الثلاثاء, يناير 14, 2025
الثلاثاء, يناير 14, 2025
Home » 5 أفلام لمارون بغدادي على “نتفليكس” تقدم صورة عن تجربته الفريدة

5 أفلام لمارون بغدادي على “نتفليكس” تقدم صورة عن تجربته الفريدة

by admin

رحل في الثالثة والأربعين من عمره في عز السلام اللبناني الأهلي وترك بصمته الفنية

اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان  

خمسة أفلام لمارون بغدادي على “نتفليكس”! هذه مبادرة تستحق الإشادة والاحتفاء بها. المنصة الإلكترونية اختارت لمشاهديها عملان وثائقيان وثلاثة أعمال روائية للمخرج اللبناني الراحل، هي، “بيروت يا بيروت” و”كلنا للوطن” و”همسات” و”حروب صغيرة” و”خارج الحياة”. 16 سنة هي الفترة الزمنية التي تفصل العمل الأول عن الأخير، بنى خلالها بغدادي (1950 – 1993) فيلموغرافيا لا تزال محل إعجاب، ولو أنها تبث شعوراً بأنها ناقصة، بسبب الرحيل المبكر والمفاجئ لمخرجها. نال بغدادي تقديراً خارج بلاده، خصوصاً في فرنسا التي شاركت في إنتاج أفلامه، وحاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان “كان” عن “خارج الحياة” في العام 1991، لكن، كثراً من المشاهدين من الأجيال الجديدة، لا يعرفون عمله، وها إن “نتفليكس” تفسح لهم المجال للاكتشاف، وتعود لنبش ذاكرة بغدادي، فتنبش معها في سيرة غير مكتملة وأفلام شبه منسية، لعلنا نفهم بعضاً مما حصل في لبنان خلال عقود لم نطو صفحتها بعد، لا بل نرزح تحتها. 

أفلام بغدادي قاومت الزمن، ولا بد من العودة إليها لنفهم بعضاً مما يضمره الواقع اللبناني الذي لم يتغير كثيراً منذ السبعينيات، في وطن لا يكف عن تكرار مآسيه وكتابة التاريخ نفسه بأسماء جديدة. يكاد لا يوجد فيلم له ليست الحرب معاناة شخوصه وناسه وأبطاله. نقل بغدادي المعضلة اللبنانية بتعقيداتها، مصوراً جنون تلك المرحلة التي أخذت البلد رهينة للوحشية والهمجية.

18 عاماً

قدّم بغدادي، خلال مسيرته السينمائية التي امتدت على نحو 18 عاماً، 18 فيلماً بين روائي ووثائقي، مشكّلاً مع برهان علوية وجان شمعون نواة ما يمكن اعتباره تياراً جديداً أجبر السينما المحلية أن تتمسك بنظرة ذاتية وعميقة ذات مضمون راسخ في تقليد سينما المؤلف الأوروبية. قطع هذا التيار مع كل ما جاء من قبله من أعمال تجارية ساذجة تحاكي الجماهير. وشكل اندلاع الحرب نقطة انطلاق أخرى بالنسبة إلى منجز بغدادي، علماً أن مصيره الشخصي بات مقترناً بالأحداث وتداخلت حياته بما عاشه من قرب، إلى أن انكسرت الأحلام ليلة سقوطه في فراغ بيروت وعتمتها القاتلة، غداة النهاية الرسمية للحرب اللبنانية.

لقطة من فيلم “حروب صغيرة” (مؤسسة مارون بغدادي)

