مشاهدة خطاب على الشاشة يلقيه حسن نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية، يوليو 2024 (رويترز) بأقلامهم آموس هاريل يكتب عن: حرب إسرائيل التالية by admin 31 يوليو، 2024 written by admin 31 يوليو، 2024 146 تتزايد المخاوف من تداعيات معارك مرتقبة مع “حزب الله” قد تتخطى الصراع الحالي في غزة اندبندنت عربية / آموس هاريل آموس هاريل هو محلل شؤون الدفاع في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ومؤلف مشارك لكتاب “34 يوماً: إسرائيل و’حزب الله’ والحرب في لبنان”. بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على الحرب مع “حماس” في قطاع غزة، تبدو إسرائيل اليوم أكثر من أي وقت مضى على وشك خوض حرب ثانية أوسع نطاقا مع “حزب الله” على حدودها الشمالية. وفي يونيو (حزيران) الماضي، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي الموافقة على خطط لشن هجوم شامل على جنوب لبنان، وفي منتصف يوليو (تموز) الجاري قال زعيم “حزب الله” حسن نصرالله إن الحزب الشيعي المدعوم من إيران مستعد لتوسيع نطاق هجماته الصاروخية لتشمل مزيداً من البلدات الإسرائيلية. وعلى رغم أن هذا الاحتمال حظي باهتمام قليل نسبياً في وسائل الإعلام الدولية فإن حرباً واسعة النطاق بين إسرائيل و”حزب الله” من شأنها أن تخلّف تداعيات تتخطى بخطورتها تلك المترتبة عن الصراع الحالي في غزة، ومن المرجح أن يؤدي أي هجوم جوي وبري إسرائيلي واسع النطاق ضد “حزب الله”، المجموعة الأكثر تسليحاً في الشرق الأوسط، إلى حدوث اضطرابات في جميع أنحاء المنطقة، ولا سيما أنه قد يتسبب في زعزعة الاستقرار بخاصة مع دخول الولايات المتحدة مرحلة حاسمة من موسم الانتخابات الرئاسية. ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كان من الممكن أن تنتهي مثل هذه الحرب بسرعة، أو ما إذا كان هناك سبيل واضح لتحقيق نصر حاسم. وفي الحقيقة قد تكون التداعيات بالنسبة إلى إسرائيل بحد ذاتها وخيمة، فعلى رغم أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية كانت ناجحة للغاية حتى الآن في صد الهجمات الصاروخية من غزة ولبنان وإيران واليمن، إلا أن حرباً شاملة مع “حزب الله” ستشكّل تحدياً مختلفاً تماماً، ووفقاً لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية فإن مخزون “حزب الله” من الأسلحة أكبر بسبعة أضعاف من مخزون “حماس”، ويشمل على أسلحة أكثر فتكاً بكثير. وإلى جانب مئات المسيرات الهجومية فإن ترسانة “حزب الله” تشمل نحو 130 ألف إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك المئات من الصواريخ الباليستية القادرة على إصابة أهداف في تل أبيب وحتى الوصول إلى أهداف أبعد في الجنوب، لا بل في الواقع، في كل أنحاء البلاد. علاوة على ذلك، بحسب ما تبين من الحروب السابقة، فإن لبنان ساحة معركة خطرة ومحفوفة بالأخطار، وكانت حرب إسرائيل الأخيرة مع “حزب الله” في صيف عام 2006 غير حاسمة، وعلى رغم مقتل عدة مئات من مقاتلي الحزب إلا أن قوته العسكرية بقيت على حالها إلى حد كبير، فضلاً عن أنه أصبح أفضل تسليحاً بكثير مما كان عليه حينذاك. وتشير تقديرات قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل إلى أنه إذا اندلع صراع واسع النطاق حالياً، فإن “حزب الله” سيطلق نحو 3 آلاف صاروخ وقذيفة في كل يوم من أيام الحرب، مما يهدد بإرباك الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، وسيتعين على إسرائيل أن تركز على حماية البنية التحتية الحيوية والقواعد العسكرية، وأن تطلب من السكان المدنيين البقاء في الملاجئ، وأن تأمل في حدوث الأفضل. وسيكون هذا التحدي أصعب من أي تحدّ آخر واجهه القادة الإسرائيليون في السابق، وفي