الفنان العراقي كاظم الساهر واحد ممن أجادوا الغناء باللغة العربية الفصحى (أ ف ب) ثقافة و فنون أسطورة المغني تحتفظ بسحرها والصوت مفتاح السر by admin 28 يناير، 2024 written by admin 28 يناير، 2024 91 نجح الغناء في زمن فشلت فيه فنون كثر عربياً اندبندنت عربية / هشام اليتيم صحافي أردني @AlyateemHisham تحتفظ أسطورة المغني بكثير من الحيرة لأن الغناء، دون بقية الفنون، نجح في أسوأ الأزمنة الثقافية عربياً. وجاء نجاحه في وقت فشلت فيه الآداب مثل الشعر وصناعة الكلمة، التي يعتمد عليها المغني بصورة كبيرة في مهنته. والغناء فن أثرت فيه التغيرات الاجتماعية مثل بقية الفنون، لكنه حافظ على شعبيته، وأثر في الجماهير بقدر هائل أيضاً، فازدهر في أزمنة الإنسان الرومانسية، قبل ازدحام الحياة بالتقنيات. وتطور في زمن الآلة وما بعدها، مع أنه طاوله ما طاول كل شيء آخر من جراء تفشي ثقافة الاستهلاك. وتكمن ميزة المغني دون بقية أفراد الفرقة من مؤدين وعازفين في أن أداته التي يعزف بها هي الصوت البشري الذي يمنح للإنسان بصورة طبيعية، إذ ينهمك الإنسان الذي يريد أن يصبح مغنياً في تحسين صوته، والكشف عن إمكانات هذه الأداة الطبيعية، مستعيناً ببعض الوسائل والمحسنات الطبيعية لا أكثر. أما مشكلة الغناء حديثاً فهي لكونه تحول إلى فن تجاري بحت أحياناً، وصار يعتمد في زمن الصورة على شكل المؤدي وإمكاناته الجسدية التي توظف لإثارة الغرائز، سواء كان المؤدي رجلاً أو امرأة. الصوت فقط ترددت هذه الجملة القصيرة في مسابقات الغناء التي أمطرتنا بها الفضائيات العربية والغربية أخيراً بصورة ملحوظة. وجاء ذلك في عدد من برامج كشف المواهب الغنائية، في سبيل اكتشاف المواهب الحقيقية. ومرحلة الصوت فقط أو (الصوت وبس) كما تلفظها لجان التحكيم في تلك المسابقات باللهجات الدارجة، تبين في الواقع حساسية دور المغني ضمن الفرقة، لذلك تكون هذه الفقرة في تلك المسابقات، بمثابة المحك الذي تتمكن من خلاله اللجان من ضبط عملية الاختيار، والتمييز بسهولة بين النجوم المشاركين في المسابقة. وفي بعض المسابقات تتطور الفكرة بحثاً عن عوامل أخرى مثل (الكاريزما) وإتقان فنون (الإتيكيت) واللباقة، وغيرها من العوامل التي أثبتت التجربة الحديثة للغناء حاجة المغني إليها، والتي تأتي ضمن مسابقات من نوع (إكس فاكتور)، وهي المسابقات التي تركز على جانب الكاريزما إلى جانب موهبة الصوت والغناء. طمأنة الجمهور وفي فقرة “الصوت وبس” أيضاً، تكمن إشارة تهم الجماهير الذين يريدون أن يتأكدوا من كون هذا الفنان الذي (اخترقته) التقنيات الحديثة وشوهته المؤثرات الخارجية المتقدمة في كثير من الأحيان، ما زال شفافاً ومتمسكاً بقيمة المادة الصوتية للمغني فقط، دون حاجة إلى زخرفات خارجية، إذ يحتاج المغني إلى مزيج صوتي نادر، يسعفه في شتى المواقف المحرجة التي يتعرض لها أثناء الغناء أمام حفل من الناس. والمعروف أن أهم ميزة يجب أن تتوفر في الصوت البشري حتى في وقتنا هذا هي ميزة القوة الصوتية للمغني، والتي يعبر عنها متخصصون في هذا الشأن بمصطلح معروف هو (قوة الصوت). فهذه الصفة هي الأهم التي بنيت عليها أسطورة المغني كاملة، بوصفه إنساناً يؤدي أدوراً حيوية في الواقع غير الغناء، إلى جانب دوره المهم الذي يريد أن يحققه كنجم فني يتألق تحت الأضواء في الحياة المعاصرة. المغني عازفاً يمكن وصف المغني في إطار جهده الجماعي ضمن الفرقة التي يقودها، بأنه الشخص الذي يتقدم على جميع أعضائها بموهبته الذاتية فصوت المغني يمثل إلى جانب الغناء أداة أو آلة موسيقية مستقلة يمكن له العزف من خلالها دون كلمات. اقرأ المزيد غناء القصائد “إبداع الفصحى” لا يجيده غالبية الفنانين “مطاريد” السينما من نجوم الغناء العربي هل يعيد الذكاء الاصطناعي أم كلثوم إلى الغناء؟ المقام العراقي… تفاصيل الشجن في غناء الزمن وتعرف الموسوعة العلمية الأوروبية الصوت على أنه تردد آلي، أو موجة قادرة على التحرك في وسط مادي مثل الهواء والأجسام الصلبة والسوائل والغازات. ولا تنتشر الموجة الصوتية في الفراغ، مما يعني أن المغني ما هو إلا مؤدٍّ أو عازف يصل إلى الناس دون أداة أو وسيط مادي آخر غير الهواء، ويكمن سر المغني في قدرته على القيام بهذه المهمة الدقيقة، أثناء الغناء ومن خلال صوته المجرد فقط. دور الكلمة هذا إضافة إلى دوره في الغناء اللغوي، الذي يحدث لاحقاً باستخدام الكلمة واللحن، فهو من هذه الناحية عازف شأنه شأن أي مؤد آخر يؤدي دوره من خلال أداة أو يعزف على آلة موسيقية مهما كان نوعها، وترية أو نفخية أو إيقاعية. غير أن المغني يتميز بكونه مشاركاً بصوته المجرد أيضاً، بخاصة حينما تصمت جميع الآلات أو يخفت صوتها، لذلك يخضع المغني دون بقية المؤدين، لاختبارات مكثفة وتجويدات وتدريبات دائمة متعلقة بصوته، لتصبح مهمته الأولى في الحياة، إذا احترف الغناء، متمثلة في المحافظة على صحة أوتاره الصوتية، بأساليب وطرق كثيرة، أهمها التزام عادات سلوكية وغذائية صحية، وتجنب كل ما يقع تحت إطار خادشات أو متلفات الحبال الصوتية وحنجرة الإنسان. ضد العدم الفراغ بالنسبة إلى الإنسان هو الصمت أو العدم، ومعرفة الحياة بصورة متقدمة حدثت من خلال التعرف على حيوية الصوت، والتخاطب بين الكائنات، فالأجسام الصلتة والصامتة، لا تصدر أصواتاً، أو أنه يصدر عنها أصوات عشوائية أو عبثية وغير مفهومة (النشاز)، ولا تصلح الأصوات النشاز كحاملات جميلة للغة وأدوات التواصل الأخرى بين المخلوقات. والتحكم بالصوت وتجويده صفة تميزت بها مخيلة الحيوان والإنسان عن الجماد والنبات، ومن بين الحيوانات التي تميزت بتجويد الصوت الطيور، والسبب في ذلك مرتبط بتفسير الظاهرة الصوتية في إطارها العلمي، وهو مرتبط بصورة وثيقة بعلاقة هذه المخلوقات مع الفضاء والطبيعة. صورة التقطت عام 1959 شرق بيروت للمطرب المصري عبدالحليم حافظ خلال حفل غنائي (أ ف ب) وكشف العلم الحديث عن أن الهواء هو أفضل ناقل مادي للصوت، وربما كان هذا معروفاً من قبل بطريقة تجريبية أو من خلال الخبرة العملية والممارسة، ولكنه لم يفسر بالدقة التي نعرفها الآن، ولم يستثمر جيداً قبل زمن الآلة، إذ كانت الأدوات المستخدمة للغناء بدائية وتخلو من تقنيات تكبير وتضخيم الصوت البشري بدقة متناهية. الغناء تحت الماء المخلوقات البحرية لها أصوات بدائية أيضاً، وأشهرها صوت الحوت والدلافين، لكن الماء من الناقلات التعيسة للصوت، فالإنسان داخل البحر لا صوت له ومع ذلك أقيمت حفلات فنية حديثة صاخبة تحت الماء، ولكن الهدف منها لم يكن الطرب بكل تأكيد، ولكن تأتي هذه الحفلات التي تستعين بالآلة والتقنيات المتطورة كنوع من مواجهة الإنسان لمشكلات البيئة البحرية، وضمن نشاط الإنسان لمواجهة الأخطار ولفت الأنظار من خلال الفنون عموماً، والغناء خصوصاً، إلى قضايا حرجة وحساسة. يذكر أن الفن العربي حمل عنواناً غنائياً مهماً هو أغنية “رسالة من تحت الماء” للفنان الراحل عبدالحليم حافظ، والتي تكررت تأديتها بشكل حديث عبر عشرات الفنانين أخيراً. أنكر الأصوات يعود افتخار الإنسان بصوته لكونه علامة على افتخاره بجنسه، إذ يوجد حيوانات مثل الحمار يتدخل شكلها وبناؤها البيولوجي في طبيعة صوتها القبيح، لذلك كان أنكر الأصوات عند العرب صوت الحمير. أما صوت الديك فهو من أشهر أصوات الكائنات الحية بعد تدجين الحيوانات ومعرفة الإنسان بالاستقرار في زمن الزراعة، وارتبط بالصباح، وبالفصاحة شعبياً، وسبب فصاحة الديك تعود إلى المثل الشعبي “الديك الفصيح من البيضة يصيح” بمعنى أن الصياح الجميل بحد ذاته نوع من الغناء، ولهذا أيضاً كان على المغني أن يتقن اللغة بصورة مناسبة، وأن يتمتع بالفصاحة لأن صياح الحمار أو جعيره، ما هو في اللغة إلا الجأر، أو الصياح القبيح الذي يخلو من كل مقومات الجمال التي يختزنها صوت المغني وتظهر عبر أناقة الكلمة وجودة اللحن وفصاحة وقوة الصوت البشري. المزيد عن: الغناءالعربالصوتالثقافة العربية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post صور إباحية “مفبركة” لتايلور سويفت تجلب اللعنات على الذكاء الاصطناعي next post هل “الأجسام المجهولة” أسطورة مدفوعة أميركيا لزيادة الإنفاق؟ You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024