بأقلامهم رضوان السيد يكتب عن: لماذا يزداد الاستقطاب باسم الإسلام؟ by admin 13 سبتمبر، 2024 written by admin 13 سبتمبر، 2024 34 إنّ مناعة الدول وانفتاحها على العالم وتأثيرها في المجال الدولي هي السبيل الأجدى لمكافحة موجات التطرف والإرهاب! الشرق الاوسط / رضوان السيد كاتب وأكاديميّ وسياسي لبناني وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية الحق أن ظواهر انتعاش التطرف اليوم تستند إلى جماعات قديمة، أكثرها معروف من حقبة ما سُمّي بالإرهاب الإسلامي العالمي بعد هجمات عام 2001. الظواهر الجديدة تحضر في وسائل التواصل فيديوهات وبودكاستات وذباب إلكتروني… الخ. هي هذرٌ في تبرير العنف بسبب شرور العالم، وخبث الصليبية والصهيونية الجديدة. أما الجدد فلا يكلفون أنفسهم بذل الجهد لتبرير العنف أو تسويغه. بل يذهبون مباشرة على أثر ذكر غزة أو من دون ذكر لاتهام أميركا واتهام العرب والدعوة للقتال! هناك آلاف الفيديوهات والبودكاستات والرسائل القصيرة. وتبدو جميعاً من أعمال أفراد. كما تبدو شديدة السذاجة في اللغة والدعوى والدعوة. لكن هكذا بدأت الأمور لدى أبناء مسلمي أوروبا، ثم صار الأفراد جماعات ظلت صغيرة لتسهيل التخفي، ولأن الزعيم ينبغي أن يكون واحداً فيغادر الطموحون الآخرون أولاً يدخلون في التنظيم أصلاً حتى لا يجري تجاوُزُهم! لماذا التهافُت الجديد على دعوات التطرف؟ سببه الظاهر الحرب على غزة. وهي حربٌ معقَّدة لأنها لا تقتصر على التمكن من قتل عشرات الألوف، وحصار الناس بالمجاعة والتهجير المستمر، بل هناك أيضاً محاولات الإبادة، والصراع على الضفة الغربية، وعلى مستقبل القضية الفلسطينية، وعلى الأقصى، وعلى الأراضي الزراعية للاستيطان، بينما تصارع التنظيمات الإسلامية على المستقبل. عصائب الشبان الجدد لا تُرى غير أن حملات التفوق العسكري سببها الأميركيون – ومعاناة الشعب الفلسطيني، وعلتها تقصير العرب والمسلمين: فلماذا لا يتصاعد خطاب البراءة مثلما تصاعد في الأردن ومصر والمغرب والجزائر؟! وما فائدة خطاب البراءة؟ بين الشبان الكثيرين هناك قلة لا تزال تركز على الصراع بين الشيعة والسنة، وعلى الأحقاد القديمة، والاختراقات الجديدة لديار أهل السنة، ولعن أسلافهم. لكن معظم أهل الفيديوهات والبودكاست والذباب معجبون بوقوف إيران مع حركات التحرير، ورأيهم أن الإيرانيين يستحقون الاحترام لهذه الجهد الكبير والإنفاق الكبير. ما أهدافهم؟ قد تكون شريرة، لكنهم حتى الآن لا يُلامون إلا قليلاً، لأنه في نظر المتحمسين الجدد ليس في الميدان غيرهم وغير الميليشيات التي جندوها. كيف انبعث أملٌ وسط المأساة؟ – إن الدولة العبرية ليست منيعة بالقدر الذي يستحيل معه مهاجمتها، وهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أكبر الأدلة على ذلك. ولهذا لا أحد يُعد معذوراً، وقد تقدم «القاعديون» و«الدواعش» (الذين لم يهاجم أحد منهم إسرائيل!) ويمكن السير من ورائهم في كل مكان وليس ضد إسرائيل فقط. – بيد أن الميل الأكبر إنما هو لمهاجمة أميركا والدول الغربية، كما لمهاجمة الدول العربية. إنّ هذه الاندفاعات للذي يتابعها، والتي تصل أحياناً إلى الشارع كما في لبنان والأردن، وتستحيل أو يمكن أن تستحيل عنفاً وتكفيراً