"سيكون من اللافت أن نرى أي الروائح تؤثر في الأجيال الأصغر سناً بعد 50 عاماً" (آي ستوك) صحة الروائح مفتاح لإدخال السكينة إلى قلوب المصابين بالخرف by admin 18 أكتوبر، 2024 written by admin 18 أكتوبر، 2024 41 ينتشر “العلاج بالرائحة” بقوة داخل دور الرعاية، فيما يشير الخبراء إلى أن الاصطناعية منها قادرة على إعادة إحياء ذكريات لدى الأشخاص الذين يعانون بعض أشكال الاضطرابات العصبية التنكسية. اندبندنت عربية / إليزابيث ماكافيرتي الخميس 17 أكتوبر 2024 13:22 “سيكون من اللافت أن نرى أي الروائح تؤثر في الأجيال الأصغر سناً بعد 50 عاماً” (آي ستوك) ملخص عندما يشم الأشخاص الذين يعانون الخرف روائح معينة، قد تساعدهم في تذكر شيء محدد كما يحدث مع أشخاص غير مصابين بالخرف، لكن من المرجح أن تفيد هذه الطريقة بالنسبة إلى الذكريات العرضية الموجودة والمخزنة لديهم أصلاً وليس في تكوين ذكريات جديدة لأن هذه الوظيفة معطلة لدى المصابين بالخرف داخل مكعب بلاستيكي مليء بالثقوب وُضعت قطعة قماش مُعطرة، ينبعث من القطعة عبقٌ قادر على إعادة إحياء ذكريات الأشخاص الدفينة التي عادة ما تكون الأجمل. منذ سبعينيات القرن الماضي، تزود شركة “أروما برايم” لتركيب الروائح والعطور دور رعاية المسنين بـ”مكعبات الرائحة” هذه، التي تشكل أدوات تُستخدم في فن العلاج بالرائحة. ويقوم هذا البرنامج على استنشاق الروائح ومناقشتها بهدف إثارة حوار وإحياء مشاعر وتجارب من الماضي. وبالنسبة إلى مرضى ألزهايمر، قد يكون العلاج بالرائحة أداة ثمينة تمنح الشخص راحة واطمئناناً وتحفز مشاعر الأمن والدفء في نفسه. ليام فندلاي، الذي يعمل مستشاراً للعطور الخاصة منذ عام 2018. ويقضي عمله بتركيب الروائح المطلوبة بأدق درجة ممكنة، حتى لو كانت هذه الروائح- كما توصف على الورق- غير مألوفة بعض الشيء. يبتسم وهو يقص إحدى ذكرياته فيقول “تعاملت في إحدى المرات مع مقيم في الدار أراد أن يتذكر بصورة يائسة حياته كصياد سمك”. لحسن الحظ، يختص فندلاي كذلك بتركيب عطور وروائح لمدن ملاهي الرعب ففكر في أن إحدى الروائح النفاذة والشبيهة برائحة السمك التي صنعها سابقاً ربما تفي بالغرض. ويقول “أضحكتني فكرة شعور شخص ما بالفرح عند شم رائحة علبة تثير الغثيان لدى معظم الناس، لكن هذا ما كان يبحث عنه بالتحديد، نقلته الرائحة فوراً إلى سوق السمك”. “تشكل الذكريات اللبنة الأساسية التي تتكون منها حياتنا” (آي ستوك) تقول الدكتورة قمر أمين علي، المتخصصة في أمراض الخرف، إن الروائح قادرة على التأثير في طريقة عمل عقولنا بصورة كبيرة. وتخبرني بأن “الذاكرة العرَضية هي التي تختزن ذكريات أحداث سابقة في حياتنا مثل يوم الزفاف أو التخرج، وهي تعتمد اعتماداً كبيراً على مؤشرات سياقية قد تشمل بعض الأصوات أو الروائح المرتبطة بفترة زمنية محددة سُجلت فيها ذكريات بعينها. وهذا يعني أنه عندما يصادف المرء هذه المؤشرات السياقية مرة أخرى، قد تعيد إحياء ذكرياته القديمة”. بالنسبة إلى مرضى ألزهايمر، فإن قدرتهم على تكوين ذكريات عرَضية جديدة تزداد صعوبة وتعقيداً، ومن هنا تنبع أهمية استحضار الذكريات القديمة من طريق الرائحة. وتشرح الدكتورة أمين علي “عندما يشم الأشخاص الذين يعانون الخرف روائح معينة، قد تساعدهم في تذكر شيء