الوقت الراهن لا يزال لدى الجانبين سبب لممارسة ضبط النفس، وفي الواقع يبدو أن جميع الجهات المشاركة في الصراع الحالي، أي إسرائيل و”حزب الله” وإيران والحكومة اللبنانية والولايات المتحدة تملك أسباباً قوية تدفعها إلى محاولة تجنب اندلاع حرب إقليمية، ولكن حتى لو تمكنت إدارة بايدن من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و”حزب الله” يتضمن انسحاب قوات “حزب الله” من المنطقة الحدودية قد يجد قادة إسرائيل صعوبة في تجاهل رغبة جمهورهم الداخلي الذي يؤيد اتخاذ إجراء حاسم ونهائي في التعامل مع “حزب الله”، وإذا استسلمت إسرائيل لهذا الإغراء من دون وضع نهاية واضحة المعالم أو إستراتيجية لتحديد نطاق الحرب فإن النتائج قد تكون كارثية. المواجهة الكبرى على النقيض من حربها غير المتوقعة في غزة كانت إسرائيل تستعد منذ فترة طويلة لحرب مع “حزب الله”، وعلى رغم أن القيادة العسكرية الإسرائيلية فوجئت تماماً بالهجوم الذي شنته “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلا أنها توقعت لأعوام عدة أن تحاول “حماس” أن تتوحد مع “حزب الله” وغيره من وكلاء إيران الإقليميين في هجوم منسق متعدد الجبهات ضد إسرائيل، وخلال الأعوام التي سبقت اغتياله على يد القوات الأميركية عام 2020، روّج قاسم سليماني الذي كان يترأس “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني ويشرف على القوات الوكيلة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بشكل نشط لإستراتيجية جديدة تسمى “حلقة النار” وتستند إلى فكرة أن الجمهورية الإسلامية، من خلال دعمها وتسليحها لمجموعة من الميليشيات الشيعية في معظمها، ستكتسب نفوذاً في دول مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن، وفي الوقت نفسه عمل سليماني على تعزيز العلاقات مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه “حماس”. وهذه الميليشيات التي يتمركز عدد كبير منها على حدود إسرائيل قدمت لإيران وسيلة ردع ضد الجيش الإسرائيلي الأكثر قوة، ومنحت طهران قاعدة جاهزة لشن الهجمات. وبحلول أوائل عام 2023 كان صالح العاروري، أحد كبار قادة “حماس” المقيم في لبنان آنذاك والمسهم في توطيد علاقات “حماس” مع “حزب الله”، يتحدث علناً عن الحاجة إلى توحيد جميع الجبهات ضد إسرائيل. وبالنسبة إلى عدد من المسؤولين الإسرائيليين فإن “حزب الله” يشكل، باعتباره الأكثر تسليحاً والأفضل تدريباً بين هؤلاء الوكلاء الإيرانيين، التهديد الأكبر. الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية تعترض صواريخ “حزب الله” شمال إسرائيل، يونيو 2024 (رويترز) وفي السابع من أكتوبر 2023 وبينما كان هجوم “حماس” الوحشي يتكشف على طول الحدود المحيطة بغزة، سارع القادة الإسرائيليون إلى الاستعداد لهجوم أكبر محتمل من جانب “حزب الله” في الشمال. وهكذا في ساعات الصباح وبعد ظهر يوم السابع أكتوبر 2023، وبينما كانت قيادة الجيش الإسرائيلي تحاول بلا هوادة إنقاذ المجتمعات المحلية في جنوب إسرائيل والقواعد العسكرية المحيطة بغزة، كانت تنشر أيضاً أعداداً هائلة من القوات على الحدود اللبنانية تحسباً لقرار “حزب الله” الانضمام إلى القتال، وعلى رغم أن هذه المهمة الثانية لم تحظ بتغطية إعلامية كبيرة في ذلك الوقت فإنها أثبتت نجاحاً أكبر بكثير من المهمة الأولى، ففي الجنوب حيث قُتل ما يقارب 1200 إسرائيلي وخطف 255 آخرين على يد “حماس”، استغرق الجيش الإسرائيلي ساعات لا بل أياماً لاستعادة السيطرة، وفي المقابل نُشرت في الشمال ثلاث فرق إسرائيلية بسرعة كبيرة، بما في ذلك عشرات آلاف الجنود، وتردد “حزب الله” في شن هجوم ففاتته فرصة ضرب إسرائيل الضعيفة وغير المستعدة للهجوم. قال لي أحد