العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (غيتي) عرب وعالم حين أدار الأسد ظهره لنصائح السعودية ومضى في قمع شعبه by admin 27 ديسمبر، 2024 written by admin 27 ديسمبر، 2024 27 كواليس صادمة كشفها بندر بن سلطان قبل أعوام عن تشبث بشار بالدعم الإيراني والتخاذل الأميركي اندبندنت عربية / عضوان الأحمري رئيس التحرير @Adhwan في الحوار الذي أجريته 2019 مع رئيس الاستخبارات السعودية والأمين العام لمجلس أمنها الوطني وسفيرها سابقاً لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، تناول خلاله كواليس تعامل الرئيس السوري بشار الأسد مع الاحتجاجات الشعبية المناهضة له، والنصائح التي قدمتها السعودية للنظام السوري وقتها لمنع التجاوزات ضد الشعب ووقف القمع. وتحدث الأمير بندر حينها عن تراخي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في ما يتعلق بمنع تجاوزات رئيس النظام السوري بشار الأسد تجاه شعبه واستخدامه السلاح الكيماوي لقصف المدنيين، وقصة زيارة رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون لمزرعة الأمير خارج لندن ليطلب منه أن تتدخل السعودية لإقناع أوباما بالتحرك، لأن هناك معلومات أنه لن يفعل شيئاً تجاه تجاوزات الأسد. وسرد تفاصيل ما دار بين بشار الأسد ورئيس الوزراء السوري المستقيل والفار من العمل مع نظام الأسد، رياض حجاب، والأجواء العامة للثورة السورية ورد فعل حكومة بشار، وقال الأمير إن “بداية أحداث سوريا كانت في درعا حين قام بعض الأطفال بين سنيّ الـ 12والـ 13 بكتابة بعض العبارات ضد الدولة على بعض الجدران، فقامت الأجهزة الأمنية في سوريا باعتقالهم وتعذيبهم وقلع أظافرهم، وأدى التعذيب إلى وفاة أحدهم واستدعي النظام أهاليهم وقام بتعذيب بعضهم”. ووفق الحوار فإن أحد الآباء قيل له “إذا منت قادر تربي أولادك إحنا نجيب من أمهم أولاد ونربيهم”، إذ أكد الأمير بندر أن هذه كانت شرارة التظاهرات التي خرجت لتطالب لا بتغيير النظام بل احتجاجاً على ما قامت به الأجهزة التابعة للأسد، والتي قامت بدورها بقمع تلك التظاهرات التي بدأت تضامنية مع أهالي درعا في المناطق الأخرى، وهي أيضاً لم تطالب بتغيير النظام بل باتخاذ إجراءات لكبح جماح الأجهزة الأمنية”. رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق يؤدي القسم في يونيو 2012 قبل انشقاقه في أغسطس من العام ذاته (أ ف ب) كانت السعودية تتابع التطورات من كثب ولم تعلن موقفاً، بل أرسلت المندوبين إلى الأسد تطلب منه اتخاذ ما يمكن لإنقاذ الوضع وتطوراته، وهو ما يوضحه الأمير قائلاً “أرسل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وقتها إلى بشار مندوباً برسالة مفادها أن عليه أخذ إجراءات سياسية عاجلة لتهدئة الأمور قبل أن تنفرط، فوعده الأسد بذلك ولكن للأسف استمر بشار في سياسته القمعية”. وتابع، “أرسل الملك عبدالله مندوباً للمرة الثانية يحذر بشار من استمرار تدهور الوضع، فكان رده أنه يعي ما يحصل وسيقوم باتخاذ إجراءات سياسية إصلاحية عاجلة، ولكن هذا يتطلب إصلاحات اقتصادية ورفع رواتب الجيش، فأرسل إليه الملك عبدالله 200 مليون دولار كمساعدة عاجلة لتهدئة الوضع والتعامل مع الأمور سياسياً واقتصادياً، ولكن بشار وبذكائه العجيب، والذي يعتقد أنه يستطيع أن يخدع به كل الناس بما في ذلك شعبه، أخذ الأموال من دون فعل شيء، بل زاد في القمع والتنكيل بالشعب، ثم انشق رئيس الوزراء السابق رياض حجاب”. وأضاف الأمير، “سمعنا من رياض حجاب العجائب عما كان يحصل داخل النظام، ومن ذلك أنه في أول لقاء له مع بشار بعد توليه رئاسة الوزراء حاول شرح الوضع الداخلي للرئيس السوري في دير الزور، خصوصاً أن حجاب من دير الزور، واتصل به كثير من أهالي الدير يبلغونه بما