمعنى أنه عمل مفصول تماماً عن حركية القاطرة. العلم الحديث تمكن أخيراً من وضع هذا السلوك العقلي الغامض ضمن سياق منطقي يتلخص في فكرة حدوث النظام من الفوضى (مواقع التواصل) ومع ذلك، ازدهرت فكرة هكسلي في المقام الأول لأنها وجدت محلاً ضمن السلوك المنهجي أو العلمي الحديث. وفي أوائل القرن الـ20 بدأ علماء السلوك العلمي مثل إيفان بافلوف وجون ب. واطسون وب. ف. سكينر محاولة الكشف عن القوانين التي تصف العلاقة بين المحفزات والاستجابات من دون الإشارة إلى الظواهر العقلية الداخلية. إعلان كامبريدج في عام 2012 وقعت مجموعة من علماء الأعصاب إعلان كامبريدج في شأن الوعي، الذي أكد بشكل لا لبس فيه أن البشر ليسوا فريدين من حيث امتلاكهم الركائز العصبية التي تولد الوعي. وأن الحيوانات غير البشرية بما في ذلك جميع الثدييات والطيور، وعديد من المخلوقات الأخرى بما في ذلك الأخطبوطات، تمتلك أيضاً هذه الركائز العصبية. أخيراً، وفق كتاب “الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية” لكل من فريدريك كابلن وجورج شابوتييه وهو من ترجمة ميشيل نشأت شفيق حنا، فقد أسهم ظهور الآلة بتعزيز فكرة وعي الحيوانات بأكثر من طريقة. فالآلة فتحت عيون الإنسان على حقيقة وعي كثير من الأشياء حوله بما فيها الحيوان كذلك. المزيد عن: فلسفةحيواناتوعي الحيواناتسلوك همجيإعلان كامبريدجعلم النفس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post بريطانيا تأمر «أبل» بالسماح لها بالتجسس على المواد المشفرة كلها في أي بلد حول العالم next post ذكاء اصطناعي “مسلح” You may also like هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟… دراسة تجيب 8 فبراير، 2025 وداعا لمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية ومرحبا بما هو... 8 فبراير، 2025 كويكب قد يضرب الأرض بـ500 ضعف قنبلة هيروشيما 7 فبراير، 2025 أجزاء كبرى من الولايات المتحدة ستصبح غير صالحة... 7 فبراير، 2025 زيادة خطرة للجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ 6 فبراير، 2025 لاستخدامه في تطوير الأسلحة وأدوات المراقبة… «غوغل» تقر... 6 فبراير، 2025 ( 6 طرق) سهلة تحميك من عمليات الاحتيال... 6 فبراير، 2025 “ديب سيك”… فقاعة صينية أم تهديد لأميركا؟ 1 فبراير، 2025 كيف تحمي بياناتك من المجرمين الإلكترونيين عند التسجيل... 31 يناير، 2025 أسلحة “النخبة الإسرائيلية” في قبضة مقاتلي القسام أثناء... 29 يناير، 2025