قادة فرق الجيش الإسرائيلي “لو كان ‘حزب الله’ سريعاً بما فيه الكفاية في شن هجومه لما تمكنا من إيقافه إلا بعد بلوغه حيفا”، وهي ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، على بعد ما يقارب 26 ميلاً جنوب الحدود اللبنانية. في الواقع كانت القيادة الشمالية للجيش تستعد منذ أعوام لهذا التحدي، ومع ذلك ففي السابع من أكتوبر 2023 كان الجنود الإسرائيليون الموجودون على الحدود يدركون أن كل شيء يعتمد على الأمين العام لـ “حزب الله” نصرالله، ولو تصرف “حزب الله” بصورة أكثر حسماً فربما ما كان الوضع ليكون مختلفاً كثيراً عما كان عليه في محيط غزة، لكن نصرالله اختار الانتظار ولم يتحرك “حزب الله” إلا في اليوم التالي، ولم يطلق آنذاك إلا عدداً محدوداً من الصواريخ والمسيرات والقذائف المضادة للدبابات باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي والمجتمعات الحدودية الإسرائيلية. وبحلول ذلك الوقت كان جيش الدفاع الإسرائيلي قد نشر عدداً كبيراً من القوات على الحدود وبدأ بالرد على النيران، على رغم أن أياً من الطرفين لم يحاول أن يعبر الحدود. في الحقيقة أُخذ “حزب الله” وراعيته إيران على حين غرة في السابع من أكتوبر 2023، تماماً مثلما حدث مع إسرائيل، ووفق مصادر استخباراتية إسرائيلية ومصادر من “حماس” لاحقاً، فإن زعيم “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار لم يُخطر شركاءه في طهران وبيروت مسبقاً بنياته، وإذا نظرنا إلى الوراء فإن الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أنه لو أبلغ إيران و”حزب الله” بخططه لكان بإمكانهما اعتراض بعض الاتصالات [بين أعضاء “حماس”] والتدخل لوقف الهجوم. ولكن في ذلك الوقت لم تكن هذه المعلومات معروفة وكان المسؤولون الإسرائيليون يخشون وقوع الأسوأ، وفي ذلك اليوم اتخذ الجيش قراراً مصيرياً آخر وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية، فأصدر أمراً بإجلاء جميع السكان الإسرائيليين الذين يعيشون على بعد ثلاثة أميال من الحدود الشمالية، ونتيجة لذلك تحوّل نحو 60 ألف إسرائيلي إلى لاجئين داخل بلدهم، يقيم معظمهم في فنادق في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تل أبيب، بتمويل من الدولة. وفي وقت صدور أمر الإجلاء كان من المفترض أن يكون إجراء موقتاً، ولم يتوقع أحد أن هؤلاء الأشخاص سيظلون نازحين بعد مرور أكثر من تسعة أشهر، ولكن بمجرد إخلاء هذه القرى والبلدات في شمال إسرائيل حوّلها “حزب الله” إلى ميدان للرماية، مما جعل كثيراً منها غير صالح للسكن تقريباً. في الواقع إن الشكوى المشتركة بين الإسرائيليين هي أن إخلاء الشمال أعطى “حزب الله” منطقة أمان بعمق ثلاثة أميال داخل إسرائيل، وبالتالي غيّر الوضع الراهن على الحدود الذي كان قائماً إلى حد ما منذ حرب عام 2006، وحقيقة أن عدد المواطنين اللبنانيين الذين أجبروا على الخروج من منازلهم أيضاً، ومن مناطق أبعد عن الحدود، قد بلغ ضعف عدد الإسرائيليين النازحين لا تهدئ من روع الإسرائيليين النازحين، ولكن يمكن القول إن الأمر الأكثر أهمية الذي حدث في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر 2023 مباشرة كان نتيجة النقاش الساخن داخل الحكومة الإسرائيلية حول ما إذا كان ينبغي شن هجوم واسع النطاق على “حزب الله” نفسه. إياكم! لو كان الأمر في يد بعض القادة العسكريين الإسرائيليين لكانت إسرائيل شنت حرباً ربما ضد “حزب الله” حتى قبل بدء غزو جيش الدفاع الإسرائيلي لقطاع غزة، ففي الـ 10 من أكتوبر 2023 ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن خطاباً مهماً وعد فيه بتقديم المساعدة الأميركية لإسرائيل ضد “حزب الله” وإيران، بما في ذلك إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة، وإضافة إلى ذلك حذر القيادة الإيرانية بكلمة واحدة: “إياكم!”