محدد كما يحدث مع أشخاص غير مصابين بالخرف، لكن من المرجح أن تفيد هذه الطريقة بالنسبة إلى الذكريات العرضية الموجودة والمخزنة لديهم أصلاً وليس في تكوين ذكريات جديدة لأن هذه الوظيفة معطلة للأسف لدى المصابين بالخرف”. يستضيف دار لوفداي للرعاية في منطقة كنزنغتون اللندنية، جلسات يومية للعلاج بالرائحة يستفيد منها المقيمون في الدار في إطار برنامج طوره بالشراكة مع معهد غيلر للشيخوخة والذاكرة التابع لجامعة “ويست لندن”. كما ينظم متخصص البستنة جوشوا آلن نادي بستنة أسبوعية في لوفداي، تساعد فيها عناصر كالخضروات الطازجة والأعشاب والزهور الأشخاص المقيمين في الدار على استعادة بعض الذكريات أو الشعور بالراحة في إطار شكل من العلاج الطبيعي بالرائحة. تمنحنا مكعبات الرائحة مرونة إضافية من حيث الأوضاع التي يمكننا أن نعيد استحضارها، فخلافاً للمواد العضوية، يمكننا أن نعيد إحياء ظروف خاصة للغاية- مثل الأجواء السائدة على متن سفينة في سبعينيات القرن الماضي مثلاً ليام فندلاي ويقول “أحياناً لا يشعر البعض بالرغبة في مغادرة غرفهم، لكن فور خروجهم منها تتناهى إليهم روائح الحديقة المألوفة وتجعلهم يرغبون بالبقاء”. يبدأ آلن كل جلساته بصب أكواب من الشاي الطازج بالنعناع لسكان الدار، تنشط حواسهم قبل أن يستهل مهماته الأخرى وعندما تبلغ الجلسة نهايتها يكون قد حصد مع نزلاء الدار الخضروات المزروعة في حديقة دار الرعاية من أجل تحضير وجبة الغداء، ويشرح بأن “جلساتي تستند بصورة كبيرة إلى الرائحة والتذوق وهي حسية بقدر الإمكان، كل ما أزرعه غير سام وآمن للأكل، وأحرص على تنويع الروائح إلى أقصى درجة ممكنة في الأصص وأحواض الزهور، حتى أنني حريص على أن يكون ملمس النباتات لطيفاً”. انطلقت مبادرة الروائح في لوفداي بفضل المديرة العامة للدار، دايزي سلافكوفا وقد بلغ حماسها للعلاج بالرائحة درجة استحداث نظام “كبير مسؤولي الروائح” الذي يقوم الموظف بموجبه بزيارة كل نزيل وهو يحمل صينية لامعة مصنوعة من زجاج المرايا وُضعت عليها مجموعة من العطورات المُختارة سابقاً، وهي تحسن المزاج فوراً، وتقول سلافكوفا “تستهدف هذه الخطوة العلاقة بين الرائحة والذاكرة كما نصطحب النزلاء للتبضع واختيار عطور جديدة لوضعها على الصينية”. يقول فندلاي إنه تلقى طلبات لتركيب روائح تذكر باشتعال الفحم وبالخبز الطازج أو حلوى الإجاص أو حتى حلوى الكاراميل وأن التبغ من أكثر الروائح المطلوبة وأكثرها شعبية في دور الرعاية، لكن ذلك قد يتغير مع بلوغ الأجيال المتعاقبة مرحلة الشيخوخة. ويضيف “سيكون من اللافت أن نرى أي الروائح تؤثر في الأجيال الأصغر سناً بعد 50 عاماً”. بالنسبة إلى الشباب المدمنين على السيجارة الإلكترونية حالياً، ليس من المستبعد أن يطلبوا روائح البطيخ أو العنب عندما يطعنون في السن. “إن الروائح قادرة على إحياء الذكريات- لا سيما إن كانت مرتبطة بتجارب عاطفية قوية” (آي ستوك) إن قدرة الدماغ على ربط الروائح بالذكريات متجذرة في العلم، وتشرح الدكتورة أمين علي بأن “البصلة الشمية” تترجم الرائحة باعتبارها نوعاً من المعلومات، تنقلها بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من دماغنا، وتقول إنها “تكمل طريقها نحو اللوزة الدماغية (Amygdala) التي من وظيفتها تنظيم