من فيلم لا لا لاند الذي أبدعه شازيل وهرفيتز (ملف الفيلم) ثقافة و فنون مخرج وموسيقي أميركيان يدهشان مهرجان البندقية by admin 10 سبتمبر، 2023 written by admin 10 سبتمبر، 2023 198 داميان شازيل وجاستن هرفيتز أبدعا أفلام “ويبلاش” و”لا لا لاند” و”الرجل الأول” ونالا الـ”أوسكار” اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان واحدة من أجمل لحظات مهرجان البندقية السينمائي الذي يختتم هذا المساء بحفلة توزيع الجوائز، كانت درس السينما الذي أعطاه المخرج الأميركي داميان شازيل والموسيقي الأميركي جاستن هرفيتز، حين تحدثا عن صداقتهما وتعاونهما الذي أنتج أفلاماً خمسة أشهرها “ويبلاش” و”لا لا لاند” و”الرجل الأول”. مع الإشارة إلى أنهما ولدا في العام نفسه (1985) ونالا كلاهما الـ”أوسكار” عن عملهما. اكتشف الحضور من خلال هذا الحديث تفاصيل مفيدة عن كيفية التعاون المثمر القائم على الاحترام والحوار المتواصل بين تأليف السيناريو وتأليف الموسيقى، وهما اثنان من أهم عناصر صناعة الفيلم. لم يكن شازيل في البندقية لهذا الغرض، فهو أيضاً رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ80، تسلم مهمة على هذا المستوى من المسؤولية، وهو فقط في الـ38 من عمره، لكنه مدعوم بتجربة سينمائية قوية، علماً أنه سبق أن افتتح “الموسترا” مرتين، مع “لا لا لاند” و”الرجل الأول”. التقى شازيل وهرفيتز في الإطار الجامعي في هارفرد يوم كانا طالبين فيها، وجمعتهما الموسيقى منذ اللحظة الأولى، قبل أن يتشاركا معاً غرفة واحدة. ويقول شازيل عن رفيق دربه بأنه كان دائماً في زاوية الغرفة يعمل على تأليف الألحان، بينما هو في زاوية أخرى يكتب السيناريوهات. “السينما جاءت أولاً في حياتي، ثم الموسيقى كشيء أثرى تجربتي”، يوضح المخرج الذي ذاع صيته دولياً مع “ويبلاش”. المخرج الأميركي داميان شازل يتحدث في المهرجان (خدمة المهرجان) خلال سنوات مديدة كان شازيل، الذي أنجز مع “لا لا لاند” واحداً من أجمل ميوزيكالات هوليوود في تاريخها، عائداً بهذا النوع إلى عصره الذهبي، محاولاً إحياء نوع من السينما كان انقرض، يعتقد أن هذه الميوزيكالات غير قادرة على التعبير عن المشاعر العميقة، وفي طريقة واقعية كالأفلام غير الموسيقية. يقول “كنت شاهدت العديد من الميوزيكالات، لذا لم يكن الأمر كما لو أنني أجهل الكلاسيكيات العظيمة في هذا النوع، ولكن لسبب من الأسباب، لطالما أثار هذا النوع إزعاجي وضايقني بشدة. كنت أتابع القصة وأدخل في تفاصيلها، ثم تبدأ الشخصيات في الغناء بلا أي سبب يبرر ذلك. كان ذلك يزعجني جداً”. إكتشاف حاسم ولعل اكتشافه “مظلات شربور” للمخرج الفرنسي جاك دومي في عمر مبكر كان حاسماً وغير المعادلة. يقول شازيل إنه أحدث انقلاباً في حياته، ليغدو مع الوقت الفيلم الذي غير حياته بامتياز. يتذكر قائلاً: “بمجرد أن بدأ الفيلم، أدركت، وهو الأمر الذي أثار رعبي، أن كل الأحداث ستروى بالغناء. شيئاً فشيئاً على غرار تفاعل كيماوي غريب حدث شيء ما. ومع إشراف الفيلم على نهايته كنت في حالة من الفوضى الشاملة، هذا جعلني أعود إلى مشاهدة الميوزيكالات التي لم أكن أحبها سابقاً. لقد وجدت أن نظرتي بأكملها قد تغيرت. بدلاً من الانزعاج من اللحظات التي تصدح فيها الأغنية في سياق الأحداث صارت تلك الأغنية تشعرني بالنشاط. أصبحت أقدر هذا التحدي وأشعر أنه شكل من أشكال السينما الطليعية، والسينما التي تكسر القواعد. وإذا نظرت إلى بعض من ميوزيكالات هوليوود المهمة كـ”أميركي في باريس” ترى فيها ذلك الخط الطليعي التجريبي، ولكن في إطار المعالجة الأكثر قرباً من روح الجمهور. وهكذا أصبحت مدمناً تماماً للميوزيكالات”. الموسيقي الأميركي هوفينتر في لقاء الصحافة في المهرجان (خدمة المهرجان) أول فيلم أنجزه شازيل وألف موسيقاه هرفيتز هو “غاي ومادلين على مقعد حديقة” الذي بدأ تحضيره في 2007 وعرض في 2009، وهو يتركز بشكل خاص على موسيقى الجاز. آنذاك كان الرفيقان في الـ22 من عمرهما. حظي الفيلم بموازنة محدودة، ولهذا السبب اضطر هرفيتز إلى تسجيل الموسيقى في