، وقد أخذت طهران هذا التحذير بعين الاعتبار. في قاعدة الكيريا، مقر قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب، كان بعض الضباط يذرفون الدموع وهم يشاهدون خطاب الرئيس، وكانت هذه أول أخبار سارة يسمعونها منذ بدء أحداث السابع من أكتوبر 2023 المرعبة، ومع ذلك فبعد يوم واحد حاول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وبعض الجنرالات الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على إجراء عملية كبيرة ضد “حزب الله”، وكان من الواضح أنها ستشمل اغتيال قادة بارزين في الحزب. لكن نتنياهو كان يعلم أن التحذير الذي وجهه بايدن لإيران كان موجهاً إليه أيضاً، وقد أدرك أن أي هجوم كبير على “حزب الله” من المرجح أن يؤدي إلى اجتياح بري لجنوب لبنان، وكان يشكك في قدرة الجيش على خوض معارك ضارية على جبهات عدة، بعد أيام قليلة من المذبحة التي ارتكبتها “حماس” بحق الإسرائيليين في السابع من أكتوبر 2023، لذا فعل نتنياهو شيئاً غريباً تماماً، وفقاً للمسؤولين الذين كانوا حاضرين بعد ظهر ذلك اليوم فقد طلب من حرسه الأمني أن يمنع غالانت من دخول مكتب رئيس الوزراء في تل أبيب، وعندما تمكن غالانت من الدخول بعد ساعات عدة كان الأوان قد فات لتنفيذ الضربة الجوية. في ذلك المساء قرر نتنياهو أيضاً دعوة بيني غانتس وغادي أيزنكوت، وهما رئيسان سابقان لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي وقياديّان في حزب الوحدة الوطنية الوسطي، إلى حكومة الحرب المشكّلة حديثاً، وهي خطوة من شأنها أن تسمح للحكومة بكبح بعض الأفكار المتشددة التي اقترحها غالانت أو شركاؤه من القادة الآخرين في الائتلاف اليميني. (بسبب خلفيتهما العسكرية كان غانتس وأيزنكوت يشعران بالقلق من أن الحرب الفورية على لبنان ستفوق طاقة الجيش الإسرائيلي بعد الفشل الذريع في غزة). ومع تطور الحرب في غزة ظل الوضع على طول الحدود الشمالية متقلباً، وعلى رغم أن كلا الجانبين مارسا درجة من ضبط النفس إلا أن إسرائيل قررت التصعيد خلال مناسبات عدة، ففي أوائل يناير (كانون الثاني) 2024 اغتالت القوات الإسرائيلية العاروري، زعيم “حماس”، أثناء إقامته في الضاحية، المنطقة الشيعية في جنوب بيروت، وهو ما يُعتبر تجاوزاً وتصعيداً كبيراً، إذ إن الهجمات الإسرائيلية نادراً ما كانت تستهدف خلال الأعوام الأخيرة مناطق بعيدة شمالاً مثل بيروت. مقاتلو “حزب الله” يحملون سلاحاً يُستخدم للتصدي للطائرات المسيرة في جنوب بيروت، يوليو 2024 (رويترز) وفي الآونة الأخيرة اغتالت إسرائيل أيضاً ثلاثة من كبار قادة “حزب الله”، وطوال فترة الحرب قصفت القوات الجوية الإسرائيلية بشكل متكرر قوافل الأسلحة وقتلت في بعض الأحيان عناصر من “حزب الله” في سهل البقاع قرب حدود لبنان مع سوريا. وحتى منتصف يوليو الجاري أكد “حزب الله” مقتل أكثر من 370 من مقاتليه في الغارات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة، وكذلك قُتل عشرات المسلحين الفلسطينيين والمدنيين اللبنانيين. بدوره زاد “حزب الله” تدريجياً نطاق هجماته الصاروخية ووتيرتها، وعلى الجانب الإسرائيلي قُتل ما يقارب 30 جندياً ومدنياً، وقد تحولت البلدات والقرى المحاذية للحدود من الجانبين إلى أنقاض، وتقول السلطات الإسرائيلية إن أكثر من 1000 منزل ومبنى تعرضوا لأضرار بالغة نتيجة لهجمات “حزب الله”، وهناك تقييمات مماثلة في ما يتعلق بالأضرار على الجانب اللبناني، لكن قد يكون التأثير الأكبر في إسرائيل حتى الآن هو التهجير الطويل الأمد لعشرات آلاف الإسرائيليين. عندما طلبت الحكومة الإسرائيلية