جعل بنيامين نتنياهو الملف الإيراني في مركز اهتماماته (أ ف ب) عرب وعالم ترقب في إسرائيل لمدى نجاح نتنياهو في إقناع ترمب بخطته الشرق أوسطية by admin 3 فبراير، 2025 written by admin 3 فبراير، 2025 47 يريد أن يعرقل أي اتفاق ينهي الحرب في غزة إزاء تهديدات ائتلاف حكومته بتفكيك مجلس الوزراء اندبندنت عربية / أمال شحادة زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن مختلفة هذه المرة عن سابقاتها، ليس فقط لأنها تأتي بعد 14 شهراً من حرب “طوفان الأقصى” من دون تحقيق تقدم ملحوظ نحو ضمان إنهاء الحرب وبقاء إسرائيل أمام تحديات خطرة على مختلف الجبهات، إنما أيضاً لمواجهته رئيساً أميركياً لن يتنازل عن شغفه في حمل منطقة الشرق الأوسط إلى مكان مختلف، بعيداً من الحروب وعدم الاستقرار نحو تحقيق السلام، وهي خطوة تبدأ باتفاق يهدد حكومته ويتمثل في إنجاح المرحلة الثانية من صفقة الأسرى وصولاً إلى وقف الحرب في غزة، ما من شأنه أن ينعكس على جميع الجبهات ويقود المنطقة إلى مسار سلمي. في هذه الأثناء، يريد نتنياهو أن يعرقل أي اتفاق ينهي الحرب في غزة إزاء تهديدات ائتلاف حكومته بتفكيك الحكومة إذا ما تم التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف نار مستدام في غزة، لكن السؤال إلى أي مدى ستنجح جهوده هذه؟. أمنيون وخبراء إسرائيليون أولوا أهمية كبرى للقاء ترمب – نتنياهو وأكد أكثر من أمني أن هذا اللقاء حاسم وسيتقرر فيه المستقبل القريب للشرق الأوسط. لوحة فسيفساء الشرق الأوسط قبل أن يصعد إلى متن طائرته الأحد متجهاً إلى واشنطن، أوضح نتنياهو أولويات لقاءاته، وهي على عكس ما هو متوقع منها، إذ إنه جعل الملف الإيراني في مركز اهتماماته وتحدث عن التعامل مع طهران ووكلائها ومواجهة الخطر المحدق بإسرائيل أينما وجد، معتبراً أن المحور الإيراني أحد القضايا المركزية في لقاءاته مع الرئيس ترمب وكيفية منع نفوذ إيران في لبنان وسوريا أيضاً. وطرح نتنياهو المحور الإيراني في مقدمة أجندة لقاءات واشنطن ليس صدفة، فهو يعتبر نجاح جهوده لإقناع الرئيس الأميركي بأهمية التركيز على المحور الإيراني مصلحة للجميع، وبذلك سيفسح برهة من الزمن لتأجيل حسم ملف غزة والقضية الفلسطينية، كخطوة للحفاظ على حكومته. الباحث في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني شاؤول أرئيلي يستبعد نجاح الجهود المبذولة لقيادة منطقة الشرق الأوسط نحو سلام في جوهره حل القضية الفلسطينية بإقامة دولتين لشعبين. ويرى أن ذلك ممكن فقط بعد بناء الثقة المتبادلة وإثبات قدرة فلسطينية على الحكم ونقل تدريجي لـ”مناطق سي” إلى السلطة الفلسطينية، وعندها سيكون بالإمكان إجراء مفاوضات جوهرية حول الاتفاق الدائم، مؤكداً أن “الأمر يتطلب قيادة شجاعة لدى الطرفين”. وصفة القيادة الشجاعة هذه لن يجدها ترمب في رئيس الحكومة نتنياهو الذي يبني خطته وجدول أولوياته بناء على مصلحته السياسية واستمرار بقاء حكومته. وبرأيه فإن دخول ترمب إلى البيت الأبيض “سترافقه مبادرة لعملية سياسية إقليمية، ستجري في موازاة الاتفاق الهش بين إسرائيل و’حماس‘”، ولكنه يرى أنه “أمام الوضع القائم في الضفة والقدس فإن إمكان السلام وفق حل الدولتين سيكون أمراً صعباً”. وفي إسرائيل، يولون أهمية كبيرة جداً للقاء ترمب – نتنياهو ويؤمنون بأن رئيس الحكومة يمكنه أن يؤثر في الرئيس الأميركي بالنسبة إلى تصميم سياسته للشرق الأوسط، وكما نقل عن مسؤول إسرائيلي “صحيح أن لترمب تصوراً لمنطقة الشرق الأوسط لكن هناك ملفات كثيرة لم يتخذ قراراً في شأنها. في أعقاب لقائه ترمب، ستكون بلورة السياسة ممكنة وحتى ذلك الحين لا يوجد كثير من المساحة للتقدم”. الخبير السياسي إيتمار إيخنر يعرب عن اعتقاده بأن الوضع أكثر تعقيداً، وبرأيه فإن الشرق الأوسط أمام مفترق طرق ويقول “خلال لقاء ترمب – نتنياهو سيحاول الزعيمان تركيب لوحة فسيفساء الشرق الأوسط وتقرير سلّم الأولويات في كل المواضيع الملحة التي على جدول الأعمال. وعليه، فإن المواضيع التي ستبحث في اللقاء وترسم سلم أولويات سياسة الإدارة في المنطقة للفترة المقبلة، تشمل صفقة الأسرى ومسألة اليوم