هناك مؤشرات أولية إلى أن بعض الأدوية مثل "أوزمبيك" قادرة على إبطاء تطور أمراض مثل ألزهايمر والخرف الوعائي (رويترز) صحة هل يحمل “أوزمبيك” سر شفاء الاكتئاب والخرف؟ by admin 21 يوليو، 2024 written by admin 21 يوليو، 2024 95 في وقت يستخدم فيه هذا العقار الثوري لعلاج ملايين الأشخاص من السمنة المفرطة والسكري اكتشف الأطباء آثاراً جانبية جديدة له جعلتهم يضعون نصب أعينهم بعض أخطر الأمراض في العالم. اندبندنت عربية / فليك إيفريت ما يعلمه الجميع الآن هو مدى فاعلية “أوزمبيك” و”ويغوفي” من ناحية خسارة الوزن. فكل يوم تقريباً نسمع أن أحدهم خسر نحو 20 كيلو من وزنه فجأة وتكثر التكهنات عن احتمال استخدامه “القلم” (أي الحقنة الأسبوعية من هذه الأدوية) من عدمه، وتأتي هذه الأخبار من المشاهير والمؤثرين ومن آخرين في دائرتنا الاجتماعية. صحيح أن هذه الأدوية صنعت في الأساس لعلاج السكري من النوع الثاني والسمنة، لكن يحتمل أن يكون لديها تأثير غير معروف كثيراً، وهو حالياً قيد الاختبار، على مجموعة كبيرة من الأمراض الوخيمة التي تشمل الخرف والاكتئاب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكبدي ومتلازمة تكيس المبايض وألزهايمر، وحتى الإدمان. وتجري شركة “نوفو نورديسك” الدنماركية المصنعة لهذا الدواء بالفعل تجارب على مرضى الخرف، ويتوقع أن تحصل على نتائجها الكاملة في عام 2025. ومن ناحية أخرى، دققت دراسة نشرتها جامعة أكسفورد أخيراً في مجلة “ذا لانسيت” The Lancet الطبية في أكثر من 100 مليون سجل طبي لمرضى أميركيين ووجدت أن الذين وصف لهم استخدام “أوزمبيك” بدت عليهم [مؤشرات إلى] تباطؤ في معدلات تراجع الإدراك والمعرفة كما خفت شهيتهم للنيكوتين، بيد أن جميع المرضى المشاركين في الدراسة كانوا يعانون السكري، ونبه الباحثون في هذا الإطار إلى ضرورة إجراء مزيد من التجارب، لكن الإشارات الأولية مشجعة جداً ويعود ذلك إجمالاً إلى أن “السيماغلوتيد”، وهو الدواء الذي يباع تحت الاسم التجاري “أوزمبيك” و”ويغوفي”، يعمل من خلال تنشيط ناهضات [مركبات كيماوية] “1- جي أل بي” GLP-1 في الدماغ. وقد تبين بأن مادة “1- جي أل بي” تلك تخفف الالتهاب في الجسم، وهو عامل أساس في التسبب بأمراض خطرة أو مفاقمتها. حين يحقن الدواء في الجسم يطلق فيه الأنسولين فينخفض مستوى السكر في الدم وتنشط هرمونات “الشبع”. وبهذه الطريقة يتحكم الدواء بشهية الإنسان. إنما يبدو بأن لمادة “سيماغلوتيد” مفعولاً آخر أيضاً. ويقول الدكتور ستيفن آلدر استشاري طب الأعصاب في عيادة ريكوغنيشن هيلث Re:Cognition Health “قد يؤثر ‘السيماغلوتيد’ على الدماغ من خلال عدة آليات. فمن خلال تحسين ضبط مستويات السكر، يمكن أن يقلص [مركب] ‘سيماغلوتيد’ خطر التدهور المعرفي والإدراكي. لأن ارتفاع مستويات السكر قد يضر بالأوعية الدموية وبالخلايا العصبية أيضاً، مما يسهم في الإصابة بالخرف”. ويشير كذلك إلى “ارتباط الالتهاب المزمن بالأمراض التنكسية العصبية. وقد تساعد خصائص ‘سيماغلوتيد’ المضادة للالتهاب في تقليص التهابات الدماغ وحماية الخلايا العصبية مباشرة عبر تحسين آليات الإصلاح الخلوي وتخفيض الإجهاد التأكسدي” (التفاعلات الكيماوية المتسلسلة في الجسم، التي تفعلها “الجذور الحرة” – تلك الجزيئات السامة الناجمة عن عملية الأيض أو التلوث). وفي تعليقه على آخر الدراسات، يقول آلدر “أعتقد أنها نتيجة معقولة قد تزيد الاهتمام في تقليص الالتهاب من أجل الوقاية من الأمراض المزمنة”. ويعمل