من سكان البلدات القريبة من الحدود الشمالية إخلاء بيوتهم كان ذلك في الأساس استجابة للمخاوف الأولية التي انتابتهم من احتمال تعرضهم لمصير نظرائهم نفسه قرب غزة: غزو مفاجئ يشنّه “حزب الله” على البلدات والقرى قد يؤدي إلى أعمال عنف مروعة، ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية ازداد القلق في شأن استخدام “حزب الله” المتزايد للصواريخ المضادة للدبابات والتي يصل مداها إلى 6.5 ميل 10.4)كيلومتر)، وهي دقيقة للغاية ويصعب اعتراضها، وقد تسببت هذه الصواريخ في وقوع كثير من الدمار والضحايا في الشمال منذ بدء أعمال العنف. قوات الرضوان ونهر الليطاني إن احتلال الجماعة الشيعية وتسليحها لمناطق جنوب نهر الليطاني الذي يتدفق عبر جنوب لبنان على مسافة قريبة من الحدود الإسرائيلية يعتبر من نقاط الخلاف الرئيسة بين إسرائيل و”حزب الله”، ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار عام 2006 كان من المفترض أن يبقى “حزب الله” شمال الليطاني، وأن تكون الأرض بين النهر والحدود الإسرائيلية التي يتراوح عرضها بين سبعة أميال 11.2)كيلومتر) في الشرق و20 ميلاً ( 32.1كيلومتر) تقريباً في الغرب تحت سيطرة الأمم المتحدة، ولا يُسمح إلا للجيش اللبناني بالوجود عسكرياً هناك، لكن هذه التدابير لم تنفذ قط، ومنذ البداية فرضت قوات “حزب الله” سيطرتها الفعلية على الحدود مع إسرائيل، وبالتالي فإن المطلب الأكثر أهمية لإسرائيل هو أن وحدات “حزب الله”، وبخاصة قوات النخبة التابعة للحزب التي تحمل اسم “قوات الرضوان”، وهي قوات العمليات الخاصة التي أنشئت بهدف إجراء اقتحامات وشن هجمات عبر الحدود مع إسرائيل، يجب أن تبقى شمال نهر الليطاني. في المقابل قال “حزب الله” إنه لن يقبل باتفاق لوقف إطلاق النار في المستقبل لا ينص على العودة للوضع الذي كان سائداً قبل السابع من أكتوبر 2023، وهذا يعني السماح لمقاتلي “حزب الله” بالعودة لجنوب الليطاني، وفي مثل هذا السيناريو من المرجح أن يسعى الحزب أيضاً إلى إعادة بناء المواقع العسكرية الـ 20 التي أنشأها على طول الحدود قبل عامين، وقصفها الإسرائيليون ودمروها بعد فترة وجيزة من بدء الحرب في غزة. منذ أواخر عام 2023 يحاول المبعوث الأميركي الخاص للرئيس بايدن إلى المنطقة آموس هوكشتاين التوسط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، لكن الحزب أوضح أنه سيواصل القتال ما دامت الحرب الإسرائيلية في غزة مستمرة. وفي مطلع يوليو الجاري أطلقت واشنطن حملة جديدة للتوصل إلى اتفاق في شأن الرهائن بين إسرائيل و”حماس” يشمل وقفاً لإطلاق النار في غزة خلال تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وإذا نجحت هذه الخطة، على رغم أن فرص نجاحها تبدو ضئيلة في الوقت الحالي، فسيعمل البيت الأبيض على الفور على دفع المفاوضات الإسرائيلية – اللبنانية إلى الأمام. وفي ما يتعلق بالجبهة الشمالية تنظر قيادة الجيش الإسرائيلي إلى وقف إطلاق النار في غزة باعتباره “نقطة تحول” من شأنها أن توفر فرصة لإنهاء الأعمال العدائية في الشمال، لكن الافتراضات الأميركية والإسرائيلية حول حدوث انفراج مع “حزب الله” قد تكون متفائلة أكثر من اللازم، وقد قال لي الرئيس السابق للقسم الإستراتيجي في جيش الدفاع الإسرائيلي والزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أساف أوريون، إنه “من الصعب تصور اتفاق مستدام طويل الأمد”. ونظراً إلى ما يسميه ثقة “حزب الله” المفرطة، فإنه لا يرى احتمالاً كبيراً في أن يكون الاتفاق التفاوضي قادراً على “معالجة مخاوف إسرائيل من قرب ‘حزب الله’ من الحدود والتهديد الصاروخي”. وحتى لو وافق “حزب الله” على مطلب إسرائيل الرئيس وانسحب من المناطق الحدودية، فإن التاريخ يشير إلى أنه من المستبعد إلى حد كبير أن يظل مقاتلو “حزب الله” بعيدين من الحدود بصورة دائمة، أو أن تتمكن أية جهة خارجية من فرض مثل هذا الانسحاب. انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مايو 2000 (رويترز) وفي أعقاب الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي على طول المناطق المحيطة بغزة، كيف يمكن طمأنة المجتمعات المحلية الشمالية في إسرائيل بأن الجيش الإسرائيلي لن يفوّت إشارات مماثلة على الحدود اللبنانية؟ وفي الواقع أصبح من الواضح أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى نشر عدد قوات كبير بشكل دائم في الشمال وحول غزة، وحتى في هذه الحال سيكون الأمر متروكاً لسكان هذه المناطق ليقرروا ما إذا كان الوضع آمناً أم لا، وإذا لم يقتنعوا فإن كثيرين منهم لن يعودوا. واستطراداً يعتقد المحلل الإسرائيلي المتخصص في شؤون “حزب الله” شمعون شابيرا أن نصرالله يأمل في تجنب حرب واسعة النطاق مع إسرائيل، ومع ذلك فهو يرى أن التصعيد الإضافي أمر وارد تماماً، حتى لو كان غير مقصود، وقد يقرر أحد الطرفين توجيه ضربة استباقية للآخر خوفاً من أن يكون خصمه يخطط لهجوم مفاجئ مماثل. على سبيل المثال إذا أبقى “حزب الله” قواته في الجنوب في حال تأهب قصوى فمن الممكن أن تفترض الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خطأً أن الحزب يستعد لعملية فورية فترد عليه بقوة هائلة، وقد يسهم الإطار الزمني أيضاً في زيادة التأييد داخل إسرائيل لفكرة مواجهة “حزب الله” قريباً. ومع بدء العام الدراسي في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل بدأ صبر عائلات كثيرة في الشمال ينفد، ويخشى رؤساء البلديات المحلية في الشمال أنه من دون اتخاذ إجراءات حكومية فسيختار عدد كبير من العائلات مغادرة المنطقة من دون رجعة، وقد اكتسبت حكومة نتنياهو سمعة سيئة بسبب إهمالها للمجتمعات الموجودة على الخطوط الأمامية في الحرب، وعلى رغم إنشاء مكتب خاص للتعامل مع حاجات سكان الجنوب، لم يُتخذ أي إجراء من هذا القبيل في الشمال، وخلال الأسابيع الأخيرة استغل زعماء المعارضة فشل الحكومة في معالجة الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية، وربما سيدرك نتنياهو أن الوقت ينفد. النتيجة سلبية لا محالة إن خلق الوضع المتوتر على الحدود الشمالية معضلة بالنسبة إلى الحكومة الإسرائيلية، وعلى رغم أن نتنياهو وغالانت قد هددا “حزب الله” ودولة لبنان بالتدمير الكامل إذا شن “حزب الله” حرباً شاملة، لا يبدو أن أياً منهما متحمس لمثل هذا السيناريو في الوقت الحاضر. يذكر أن “حزب الله” نفسه تأسس في أعقاب الغزو الإسرائيلي الأول للبنان عام 1982، في ما يُعرف الآن بحرب لبنان الأولى، وبحلول عام 2000 تمكن “حزب الله” من طرد الإسرائيليين من المنطقة الأمنية التي أعلنها في جنوب لبنان، مما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب الكامل بسبب القلق العام الإسرائيلي المتزايد في شأن الخسائر العسكرية، وبعد ذلك انتهت الحرب التي اندلعت في يوليو 2006 بعد 34 يوماً بتعادل غير مرض ترك الجانبين غير سعيدين، وقلقين من حدوث مواجهة مباشرة ضخمة أخرى. ويعتقد عدد من المحللين الإسرائيليين أن “حزب الله” أعد نفسه جيداً للجولة المقبلة. وإذا انجرّت إسرائيل إلى حرب واسعة النطاق فمن المنطقي الافتراض أن الجيش الإسرائيلي سيفضل في الغالب صراع المواجهة عن بعد الذي يعتمد فيه بصورة أساس على تفوقه الجوي وقدراته الهجومية الدقيقة، ومن المحتمل أيضاً أن ينفّذ جنرالات إسرائيليون توغلاً برياً، لكن من المشكوك فيه أن يجعلوا القوات الإسرائيلية تتقدم شمال نهر الليطاني، إذ إن خطوة من هذا النوع من