التالي في القطاع وحتى مسائل إقليمية أوسع”. وفي كلمته أوضح نتنياهو أن المحور الإيراني ضمن أولوياته ولكن، وفق إيخنر، “من غير المستبعد أن يحاول نتنياهو إقناع ترمب بالسير أولاً نحو التهديد الإيراني لأن خطوة كهذه ستعطي مزيداً من الوقت لاتخاذ القرارات في موضوع غزة. إضافة إلى ذلك، يقول إيخنر إن “معالجة جذرية لإيران ستسهل لاحقاً على إدارة ترمب إبرام سلام يضم دولاً مثل إندونيسيا وماليزيا وسوريا ولبنان وغيرها”. “حشر نتنياهو في الزاوية” ما بين رغبة نتنياهو في جعل المحور الإيراني أولية ورغبة ترمب في سلام بالمنطقة، يجد نتنياهو نفسه أمام اختبار وجودي، ويقول إيخنر “يمكن للرئيس الجديد أن يحشر نتنياهو في الزاوية كي ينهي الحرب، مما قد يُسقط الحكومة ويؤدي إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل. ومع ذلك، في إسرائيل يدركون أن المسألة الإيرانية تدخل في الشأن الإقليمي. إسرائيل كانت ترغب في فرض عقوبات أميركية مرفقة بخيار عسكري، فيما خيارات ترمب بين اتفاق نووي أو حملة عسكرية. ويحتمل أيضاً أن يكون التوجه نحو عقوبات مع تهديد عسكري على خلفية رسالة ترمب بأنه لن تكون لإيران قنبلة نووية”. ورأى النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في مديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي مقدم احتياط عميت ياغور أن “على إسرائيل رسم الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة بما يتناسب ومصالح الولايات المتحدة ومصالح ترمب الشخصية، وبالطبع مصالح إسرائيل”. ويضيف أن “نقطة الانطلاق الوحيدة والمفتاح للنظام الإقليمي الجديد هي الساحة الفلسطينية، والحل سيفتح الباب أمام نظام جديد. ومع ذلك، فإن نظرة واحدة إلى العام الماضي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الزمن تغير، فلم يعُد عالم اليوم منتبهاً للتفاصيل وفي كثير من الأحيان استُبدلت الواقع والحقائق”. وبرأي ياغور، فإن الجهد حالياً يجب أن يتركز على تحديد رؤية إسرائيل الاقتصادية والفرص المتاحة للولايات المتحدة، وعندئذ فقط ينبغي التصدي للتهديدات التي تعرض الفرص للخطر ويقول “على إسرائيل أن تنتقل من خطاب التهديدات والأخطار، إلى خطاب الفرص والرؤية المشتركة والتهديدات التي تتعرض لها. يجب على إسرائيل أن ترسم الحلم الإسرائيلي الذي قد يصبح الحلم الأميركي في الشرق الأوسط”. ويردف أنه “أصبحت لدى إسرائيل فرصة نادرة أكثر من أي وقت مضى لوضع إطار متماسك للحلم الإسرائيلي ورؤيتها الشرق أوسطية، بحيث يتم تبنيها من دون تحفظ تقريباً من قبل الولايات المتحدة، ومن هناك إلى بقية الدول الغربية. وستبقى الأداة العسكرية أداة مركزية، لكن النهج الجديد سيضعف وجودها ويقدمها كأداة في خدمة رؤية اقتصادية إيجابية. هذا ما ستبدو عليه المبادئ الإطارية لتلك الرؤية الاقتصادية، ستكون متماشية مع مفهوم ’طريق الحرير‘ الجديد للولايات المتحدة، وستوفر حلاً للتعاون الإقليمي الذي تعتبره الولايات المتحدة أساساً للاستقرار”. المزيد عن: إسرائيلواشنطندونالد ترمببنيامين نتنياهوالشرق الأوسطحرب غزةإيرانصفقة الأسرىسوريالبنانالقضية الفلسطينية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post المساعدات الأميركية لمصر… سلاح ضغط أم وسيلة تنموية؟ next post لبنان ينتظر حكومته خلال ساعات… فما هي المسائل العالقة؟ You may also like (50 دقيقة متوترة).. ترامب يهاجم ترودو ولا يعترف... 6 مارس، 2025 قاذفات بي 52 أميركية ومقاتلات إسرائيلية.. طلعات هدفها... 6 مارس، 2025 ما مدى استعداد “حماس” لقبول وتنفيذ مخرجات القمة... 5 مارس، 2025 (5 أعوام بكلفة 53 مليار دولار)… تفاصيل الخطة... 5 مارس، 2025 عودة السعوديين إلى بيروت وشيكة أم لها شروط؟ 5 مارس، 2025 كيف تعامل العرب تاريخيا مع القضية الفلسطينية؟ 5 مارس، 2025 عون يبحث مع الشرع “ضرورة” ضبط الحدود اللبنانية-السورية 5 مارس، 2025 (22 اتفاقية) شبه منجزة بين السعودية ولبنان… متى... 5 مارس، 2025 هل تلجأ دمشق إلى التطبيع مع تل أبيب... 5 مارس، 2025 «قمة فلسطين» اعتمدت الخطة المصرية بشأن التعافي المبكر... 5 مارس، 2025