من أفلام صغيرة تعكس هموم المواطنين، انتقل بغدادي إلى الحضن الدافئ للسينما الروائية مع “بيروت يا بيروت” (1975) الذي عُرض يومين قبل حادثة بوسطة عين الرمانة. تجري الأحداث في أعقاب الصراع العربي – الإسرائيلي عام 1967، حيث يستكشف أربعة شباب لبنانيين حياتهم في ظل تغير متسارع للجبهات السياسية. ثم جاء “حروب صغيرة” (1982)، الفيلم الذي رتّب له مكاناً خاصاً في تاريخ السينما اللبنانية وكرسه مؤلفاً. جاء الفيلم عشية حصار بيروت وسقوطها خلال الاجتياح الإسرائيلي. بعدها بفترة، استقر بغدادي في فرنسا، حيث أنجز ستة أفلام روائية منها ثلاثة للتلفزيون، قبل أن يعود إلى بيروت ليصور “خارج الحياة” (1991) عن مصور فرنسي (إيبوليت جيراردو) يؤخذ رهينة. يختتم الفيلم بسيارة تمضي وسط الخراب الهائل الذي صنعته الحرب، ثم يصعد الجنريك الأسود فجأةً تاركاً المُشاهد في ضياع كلي.

بحسب ثريا خوري (بغدادي) التي مثلت في “حروب صغيرة” قبل أن تتزوج من المخرج، كان بغدادي يريد أن ينجز فيلمه هذا قبل التاريخ الذي أنجزه فيه، لكن منعته الأحداث. في غضون ذلك، ذهب إلى الولايات المتحدة وزار “زويتروب” استوديوهات فرنسيس فورد كوبولا، وكاد أن يكون مساعد مخرج على فيلم “باب الجنة” لمايكل تشيمينو. وعندما عاد لينجز الفيلم، كان يقول لفريق العمل متباهياً، “انظروا إلى المشروع الذي تخليتُ عنه للعمل معكم”، جاعلاً إياهم يشعرون بنوع من الامتننان تجاهه.

سيرة مختصرة

في سياق الحديث عن أفلامه، قد يكون من المفيد أن نعرف عن الخلفية التي يأتي منها بغدادي، هذا المسيحي الأرثوذكسي الذي خرج من معطف الطائفية بجهد شخصي. في صباه، حلم بالرهبنة، إذ إن علاقته بالدين كانت قوية. ثم انكسرت العلاقة تلك، فانتقل للعيش في بيروت الغربية حيث أكثرية مسلمة، الأمر الذي عاتبه عليه بعض المسيحيين. ثم، انضم إلى الحركة الوطنية وغازل الماركسية. كانت لديه اهتمامات متعددة، منها الصحافة، لكن تخلى عنها تدريجاً لمصلحة السينما. أتقن الانتقال من مرحلة إلى أخرى من حياته. مع الوقت، تحرر أيضاً من اليسار ليذهب نحو مزيد من الحرية الفكرية.

الشاعرة ناديا تويني في فيلم “همسات” (مؤسسة مارون بغدادي)

اذا فُرض عليّ اختيار فيلم واحد من الخمسة المعروضة “نتفليكسياً”، فسيكون “حروب صغيرة” الذي صوره بغدادي في عز الحرب. بهذا الفيلم، قفز قفزة كبيرة في مجال السينما الروائية بعد مجموعة أفلام وثائقية، من خلال تسجيل يوميات النزاع بعيداً من النزعة الأيديولوجية التي كانت على الموضة في تلك المرحلة، مفضلاً الانغماس في تصوير تلك الحروب الصغيرة التي تُدار داخل الحرب الكبيرة. عندما عُرض الفيلم في “كان” (1982)، ضمن قسم “نظرة ما”، كتب جاك سيكيلييه، ناقد جريدة “لو موند”، من ضمن ما كتبه، “ما فعله بغدادي هنا، إنما هو اختراع السينما اللبنانية”. مع هذا الفيلم، اكتملت شخصية بغدادي السينمائية، مع الإشارة إلى أن البصمة الأوروبية واضحة، فنحن في نهاية المطاف أمام إحدى تجليات سينما المؤلف التي بدأت تتحوّل عندنا من فكرة مبهمة إلى شيء ملموس مع وصول بغدادي وسينمائيي جيله. لم ينجز بغدادي فيلماً عن الحرب بالمعنى الكلاسيكي للكلمة. إنه بالأحرى فيلم شاءت الظروف اللبنانية أن تموضعه في قلب هذا المأزق الكبير الذي تم التعريف عنه بـ”حروب الآخرين على أرضنا”. 