شأنها أن تخاطر بتبديد قواتهم وتشتيت جهودهم، بخاصة إذا استمرت الحرب في غزة خلال تلك الفترة، وأي قرار بالهجوم يجب أن يأخذ في الاعتبار القوة البشرية المحدودة المتاحة لإسرائيل بعد تسعة أشهر من القتال في غزة، وفي يوليو الجاري وافق الكنيست على مشروع قانون لتمديد الخدمة العسكرية الإلزامية إلى ثلاث أعوام كاملة في محاولة لتعويض النقص في عديد الجيش. جندي إسرائيلي يتفقد الأضرار الناجمة عن صاروخ أطلقه “حزب الله” على كريات شمونة شمال إسرائيل، مايو 2024 (رويترز) وقد ألمح مسؤولون إسرائيليون أيضاً إلى أن الجيش يواجه نقصاً حاداً في كمية القنابل والقذائف الدقيقة في غزة، مما قد يضع قيوداً كبيرة على هجوم متزامن في لبنان، أما بالنسبة إلى القوات البرية فعلى رغم النجاح العسكري النسبي الذي تحقق في غزة فإن التحدي في لبنان سيكون مختلفاً. وعلى رغم أن جنوب لبنان من المفترض أن يكون خالياً تقريباً من المدنيين إلا أن “حزب الله” أكثر تقدماً بكثير من “حماس”، ومن المحتمل أن يكون جيش الدفاع الإسرائيلي قادراً على الفوز في المعركة في جنوب لبنان إلا أنه قد يتكبد خسائر فادحة، وسيتعين على إسرائيل أيضاً أن تأخذ في الاعتبار الأخطار التي تهدد جبهتها الداخلية بأكملها، بما في ذلك مدن مثل تل أبيب وحيفا التي من المرجح أن تتعرض لهجمات صاروخية مستمرة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة الأكثر تطوراً التي تلقاها “حزب الله” من إيران خلال الأعوام الأخيرة. وجدت إسرائيل نفسها في وضع مماثل لوضع أوكرانيا ولكن سرعان ما جرى التعامل معها وكأنها روسيا أخرى. ويرى بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين أن هناك نهجاً بديلاً أكثر اعتدالاً، فهم يعتقدون أنه من خلال تكثيف الضغط العسكري على “حزب الله” لبضعة أيام فقد يتراجع وينسحب بعيداً من الحدود خوفاً من اندلاع حرب شاملة وما قد ينتج منها من دمار في لبنان، وهذه حال خطرة من الآمال الواهية والأحلام البعيدة المنال، وفي الواقع وبمجرد حدوث هذا النوع من التصعيد فسيكون من الصعب جداً على إسرائيل أن تملي على “حزب الله” متى يجب أن تتوقف الحرب. على سبيل المثال إذا قرر نتنياهو ضرب أهداف في بيروت فقد يقرر نصرالله الرد بالمثل من خلال ضرب تل أبيب، وإذا اخترق جزء من هذا الهجوم دفاعات إسرائيل المضادة للصواريخ، فستنشأ ضغوط هائلة لتصعيد الحرب وهذا من شأنه أن يعرّض السكان المدنيين للخطر في كلا البلدين حتماً. وفي الوقت الحالي يواصل الجانبان محاولة إعادة إرساء قوة ردع [أي إستراتيجية تهدف إلى منع الخصم من اتخاذ إجراءات عدوانية من خلال إظهار القدرة والرغبة في الانتقام بقوة]، على رغم الهجمات المتصاعدة، ولقد تحدث نصرالله علناً عن معادلة إستراتيجية تختار فيها جماعته أهدافاً معينة رداً على التصرفات الإسرائيلية، ويدرك الجانبان تماماً حجم الدمار الذي قد تجلبه حرب واسعة النطاق. في الحقيقة يمكن أن تتسبب الغارات الجوية الإسرائيلية في تدمير جميع البنية التحتية المدنية التابعة للدولة اللبنانية في غضون أيام قليلة، ومن غير المرجح أن تتحمل دول الخليج النفقات بعد هذا الدمار، وحتى الآن لم تقدّم إيران سوى الدعم المباشر لـ “حزب الله” والطائفة الشيعية في لبنان، وفي المقابل يستطيع “حزب الله” بترسانته الضخمة أن يجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ لأسابيع متواصلة. وفي حال حدوث نزاع مسلح شامل فقد لا يكون قصيراً، وهناك احتمال أن يحاول “حزب الله” بتشجيع من إيران شن حرب استنزاف، على أمل أن يؤدي ذلك تدريجياً إلى انهيار إسرائيل، وبالطريقة التي تصورها قادة طهران المتشددون، وبعد مراقبة الحرب في أوكرانيا من بعيد كان عدد من الإسرائيليين