براتيسلافا (عاصمة سلوفاكيا). يتذكر هرفيتز: “أعطيت لنا جلسة واحدة مدتها أربع ساعات لتسجيل كل الموسيقى وكل الأغاني. كانت هذه المرة الأولى التي يعزف فيها موسيقيون ما ألفته من ألحان، وكنت كتبتها على الورق بخط يدي. في جامعة هارفرد كانوا يرغموننا على كتابة الموسيقى ليس فقط على الورق بل بالحبر، ولم يكن يسمح لنا باستخدام قلم الرصاص. وهذا يأتي من (فلسفة) مفادها أنه إذا ارتكبت خطأ ما فيجب عليك تبييض نسختك مجدداً، مما يجعلك تفكر أكثر قبل كتابة أي شيء. كنت كتبت موسيقى هذا الفيلم على الورق ولم أسمعها قط قبل موعد التسجيل. أتذكر أنني قفزت حرفياً من مكاني عندما انطلق عزف المقطوعة الأولى، وكان مهندسو الصوت يضحكون عليَّ وهم يرونني في هذه الحالة. كان هناك الكثير من الأشياء التي لم تكن ناجحة أو لم تعمل كما اعتقدت، ولم أفكر في تطبيقها العملي، مثل المكان الذي يتنفس فيه الموسيقيون، لم يخطر ذلك في بالي”. من الفيلم المشترك “الرجل الأول” (ملف الفيلم) في فيلمهما الثاني معاً “ويبلاش” (2014) تفادا الكثير من الأخطاء التي وقعا فيها خلال إنجاز الأول، وكان النجاح الجماهيري والشعبي في انتظارهما، علماً أن هذا الفيلم هو “تطويل” لفيلم قصير كان أخرجه شازيل ونال عنه جائزة في مهرجان ساندانس للسينما المستقلة. الفيلم بأكمله عن عازف جاز يطمح في أن يصبح موسيقياً كبيراً. يقول شازيل: “عادة ما يكون لديَّ مخزن كبير لموسيقى جاستن، قبل أن أبدأ في كتابة السيناريو. وفي هذا الفيلم قمت بالعكس. الفيلم نفسه هو تأويل لموسيقاه. إنه ذهاب وإياب مستمران بدلاً من انتظار أحدنا الآخر”. تعاون خلاق يشبه شازيل العمل بينهما بلعبة البينغ بونغ، تتخلله نقاشات كثيرة، وهو ما يميز تعاونهما عن غيره، خلافاً للعمل التقليدي الذي يقتضي بأن ينتهي السيناريو ثم تؤلف الموسيقى بناء عليه. درسهما السينمائي في البندقية أكد بأن كل واحد منهما يتغذى من الآخر. ويضيف على إنتاجه. حتى إن شازيل اعترف بأن “الرجل الأول” عن غزو الفضاء من خلال عيني نيل أرمسترونغ لم يكن سوى تأويل لموسيقى هرفيتز الذي استخدم آلة الثيرمين القادرة على خلق إحساس خاص جداً، خصوصاً أن صوتها يذكر بالصوت البشري. وكشف شازيل عن أن من الصعب عليه فرض هذه الموسيقى على أرباب الاستوديو الذي أنتج الفيلم، وكانت هناك محاولات كثيرة لإزاحتها واستبدال أخرى بها، وكانت هذه أصعب تجربة عاشها الثنائي. في معظم الأحيان تأتي فكرة الأفلام عند شازيل من موسيقى هرفيتز. مهما يكن نوع هذه الموسيقى والهدف الذي كتبت من أجله، فتغدو مقطوعات موسيقية تلهم المخرج وتساعده على البدء في عملية الكتابة، هذا ما يسميه شازيل بـ”المهرب الصوتي”. عن مراحل إنجاز “لا لا لاند” يقول هرفيتز: “هذا هو الفيلم الوحيد الذي عملت على موسيقاه، انطلاقاً من معالجة وليس من سيناريو مكتمل. عادة، أحصل على السيناريو، أقرأه، ثم نبدأ في تحليله. نقرر أين نضع موسيقى وأين لا نضعها. أبدأ في ابتكار تيمات على البيانو باستخدام الآلات الافتراضية قبل أن نسجل”. يعتبر شازيل أن المخرج حتى ولو تغاضى عن النزاهة الفنية فعليه أن يظل صادقاً تجاه أي مشروع يقوم به. يضيف “هذا من الأشياء التي يحاول الآخرون إقناعك بها. لم أقابل يوماً شخصاً أكثر عناداً من جاستن، وقادراً على التمسك برؤيته على رغم كل الصعوبات التي تجعل معظم الناس يستسلمون. كان هناك الكثير من التحديات على طول طريق كل هذه الأفلام التي أنجزناها”. على رغم كل التوافق الذي يظهر بوضوح من حديثهما فالخلافات ليست عملة نادرة بينهما بحسب اعترافهما، ولكن هناك دائماً مبدأ يلتزمانه كي لا يفسد الخلاف للود قضية، وهو العمل المتواصل إلى أن يرضى كلاهما عن النتيجة. المزيد عن: مهرجان البندقيةأفلامموسيقىإخراجميوزيكولالتعاونالإبداع المشتركسينما 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كين لوتش يكتشف قدرة السينما على فضح مساوئ التحليل النفسي next post حقنة “ويغوفي” لإنقاص الوزن للمرضى في بريطانيا You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024