هذا الشعار الذي يبدو أن الفيلم لا يؤمن به كثيراً. من خلال ابتعاده عن خطوط النار والسياسة، ركز الفيلم على الحالات الإنسانية لأفراد سنرى على وجوههم تدريجاً آثار الحرب المدمرة. فإلى الحرب الطاحنة الدائرة بين المسلحين، هناك الحروب الصغيرة الفردية التي لا تتوقف. لعبة الأقدار والمصائر هي التي نالت الحصة الأكبر وسط فوضى الانقسامات والمطامع التي كانت بدأت تسحق المجتمع اللبناني، وتبشر بحلول الأسوأ. في حديث لي مع ثريا خوري بغدادي، تتذكر، “كان هذا واقعنا اليومي، دائماً هناك مسلحون يرافقوننا، دائماً نحن في حال الخطر. كنا نسرق اللقطات سرقة. كان هناك أجانب في طاقم العمل، لم أكن أفهم كيف تجرأوا على العمل في ظروف مماثلة. كنا نعيد كثيراً خلال التصوير، ولكن في حدود المعقول. كنا نتمرن كثيراً قبل التقاط المشاهد”.

لم يخفِ بغدادي خوفه من الموت، خصوصاً من موت الآخرين، ويتبدى هذا جلياً في كتاباته الكثيرة المحفوظة في دفاتر تقول زوجته بأنها لا تزال تحتفظ بها. اللافت أيضاً التقارب بين حياته وعمله السينمائي. هناك مرحلة في حياته، لم يكن يعرف بعد أيهما يفضل، الحياة أو السينما. كان يقول إنه في مرات معينة يجد فيها السينما أقوى من الحياة، وفي مرات أخرى يجد العكس. عندما تم إعداد تكريم صغير له على هامش مهرحان “كان” قبل بعض سنوات، اختزل الناقد المصري سمير فريد تجربة بغدادي بالآتي، “كان يعيش بسرعة، شأنه شأن فاسبيندر وكل الذين يشعرون أن الوقت يدهمهم. أراد أن يتزوج وينجب الأولاد وينال “السعفة” ويربح 100 مليون دولار. هناك مقولة يرددها الفلاحون في صعيد مصر دائماً، ابن الموت. هكذا كان بغدادي”.

المزيد عن: سينما/مارون بغدادي/أفلام لبنانية/بيروت/نتفليكس/الحرب اللبنانية/فيلم فرنسي

 

 

You may also like

24 comments

AGEN LIVE22 SLOT GAME 1 أبريل، 2021 - 9:56 م

Unquestionably believe that which you stated. Your favorite reason seemed to be on the
web the easiest thing to be aware of. I say to you, I certainly get annoyed while people think about worries that
they plainly don’t know about. You managed to hit the
nail upon the top and also defined out the whole
thing without having side-effects , people could
take a signal. Will probably be back to get more. Thanks

Here is my webpage … AGEN LIVE22 SLOT GAME

Reply
photoshoot site de rencontre Paris 1 أبريل، 2021 - 9:57 م

This is really interesting, You are a very skilled blogger.

I’ve joined your rss feed and look forward to seeking more of your
magnificent post. Also, I have shared your web site
in my social networks!

Reply
sbobet.com 1 أبريل، 2021 - 10:02 م

The other day, while I was at work, my cousin stole my iphone and tested to see if it can survive
a forty foot drop, just so she can be a youtube sensation. My iPad is now
broken and she has 83 views. I know this is completely off
topic but I had to share it with someone!

Reply
หวยออนไลน์ 1 أبريل، 2021 - 10:17 م

Hmm is anyone else encountering problems with the images on this
blog loading? I’m trying to find out if its a problem on my
end or if it’s the blog. Any suggestions would be greatly appreciated.

Reply
slotxo 1 أبريل، 2021 - 10:19 م

Thanks for finally writing about > 5 أفلام لمارون
بغدادي على "نتفليكس" تقدم صورة عن
تجربته الفريدة – CANADA VOICE < Loved it!

Reply
idn poker 1 أبريل، 2021 - 10:20 م

I enjoy reading through an article that can make people think.
Also, thanks for allowing me to comment!