الباحثون الآن على إجراء اختبارات للآثار المباشرة التي يخلفها “سيماغلوتيد” على الدماغ، ويبدو أن مجموعة الأمراض الأخرى التي يمكن استخدامه لعلاجها في المستقبل لا يستهان بها. وبينما يقول الدكتور آدم موريتون استشاري الطب النفسي لكبار السن في عيادات بال مال مديكال Pall Mall Medical إن الدواء لا يزال جديداً نسبياً، و”إن عيادات المستشفيات العادية لن تكشف أي تغيرات قبل مرور بعض الوقت”. ما تعنيه الأمراض التي تجرى عليها الاختبارات هو أنه في حال تبين أن النتائج مبهرة مثلما تبدو في المرحلة الأولية، قد يكون ذلك فعلاً منتهى الأمل في عالم الصحة. الخرف ويقول الدكتور موريتون إن “دراسة أكسفورد تشير إلى ارتباط ‘أوزمبيك’ و’ويغوفي’ بتقليص احتمال المعاناة من مشكلات إدراكية لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني”. “وقد تنجم الفوائد عن تقليص احتمالات [مستويات] الخطر التي تزيد فرص الإصابة بالخرف”. ويشرح بأنه في حالة ألزهايمر، تتضرر خلايا الدماغ بفعل بروتينات تسمى تاو وأميلويد تتسبب بموت بعض مناطق الدماغ، “في المقابل، في الخرف الوعائي، تضيق الأوعية الدموية فينسد مسار تدفق الدم إلى الدماغ على نحو يشبه السكتة الدماغية”. وفيما تتوفر الأدوية التي تشمل أعراض ألزهايمر، كما يشرح الدكتور موريتون “إلا أنها لا توقف تقدم المرض فعلياً. أما الأدوية الجديدة التي تكلمت عنها الأخبار أخيراً، فتختلف وظيفتها- إذ تخفض مستويات الأميلويد في الدماغ في مرحلة باكرة من عملية الخرف”، لكن لا تتوفر أدوية مماثلة للخرف الوعائي. ويضيف أنه “ربما هنا يأتي دور أدوية ‘سيماغلوتيد'”. وقد يعزز تقليص الالتهاب في الدماغ استخدام “سيماغلوتيد” للأمراض الإدراكية، إذ إن ناهضات “1- جي أل بي” لديها قدرة السيطرة على الوظيفة المناعية في الدماغ، فتمنع تراكم البروتينات وتقلص الالتهاب في المسارات العصبية. وجدت دراسة أجريت العام الماضي أن مرضى ألزهايمر الذين تلقوا علاجاً باستخدام ليراغلوتيد (وهو دواء شبيه) أظهروا تراجعاً في انكماش الخلايا ونسبة أقل من تردي الإدراك مقارنة بالذين لم يتلقوا هذا الدواء. ويقول الدكتور إيفان كويتشيف الذي ترأس دراسة أكسفورد “من المعروف عن هذه الفئة من الأدوية أنها تقلص خطر الإصابة بمشكلات في الأوعية الدموية وقد تخلف أثراً على الخرف من خلال تقليص احتمال تندب الأوعية الدموية”. تخضع عقاقير إنقاص الوزن لتجارب بغية تقييم آثارها الإيجابية في عدد من الأمراض (غيتي/ آي ستوك) تدل المؤشرات الأولى على أن “سيماغلوتيد” قد يساعد في حالات ألزهايمر كما الخرف الوعائي، وربما تتضح استخداماته أكثر بعد انتهاء تجارب “نوفو نورديسك” العام المقبل. الاكتئاب في وقت سابق من العام الحالي، وجد تحليل أجرته شركة السجلات الطبية إبيك Epic لأربعة ملايين مريض أن معظم أدوية ناهضات “1- جي أل بي” أدت إلى تقليص أخطار الاكتئاب والقلق المرضي. وظهر أن احتمالات معاناة المرضى المصابين بالسكري الذين تلقوا أدوية “سيماغلوتيد” من الاكتئاب تراجعت بنسبة 37 في المئة فيما تقلصت احتمالات تشخصيهم بالقلق المرضي بنسبة 31 في المئة. ولحظ تحليل لنتائج عدة دراسات وجود تراجع في نسبة الاكتئاب في أوساط المرضى المصابين بالسكري الذين كانوا يتلقون الدواء. وأشار الباحثون إلى أن المنافع على مستوى الصحة النفسية قد تعزى إلى خسارة الوزن، فهناك صلة مثبتة بين السمنة والاكتئاب إضافة إلى القلق. لكن العلماء يتمعنون الآن في النتائج الأولية. ويعتقد البروفيسور