يخشون أنهم قد يواجهون سيناريو مماثلاً، حرباً لا نهاية لها ومصممة لاستنزاف عزيمة البلاد وقدراتها إلى أن تستسلم للضغوط الخارجية، وما لم يتوقعوه، في ضوء غزو “حماس” الوحشي وهجومها على المجتمعات المحلية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023 هو أن إسرائيل ستجد نفسها فعلياً في وضع مماثل للوضع في أوكرانيا، ولكن بينما تسعى إلى الدفاع عن نفسها فستتعامل معها دول غربية عدة ووسائل إعلام دولية وكأنها روسيا أخرى، فتكاد تكون دولة منبوذة. (ولا شك في أن الحكومة الروسية سعيدة برؤية الحرب تطول في غزة لأنها تحول انتباه الغرب وموارد الولايات المتحدة بعيداً من حملتها الدموية في أوكرانيا). لا حل في الأفق أثناء الحرب بين إسرائيل و”حماس” حرصتُ على زيارة الحدود الشمالية لإسرائيل كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من أجل متابعة الأحداث على هذه الجبهة الثانية من الحرب التي قد تتحول إلى جبهة أساس، ولقد كانت تجربة محبطة، فما كان يُعتبر ذات يوم أجمل مناطق إسرائيل أصبح الآن مشوهاً جراء صراع عسكري متوسط الحدة، وقد تحولت منازل كثيرة في القرى الواقعة على طول الحدود إلى دمار في الغالب بسبب صواريخ كورنيت المضادة للدبابات الروسية الصنع، المرسلة من إيران إلى “حزب الله” والمؤدية إلى أضرار أكبر من تلك التي تحدثها صواريخ الكاتيوشا التي اعتمد عليها “حزب الله” في الماضي. وفي إحدى زياراتي الأخيرة ذهبت إلى مزارع شبعا، المنطقة المتنازع عليها في الجزء الشرقي من الحدود الشمالية، والمعروفة بين الإسرائيليين بـ “جبل دوف”، وقد أخبرني قائد لواء في الجيش الإسرائيلي أن الجنود أصبحوا مجبرين الآن على مغادرة بعض المواقع الأمامية سيراً على الأقدام عند ذهابهم في مأذونية، لأنه من الخطر للغاية السماح لمركبات كبيرة بدخول منطقة معرضة باستمرار لصواريخ “حزب الله” المضادة للدبابات. وعلى طول الطريق إلى إحدى المواقع رأيت حطام شاحنة مدنية أصابها صاروخ في أبريل (نيسان) الماضي، مما أسفر عن مقتل سائقها، وهو مواطن عربي إسرائيلي. في منتصف يوليو الجاري ذهبت لرؤية صديق لي يعمل كضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي، كان في الخدمة الفعلية منذ أكتوبر 2023، وهو يقيم في كيبوتس في الجليل الغربي على بعد ميل واحد (1.6 كيلومتر) من الحدود، ويخدم في مكان قريب، ويفكر أفراد عائلته الآن في العودة لمنزلهم بعد تسعة أشهر من النزوح القسري، والأطفال يفتقدون المنزل. (على رغم أن الأمر متروك للعائلات نفسها لاتخاذ القرار في شأن العودة إلا أن قلة قليلة فعلت هذا). ومع ذلك فهو لا يرى أي حل يلوح في الأفق خلال المستقبل القريب، وقال لي “لقد كنا ندافع بشكل فعال إلى حد ما، لكن هذه الإنجازات التكتيكية لا تتحول إلى نصر إستراتيجي، فمعظم ما نقوم به هو مجرد رد فعل على التغييرات على طول الحدود”. لكن إذا انفجر الوضع فستواجه المنطقة الحدودية، وكلا البلدين، شيئاً لم يسبق له مثيل، وهو حرب شاملة من شأنها أن تتسبب في أضرار غير مسبوقة تطاول السكان المدنيين والبنية التحتية الوطنية، ولقد أظهرت الحرب الحالية في غزة كم من السهل إطالة أمد هذا النوع من الصراع، وبالحكم على الحروب الماضية بين إسرائيل ولبنان فمن غير المرجح أن تكون لهذه الحرب نهاية مُرضية. مترجم من فورين أفيرز 23 يوليو 2024 المزيد عن: فورين أفيرزإسرائيلحزب اللهحماسغزةحرب القطاع 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post محمود الزيباوي يكتب عن: ما سرّ النسر الجارح في فيلكا؟ next post أوتاوا تخصص 192 مليون دولار لمشاريع طاقة نظيفة في نوفا سكوشا You may also like فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024