Reply
IDN Poker 88 1 أبريل، 2021 - 10:29 م

Touche. Great arguments. Keep up the great effort.

Reply
kuş adası escort 1 أبريل، 2021 - 10:38 م

Now I am going to do my breakfast, afterward having my breakfast coming over again to read further news.

Reply
sewa box bandung 1 أبريل، 2021 - 11:37 م

Hey There. I found your blog using msn. This is
an extremely well written article. I will be sure to bookmark
it and return to read more of your useful info. Thanks
for the post. I’ll certainly return.

Reply
1GOM - Link vào M88 mới nhất khi web M88.Com bị chặn 1 أبريل، 2021 - 11:47 م

Amazing! This blog looks exactly like my old one!
It’s on a entirely different topic but it has pretty much the same layout and design. Excellent choice of colors!

>> Link vào M88 mới nhất khi web M88.Com bị chặn <<

Reply
social web 1 أبريل، 2021 - 11:48 م

Hi there all, here every one is sharing these familiarity, so
it’s pleasant to read this website, and I used to visit this webpage everyday.

Reply
marcopvzc46801.theblogfairy.com 2 أبريل، 2021 - 12:18 ص

I think this is among the most significant
information for me. And i am satisfied reading your article.

But want to remark on few common things, The web site style
is wonderful, the articles is actually nice : D.
Just right job, cheers

Reply
super hero figure toys for kids 2 أبريل، 2021 - 12:26 ص

Please let me know if you’re looking for a author for your blog.
You have some really great posts and I believe I would be a good asset.

If you ever want to take some of the load off, I’d absolutely love to write some material for your blog in exchange for a link back to mine.
Please send me an email if interested. Thanks!

Reply
my website 2 أبريل، 2021 - 12:53 ص

Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the
video to make your point. You clearly know what youre talking
about, why throw away your intelligence on just posting videos to your site when you could be giving us something informative to
read?

Reply
buy Modalert 100 mg 2 أبريل، 2021 - 12:58 ص

This is a topic which is close to my heart…
Take care! Exactly where are your contact details though?

Reply
xông hơi hàn quốc 2 أبريل، 2021 - 1:09 ص

Yes! Finally something about xông hơi hàn quốc.

Reply
건마 2 أبريل، 2021 - 2:01 ص

Hello, i feel that i noticed you visited my site thus i got here to return the favor?.I
am attempting to to find things to improve my website!I guess its good enough to use
some of your ideas!!

Reply
kitoko music 2 أبريل، 2021 - 2:10 ص

If you would like to improve your experience
simply keep visiting this web site and be updated with the most recent news posted here.

Reply
online marketing agency 2 أبريل، 2021 - 2:18 ص

Wow, this piece of writing is nice, my younger sister
is analyzing such things, therefore I am going to inform her.

Reply
judi bola online 2 أبريل، 2021 - 2:27 ص

of course like your website however you have to check the spelling on quite
a few of your posts. A number of them are rife with spelling issues and I to find it very troublesome to inform the reality however I will surely come back again.

Reply
agen sbobet 2 أبريل، 2021 - 2:45 ص

Hey! This is my first visit to your blog! We are a group of volunteers and starting a new project in a community in the same niche.
Your blog provided us useful information to work on. You have
done a extraordinary job!

Reply
Savage Grow Plus Complaints 2 أبريل، 2021 - 2:47 ص

Howdy! I know this is kind of off topic but I was
wondering which blog platform are you using for this site?
I’m getting sick and tired of Wordpress because I’ve had problems with
hackers and I’m looking at alternatives for another platform.

I would be fantastic if you could point me in the direction of a good platform.

Reply
binary option 2 أبريل، 2021 - 3:05 ص

You should take part in a contest for one of the most useful
websites on the web. I am going to recommend this website!

Reply
วิธี แทงบอล 2 أبريل، 2021 - 3:11 ص

Your style is unique compared to other people I’ve read stuff from.

I appreciate you for posting when you have the
opportunity, Guess I will just bookmark this blog.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00