يحصل فيها من قتل وتنكيل”، فكان رد فعل بشار الأسد مفاجئاً، وبحسب حجاب فقد قال له “لا عليك، أعرف الوضع وهو تحت السيطرة، ولا تشغل نفسك بها الحكي، بس فيه هناك عقد التليفونات بدو تجديد، وهذا بدك تعطيه لرامي مخلوف، وفيه أرض للدولة لماهر الأسد بدك تشتروها منه”، وهنا خرج رياض حجاب من الاجتماع بقناعة أن “الدنيا وما يحدث في واد وبشار الأسد في واد آخر”، وفق الأمير بندر. وانتقل بندر بن سلطان إلى قصة تراخي أوباما قائلاً “ثم بدأ بشار بضرب المدن السورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وهنا اقتنع الملك عبدالله أنه لا يمكن التعاون مع هذا الشخص، بل وأنا أتعجب اليوم وللأسف أنه لا يوجد بيت أو حي أو قرية أو مدينة إلا وقد سحل فيها الناس وقتلوا ودمروا”. لم يستجب الأسد لنصائح الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (أ ف ب) واستعرض الأمير بندر خطوات التدخل الروسي والإيراني مشيراً إلى وجود معلومات خلاصتها أن التدخل الروسي والإيراني في سوريا يحدث بوتيرة متسارعة، وجاء بعد ضمانة أن واشنطن لن تتحرك، في وقت كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تتفاوض مع إيران في شأن الاتفاق النووي، وكانت الخطوط الحمر التي رسمها البيت الأبيض أكثر من مرة لرئيس النظام السوري بشار الأسد مجرد فرقعات إعلامية. ويقول الأمير عن انطباعه وما استقاه من زيارته الثانية إلى روسيا بعد الأولى التي قال له فلاديمير بوتين فيها إن بشار سيأتي إلى موسكو حبواً، أن “السبب في تدهور الأوضاع في سوريا وتدخل الروس وغيرهم هو الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إذ كان الروس يتوقعون جدية من أوباما، وأن الأميركيين ومعهم البريطانيون والألمان والفرنسيون، والدول العربية الرئيسة مثل مصر والسعودية والإمارات والأردن، وتركيا كدولة إقليمية، سيوقفون تجاوزات الأسد، ولم يكن الروس يريدون اتخاذ موقف يخالف هؤلاء جميعاً، لكن الروس حين شعروا ألا جدية من أوباما تحركوا”. كان موقفاً حدث بالصدفة جعل الرياض تتيقن أن أوباما يراوغ، وأن الخطوط الحمر مجرد استهلاك إعلامي، وأن الأسد سيواصل قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، وهو أن الأمير بندر كانت لديه مزرعة خارج العاصمة البريطانية لندن وزاره رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون ولم يكن موجوداً فيها، واستطرد “خرج أحد أبنائي لمقابلة كاميرون الذي طلب من ابني السير على الأقدام لمسافة ثم قال له: هل هناك وسيلة للاتصال بالوالد؟ قال نعم لماذا؟ قال أريدك أن تخبره أن أوباما ليس جاداً في سوريا ولن يقوم بشيء، وأننا حاولنا مع الفرنسيين بجهود كبيرة، وأوباما يرفض الاستماع إلينا”. وأكمل كاميرون متحدثاً إلى ابن الأمير بندر “لو بالإمكان أن تبذل السعودية مجهوداً فقد يكون هناك تحرك”، فقال له الابن “سعادة رئيس الوزراء، والدي لا يدخلنا في العمل وأنا لا أعدك بإيصال شيء لأننا لا نتدخل”، وعندما أخبر الابن والده سارع بإبلاغ الملك عبدالله الذي علق “هذا غير ممكن”. طلب الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز من الديوان الملكي إطلاع الأمير بندر على تفريغ المكالمة مع الرئيس أوباما، وفيها طلب أوباما مهلة يومين لاتخاذ موقف في شأن قصف المدنيين السوريين بالكيماوي وتجاوزات بشار الأسد تجاه شعبه، وكانت من بين أربع مكالمات مليئة بالوعود، وأصبح أوباما، بحسب الأمير بندر، مثل بشار من ناحية عدم الصدقية والوفاء بالوعود، بل إن المسؤولين في حكومته أصبحوا يطلبون الوساطة السعودية للتحرك لوقف الجرائم بحق المدنيين السوريين على يد نظام دمشق، ويذكر الأمير بندر تفاصيل تعطيل أوباما لأي تحرك ضد بشار الأسد قائلاً “التقيت رئيس الاستخبارات