المشاعر وبعدها إلى الحصين (hippocampus) المسؤول عن معالجة الذاكرة. ونظراً إلى الرابط الوثيق بين أقسام دماغنا المسؤولة عن معالجة الرائحة والمشاعر والذكريات، من غير المفاجئ أن تكون الروائح قادرة على استحضار الذكريات (لاحقاً)- لا سيما إن كانت مرتبطة بتجارب عاطفية قوية”. يزداد استخدام العطور في قطاع خدمات الجنائز كذلك حيث أصبحت الروائح جزءاً شائعاً من علب الذاكرة التي تُحضر تكريماً لحياة شخص توفى حديثاً وقد تُعرض حتى أثناء مراسم الجنازة نفسها، وتقول مديرة شركة تعهد الدفن شانتال كار “إن زيارة الكنيسة في إطار الدفن تجربة خاصة جداً بالنسبة إلى العائلة، ولهذا يكون من اللطيف غالباً وضع إضافات خفيفة مثل الروائح كي نضفي أعلى درجة ممكنة من السكينة والطمأنينة إلى الزيارة”. عندما تعمل مع عائلات مكلومة، تسعى هي وفريقها إلى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الشخص المتوفي، عن هواياته وعمله وشغفه في الحياة، ومن بين علب الذاكرة الكثيرة التي حضرتها مثلاً اثنتان أشبعت إحداهما برائحة فطائر المربى والثانية برائحة كوخ الحديقة. وعندما تعمل مع المجتمع المحلي يروق لها أن تجمع بين الروائح والأشياء القديمة لتحفيز الذكريات، وتذكر كيف قُدم للنزلاء المصابين بالخرف دمى وُضعت إلى جانبها مكعبات رائحة مليئة برائحة بودرة الأطفال من أجل إعادة إحياء ذكرى المولود الجديد. على رغم أن معظم الناس قد يفترضون أن لا شيء يمكن أن يتفوق على رائحة الحديقة أو قص الأعشاب، يلفت فندلاي إلى أن الروائح المركبة قد تتمتع بمزايا إضافية ويقول “تمنحنا مكعبات الرائحة مرونة إضافية من حيث الأوضاع التي يمكننا أن نعيد استحضارها، فخلافاً للمواد العضوية يمكننا أن نعيد إحياء ظروف خاصة للغاية- مثل الأجواء السائدة على متن سفينة في سبعينيات القرن الماضي مثلاً، كما أن الزيوت قوية لدرجة أنها تدوم طويلاً ويمكن للأشخاص العودة إليها المرة تلو الأخرى”. بالنسبة إلى فيندلاي، فإن عمله أصبح شخصياً بصورة متزايدة، إذ إن جدته مقيمة في دار رعاية وتعاني الخرف كذلك، ويقول في هذا السياق “تشكل الذكريات اللبنة الأساسية التي تتكون منها حياتنا حتى لو جلبت لنا الرائحة شعوراً موقتاً بالراحة، فهي تظل أداة سحرية لا مثيل لها”. © The Independent المزيد عن: الخرفألزهايمرالذكرياتالروائح العطريةالذاكرةأمراض الشيخوخة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما قصة المسدس الذي عثر عليه بحوزة السنوار؟ next post نصف حالات الزواج تنتهي بالطلاق في إيران You may also like القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024 لماذا تحدث أشياء سيئة للأشخاص الطيبين؟… دليل السعادة... 19 نوفمبر، 2024 عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها... 15 نوفمبر، 2024 الشبكة العصبية الاصطناعية ثورة في استنساخ عمل الدماغ... 15 نوفمبر، 2024 السماح بعلاج ضد ألزهايمر سبق منعه في أوروبا 15 نوفمبر، 2024 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط... 15 نوفمبر، 2024 تدني الرغبة الجنسية لدى الرجل: 9 نقاط حول... 15 نوفمبر، 2024 ما الذئبة الحمراء وكيف يمكن علاجها؟ 14 نوفمبر، 2024 تجربة شخصية… يمكن للأنثى أن تولد بلا رحم 13 نوفمبر، 2024