أو العكس لا تحصل تلقائياً، بل يدفع إليها الكثير من التحريض والإثارة. ما تقوم به إسرائيل يستعصي على العقل والصبر. بيد أن التفكير في التكفير والتنظيم يحتاج رغم الغضب الكبير إلى وسائل الإعلام، وإلى أفكار التنظيم، وإلى تكتيكات الحركة. وفي هذه الأمور يستفيد الثائرون من «حماس» و«حزب الله» والميليشيات الأخرى. بينما تحاول الميليشيات العراقية التأثير في الأردن والإثارة الفائقة. ما صارت الظاهرة شاملة، بمعنى أن القدامى يستوعبون الجدد جزئياً، ولا يزال الجدد يحاولون تنظيم أنفسهم. وقد ركّزتُ على التنظيم لأن الفكر في الحقيقة سطحي جداً. إنّ المروّع هذه العداوة المشهورة في وجه الدولة الوطنية، كأنما الخراب المراد هو الذي يحرِّر فلسطين! هذه الكراهية العشوائية ضد الدولة والعالم لا تُواجَهُ بالأساليب الملائمة. وأقصد من الإعلاميين والمفكرين. فهؤلاء لا يتكلمون حتى لا يقال إنهم ضد المقاومة أو الممانعة! بينما لا تتورع تلك القوى عن اتهام المثقفين والإعلاميين بأنهم «تجار شنطة» أو أنهم متغربون! الأمر الآخر هو المتعلق بالقوى الإقليمية والدولية. إنّ العجيب أنّ العنيفين القدامى والجدد قد نظموا أمورهم مع إيران وتركيا. والقدامى منهم في إيران، أما الجدد وبعض القدامى ففي تركيا. إنّ علينا جميعاً، سياسيين ومثقفين، أن نعمل معاً على صون الدولة الوطنية في مواجهة تدخلات دول الجوار، والتلاعبات الدولية. فالخراب الذي نال من الدول الوطنية في المشرق وليبيا والسودان لا يمكن احتماله، وهو يهدد الجميع، والأردن ولبنان في عين العاصفة. لذلك يكون على الدول العربية المنيعة أن تعمل على كفّ الضرر. وقد بدأت ذلك بالفعل مع إيران وتركيا والولايات المتحدة وحتى روسيا والصين. يشيع في الأوساط الإعلامية أن السعودية ستعمد هذا الشهر لعقد مؤتمر عربي إسلامي جديد للتأثير في وقف الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية. وهو استكمالٌ للعمل الكبير بعد نشوب حرب غزة. إنّ مناعة الدول وانفتاحها على العالم وتأثيرها في المجال الدولي هي السبيل الأجدى لمكافحة موجات التطرف والإرهاب! 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الصومال يترقب وصول قوات عسكرية مصرية next post “‘طحنها زوجها بالخلاط”.. نهاية مفزعة لملكة جمال سويسرا You may also like حازم صاغية يكتب عن: الحقّ الفلسطيني وحياة القادة... 18 سبتمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… نتنياهو أخطر من... 16 سبتمبر، 2024 صبحي حديدي يكتب عن: الياس خوري.. حيث لا... 16 سبتمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان… الأردن… سوريا: إصلاح... 15 سبتمبر، 2024 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: مهسا رمز لآمال... 15 سبتمبر، 2024 بين فيشمان يكتب عن: البنوك وليس الرصاص: جبهة... 11 سبتمبر، 2024 حازم صاغية يكتب : … عن أولئك المستوطنين... 11 سبتمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن : لِنُعِد... 10 سبتمبر، 2024 مختار وفائي يكتب عن: الصبر الاستراتيجي لـ”القاعدة”: تدفق... 9 سبتمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: استقرار الأردن حاجةٌ فلسطينية... 9 سبتمبر، 2024