الأميركي السابق ديفيد بتريوس خلال أحد الاجتماعات في الأردن، وقال لي إن مجلس الأمن الوطني موافق على وضع حد لتجاوزات بشار الأسد واستخدامه الكيماوي، وكلما جئنا بأمر تحرك ليوقعه أوباما قام بتأجيله وتجاهله”. كل ما سبق، بحسب الأمير بندر، لم يُجرء الروس وحسب على التدخل في سوريا، بل الإيرانيين كذلك، وأصيب حلفاء واشنطن بصدمة وذهول حين اكتشفوا لاحقاً أن مكاسب إيران في سوريا كانت بسبب مفاوضات أوباما مع طهران على النووي، ويقول “اكتشفنا أنه كان في ذلك الوقت يتفاوض مع إيران على الاتفاق المتعلق بالنووي وأنه لا يريد القيام بأي خطوة تفسد هذه المفاوضات، في وقت كان الجانب الإيراني يستميت لرفع العقوبات، ولو انتظر أوباما قليلاً لحصل على الكثير”. الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما (أ ف ب) ويواصل الأمير بندر حديثه عن هذه النقطة بالقول إن “أوباما كان قلقاً من انسحاب الإيرانيين من المفاوضات النووية، والعجيب مثلاً أن فرنسا وبريطانيا أرسلتا طائرات عسكرية إلى قبرص لضرب أهداف الكيماوي السوري وغيرها في تحرك عسكري شامل مع الولايات المتحدة، وهذا دليل جدية، والأميركيون قالوا إنهم سيسهمون بالمعلومات الاستخبارية والدعم واستهداف أماكن الكيماوي، وتخيل أنه في هذه اللحظة روسيا لم تكن قد تدخلت بعد”. تفاجأ الملك عبدالله برد فعل أوباما ومراوغته ولم يستسغ ذلك، ويقول الأمير بندر إنه في آخر مكالمة بين أوباما والملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وفيها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ورئيس وزراء بريطانيا السابق كاميرون ومدتها تزيد على 40 دقيقة، ومما قاله الملك عبدالله لأوباما في مكالمة هاتفية “لا أصدق نفسي أنني يوماً ما سأعيش ورئيس للولايات المتحدة الأميركية يكذب عليّ”، فيما كان أوباما يحاول الدفاع عن موقفه. الرئيس الفرنسي هولاند أخبر الملك عبدالله عن المكالمة الأخيرة قائلاً “عندما أبلغوني في الإليزيه بأن أوباما يريد التكلم معي توقعت أنه يريد التدخل فعلاً في سوريا، فاستدعيت مسؤولي الأمن الوطني بما في ذلك رؤساء القطاعات العسكرية عندي للاستماع إلى المكالمة ومن ثم ينفذ كل ما عليه، وتوقعت رداً حاسماً من أوباما وموقفاً تجاه استخدام الأسد للكيماوي”، وفق قول الأمير. ويصف الأمير بندر الأحداث بأنها كانت صدمة لهولاند لأن أوباما قال له “يجب أن أعود للكونغرس للحصول على الموافقة، وهذه خطوة قد تأخذ وقتاً، فرد هولاند كم تتوقع أن يستغرق كل هذا؟ فقال أوباما ستة أشهر”، وبعدها أغلق هولاند الخط وانتهت المكالمة. المزيد عن: السعوديةسورياأميركاالملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعودبشار الأسدالأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مطربون ومطربات غنوا “الأسدين” والرافضون حاربهم النظام next post فريد الأطرش في خمسين رحيله… أربع ملاحظات لإنصاف مسيرته الفنية You may also like “أمير العسس” رئيسا لاستخبارات سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024 زيارة قائد الجيش اللبناني للسعودية رئاسية أم أمنية؟ 27 ديسمبر، 2024 شهر من الخروق الإسرائيلية لهدنة لبنان… ماذا بعد... 27 ديسمبر، 2024 السودان في 25 عاماً… حرب تلد حروباً 27 ديسمبر، 2024 إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق 27 ديسمبر، 2024 لبنان تحت مجهر الإنتربول في تعقّب مسؤولي النظام... 27 ديسمبر، 2024 هل عاد المطلوب بالإعدام رفعت عيد من سوريا... 27 ديسمبر، 2024 “موقف المترقب”: متى تقبل مصر بإدارة سوريا الجديدة؟ 27 ديسمبر، 2024 مسؤولان لبنانيان يؤكدان هروب رفعت الأسد إلى الإمارات،... 27 ديسمبر، 2024 الإسلام السياسي وكعكة سوريا الجديدة 27 ديسمبر، 2024