المساعد رودريغو منصور من جامعة تورونتو الذي أجرى أبحاثاً على آثار “سيماغلوتيد” أن وجود [مركب] “1- جي أل بي” في مناطق الدماغ المسؤولة عن وظائف الإدراك والسيطرة على المشاعر يسهم بدرجة كبيرة في تقليص الاكتئاب والقلق، بما يتخطى “الخدعة الذهنية”. فقد وجد من خلال دراسة أجراها في عام 2017 أن “أعراض الاكتئاب تحسنت بنسبة 30 في المئة بالمعدل، بغض النظر عن خسارة الوزن”. واكتشف مسح دماغ المشاركين بالرنين المغناطيسي أن مناطق الدماغ المسؤولة عن التخطيط والتنظيم ومعالجة المشاعر تضخمت بصورة ملحوظة في غضون أسابيع قليلة فحسب. النوبات القلبية والسكتات الدماغية يعتقد حالياً أن التأثير المناهض للالتهاب هو الذي يقلص خطر الإصابة بالأزمات القلبية. واكتشفت دراسة جديدة وكبيرة أجراها معهد أمراض القلب والأوعية الدموية في كلية لندن الجامعية، وتناولت تأثيرات “سيماغلوتيد” على أمراض القلب والسكتة الدماغية لدى المرضى الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة، وجود “فائدة من ناحية الأوعية القلبية والدموية” لدى المرضى غير المصابين بالسكري الذين يتناولون “سيماغلوتيد”. فالبالغون المشاركون في التجربة، الذين أصيبوا سابقاً بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو مرض في الأوعية الدموية، إضافة إلى معاناتهم وزن زائد أو من سمنة مفرطة إنما ليس من السكري، واستخدموا “سيماغلوتيد” لأكثر من ثلاث سنوات، سجلوا انخفاضاً بنسبة 20 في المئة في خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة جراء مرض القلب أو الأوعية الدموية. وقال البروفيسور جون دينفيلد الذي ترأس الدراسة “إن هذه النتائج تظهر [بيانات] تأثيرات سريرية مهمة. فنحو نصف المرضى الذين أقابلهم في عيادتي المتخصصة بأمراض القلب والأوعية الدموية تعادل مستويات أوزانهم أولئك المشاركين في التجربة ويرجح أنهم سيستفيدون من تلقي ‘سيماغلوتيد'”. جاء تأثير الدواء على صحة القلب والأوعية الدموية بمعزل عن أية خسارة في الوزن. ويقول البروفيسور دينفيلد “قد تشمل هذه الآليات البديلة آثاراً إيجابية على نسبة السكر في الدم وعلى ضغط الدم أو الالتهاب. وقد تخلف آثاراً مباشرة على عضلة القلب والأوعية الدموية أو الاثنين معاً”. أشارت دراسات أخرى إلى وجود آثار وقائية من السكتات الدماغية والصرع، إذ يبدو أن آثار الدواء من حيث الحماية من الخرف قد تطاول أيضاً أمراض الالتهابات العصبية مثل باركينسون وألزهايمر. الإدمان بفضل استهداف هذه الأدوية للالتهابات تعد احتمالات استخدامها كثيرة ومتنوعة وقد دخل الإدمان الآن دائرة الاهتمام في ما يتعلق بـ”سيماغلوتيد”. في وقت سابق من العام الحالي، قدم باحثون من معهد علم الأعصاب في جامعة بنسلفانيا النتائج الأولى لتجارب استخدام الدواء في علاج الإدمان على المواد الأفيونية. وعلى رغم صغر الدراسة (لم تشمل سوى 20 مريضاً)، كانت نتائجها مبهرة، إذ تراجعت رغبة الذين تلقوا الدواء في تناول المخدرات بنسبة 40 في المئة. يبدو أنه عند تفعيلها، تستهدف ناهضات GLP-1 مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة والشهوة، وتقلص النشاط في هذه المناطق. عندها يتقلص الشعور باللذة عند تناول “جرعة” ويخف ألم انسحاب المخدر من الجسم. إضافة إلى ذلك، أشارت دراسات مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس في هيوستن أن “أوزمبيك” و”ويغوفي” (سيماغلوتيد) وبعض الأدوية الشبيهة مثل فيكتوزا (ليراغلوتيد) وبييتا (إكزيناتيد)، تخفف من “سلوكيات السعي لتناول النيكوتين” أيضاً. وقال أحد المسؤولين عن الدراسة “إن آلية واحدة في الأقل من الآليات التي تسمح لهذه الأدوية بتخفيف شرب الكحول تعمل عبر تقليص آثار المكافأة الناجمة عن شرب الكحول”. ويعتقد أن ذلك قد ينطبق على النيكوتين على نحو شبيه. فالمواد التي تسبب الإدمان قادرة على زيادة إفراز الدوبامين لذلك ربما تكون إحدى طرق عمل تلك الأدوية هي من خلال تقليص إفراز ذلك الهرمون. وربما يفسر ذلك احتمال كون “سيماغلوتيد” مفيداً في علاج اضطرابات الأكل، وذلك على ضوء ما اكتشفته دراسة من جامعة أوكلاهوما عن أنه يوفر نتائج أفضل من الدواء الحالي المستخدم (في الولايات المتحدة) لعلاج اضطرابات الإفراط في تناول الطعام. ويعتقد الباحثون أنه قد يساعد المرضى الذين يعانون اضطرابات فقدان الشهية (القهم) والشره المرضي (النهام)، مع أنه من الضروري إجراء مزيد من الدراسات على آثاره. لكن يبدو بأن ناهضات GLP-1 قادرة على المساعدة في السيطرة على الضغط النفسي والمزاج والوظائف الإدراكية والمكافأة فيما تخفف آثار أي دواء أو سلوكيات تنشط هذه المناطق في الدماغ. من المتوقع أن تعتمد الدراسات المستقبلية المتعلقة باستخدامات “أوزمبيك” و”ويغوفي” على التمويل الأكاديمي، إذ لا تخطط الشركة المصنعة لـ”أوزمبيك”، “نوفو نورديسك”، حالياً أن تدرس الاستخدامات الأخرى للعقاقير، لكنها تدرس خيار إجراء تجارب سريرية متعلقة بأمراض الكبد المرتبطة بالكحول، لكي تعلم إن كانت مادة “السيماغلوتيد” قادرة على تحسين صحة الكبد والتليف (التندب). ومن المثير للحماسة أن بعض الأبحاث الأولية تجرى حالياً حول آثار هذه الأدوية على بعض أنواع السرطان التي قد تنجم عن الالتهابات. دققت دراسة نشرت في المجلة الطبية شبكة جاما المفتوحة، في السجلات الطبية لمليون وست 100 ألف مريض ليس لديهم تاريخ سابق من الإصابة بسرطان مرتبط بالسمنة المفرطة، ووجدت أن أولئك الذين تلقوا علاجاً بأدوية فيها ناهضات GLP-1 أظهروا “انخفاضاً كبيراً في احتمال الإصابة” بـ10 أنواع محددة من السرطان منها سرطان المرارة والكلى. إلى الآن، لا توصف الأدوية التي تباع تحت علامات تجارية مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” سوى لعلاج السكري من النوع الثاني ولخسارة الوزن، وتشترط حصول المريض على وصفة من الطبيب. لو تبين فعلاً من خلال الدراسات أن هذه الأدوية لديها تأثير كبير حقاً في بعض أخطر وأشد الأمراض، قد نكتشف بأن “سيماغلوتيد” هو فعلاً الدواء المعجزة الذي كنا ننتظره. © The Independent المزيد عن: داء السكريأوزميبكالخرفالسمنة المفرطة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “موت الأسيزي” لجيوتو من تثوير الرسم الديني إلى التعبير عن الرأسمالية next post نانو بلاستيك وكيمياويات أبدية تخالط حليب الأمهات You may also like رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024 لماذا تحدث أشياء سيئة للأشخاص الطيبين؟… دليل السعادة... 19 نوفمبر، 2024 عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها... 15 نوفمبر، 2024 الشبكة العصبية الاصطناعية ثورة في استنساخ عمل الدماغ... 15 نوفمبر، 2024 السماح بعلاج ضد ألزهايمر سبق منعه في أوروبا 15 نوفمبر، 2024 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط... 15 نوفمبر، 2024 تدني الرغبة الجنسية لدى الرجل: 9 نقاط حول... 15 نوفمبر، 2024 ما الذئبة الحمراء وكيف يمكن علاجها؟ 14 نوفمبر، 2024